أقباط عطبرة ذكريات لا تموت (خواطر عطبراوية في استراليا)

Quote: أقباط عطبرة وذكريات لا تموت . * الإسم سهير فؤاد فانوس، ولدت ونشأت في مدينة عطبرة في حي الفكي مدني ، * محل الإقامة الحالية : مدينة سيدني – أستراليا - New South Wales Sydney * أرملة الراحل دانيال امين الذي فارق الحياة يوم 2018/6/8 ، وكان يعمل في شركة سنجر المتخصصة في ماكينات الخياطة قرب باتا للأحذية مقابل دكان فايز فهمي في السوق القديم . تدرج زوجي حتى أصبح مديراً لشركة سنجر الشمالية ، كان يسافر كثيرا الي كرمه النزل وشندي ومعه محمود الزين المتخصص في تصليح ماكينات الخياطه في سنجر ، وعلي ما اتذكر كان إسم السائق الذي يرافقهم عبد الله ، كنت أخاف عليه لكثرة أسفاره وكنت أوصي السائق عبد الله بضرورة التأني في القيادة ، أصدقاء زوجي لا عدد لهم ولا حصر اغلبهم من المسلمين فهو طيب القلب وسوداني اصيل وعطبراوي حتى الثمالة ، اغلب أصدقاؤه في مستشفي السلاح الطبي بعطبرة حيث كان يعطيهم الماكينات والثلاجات بالأقساط المريحة وبكل ثقه ، وكنّا نذهب الي منازلهم في أعيادهم حاملين في طياتنا الحب والوفاء . * أتابع عبر الأسافير بلهفة بالغة كل ما يكتب عن مدينتي الجميلة مدينة عطبرة وأجد في ذلك سلوى كبيرة وعزاء لنفسي التي تتوق وتحن لمسقط رأسي التي أصبحت بعيدة عني ، فهي أشبه بالثريا في كبد السماء صعبة المنال حيث فصلت المسافات . * قضيت طفولتي كغيري مثل أطفال عطبرة في حي الفكي مدني ونشأت وترعرعت فيه وسط نخبة مميزة من جيران أفاضل كرماء جمع بينهم الود والحب ، درست بمدرسة الأمريكان في حي القيقر بالقرب من نادي الضباط وتحولت بعدها لمدرسة الأقباط المصرية بحي السكة حديد بعد وفاة شقيقي غرقا في النيل وإصرار الوالدة على ترك مدرسة الأمريكان التي تحاذي النيل خوفاً علي من ألقى نفس مصير شقيقي ، تدرجت في الفصول الدراسية في مدرسة الأقباط والتحقت بالقسم الأدبي تخصص إنجليزي ، ونجحت في الثانوية ألعامه ورفض اهلي ان أكمل الجامعة بالخرطوم لعدم وجود أقرباء لنا في الخرطوم . * التحقت للعمل بقطاع السكه الحديد بمصلحة المخازن - قسم المشتريات – وكنت منسقة مكتب المشتريات آنذاك مع مكتب المشتريات بلندن فيما يختص بالعطاءات وغير ذلك ، ثم انتدبت للعمل مع خبراء البنك الدولي مع أربعة موظفات منهم بثينه الابس زوجة محمد حنتبلي صاحب المكتبة الشهيرة . * لن أنس زملائي وزميلاتي في العمل في ادارة المخازن وأذكر على سبيل المثال مدير المخازن آنذاك الأستاذ محمد صديق، الأستاذ فايز فوزي مدير الحسابات ، تاج السر الطيب مدير شئون العاملين ، وكان يترأس هرم وذروة سنام السكة حديد المدير العام السيد / محمد عبد الرحمن وصفي ، كنا نعيش كأسرة واحدة ، لم أشعر بأي مضايقات وأنا فتاة في عز الشباب وسطهم كانوا يعاملونني كأخت يخافون علي ويحمونني ، كنا نتشارك وجبة الفطور سوياً كالأسرة الواحدة في المكتب بمشاركة زملائي عوض عمر ، عبد اللطيف ، ميرغني محمد الحسين وغيرهم ممن لم تسعفني الذاكرة على تذكرهم ، كنت في وسطهم كأخت وزميلة ولم اشعر بأنني قبطية في وسطهم حيث كانوا يعاملونني أنا وزميلاتي القبطيات بكل احترام ومحبة . * كان الناس يرونني بصفة يومية وأنا أقود دراجتي الساعة السادسة صباحاً متوجهة للعمل وعند الثانية ظهراً عند انطلاق صفارة السكة حديد وقت الخروج من العمل وسط حشود العمال والموج الهادر ولم أكن أحس أبداً بأنني غريبة وسطهم بل كنت أشعر باطمئنان وراحة وسط هؤلاء العمل والموظفين الذين أعتبرهم أخوة لي ، كذلك كنت أتردد باستمرار على متن دراجتي على محلات الطير الأبيض الذي يملكه صمويل جرجيوس وعمارة عباس محمود لشراء المواد الغذائية والأجبان والدجاج مع المرور على دكان الصاوي وحبيب بسطا ومكتبة حنتبلي لشراء ما يلزمني . * هيئة السكه الحديد كانت في ذاك الوقت قمة الرقي ومنتهى الانضباط ليس هناك فرصة فيها للمتسيبين حيث دفاتر التوقيع في المواعيد الأمر الذي جعلها أنموذجا يحتذى فورائها رجال أكفاء خدموا بكل تجرد وإنسانية وجعلوا من السكة حديد منارة ومعقلاً للوطنية وقلباً نابضاً لكل السودان ، اما عن الأطباء لا لأنس أن أذكر على سبيل المثال لا الحصر دكتور فلبس مرقس محروس ومصطفي كرفت وأخصائي النساء دكتور الفاضل سعيد ودكتور فؤاد جندي ، * أكثر ما علق بذاكرتي ولن أنساه ما حييت هو الأعياد في عطبرة فالحديث عنا ذو شجون ولن ينقطع أو يمل ، حيث نفرح نحن الأقباط بأعياد المسلمين ونشاركهم تلك الأفراح ، أذكر في رمضان انتظارنا بفارغ الصبر للمدفع وكأننا نحن الصائمون ، كنا نقوم برش الماء لتيريد المكان في الشارع الذي يجلس فيه الرجال لإفطار رمضان ثم نقوم بفرش البروش لتناول طعام الإفطار للرجال ، إنه تعايش سلمي قل نظيره وانقطع مثيله الكل يعيش في سلام ووئام يس هناك ما يعكر صفو الوداد في ذلك الزمن الجميل ، مهما تحدثت عن ذكرياتي الجميلة فلن تكفيني آلاف الصفحات ، ولكن يكفيني انني لا زلت علي اتصال دائم مع زملائي وزميلاتي وجيراني الطيبين أمثال عبد الغفور المحامي واولاده وآل عمران وآل حنتبلي ، ولا يفوتني أن أذكر الكم الكبير ممن هاجر معي إلي استراليا من أبناء المرحوم فايز فهمي وال حبيب بسطا وفايز فوزي وعدد لا حصر له من العطبراوية المخلصين المحبين لعطبرة التي يجري حبها في دمائهم ، أتمنى من صميم قلبي وسويداء فؤادي أن أراها ثانية وتكتحل عيناي برؤية الوجوه العطبراوية النقية . * ما أن يهل عيد الفطر إلا وتنهال علينا من جيراننا أطباق الكعك والبتيفور والغريبة والبسكويت ونذهب ونحن أطفال إلى فسحة المولد للاحتفال ونزور جيراننا لتهنئتهم ، أما عن عيد الأضحى المبارك فحدث ولا حرج حيث يردنا ما تنوء به ثلاجتنا عن حمله من أكتاف وفخوذ الضان من خرفان العيد التي تم ذبحها ولا أنسى ( أم فتفت) وملاح اللقمة والعصيدة بالويكة الحمراء ، وهم كذلك يتشاركون معنا في أعيادنا شم النسيم والميلاد فنخرج كلنا مسلمين وأقباط في رحلات على شواطئ النيل والأتبراوي للاستمتاع والشواء . * الله يسامحك يا أخي الهادي الشغيل فقد بدأت الدموع تنهمر وتتهاطل من عيني فقد هيجت الأشجان وذكرتني بالذي مضى من جميل الذكريات في مدينة لم أكن أنوي مغادرتها لكن لا بد مما ليس منه بد ، أوواه تذكرت المولد النبوي قرب السوق الكبير ، فقد دأب والدي وبصفة سنوية على استئجار دكان ثابت في فسحة المولد يبيع فيه السمسميه والفوليه والحمصية وعرائس المولد ويتدفق عليه معظم المسلمين للشراء واقتناء الحلويات اللذيذة .. إنها ذكريات لا يمحوها الزمن . * لدي بنات عاشوا جزء من طفولتهم في حي الفكي مدني مازالوا يتذكرون تماما أصدقائي وصديقاتي ولا يمر يوماً إلا ويتذكرون الأيام الخوالي التي قضوها في عطبرة ويرددون دوماً (( يا ماما حليل عطبره وناس عطبرة ذات المعادن الطيبة) ، حيث لم تنقطع الصلات وهن متواصلات مع بنات زميلاتي عبر وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة ، وهنا أغتنم هذه الفرصة لأبعث بتحاياي القلبية لتوأم روحي وزميلتي محاسن أبو القاسم وزوجها عبد العال عبد الحفيظ اللذان أسميا إبنتهما على إسم إبنتي أماني ، * أسرتي تشبعت بالقيم العطبراوية النبيلة واكتسبنا العادات والتقاليد التي نشأنا عليها في هذه المدينة الوادعة ، لم تغير فينا الحضارة الزائفة في أستراليا ، فما زلنا نحافظ على الموروث العطبراوي ونقله إلى أستراليا ففي أفراحنا نقوم بوضع الحناء للعرسان وتلبس العروس القرمصيص مثل السودان تماماً . * من الأمكنة العطبراوية التي تغازل مخيلتي ولا تبرح ذاكرتي عمارة عباس محمود والتي يسكنها الكثير يسكنها الأصدقاء ، السينما الوطنية ايّام سيدهم كنّا تحجز لوج كل يوم احد أنا وزوجي وأطفالي ، مبنى البلدية جوار بنك السودان فهو مكان للترفيه ، اما حي الفكي مدني حيث منزلي لا اجد كلمات أُوصِّف بها هذا الحي الجميل ، واذكر عند انقطاع التيار الكهربي نجتمع جميع الجيران مسيحيين ومسلمين بالشارع لنتسامر كأسره واحده لحين عودة التيار الكهربائي ، ومن الشخوص الفنان حسن خليفه العطبراوي ويكفيني بانه عطبراوي فهو فنان احبه جدا ويعشقه العطبراويون وكافة السودانيين . * لن أنس لحطة وداعي لعطيرة وخروجي منها وتجمهر الجيران والأحباب الذين أتوا من كل أحياء عطبرة وكان الوداع أشبه بمأتم سالت فيه المقل وبكت العيون وتحدرت على الوجوه وانتحب الكل .. رباااااه لن أستطع أن أصف مشاعري في تلك اللحظة الصعبة فقد خلت أن روحي تخرج من بين أحشائي ، في تلك اللحظة تسارعت نبضات قلبي ، بكيت دما لكوني سأفارق حبيبتي مدينة عطبرة التي طالما احتضنتني وآوتني وكفتني ، ، لا أخفيكم سراً أن بعض الجيران والأصدقاء والصديقات أصر على مرافقتنا حتى الخرطوم ووداعنا في المطار .. ما أقسى تلك اللحظة . * أخيراً وليس آخراً أشكر أخي الهادي الشغيل الذي شرفني بهذه النافذة لأطل على أحبتي العطبراويين وأخفف من وطأة الشوق الذي أضناني للمحبوبة والأحبة بمدينة عطبرة الصمود .

Quote: أخيراً وليس آخراً أشكر أخي الهادي الشغيل الذي شرفني بهذه النافذة لأطل على أحبتي العطبراويين وأخفف من وطأة الشوق الذي أضناني للمحبوبة والأحبة بمدينة عطبرة الصمود .

Quote: وكل الاكبار والاجلال لاهلنا اقباط عطبره لهم النعمه

Quote: شكرا شكرا شكرا لهذه الاطلالة العطبراوية الرائعة... بس بنلومك كتير عشان انت ما زرت ام المدائن اتبرا ..... وعلى الرغم من ان اتبرا الان ما زي زمان لكن الاختلاف ما كبير والقيم العطبراوبة النبيلة التي تحدثت عنها السيدة الجليلة سهير فانوس ما زالت كما هي .... ومن هنا ،ومن هذا المنبر نرسل تحياتنا النواضر لبنت عطبرة سهير فؤاد فانوس والتحيات لابن عطبرة البار الهادي الشغيل ،،،،والله يا الهادي اشتقنا نقرا ذكرياتك عن ام المدائن عطبرة..... الله يجازيكي بالخير يا سهير فقد نزلت دموعنا من سطورك المضيئة عن عطبرة واهلها ،،،

Quote: على دكان الصاوي وحبيب بسطا ومكتبة حنتبلي لشراء ما يلزمني .

Quote: كلامها نابع من القلب يا عمك علي .. اعرف اسرة حبيب بسطا .. و اعتقد احد ابناء عم حبيب توفى باستراليا من فترة وجيزة .. يا ريت يا عم علي تسألها شيخ اقباط اتبرا منو .. لانو عندنا زول هنا طروش و كضاب بدعي المعرفة و هو ما ما عارف كوعو من بوعو ..

Quote: زرت عطبرة مرة واحدة فى بداية ثمانينات القرن الماضى حيث زرت فيها احد اخوتى والذى كان يقيم فيها بأسرته وكان يعمل فى البريد والبرق ويقيمون فى حي الداخلة والحي على ما اذكر كان قريباً من السوق المركزي ووجدت انّ للجيرة هناك قدسية كبيرة تلك الرحلة من الرحلات التى لازالت عالقة بالذهن .

Quote: لقد صدقت في قولك ان للجيرة هناك في عطبرة قدسية كبيرة ولكني اود ان ازيدك كمان شوية بانه ليست الجيرة فقط التي لها قدسية كبيرة ولكن كونك ساكن في نفس الحي ، بل قل لو انت من سكان عطبرة فلذلك وحده له قدسية كبيرة ،،،،

Quote: دكتور فلبس مرقس محروس

Quote: البلابل وعطبراوي وغيرهم

Quote: رغم أنني لم أزور عطبرة

Quote: وارض الحيوان.

Quote: يا شيخنا، معقولة بس !!!. ليك علي أكان الله مدّ في أيامنا ؤ لماني فيك أمِسكك من إيدك وأزورك حلآلآ فريق فريق وأطوف بك حول السكة حديد سبع أشواط، نقعد في قهاويها ؤ نشرب جبنتا ؤ شاهيها . والله نحن ما بنرضى أكان ما مشيت زرتها وإتمسحت في قُبب المحطة . دعوة مفتوحة والتصريح عليّ أنا، بالمناسبة ناس أتبرا بقولو للتصريح (التِسرِيّح)...

Quote: يا سلآم يا أُستاذ ترهاقا يأخ، وحات الله إنت زول سمح بالحيل ...

Quote: فتحنا اعيننا على الدنيا في عطبرة الحبيبة ومعظم جيراننا من الاقباط ومعظمهم كانوا زملاء عمل للوالد رحمه الله في السكة حديد في بيتنا بحى القيقر كان نصف السكان من حولنا من الاقباط درس اخي المهندس المرحوم حسن في مدارس الاقباط، عندما توفى بالخرطون تفاجأنا بجيراننا الذين كانوا زملاء عمل ودراسة يهرعون للتعزية ناس يقدرون الجيرة تماما انصهر الاقباط في مجتمعات عطبرة ولم يكن هناك اي نوع من التفرقة في كل النواح