إلى لقاء قريب! معتصم الحارث الضوّي 2 ديسمبر 2020
قبل فتح الستار نشأنا على صوته الشجي ينتقي بعناية درر الشعر من الفصحى والعامية، فأضحى جزءا من خريطة التكوين ومكونات الذائقة.
كلاكيت 1 صبيحة يوم قائظ في النصف الأول من الثمانينيات. ذهبنا بصحبة صديق يعشق إبداعاته إلى منزله العامر في توتي. كان يوما لا يُنسى.
كلاكيت 2 أول حفلة عامة يقيمها بعد الانتفاضة. بدأها ب "الساقية"، وتحوّل المقطع الذي كان موسيقا فحسب (يحيا الشعب..) لأول مرة إلى كلمات صريحة يرددها الجمهور، وعبر دقائق طويلة اهتزت قاعة الصداقة والجميع يهتف بصوت واحد، وكثير منهم يغالب الدموع.
كلاكيت 3 صحبتنا "إلى مسافرة" و "يا مريا" و "تايه الخصل" و "حبيبتي" و "تايه الخصل" وغيرها في محطات الغربة القارسة، ولكن "الرحيل" حظيت بمساحة خاصة، وخاصة في شتاء المجر الذي لا يعرف التصالح، إذ كانت بحق تذيب جليد الشوارع والقلوب معا.
كلاكيت 4 نوفمبر 1990. بعد تأخير ليوم كامل وصلت إلى أثينا رحلة الخطوط الجوية السودانية القادمة من لندن، ثم حملت الطائرة جموعا من البشر؛ معظمهم طلبة سودانيون من أنحاء أوروبا الشرقية. وصلت الرحلة إلى الخرطوم بعد منتصف الليل، وتوجه الجميع مشيا نحو مبنى المطار، وهناك وجدناه يجلس على كرسي عند المدخل، ولعله كان يستمتع بالنسيم في ساعات تعرف فيها الخرطوم السكينة. عندما رأى الشباب هب واقفا وخاطبهم بحماس "مرحبا بكم في بلدكم. شرفتم أرض الوطن يا شباب"، فهطلت دمعات حرى من الكثيرين؛ اختلط فيها الحنين للوطن والفرحة بالعودة ومشاعر أخرى يصعب وصفها.
كلاكيت 5 لا أقولُ وداعا.. بل إلى لقاء قريب، في مكان كريم، عند مليك رحيم سبقت رحمته غضبه.
إلى جنان الخلد يا من عطّر أعمارنا بالإبداع والفن والجمال. إلى الملتقى يا حمد الريح.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة