أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له الرحمة

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 04:13 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-15-2021, 09:30 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له الرحمة

    09:30 PM June, 15 2021

    سودانيز اون لاين
    Osman Musa-
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أمضى سعدي يوسف أغلب مراحل حياته في الغربة والمنافي

    توفي في العاصمة البريطانية الشاعر العراقي سعدي يوسف عن عمر يناهز الـ 87 عاما، وبعد معاناة مع مرض عضال في سنواته الأخيرة.

    ويعد سعدي يوسف أحد كبار الشعراء في العالم العربي خلال العقود الخمس الماضية وأحد أبرز الأصوات الشعرية في عالم الشعر من حيث التجربة الشعرية وغزارة الإنتاج.

    وينتمي سعدي يوسف إلى موجة الشعراء العراقيين التي برزت في أواسط القرن الماضي، وجاءت مباشرة بعد جيل رواد ما عرف بالشعر الحر أو التفعيلة، الذي أطلق على رواد تحديث القصيدة العربية من أمثال نازك الملائكة وبدر شاكر السياب وبلند الحيدري وعبد الوهاب البياتي.

    وقد أطلق البعض على هذا الجيل اسم "الجيل الضائع"، فقد عايش بعضهم جيل الرواد لكن منجزهم الحقيقي جاء في الخمسينيات، وضم هذا الجيل إلى جانب سعدي يوسف، الشعراء محمود البريكان ومظفر النواب وآخرين.

    إعلان

    وبرحيله ستكون الساحة الشعرية العربية قد فقدت أحد أبرز الأصوات التي ملأت الأجواء الشعرية تجديداً وصخباً وتمرداً.







                  

06-16-2021, 11:21 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)



    الأخ الخواض
    دي بداية آخر قصيدة كتبها الراحل من على فراش
    الموت .

    وجدت على سريره.

     

    يردد حفيدي شهاب مقولته كل مساء

    حين تهدأ غرفته ويكف ضجيج الممرات

                  

06-16-2021, 03:43 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)


    وداعا سعدى يوسف .




                  

06-16-2021, 05:47 PM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    تالت التلاتة الكبار

    السياب والبياتي وسعدي يوسف

    زي اهرامات الجيزة

    قديما قيل يا عثمان

    أشعر الأمم العرب
    وأشعر العرب اهل العراق

    وانا بقول معاهم
    وأشعر العراقيين هم السياب والبياتي وسعدي يوسف

    ودعناك الله يا ابو مريم
                  

06-16-2021, 07:20 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: أبوذر بابكر)

    تحياتي لكم وخالص العزاء معشر الشعراء: عثمان والمشاء وأبو ذر. كان الفيتوري رحمه الله ورحم سعدي ورحمنا جميعاً على يقين أن الشعراء لا يموتون. وقد أحزنني هنا ما وصفه العزيز عثمان ببداية آخر قصيدة لسعدي:

    يردد حفيدي شهاب مقولته كل مساء

    حين تهدأ غرفته ويكف ضجيج الممرات

    ولعلها قصيدة مكتملة وقد اتخذ الشاعر قناع الحفيد لتأكيد بقاء نشيده الخاصّ حتى بعد موته ورحيله!
                  

06-17-2021, 06:41 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: عبد الحميد البرنس)

    لاحظوا أصدقائي غربة الشعر والشعراء في الثقافة العربية المحتضرة :

    لو كان بوست نعي لعابرْ ما بلا بصمة ،

    لانهمرت الدعوات والتضرعات والابتهالات.

    إذنْ:

    ماذا بقي من "الشيوعي الاخير"؟؟


                  

06-17-2021, 08:22 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: osama elkhawad)

    بل غربة الشعر والشعراء في الحياة كلها

    لكن

    حتما سيبقى الشعر ويقيم

    ما اقام عسيب
                  

06-17-2021, 09:50 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: عبد الحميد البرنس)

    أخينا الأديب الجميل البرنس.
    سلام
    والبركة فيكم يا أخي.
    دي قصيدة تسليم شعلة الشعر للحفيد.
    سعدي هنا يحسسك بتسليموا لراية فن النشيد
    للاحفاد .
    دا أضخم تكريم للشعر يا برنس .
    سعدي يرثي نفسه بطريقة قمة في المدنية .
    طريقة مبتكرة للرثاء .
    يا للفجيعة.
    ...
    تابع القصيدة .
    يردد حفيدي شهاب مقولته كل مساء

    حين تهدأ غرفته ويكف ضجيج الممرات

    " مامن بيت بنيناه يدوم ، والفراشة ما ان تخرج من شرنقتها حتى تموت "

    بعد ايام يوارى الثرى

    لندن اقرب لي من بيوت الطين في حمدان

    معلقة على سعف النخيل

    مازالت عذوقها محملة بالرطب

    ومازال الفتى سعدي يقطع شارعها

    المغبر في عز الظهيرة .

    ماذا تريد ايها الأخضر وقد ذويت

    الجزائر بحر لا تسعه السماوات

    والبصرة سماء  اطبقت على اليم

    لن ترتوي  بعد هذا النأي بماء شط العرب .

    ..............................

    في اول الليل زارني امرؤ القيس

    وخلفه كان ريتسوس  يقرأ معلقة

    قفا نبكي ...

    لماذا البكاء يا صاحبي  ؟

    الفجر منطلق القصيدة

    والذكريات جميلة

    أمرها اجمل من ساعة منفى

    وانا مثلكم

    تائه ربما ، لكني اذكر علامات الطريق

    قد نلتقي مرتين

    مرة في القصيدة وأخرى عند مصب  النهر

    هل ادرك السياب قنطرة  على نهر بويب

    ام ظل في منتصف الطريق

    يصحح آخر بيت من قصيدته

    انت الغريب على الخليج يوما

    وانا الغريب سنوات عمرك كلها يا بدر

    هل نلتقي تحت السدر ام تحت النخيل ؟

    قريبا سينبلج الفجر

    وترحل روحي في هدوء

    هل تسقط الراية الحمراء

    ام تبقى يدي معلقة بها

    ونرحل في سماء الفجر

    آه يالوني المفضل

    بغداد تمر بخاطري

    حمراء هذا الفجر

    مثل اليمامة ،

    مذعورة ،  تحيط صغارها ...

    يكفي

    فقد تعبت من لون الوسادة والشراشف

    خلف الستائر ينتظر الأحد

    هيا ... هيا الى مرعى السماء .

     

    سعدي يوسف شهاب .

     

                  

06-17-2021, 12:08 PM

عبد الحميد البرنس
<aعبد الحميد البرنس
تاريخ التسجيل: 02-14-2005
مجموع المشاركات: 7114

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    لعل ذلك ما أدعوه عزيزنا عثمان أحياناً ب"أنين القوافل البشرية السائرة عبر القرون دون عزاء". أرأيت كيف استحضر سعدي محطات الشعر عبر الزمن؟ كما لو أن أسماء أخرى سقطت سهواً مثل سان جون بيرس؟ لا شك أن هذه من أجمل مراثي الذات للذات. وقد ذكرتني بأساها وشفافيتها وهدوء حزنها برثاء بورخيس لبورخيس. ورثاء صلاح محمد إبراهيم لنفسه عبر قطعة نثرية غاية الروعة استحضر فيها رحيل شقيقه الطفل قبل عقود. كنت في زيارة الشاعر الراحل حلمي سالم بمكتب مجلة أدب ونقد بالقاهرة. فوجدت هناك الشاعر الكبير محمد عفيفي مطر في ضيافته. وجاءت سيرة صلاح شاعرنا الكبير. قال عفيفي وقتها إنه لما قرأ قطعة صلاح النثرية تلك عن شقيقه قد أدرك أن أيام صلاح غدت في الحياة قليلة. وقد كان. يرغب المبدعون الكبار دوماً في جعل الحياة أكثر إنسانية وتحويل المكان إلى فضاء رحب للعيش. لا يبقى فكر هناك لا يتغنّى بهذا الإنسان!
                  

06-17-2021, 07:56 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: أبوذر بابكر)


    الأخ الشاعر ابوذر
    سلام
    والبركة فيكم وفي عموم الأشقاء العراقيين في الفقد الكبير .
    يا أخ ابوذر .
    الراحل ادخل محبين الشعر في متاهات بعيدة وأسئلة عديدة
    في اختيارو مدينة ساكرامينتو كلفورنيا في قصيدة اميركا.
    تفتكر شنو سبب اختيارو ساكرامينتو في التعبير ؟
    له الرحمة .






                  

06-17-2021, 12:37 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22494

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    تحياتي اخي عثمان موسى
    فقد كبير رحيل هذا الشاعر النحرير

    من قصائده التي مررت عليها كثيرا:

    **

    كلَّ صباحٍ أفتحُ عينيَّ على الغيمِ

    الممطرِ دوماً

    والأبيضِ أحياناً.

    أنا لا أتصوّرُ ما قالوا لي عن شمسٍ ثابتةٍ

    فوقَ حِجازٍ...

    قالوا أيضاً إنّ بلادي تلكَ ،

    وإني سأُتَوَّجُ فيها ملكاً يوماً ما...

    أنا لا أرغبُ في أن أُمسي ملكاً.

    لكنّ الأجدادَ يُطلّون عليّ من الجدران

    ومن غرفةِ مكتبتي

    ينتظرونَ ،

    وقد سكنوا أُطُراً ذهباً ، ودفاترَ يوميّاتٍ

    وفصولاً من كتبٍ لن أقرأها...

    لُغتي اختلفتْ

    وثيابي

    حتى عيناي هما زرقاوانِ ،

    إذاً ، لن أمضي معهم:

    يوماً في بغدادَ

    ويوماً في مكّةَ

    يوماً في الشّامِ

    وآخرَ في قصرٍ مَلكيٍّ بالعقَبةْ

    ..................

    لكني أسمعُ عن أنّ ملوكاً عادوا

    عن أزهارٍ تستقبلُهم بمطاراتٍ غامضةٍ
                  

06-17-2021, 12:39 PM

ابو جهينة
<aابو جهينة
تاريخ التسجيل: 05-20-2003
مجموع المشاركات: 22494

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: ابو جهينة)

    اسم القصيدة اعلاه

    امير هاشمي منفي في لندن
                  

06-17-2021, 02:52 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: ابو جهينة)

    أخي الشاعر الخواض
    سلام .
    اتركك تستريح هنا مع العاشق سعدي المتيم بحب عاصمة الجمال.

    نيويورك التي أحببت

    سعدي يوسف

    قبل عامَين تلقّيتُ دعوةً من "المركز الأميركي لنادي القلمAmerican PEN center، للمشاركة في ملتقيً دوليّ مَعنِيٍّ بالتثاقُفِ. آنَها ترددتُ طويلاً، ثم أخبرتُ أصحابَ الدعوة اعتذاري، لأسبابٍ خاصّةٍ. الناسُ قبلوا اعتذاري بكل لُطفٍ. لكنهم جدّدوا الدعوةَ هذا العام، في هيأة رسالةٍ من سلمان رشدي، بُغيةَ المشاركةِ في ملتقيً دوليّ حول "الوطن وما بَعدَه". ومع الرسالة أُرفِقَتْ قائمةٌ بأسماء المشاركين والمشارِكات، ومن بينهم: نادين غورديمر (نوبل)، وبرايتن برايتنباخ، وسلمان رشدي نفسه. رجوتُهم تمديد إقامتي أربعة أيامٍ أخري تلي أيام الملتقي. قلتُ لهم إنني أريد أن أتآلف مع الحاضرة العظمي: نيويورك. مع مانهاتن، وجسر بروكلين، ومتحف المتروبوليتان، وقرية غرينتش. وحانة "الحصان الأبيض" التي كرعَ فيها ديلان توماس آخر كؤوسه، قبل أن ينهار علي مصطبة، ويُنقَل إلي مستشفيً قريبٍ ليقضي نحبه... إلخ.

    وهكذا كان. وصلت مطار جون فتزجرالد كنيدي، في ظهيرةٍ صافية من اليوم الثالث والعشرين، نيسان. الإجراءات بسيطة، فأنا أحمل جواز سفرٍ بريطانياً، أخيراً ! لقد تخلّصتُ، إلي الأبد، من قذارة الإدارة العميلة في العراق، واشتراطاتِ جواسيسِها وقَتَـلَـتِها المعمّمين. كان هنالك من يستقبلني وينقلني إلي نُزْلِ المبيت والفطور Bed and breakfast وصلنا إلي رقم 501 في لكسنغتِن آفنيو، بمانهاتِن، حيث نُزْلُ روجر سْـمِثْ Roger Smith Hotel المفاجأة كانت أن هذا النُزلَ كان ذا ستة عشر طابقاً. نُزل مبيتٍ وفطورٍ يليق بنيويورك ! وتذكّرت ما يماثله في المملكة المتحدة، بيوتاً ذوات غُرُفاتٍ لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة.

    * * *

    إسهاماتي في الملتقي كانت ثلاثا:
    1. في قاعة المدينة، حيث الافتتاح.
    2. في هنتر كوليج.
    3. في بيت شعر نيويورك.
    في مساء الافتتاح، كانت القاعة ممتلئة تماماً، وعند الدخول كنا رأينا الناس مصطفّين لشراء تذاكر الدخول، خمسة عشر دولاراً للتذكرة. كان هناك مطرٌ خفيفٌ. موضوع الأمسية كان عن الوطن ومابعده. ومن المتحدثين : نادين غورديمر. سلمان رشدي. أنا...

    * * *

    في هنتر كوليج كان الموضوع متصلاً بالهجرة. تحدثتُ مع عبد الرزاق قرنة من زنجبار، وسيدة مغربية (نسيت اسمها)، وشابٍّ من موزمبيق كان أصدر كتاباً عن تجربته المريرة باعتباره من الأطفال الجنود.

    * * *

    في بيت شعر نيويورك، قرأتُ قصائدي مع برايتِن برايتنباخ، وسيدة من الدانيمارك، وشاعر شابّ من البرتغال. حرصتُ علي قراءة قصيدة واحدة باللغة العربية مع الترجمة الإنجليزية، وكانت تلك القصيدة هي "ليلُ الحمرا".

    ليلُ الحمرا
    شمعةٌ في الطريق الطويل
    شمعةٌ في نعاس البيوت
    شمعةٌ للدكاكين مذعورةً
    شمعةٌ للمخابز
    شمعةٌ للصحافيّ يختضّ في مكتبٍ فارغٍ
    شمعةٌ للـمُقاتل
    شمعةٌ للطبيبة عند الأسرّةْ
    شمعةٌ للجريح
    شمعةٌ للكلام الصريح
    شمعةٌ للفنادق تكتظّ بالهاربين
    شمعةٌ للـمُـغَنّي
    شمعةٌ للمذيعين في مخبأٍ
    شمعةٌ لزجاجة ماء
    شمعةٌ للهواء
    شمعةٌ لحبيبَين في شقّةٍ عاريةْ
    شمعةٌ للسماء التي أطبقتْ
    شمعةٌ للبدايةْ
    شمعةٌ للنهايةْ
    شمعةٌ للقرار الأخير
    شمعةٌ للضمير
    شمعةٌ في يدي !

    * * *

    علي أيّ حالٍ، كان عليّ أن أغادر نُزل روجَر سْمِث، مع انتهاء الاستضافة يوم التاسع والعشرين من نيسان، لأسكنَ شقّة سنان أنطون، بالمبني السكَنيّ لأساتذة جامعة نيويورك التي يعمل فيها سنان. شقّته بالطابق الثامن، تطلّ علي مكتبة الجامعة، وعلي الشارع الذي تسلكه لتبلغ حديقة جورج واشنطن الشهيرة، ومن هناك ستتفتّح أمامك قرية غرينتش، أو القرية كما تُدعي هنا اختصاراً. في هذه الشقة زارني صلاح عوّاد الشاعر، والصحافيّ المخضرم في مقر الأمم المتحدة. قال لي صلاح عواد إن النادي العربي في الأمم المتحدة يريد أن يدعوني إلي قراءة هناك في المقر. وهكذا أعلن النادي الثقافي العربي :
    United Nations Staff Recreation Council Arab Club

    يسرّ النادي العربي في الأمم المتحدة دعوتكم لحضور اللقاء الشعري مع الشاعر العراقي الكبير سعدي يوسف، وذلك من الساعة الواحدة وحتي الثانية والنصف من بعد ظهر يوم الثلاثاء 1 أيار/ مايو 2007 في قاعة الاجتماعات Eفي مبني الأمانة العامة. ونشكر لكم مساهمتكم في هذه المناسبة الثقافية المتميزة. الدعوة عامّة. كان اللقاء طبيعياً، وأليفاً. قرأت حوالي ثلاثة أرباع الساعة. بسّام اللبناني، الذي يعمل مع سنان أنطون علي إنتاج فيلمٍ سينمائيّ عني تولّي توثيقَ القراءة كاملةً.

    * * *

    في مقهي / مطعمٍ إيطاليّ، بالقرية، يحمل اسم "مقهي البحر" التقيتُ مع صديقَينِ عزيزَينِ، أكنُّ لهما احتراماً خاصّاً، وتربطني بهما وشائجُ حُلمٍ ومعايشةٍ في أماكن عدّة، خطرةٍ أحياناً، هما إلياس خوري، وفوّاز طرابلسي الذي تجشّم الرحلة من كولومبيا، حيث يعطي دروساً، إلي القرية. كان رائعاً كعادته، وقوراً، وممتلئاً بالعنفوان، والرأي السديد النافذ. إلياس خوري، دائبٌ علي اكتشاف العالَم. محتفٍ بالحياة، وبالصداقة. دافقٌ بالأمل. يسدِّدُ سهامـه، فلا تطيش. قد يطيش، هو، لكنّ سهامه لن تطيش !

    * * *

    حين، ارتفعتْ نيويورك، فجأةً، أمامَ عينيّ، وأنا في السيارة، قادماً من المطار، أحسستُ بأنني صديقٌ لهذه الحاضرة، أحسست ُبأن العمائر المرتفعة في الـبُـعد، هي الأسطورة التي ظلّت حاضرةً في الحاسّة والتصوّر. نيويورك تنهض، فجأةً، أمامَ عينيّ، كما نهضتْ في الحلم المستديم. نيويورك الحقيقة والسينما. الحلم والـحَجَــر. أُطروحةُ الثورة الفرنسية، ومأوي قاطعي الرقاب. لستُ متوجِّساً من المدينةِ. استعرضتُ ما كتبه الشعراءُ : لوركا أوّلاً. ثم مَن قلّدوا لوركا. العداءُ الذي واجه به الشعراءُ (بعد لوركا) نيويورك، كان عداءَ التقليدِ المتعجِّل لفيدريكو غارسيا لوركا. أنا لم أشعرْ، حتي هنيهةً، بوخزة العداءِ التقليدية تلك.

    * * *

    غيرَ بعيدٍ عن "حديقة جورج واشنطن" ، وفي يوم سبتٍ، كان " سوق الفلاّح ". Farmers market الفلاحون يأتون بمحاصيلهم: فواكه، وخضار، ولحوم. أجل ما في السوق، التلاميذ الصغار الذين يؤتي بهم إلي هنا كي يتعرّفوا علي الأشياء في أوّلِــها. كل شيء له ملمسٌ ورائحةٌ ومرأي وتاريخ.

    * * *

    يقول لي صلاح عوّاد:
    أعرفُ أنك ستأتي إلي نيويورك ثانيةً وثالثةً. هذه المدينةُ، مدينتي. طفتُ كثيراً. وفي أحد الأيام، دخلتُ إلي شارعٍ ما هنا. سألتُ عن أمرٍ، فدلّتني امرأةٌ إلي سواء السبيل. قلتُ : إذاً، هاهوذا مـأواي. وأنا هنا، مُذّاكَ. أنا هنا منذ قرنٍ !

    * * *

    العلاقة بين الشعراء والمدن ملتبسةٌ إلي حدٍّ ما، لكن نيويورك أمرٌ آخر... أنت لا يليق بك أن تجعل علاقتَكَ، والحياةَ، ملتبسةً. هل نيويورك الحقيقة القصوي؟

    * * *

    بيتر موني Peter Money شاعرٌ صديقٌ من ولاية فيرمونت. كنّا نتراسلُ لستّ سنوات، ونتبادلُ قراءة نصوصنا الجديدة. بيتر موني شاعرٌ ممتازٌ، وأحدُ طلبة ألان غينزبرغ. هو أستاذ جامعة. أودعَ ابنتَه لدي أصدقاء، وجاء يلقاني في نيويورك. ترافقْنا ثلاثة أيامٍ، وأهداني " هارمونيكا " حقيقية. قال : الهارمونيكا مبارَكة. اعزفْ عليها تنقذْكَ من عنتٍ وضِيقٍ. سعد أبو الـحَبّ، ابنُ العائلة العريقة، الفنّان، دعاني وبيتر إلي مطعمٍ يابانيّ. قال إن د. محمد مهدي (الراحل) دعاه إلي المطعم ذاته، ليلةَ زفافه هو (أي سعد). فيونا، الرائعة، الإنجليزية، من إيسلنجتون اللندنية، التي كانت في دار فابر أند فابر (دار نشر إليوت) والتي تتولّي الآن دار نشر غراي وولف بولاية منيسوتا، جاءت إلي قراءتي في بيت الشعر النيويوركي. قالت إنها مستعدة لنشر مجموعة شعرية جديدة لي باللغة الإنجليزية. سنان أنطون وبيتر موني قالا لها إنهما سيقومان بترجمة قصائد لي كُتِبَتْ مؤخراً. القصائد لن يقل عددها عن الخمسين. لكأنّ الصفقة تمّت حقاً. فيونا سعيدة !

    * * *

    وماذا بعدُ؟
    أضعتُ حقيبتي في مطار جون فيتزجرالد كنيدي بنيويورك. وعدتُ فارغ اليدين. ليس في الحقيبة من نفيسٍ سوي CD أهدانيه صلاح عوّاد، فيه برنامج وندوز أوفيس 2003. بعد خمسة عشر يوماً، جاءني نداءٌ من تكساس:
    ـ أنا ديانا، من الخطوط الجوية الأميركية. أأنت سعدي يوسف الشاعر؟
    ـ نعم.
    ـ أهذا هو عنوانك؟
    ـ نعم.
    ـ اليوم أرسل حقيبتك. اذهبْ الإثنين إلي مطار هيثرو تجدها هناك.

    * * *

    يبدو أن صلاح عوّاد يمتلك القدرة علي التنبّـؤ...
    إذ أنني سأعود إلي نيويورك في شـهر آب، مع صديقتي هذه المرّة !


    لندن 28.05.2007


                  

06-17-2021, 03:36 PM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    Quote: بل غربة الشعر والشعراء في الحياة كلها

    لكن

    حتما سيبقى الشعر ويقيم

    ما اقام عسيب

    لكن بدرجات مختلفة وهائلة الاختلاف.

    كثير من طلابي يستغربون عملي كمدرس بينما انا كاتب له كتب كثيرة وفيديوهات ومواقع لنشر نصوصه.

    اقول لهم "من حاز جائزة نوبل" اي نجيب محفوظ كان موظفا حتى تقاعده.
    ولم يستطع ان يتفرغ للكتابة.

    الكتابة " وردية ثانية " في هذه الثقافة الماضوية الخرافية المتهاوية..
                  

06-17-2021, 07:41 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: ابو جهينة)


    أخي الأديب الكبير ابوجهينة
    سلام
    البركة فيكم . ادعوك للسياحة البهية في شعاب حضرموت.
    ادعوك للسياحة في حضرية الشعر ( حضارمة)
    ....

    حَضارِمة

    سعدي يوسف

    ربما كان من حضرموتَ الطريقُ الذي لو سلكْناهُ عِشْنا
    آنَها، نَتْبَعُ السَّيْلةَ:
    الماءُ من ألفِ عامٍ وأكثرَ أفرَغَ في البحرِ أشجارَهُ والشياه الهزيلةَ
    أفرَغَ في البحرِ حتى تماثيلَنا
    وعيونَ الشواهدِ...
    صِرْنا مَكاشِيفَ
    تخترقُ الشمسُ أجسادَنا كالمرايا.
    وصِرنا رُعاةً
    ولكنْ لأفيالِنا والنسورِ.
    دُعاةً
    ولكنْ إلى الأرخبيلِ الذي عافَهُ اللهُ...
    ..................
    ..................
    ..................
    نائمةٌ حضرموتُ
    وناعمةٌ مثلَ أوراقِ تَبْغٍ طريٍّ
    ستَقْرِصُنا ليلةً
    لتقولَ: الطريقُ إلى مكّةَ اتَّضَحَ الآنَ،
    والحَجرُ الأسودُ اجْتَرَفَتْهُ السيولُ
    إلى البحرِ
    حيثُ الخيول...

    لندن 1/ 11/ 2008.


                  

06-18-2021, 03:01 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    .
                  

06-18-2021, 08:32 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: بدر الدين الأمير)


    البركة فيكم أخي بدر الدين الأمير
    ادري مقدار حزنك على رحيل سعدي
    وأعلم أنك قد توقفت تبكي مع سعدي في مفرق حضرموت.
    ...
    ربما كان من حضرموتَ الطريقُ الذي لو سلكْناهُ عِشْنا
    آنَها، نَتْبَعُ السَّيْلةَ:
    ..
    هنا تختلف المعاني وتختلف ترجمة لوحات سعدي عليه الرحمة .

                  

06-18-2021, 10:27 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    تحياتي يا عثمان

    بالنسبة لإدخال واستعمال مدينة ساكرامينتو، كاليفورنيا في قصيدة سعدي

    دي دلالة علي سعة ثقافة والمام وحاطة سعدي يوسف بالأحداث الشهيرة الحصلت في العالم

    واستخدام اسم المدينة ما جا عبثا وفيه قصة عجيبة

    وفي القصة برضو دلالة علي حس سعدي يوسف وانحيازه للانسان المقهور والمظلوم حيثما كان

    والقصة باختصار هي:

    في ستة ١٩٦٦ وتحديدا في شهر مارس، حصل اضراب عمالي في مدينة ديلانو في كاليفورنيا
    وحصل اعتصام ومواجهات بين العمال وأصحاب العمل
    قرر العمال ينظمو مسيرة احتجاج ويمشو يقابلو حاكم الولاية في سكرامنتو
    وقرروا انهم يمشو علي الأقدام
    المسافة من ديلانو لغاية سكرامنتو حوالي ٤٠٠ كلم او ميل والله ما متأكد
    المهم بدت المسيرة ومرو على حوالي كم وخمسين مدينة وقرية تقريبا عشان يصلو ويقابلو الحاكم ويوصلو شكاوبهم ضد أصحاب العمل وضد الشرطة

    القصة اخدت أبعاد كبيرة جدا بعد داك وبقت ملحمة وقصة تروي

    كم سامشي إلى سكرامنتو
    كم سامشي لابلغ بيتي
    كم سامشي لابلغ بنتي

    دي كانت اغنية المسيرة

    أو "الجلالة" زي حقت ناس الجيش لما يكون عندهم مارش

    March to Sacramento



                  

06-18-2021, 10:47 AM

بدر الدين الأمير
<aبدر الدين الأمير
تاريخ التسجيل: 09-28-2005
مجموع المشاركات: 22981

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: أبوذر بابكر)

    عثمان
    سعدى يوسف اخر جيل العمالقة
    وكما قال شاعر العراق الكبير محمد
    مهدى الجواهرى
    المجد ان يحميك مجدك وحده
                  

06-18-2021, 12:11 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: أبوذر بابكر)


    تحياتي أخي ابوذر
    سعدي علاقات وارتباطات وجدانية مهولة بالأماكن وبالتاريخ والناس.
    ارجو الكتابة عن قصيدة حضرموت .
    كما أرجو من الأخ البرنس تشريح القصيدة التاريخية العميقة المعاني .


                  

06-18-2021, 11:00 AM

أبوذر بابكر
<aأبوذر بابكر
تاريخ التسجيل: 07-15-2005
مجموع المشاركات: 8610

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    المسيرة ل سكرامنتو يا عثمان اخدت ٢٥ يوم

    ومقطع النشيد لاحقا بقى واحدة من أغنيات البلوز
                  

06-18-2021, 06:00 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: أبوذر بابكر)



    أخينا ابوذر
    سلامات
    نحن في انتظار أخيك الخواض للحديث عن لوحة سعدي الحضرمية .
                  

06-18-2021, 07:00 PM

خضر الطيب
<aخضر الطيب
تاريخ التسجيل: 06-24-2004
مجموع المشاركات: 10350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    On Saturday June 12th, at 4:10 a.m. Saadi Youssef, the great Iraqi poet, passed away at his home in the village of Harefield outside of London. Saadi will be buried at Highgate Cemetery in North London.

                  

06-18-2021, 07:01 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)


    وأنا من جيل مدين له بالكثير. ولا بدّ من الاعتراف بهذا الدين.
    وصل إلينا سعدي، والشعر صخّاب لهّاب، من البياتي، إلى أدونيس، إلى محمود دوريش. فهدأ لنا النغمة. سكب على رؤوسنا الحامية ماء بارداً. وكنا في حاجة إلى هذا. كنا بحاجة إلى أن يخفت الصخب قليلاً، وإلى أن تهدأ الأرواح قليلاً. أتانا بالأخضر بن يوسف، أتانا بجدارية فائق حسن، وأتانا بالبسيط الجميل، فتلقفناه.
    درست في بغداد. وأذكر أنني حين عدت إلى عمان حملت معي مجموعته «الأخضر بن يوسف ومشاغله». وكان الجو صخاباً شعرياً هناك أيضاً. فتشكلت حول سعدي وحول أخضره حلقة. كنا أنا وأمجد ناصر نواة هذه الحلقة، ثم اتسعت الحلقة، والتقت مع حلقات أخرى هنا، وهناك. وصارت الحلقات تياراً كبيراً.

    ...


    أنقذنا سعدي من الصخب. وأنقذني أنا من محمود درويش العاصف الصاعق. ثم تعرفت على سعدي في بيروت. لكنها لم تكن معرفة عميقة. في قبرص في أواخر الثمانينات وأوائل التسعينات، عرفته أكثر وأعمق. كنا نُصدر مجلة «الفكر الديمقراطي» التي رأس تحريرها جميل هلال. وهناك خبرته محرراً حقيقياً، وتعلمت منه. لم يكن يأنف، كشاعر كبير، القيام بأي شيء حين يطلب منه. ثم واصلت معه في تونس. ثم كنت ألتقيه هنا وهناك في هذا العالم.
    لم يبدأ سعدي يوسف عاصفاً كما بدأ السياب، أو أدونيس، أو محمود درويش. لا، بدأ هادئاً ورصيناً. لم يكن هناك في مجموعاته الأولى ما يوحي بأنه سيتحول إلى شاعر كبير. كل شيء يوحي أنه سيكون شاعراً جيداً، لكن ليس من الكبار. لكنه ما لبث أن أسقط هذا الحكم، وحوّل نفسه إلى زعيم تيار عريض في الشعر العربي. وقد فعل ذلك بدأبه وجهده. كان يعمل عمل النمل، خطوة خطوة، وحبة حبة، حتى امتلأ بيته وفاض. سعدي يوسف مدين للجهد والمثابرة لا للموهبة. وهنا تكمن قيمته. هنا تكمن أمثولته الحقيقية. لقد حفر بأظافره في الصخر حتى صار شاعراً كبيراً. ولم ترفعه موجة سياسية، رغم أنه كان في قلب السياسة. لم ترفعه الجماهير. بل رفعه الشعراء، والشعراء الشباب من عدة أجيال خاصة. البياتي رفعته قضاياه وحزبه، درويش رفعته موهبته وقضيته، وأدونيس أيضاً رفعته موهبته وقضاياه محددة. أما سعدي فرفعه جهده، ورفعته جمهرة من الشعراء.

    لم يبدأ عاصفاً كما بدأ السياب، أو أدونيس، أو محمود درويش. لا، بدأ هادئاً ورصيناً


    وقد ظل سعدي يكتب كل يوم تقريباً حتى مرضه الأخير. ولعله كتب في مرضه أيضاً ولم يصلنا. وكان هناك في السنوات الأخيرة من طالبه بالتوقف على افتراض أنه يكرر ذاته. وتكرار الذات ليست تهمة. فالغالبية الساحقة من الشعراء تنتهي إلى تكرار ذاتها، بهذا الشكل أو ذاك. ثمة قوانين بيولوجية تتحكم في هذا. ثمة الشيخوخة التي تضرب كل شيء. لكن علي أن أقول أن سعدي لم يكن يكرر ذاته بالطريقة المألوفة. إذ كان يفاجئك بين الحين والحين فينشر مقطعاً أو قصيدة تحسّ بأنه استعاد شبابه فيها. كان سعدي يريد أن يكتب ويكتب، أن يقرأ ويقرأ، وأن يترجم الشعر وأن يترجمه. ومهما قيل عن ترجماته، فقد لعبت دوراً هائلاً في تطور عدة أجيال شعرية. وكانت تأثير ترجمته لكفافي وريتسوس على الأخص كاسا. وكان سعدي في الحقيقة يترجم أشباهه. فقد كان قريباً جداً من ريتسوس، وكان يحاول أن يقترب من عوالم كفافي.
    وليس هناك شعراء قديسون، لأنه ليس هناك بشر قديسون. كانت لسعدي نواقصه، وكانت له محاسنه. وقد قضى العقدين الأخير بالذات وهو في اشتباك دائم مع مثقفين كثيرين. وقال كلاماً لم يكن يحسن به أن يقوله. لكن للعمر أحكام، ولليأس الذي عمّ المنطقة أحكام. اليأس قطّع قلوبنا في هذه المنطقة، ودفعنا إلى فعل ما كان من الأفضل أن لا نعمله. وكنت أرى جدالات المثقفين مع سعدي وأحزن. أقول في نفسي: ارحموا شاعراً تعب، ولم يعُد متماسكاً. ارحموا من أعطاكم وأعطانا كثيراً. لكن الدمار واليأس الذي حل بالمنطقة لم يساعد أحداً على الغفران لأحد. 
    ولا يتحمل سعدي وحده مسؤولية هذه المعارك. فالعراق، أبو سعدي وأمه، كان قد اشتبك مع ذاته، ومزّق هذه الذات إرباً إرباً. وكيف كان على سعدي أن يتماسك في هذا المناخ المخيف. لقد كان ابن غزيّة التي مزقت ذاتها:
    وهل أنا من غزية إن غوت
    غويت، وإن ترشد غزّية أرشد 
    كلنا غوينا في العقدين الأخيرين. كلنا تمزقنا، ومزقنا غيرنا. لكن سعدي كان قد وفى ووفىّ. كان قد أعطانا ما يعطيه إلا الذين فاضت بالوحي أرواحهم.
    ...
    شعراء كتبوا عن سعدي .


                  

06-19-2021, 02:58 AM

خضر الطيب
<aخضر الطيب
تاريخ التسجيل: 06-24-2004
مجموع المشاركات: 10350

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    قصائد نيويورك 2

    سعدي يوسف

    الحوار المتمدن-العدد: 2056 - 2007 / 10 / 2 - 11:05
    المحور: الادب والفن

    أبواب هارلِــم
    بالقطارات، عاويةً ، ومثلّــجةً ، ومجـلجِــلةً ، سوف نبلغُ هارْلِــمْ .
    بأغاني الجنوبِ البعيداتِ نبلغُ هارلِمْ
    بالقِـنَّبِ المتضَوِّعِ أزرقَ نبْلُغُ هارلِمْ
    بالكنائسِ حيث المسيحُ الفقيرُ سنبْلغُ هارلــمْ
    أين ، يا بائعَ الماءِ ، هارلِـمْ ؟
    *
    كأني هبطت على كوكبٍ ليس فيه نيويورك !
    الشوارعُ ، تلك العريضاتُ ، قد حفرتْها السنونُ العِجافُ
    وغضَّنت القارَ مثل وجوهِ الذين انتهَوا خارجَ البار ...
    كانت رطوبةُ صيفٍ من الـمِـسِـسِسبِّــي تَـلُفُّ الهواءَ على الماءِ .
    ذاك القطارُ الذي قد أتينا بهِ لم يَـعُـدْ في المحطّــةِ ...
    أســرى هنا ، نحنُ
    والرجلُ الأبيضُ ، الـجَهْمُ ، قَــيَّـدَنا في السفينةِ
    وارتاحَ في منزلِ الشــاطيءِ .
    القارُ يلمعُ كالزيتِ
    والـحُلْـمُ مِـلْح ...

    *
    أين يمضي القطار ؟
    أين تمضي القبورُ التي سكنتْ كلَّ دار ؟
    أين تمضي الكنائسُ ، خمساً لكلِ امرىءٍ ؟
    أين يمضي القطار ؟

    *
    لا رياح
    السفينةُ لامست القاع َ.
    نامَ الـمُـغَـنِّي
    وغابت نجومُ الصباح .

    *

    قد كنتُ أحلمُ أن تكون محجّـتـي في هارلِـمَ السوداءِ .
    كنتُ أقولُ : حتى لو خُذِلْتُ ، وخابت الآمالُ والأفعـالُ ،
    والرؤيا ، فإنّ لديّ ، في القاعِ ، الأغاني والضّبابَ الأزرقَ.
    الدنيا مُلَـوّنةً ، وذاكَ العازفَ الأعمى ، وأسرارَ البيانـو .
    هل تُرى أخطأتُ ؟
    عند مَدارجِ البابِ التقطتُ الصورةَ الأولى لِـهارلِــمَ :
    جَـدّةٌ وصـبيّــةٌ تقتعدانِ درْجةً سُـلَّمٍ في المدخلِ .
    نيويورك تنأى ...
    ليس في هذا المكانِ سـواكِ ، يا أوراقَ تـمْـبِـكْـتو
    البهيّةِ ...
    يا مُعَــلَّــقةَ الســواد !

    *

    بالقطاراتِ
    عاويةً
    ومثلّـجةً
    ومُـجَلجِـلــةً
    سوف نتركُ للقيظِ والغيظِ
    هـــارْلِــــم !


    نيويورك 09.8.2007


    شـــــطرنج


    سُـــجناءٌ قدامى .
    زنوجٌ بلا عملٍ منذ قرنٍ ونصفٍ .
    أساتذةٌ هجروا المقعدَ الجامعيَّ المقدّسَ
    واستلموا مقعداً في الرصيفِ .
    نساءٌ تعبْنَ من المســرحيةِ :
    من دَورِ آدمَ / حوّاءَ .
    أحلاسُ ليلٍ أضاعوا الطريقَ إلى البيتِ .
    ..................
    ..................
    ..................
    في كل ســاحةْ
    رُقعــةٌ !


    نيويورك 09.8.2007



    نهارُ جُـمُــعــةٍ ممطـــر


    عيدٌ هذا اليوم لسياراتِ الأجرةِ ...
    والناسُ يلوذون بأبوابٍ لم تُفتَحْ بَعـدُ
    ومِظَــلاّتٍ ســودْ
    ( امرأةٌ واحدةٌ عبرتْ قربي الآنَ مظلّــتُها حمراءُ )
    الأشجارُ تُـنَـوِّعُ خضرتَها
    والأطفالُ يروحون إلى المدرسـةِ
    نيويورك شــوارعُ تحت المطرِ الصيفيّ الدافيءِ
    تنتظرُ ...
    نيويورك بغيرِ أزقّــةْ !
    نيويورك ، الجمعةَ ، تغتســـلُ .
    الفتياتُ يفكِّرنَ :
    العطلةُ قد بدأتْ منذُ الآن ...


    نيويورك 10.8.2007


    الفتى الأسـودُ يطيــرُ


    فجأةً
    قررتُ أن أدخلَ في " زاوية الجاز " ...
    مساءٌ باهتٌ .
    كان بريدي الإلكترونيّ يأتي باعتذاراتٍ
    طوالَ اليومِ .
    والقيظ !
    كأني لم أزلْ في عدَنٍ ...
    والمرأةُ / القطةُ قالت إنها تتركني الليلةَ
    كي تأوي إلى مرســمِها في آخِرِ البلدةِ .
    إني رجلٌ يكره أن يحيا وحيداً ،
    هكذا
    قررتُ أن أدخلَ في " زاوية الجازِ ".
    ...........................
    ...........................
    ..........................
    هو المقهى
    طويلٌ
    متَراخٍ
    كـمَـمَـرٍّ في قطارٍ أســتراليٍّ .
    وكانت صورٌ باهتةٌ لـمُغَــنّينَ زنوجٍ تملأُ الجدرانَ .
    موسيقى من الريفِ أتتْ من آلةِ التسجيلِ .
    لا جازَ ...
    أيا ساقيةَ البارِ !
    نعم ...
    بعد قليلٍ .
    دائـمـاً في العاشــرةْ !
    *

    أُكمِلُ كأسَ " الديكِ الروميّ البـرّيّ "

    The Wild Turkey

    *

    ضجّةٌ في البابِ ...
    كانت فتياتٌ يتدافعنَ
    ويضحكنَ
    ويدفعْنَ فتىً أسودَ قد علّقَ قيثارتَه من ظَهرِهِ
    حيثُ تدلّـى شَعرُهُ المضفورُ في سَـبْـعٍ .
    مضتْ ساقيةُ البارِ إلى البابِ :
    ادخُلوا ...
    ولْـنبدأ الآنَ !
    الفتى الأسودُ ، ينضو ، الآنَ ، قيثارتَـهُ
    والفتياتُ الضاحكاتُ اخترنَ أن يجلسنَ في آخِـرِ صفٍّ
    من كراســي الحانةِ .
    الريفُ الذي كان هنا في آلةِ التسجيلِ ... غابَ ...
    اندفعتْ قيثارةٌ .
    كان الفتى الأســودُ
    في الليلِ الأميركيِّ
    يطيــــــــر !


    نيويورك 11.8.2007


    مَــركز روكفــلَــر

    The Rockefeller Center


    ذهبٌ هو الشلاّلُ
    والتمثالُ من ذهبٍ .
    كؤوسُ المطعمِ الصيفيّ من ذهبٍ
    وقائمةُ الطعامِ
    وما تَـراكَــمَ في الصحونِ ...
    ملابسُ العمّالِ من ذهبٍ .
    ودانِــيــةُ الغصونِ
    وما يدورُ على المصاطبِ من حديثِ الناسِ
    من ذهبٍ .
    وفي الأعلى تلوحُ مسلّـةُ المبنى التي لم تَعفُها الأيامُ من ذهبٍ .
    وجوهُ الناسِ من ذهبٍ .
    وأبوابُ المحطةِ والقطارِ الـجَهْـمِ من ذهبٍ .
    طريقُ المركزِ المرصوفُ من ذهبٍ .
    وأشجارُ الطريقِ
    وجنّـةُ الأزهارِ من ذهبٍ .
    وجِــرْوُ البنتِ من ذهبٍ .

    ..............
    ..............
    ..............

    لَـكَـمْ أضحَكــتَـني ، يا صاحبـي
    في المطعمِ الصينيّ
    حينَ بدَوتَ محتدماً
    وأنت تقولُ :
    قلبُ البنتِ من ذهبِ !



    نيويورك 13.8.2007

    عُــبورُ جســرِ بْـروكْــلِنْ

    Crossing the Brooklyn Bridge

    آخرون سيرَونَ مراكبَ مانهاتِن شمالاً وغرباً
    ومرتفعاتِ بروكلِن جنوباً وشــرقاً .
    آخرون سيَرَون الـجُزُرَ ، كبيرةً وصغيرةً .
    وبعد خمسين عاماً من الآن ، آخرونَ سيرَونَها وهم يعبرون ،
    الشمسَ بعد نصف ساعةٍ من مَطْــلـعِها.
    وبعدَ مائة عامٍ ، بعد مئاتِ الأعوامِ ، آخرون سيرَونَها ، سيستمتعون بالغروبِ ، باندفاعةِ الـمَـدِّ .
    بانحسـارِ الـجَـزْرِ .
    أنا أيضاً عشتُ – بْروكْـلِـنْ ذاتُ التلالِ ، كانت لي .
    أنا أيضاً طوّفتُ في شوارعِ جزيرةِ مانهاتِن ،
    واستحمَمْتُ في المياهِ المحيطةِ .
    كنتُ مانهاتيّاً ، ودوداً ، وأبِـيّـاً !

    والت ويتمان – عبور مُعَدِّيةِ بروكلِن


    Others will see the shipping of Manhattan north and west, and the heights of Brooklyn
    to the south and east;
    Others will see the islands large and small;
    Fifty years hence, others will see them as they cross, the sun half an hour high;
    A hundred years hence, or ever so many hundred years hence, others will see them,
    Will enjoy the sunset, the pouring in of the flood-tide, the falling back to the sea of the
    ebb-tide .. . .
    I too lived—Brooklyn, of ample hills, was mine;
    I too walk’d the streets of Manhattan Island, and bathed in the waters around it. . . .
    I was Manhattanese, friendly and proud! . . .
    ~Walt Whitman, "Crossing Brooklyn Ferry"



    لأَقُلْ إن وِيتمانَ قد عبَــرَ الجســرَ ...
    مثلي
    صباحاً ، وفي شــهرِ آبَ اللظى .
    ولأقُلْ : كان يســهرُ في مانهاتِنْ ...
    وهو الآنَ قد عبَرَ الجســرَ ، طَـلْقَ الـمُحَـيّا ، حثيثَ الـخُــطـا .
    فإلى أينَ يذهبُ ؟
    أيّ الشوارعِ يختارُ ؟
    أيّ الزوايا ؟
    ......................
    ......................
    ......................
    أقولُ لهُ :
    والْـتْ !
    خيرٌ لنا ، بعد ليلٍ عجيبٍ هنالك ، أن نتأنّى هنــا ...
    نتذوّقَ قهوتَنا في الرصيفِ
    ونستقبلُ الناسَ بالبسمةِ .
    الشارعُ اكتظَّ بالسالكينَ . الحديقةُ مفتوحةٌ . والمخازنُ .
    والنهرُ يبدو من الـبُـعـدِ أخضرَ ...
    فلْنســتَرِحْ في الرصيف !
    *
    الشمسُ تقتربُ منّــا . دعْــنا نجلس على هذه الكراسي الـخُضرِ .
    تحت المظلة الخـــضراء . لا تَـخَـفْ ! نحن لا نزال في الرصيف ...
    الكراسي والمظلة قدّمتْها بلديةُ بْروكْلِنْ لأمثالنا . هل أطلب لك قهوةً مـن
    العربة ؟ صاحبُ العربة أســودُ ، يُعِــدُّ قهوةً لذيذة . كوبان اثنانِ
    بدولارٍ ونصفٍ !
    *
    في شارع فُـلْـتُنْ كنتُ أتمشّى أمسِ . هل أقولُ لكَ : إنني لم أكُنْ
    في شارعٍ ؟ كنتُ في مستودعِ بضائعَ هائلٍ ، له عشراتُ الأبـــوابِ .
    متاهةِ الأحذيةِ والملابسِ والـحُـلِيّ الكاذبةِ . لا أزهارَ هنا ، ولا صُحُف.
    لا مشـربَ جُـعَـةٍ أو نبيذٍ . الماءُ في قناني البلاستيك . وأجـنحـةُ
    البنكِ تُطْــبِقُ .
    *
    أنا وأنت في بروكلِن الآن . لكني أسكـنُ غيرَ بعيدٍ عن ســـوهو .
    ســوهو التي أحببتَ . أتريدُ أن أحكي لك عنها ؟ عن آخر أخبارِها ؟
    أنت لم تذهبْ إلى هناك منذ زمنٍ . منذ مائةِ عامٍ وأكثر ...
    حسناً ، أيها الـمُـعَـلِّـمُ : لقد غادرَها الشعراءُ والفنانون . وهـي
    تُصبحُ ، مثل شارع فُلْـتُنْ ، معرضاً هائلاً للأحذية والملابسِ الغالية .
    ومطـعماً إيطالياً تُمســي .
    *
    الحرب الأهلية انتهت ، يا والتْ وِيتمان . لكن الجنودَ السودَ الذين
    قاتلوا في سبيل الحرية . وعبيدَ مزارع القطن العاطلين ، هؤلاء الذين
    يسكنون هارلم ، وبروكلِن ، وبرونكس ، ومانهاتِن ...
    هؤلاء الذينَ أحببتَهم ، وغنّيتَ لهم ، وغنَّــوا لك ، لا يزالون
    ينامون في الحدائق العامة ، ويأكلون من القُــمامــة ...

    *
    أيها الغريبُ العابرُ ! أنت لا تدري كم حننتُ إلى رؤيتِك...
    أنتَ ، إذاً ، مَن كنتُ أبحثُ عنه ، أو عنها ( لَكأني احلمُ ) ،
    أكيداً أنني عشتُ حياةَ بهجةٍ معك ، في مكانٍ ما .
    كلُّ هذا استُعِــيدَ ، ونحن مع بعضنا ، سـهلَـينِ ، حنونَينِ ، متعلِّقَينِ ، ناضجَينِ .
    أنتَ ترعرعتَ معي . كنتَ فتىً أو فتاةً معي .
    جسدُكَ لم يَعُدْ جسدَكَ وحدَكَ . وجسدي لم يَعُدْ جســدي وحدي .
    أنتَ منحتَني بهجةَ عينيكَ ، وجهَكَ ، لحمَكَ ، ونحنُ نعبرُ .
    وأنتَ آخذٌ بلحيتي ، وصدري ، ويدَيَّ ، بالمقابلِ .
    أنا لا أتحدّثُ إليكَ . سوف أفكرُ بكَ حين أجلسُ وحيداً . أو أستيقظُ وحيداً في الليلِ .
    عليَّ أن أنتظــرَ . سألقاكَ ثانيةً ، لا مَحالةَ .
    سـأجهَـدُ حتى لا أضيِّعَكَ .

    " إلى غريب – والت ويتمان "


    To A STRANGER
    Walt Whitman
    Passing stranger! you do not know how longingly I look upon you,
    You must be he I was seeking, or she I was seeking, (it comes to me as of a dream,)
    I have somewhere surely lived a life of joy with you,
    All is recall d as we flit by each other, fluid, affectionate, chaste, matured,
    You grew up with me, were a boy with me or a girl with me,
    I ate with you and slept with you, your body has become not yours only nor left my body mine only,
    You give me the pleasure of your eyes, face, flesh, as we pass, you take of my beard, breast, hands, in return,
    I am not to speak to you, I am to think of you when I sit alone or wake at night alone,
    I am to wait; I do not doubt I am to meet you again,
    I am to see to it that I do not lose you.


    *

    الغريبُ الذي أنتَ غـنّـيـتَـه
    والغريبُ الذي لم تُـغَــنِّ ...
    والغريبُ الذي ظلَّ أقربَ مني ...
    هل أتاكَ ، هنا ، نبأٌ منهُ ، يا صاحبي والْتْ وِيتْمان ؟
    هل أتاكَ جنودُ " أبو غْـرَيب " ؟
    هل حدّثوك ؟

    *

    مشهدٌ في المخيَّمِ . في مطلعِ الصباحِ . رمادياً ومعتماً . وأنا أخرجُ من خيمتي
    مبكراً ، وأرِقاً .
    وبينما كنتُ أسيرُ ، بطيئاً ، في الهواءِ النقيّ الباردِ ،في الـمَـمَـرِّ قربَ خيمةِ
    المستشفى ، رأيتُ ثلاثةَ شُخوصٍ يتمدّدون على النقّـالات . لقد جيءَ بهم
    إلى هناك ، وأُهمِـلوا . كلُ واحدٍ منهم ، مغطّى ببطّانيةٍ من الصوف الخشنِ الـمُربَدِّ .
    بطّانيّةٍ ثقيلةٍ سوداءَ ، منشورةٍ ، لتغطِّي تغطيةً كاملةً . توقّفتُ ، مستطلِـعاً ، ووقفتُ
    صامتاً . ثم أزحتُ بأصابعَ خفيفةٍ ، الدثارَ ، عن الأولِ .
    مَن أنت ، أيها الرجلُ المتقدمُ في السنِّ ، الكالِـحُ ، الأشيبُ؟ ذو اللحمِ المتهدِّلِ
    حولَ العينينِ ؟ مَن تكونُ يا رفيقي العزيز ؟
    ثم مضيتُ إلى الثاني : مَن تكونُ أنتَ ، يا طفلي وحبيبي ؟
    مَن أنتَ ، أيها الفتى ، ذو الخدّينِ المتورِّدَينِ ؟
    ثم إلى الثالثِ- وجهٌ ليس كوجهِ الطفلِ ، ليس كوجهِ الشيخِ . إنه لَوجهٌ هادئ ، في جمالِ العاجِ
    الأبيضِ المصْــفَـرّ ِ.
    أيها الشابُّ .
    أظُنُّـني عرفتُكَ .
    أظُنُّ وجهَكَ وجهَ المسيحِ ذاتِهِ .
    ميْتاً ، ومقدّســاً ، وأخاً للجميع .
    وإنه لَههُـنا ، مُســْجىً ثانيةً .


    " والت ويتمان – مشهدٌ في المعسكر "



    A Sight in Camp: Walt Whitman

    A Sight in camp in the day-break grey and dim,
    As from my tent I emerge so early, sleepless,
    As slow I walk in the cool fresh air, the path near by the hospital
    tent,
    Three forms I see on stretchers lying, brought out there, untended
    lying,
    Over each the blanket spread, ample brownish woolen blanket,
    Grey and heavy blanket, folding, covering all.

    Curious, I halt, and silent stand;
    Then with light fingers I from the face of the nearest, the first,
    just lift the blanket:
    Who are you, elderly man so gaunt and grim, with well-gray’s hair,
    and flesh all sunken about the eyes؟
    Who are you, my dear comrade؟

    Then to the second I step--And who are you, my child and darling؟
    Who are you, sweet boy, with cheeks yet blooming؟

    Then to the third--a face nor child, nor old, very calm, as of
    beautiful yellow-white ivory;
    Young man, I think I know you--I think this face of yours is the face
    of the Christ himself;
    Dead and divine, and brother of all, and here again he lies.


    *

    أوَدِّعُكَ الآنَ ...
    لا وقتَ عندكَ لي ، يا رفيقي
    ولا وقتَ عندي لكَ ...
    الساعةُ استحكمتْ .
    والجنودُ الذين مَـهَــمَّـتُهُم قتلُ شعبيَ لن يسمعوا صوتَكَ .
    العشبُ نَضْـــرٌ
    رفيقيَ :
    نَمْ هانئاً
    واتَّـرِكْ لي مفازةَ هذا الطـــريق !

    نيويورك 16.8.2007




                  

06-21-2021, 04:47 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: خضر الطيب)

    الأخ الفنان خضر
    سلام
    الف شكر يا اخي على نقل الفيديو البديع .
    و ارجو التكرم برفد البوست ببعض بالمزيد من

    تسجيلات الفقيد الضخمة .
    مع التحية
                  

06-19-2021, 06:43 AM

osama elkhawad
<aosama elkhawad
تاريخ التسجيل: 12-31-2002
مجموع المشاركات: 20506

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)

    Quote: نحن في انتظار أخيك الخواض للحديث عن لوحة سعدي الحضرمية

    من الصعب الحديث عن نص حضارمة عالماشي، كما تفرض التقاليد والعادات الاسفيرية.

    لكن بالمقابل انها فرصة للإشارة الى نمط شعري سائد في نصوص سعدي يوسف،
    عبر الاحتفاء بالمكان عبر تفاصيل دقيقة ورصد للافعال اليومية وشعرية المكان بخلفياتها التاريخية .
                  

08-18-2021, 03:56 PM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أخي أسامة الخواض اعزيك في سعدي يوسف له ال� (Re: Osman Musa)


    فقد لا يعوض
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de