كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
رحم الله ابراهيم واسكنه فسيح جناته واحسن الله عزاءكم
يبدو أنه كان على نسق حميد بل اكثر في عمق لغة الترابلة عند أهلنا الشايقية نرجو ان تتحفنا با لمزيد من شعره رحمه الله
رحم الله ابراهيم ..
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: muntasir)
|
والله كل ما قيل في حق هذا الرجل لم ينصفه قابلته في نهاية التسعينات أو بداية الألفينات لا أذكر بالضبط واطلعني على بعض من إبداعه وفعلاً كان لطيف جداً ومبتسم ويترك فيك انطباع جيد جداً واتذكر كان يترجم الشعر من العربية الى الإنجليزية والعكس واطلعني على ترجمة لبعض أشعار إيميلي برونتي ابراهيم الكامل اكتر مبدع سوداني مظلوم مع إنو والله في صدارة المبدعين السودانيين ربنا يرحمه ويحسن إليه
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)
|
الاحباب الكرام رجاء خاص نشر هذه الابداعات اذا أمكن أهلنا الشايقية اشعر الناس في السودان ونحن في شمالنا الحبيب نجد كل التراث النوبي في شعر أهلنا الشايقية ناس عندهم قيم الترابلة وابداعات البيئة الجميلة النخيل والنيل والاثار والجروف والجنائن
تحياتي الاحباب رحم الله ابراهيم واسكنه فسيح جناته
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: علي عبدالوهاب عثمان)
|
إبراهيم شاعر من طين ونيل وقمر... تحتله اللغة والاماكن من مدن ومعالم ......فيحكي عنها بقداسة العاشق لساكنيها... ما يخلدها بذاكرة الزمان... وذاكرة من يبحثون عن حضن آمن... قصائد ترهق الباحثين عن الحكايا...وتحكي ايضا عن متاهات التوزع بين النساء الامهات والنساء الرقيات (وفي ظن بعضهم الاثم النساء الهبابات)....ومن ثم العودة (بلا حكايا) فقط بغناء موغل في الطرب...تسأله سؤال الضهبان فيضحك....فتصيبك ضحكته بآفة نسيان الكتابة عن حكايا الاماكن وساكنيها... فتعود كما ابتدأت ممتلاءا به وبالشوق الي معرفة الاصل في الحكايا... يكتب الشعر بالعربية الفصحي القحة وبالدارجة الموغلة في المحلية ..ارتباطه المطلق بالجذور حدد اطار مساره الادبي (شعرا ونثرا وونسة ايضا)... مثال لذلك ... سكينة عمة ابراهيم بالدارجة سكينة سميني واللاصفات قزازي وسكينة قميحي والبارزات برازي وسكينة العافي في "المر الحجازي" وسكينة الداخرا للصيف الحرازي وكان حقت حرب ووقفت حجازي سكينة الزغرتت ليلة المغازي سكينة عمة ابراهيم بالفصحي سكينة السمن نفاذا بنــدرته واللامعات زجاجات صفــا فيهـــا سكينة القمح مستورا بسنبــلة والبارزات تلال التبــن تخفيــها سكينة المر في الأعشاب شافيــة حلو المعافاة بعد السقــم يكفيــها سكينة الروح في دوح الحراز خبت نضارة في بيات الصيف ينفيها ولو تحق طبول الحرب مبطلة مزامر الحب والأحــلام تسفيـــها سكينة امتشقت حرف الحماس دوي ليلة الحرب توري النار من فيها ................ أبراهيم كان كريما في خلقه وفي ابداعه ... ومحبا للجمال والحياء ...وكلاهما شكلا طريقة تذوقه للناس والزمان والمكان وسنبدأ هنا بواحدة من أشهر قصائده باللغة الدراجة وهي قصيدة كتبها ابراهيم في رثاء والده في العام 1989 القصيدة تتكون من 142 بيت كُتبت كمربعات. القصيدة توضح ملكة ابراهيم الشعرية ومخزونه الثر وتمكنه من اللغة الدارجة (اللهجة الشايقية) سأقوم أولاً بإيراد القصيدة كاملة، ومن ثمّ أخذ كل مربع على حدة لنقوم باستعراض شرح وتحليل المربع والذي تم بواسطة عدد من الأعضاء بمنبر سودانيات (علي رأسهم أبوذر الكامل و عبد المنعم حضيري وآخرين) نبذة صغيرة عن المرثي : هو الكامل الإبن الأكبر للناظر محمد أحمد عبد الله إبراهيم عكود، رائد التعليم في المنطقة. تخرّج في كلية غردون التذكارية وعمل أعمال إدارية مختلفة في بقاع عدة في السودان. بعد تقاعده، نذر نفسه ووقته لتعليم الأهل في القرير أمور دينهم، فكان إماماً لمسجد العكوداب بقوز قرافي وكانت له حلقات علم يومية بعد صلاة العشاء، يومان للنساء وخمسة للرجال. كسب إحترام وصداقة جميع أهل المنطقة فكان مرجعهم في أمور دينهم ودنياهم. أمّا صفاته، فتتحدث عنها المرثية.
أبـــوي المــات إمــام أبراهيم الكامل آل عكود
خمسة سنين كُتار من دُونُو يا بَاذرْ وخمسة سنين كُتار أيامَه تنْجَرجَرْ النَّسّام صَنَفْ والضُّلْ يطاردُو الحَرْ لا الخمّار يقوم لا الموية تروي الجَرْ
خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي
يا حليل الحَنِينْ من رِيقُو يدّي رَفِيقُو زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو يا حليل الرَكَزْ وَكْت البِصُبْرُو يَضِيقُو يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو
أبُوي مُهْر المِسَيري الدَّاخْرُو لِلمَا جَات وابُوي بَرَبِيت جَوامْعَاً كُلّو صَبّابَات أبُوي سُتْرَة فَقِير مُقْنَع فِقِيرِيَّات وشَمَّرْ قلبُو نُور "النَّجْمِ" و"الذَّارِيَات"
مَعَ فَرْخ الأسُود "قلع النحل" بَشّتْ لو "طَيْبَة" مع "التّميد" في الخلوة فَرْهَدْ فَضْلُو مُو هامّو الوِصِل كُلّ "القرير" من طَفْلُو قام "للعجمي" قَاسَم "ودصلاح" من أكلُو
لاهُو المِنْ تَلِدْ بالخوف تَقُرْضُو جَنَاهَا لا اللاّمِن حَبَتْ لا جَاتُو لا شَمَّاهَا عَطْفُو مِنْ الرَّسُول الحِنُّو فيهو نَبَاهَة كان أدّبْ عَدَلْ والفَلْحَة مِنْ مَوْلاها
بَشّيتْ للصغير لامِن يَبَغِّزْ عُودُو شَدّيتْ للمَرِيض لامِنْ يَطِيب مَوْرُودُو رَدّيتْ للبِغِيبْ لامِنْ يَصُدْ بي صِيدُو خَبّيتْ للفَقِيرْ لامِنْ يَجُود مَوْجُودُو
دَلاَّيْ للكِتَاب دَلاّيْ قُرير أُم نِيلَه رَفَّاعْ للوَقَع فيها ونِغيمتومْتُو دليله رَفَّاع للقَدَحْ تَمَّ البَشَاشَة بَلِيلة والبَرَكَة بتَكِيل فُوق النَّجِيضَة قَلِيلة
أبُوي خَدَمْ الوَطَنْ بَرْقَاً طَمَرْ سِيتِيت سنتين لامْ حِجَاب سنتين مَع ابْ سُومِيت فات البَنْدَر اشتاق لي خَلاَ المِسْكِيت وطَافْ بي دِينُو دار خِرْتِيت جِبَال فِرْتِيت
فَاتْ جِيلاً قَبُلْ خَتَّانَا فُوق القِيفَة من آرْتيِق عَلِي البُقُل البَطَرِّي نَزِيفَة الصوفيّة شَاشَتْ للسياسة أُم زِيفَة والخَوَّاجَة حَبَسْ الخَلْوَة في تَعْرِيفَة
ولولا الشّالُو والدِّينْ الوَقَفْ رَكَّازَة والخير المَدَنْدِعْ مِنْ "عُزَاز" نَهَّازَة كان سَنْجَكْ رَكَعْ للحَزّته الهَزَّازَة والدُوبِيت مَجَنْزَر في غُنَا المَزَّازَة
واتْلَمَّ الضَّلال مَحَّقْ بَركْة النِّيل لا قَرَعُو المُسُور لا جاب رِوِيسُو السّيل البَرَكَاوي هانْ لامِن بَكَا القُنْدِيل لامِنْ لِحْقُو ابُوك و"احمد" مع ام دانْقِيل
أبوي أسِّقْ عَكُود العَاتِي جبل السّد ومِن رَزْمَتْ نِحَاس قُبَّال تَفُور شَدَّد قال للبِعدُو أرْكِزُوا مَحَلْ رَهِيف تِتْقَد أبُوي الكان جَرِفْ خَاف من كُدَاد الحَدْ
وفي الحَق زَيْ عِرِق "عوتيب" أذَى الوَرّاده للمِسكين نَقيطِنْ بَكّتْ الفَصَّادَه بالتَفْسِير غَمَامْة الخِير رَوَت قُصّاده واعِظْ للتُجَار والجَاهْلَة والحَدَّادَة
قَبُل يَهْدِي العَنُود كاس لي هُدَى العَمْيان بَدَلْ زورة ابْ لُغُود عَاوَد علي العَيَّان قَبْل المُسْتَحِقْ فَتَّشْ علي الصَرْمَان والمَطَر إنْ نَزَل فَرْهَد حَشَا العطشان
بَصَّرْتَ الحَريم بي كُنْية التَقْديس وباصَرْتَ الرُّجَال لامِن مَرَقت ابْليس و"ابْ دومة" القِبيل خُفْنَالو مِنْ تَدْنِيس عَاش في المِيضَنَة وبِقَى للتَريدُو جَلِيس
مِنْ قَلب الرِّويس "بِتْ الكُرَيْ" جَات قُوزنا في طَفَّتْ حَريم قَادَت فَتَاتْنَا عَجُوزْنَا لا زَارَنْ بَيَان لا انْضَيَّفَنْ بي موزنا والقَطَف العِلِم ما اظِنْ يَغَيِّر كُوزْنَا
داوِيْت الَّنِفس سَاعَت رَخَتْ بالصُوم وصَافيت الهَجَر والقَنْجَرَت في يوم خَاويت بين وِلادَك وبين ولاد وَدْ توم وسَوَّيت جِيل نَصِيح لا ظَالْمَة لا مَحْرُوم
خَاطَبْتَ الجَمَال في النَّاس مَلَصْ نِعْلاَتُو واصْبَحْ نُور تَواضُع للتِعِب زَلاّتو ربّيت في البَلَد تَمّيت جَمَايل الفَاتُو طال ما كُتَّ حَيْ الخلّفوك ما ماتو
أبُوي قَاصِد كَرِيم في القَدّمُو وفي المَنَعُو يَغْرِز في التَّقيل سَاعة الخُفَاف إنْقَلَعُو ما قِدْرو البِرُوس نَكَرُو الجَمِيل وانْقَطَعُو هَزَّة راس جَبَل تِحْتُو المَنَايح رَتَعُو
قَال اكسُو العَريب بالتَقْدَرُو ومِتَيسِّر أنا بَكْسِي العِلِم والدّين صَعِيبُو بَفَسَّر وزِيدُو أدُّو البَفِيض للعَاقْرِي والمِتْكسِّر أسْرِعُو في الفَضُلْ والدَاب رَقَبْتُو مَقَصِّر
وقَال فَقْرَان ثَواب البُدَلا والمَمْحُونة طاعِنْ دار زَوَال دار العَمَار مَطْعُونَة خَرَّت ايدُو مِنْ البَارْدَة لَوْ مَظْنُونَة وكَّرْ سَاقُو جُوّة الحَارَّة لَوْ طَاحُونة
وَرَّى النَّاس مُفَاطَرْة الضّيوف فِي الجَامِع وّزَّع في الفَضُل قَصَّبْ قُلُوبْنَا مَزَارِع سَنَة فَلَت التَّسَاب عَزَفَت قُريرْنَا مَقَاطِع والياكُلْ مَعَاك يَمْسِك وَرَاك مَدَافِع
عِكْرَت بالذُّنُوب بَلَّجْ هُدَاه الجَوْ وخَنَّقَت البُدُور فَجَّجْ جَبِيُنو الضَوْ يا شُخُب الرِضَا المَا وَقَّفُولو الَبْو جَار قَرْقَرْ زَمَان يا حَاجَّة شِنْ بِنْسَوْ
قَاسِيت اللُّتُم بي صِيده كُنّا جُهَالَه مُرْوَادُو انْطَبَق بالشيخ بَعَد رِجَّاله قَبْلَك والِدِيك الثَبَّتُو القَلْقَالَة يا رَبْ خيرُو لا يَجْفِل يرمِي حَلالَه
أبُوي المُوية ما بتَشْغِل لِهَاة رَوْيَان وابُوي الهَاوِي مَا بيَسْعَل ضَرَى الرّوشَان غَدَر جِسْر التَّسَاب خَلْخَلْنَا بالأرْكَان والرِّيح فَرْطَقَت.. لينا الله يا سليمان
يا القاش الِبيَطْوي المَانْعة يَروِي شُتُولَه رَبِّيت بالحِكَم فِعْل الرّسُول والقُولَه فَاقْدَاك التَّتِبْ والفَاردِي والمَشْكُولَه ضَلاَّك رَبّي يوم الزّولَه تَنْكُر زولَه
مَضْيُوف بيت "قَرَض" خَلّيت كَرَف سَيّال مَعَاك ماتَتْ خِصَال يامَا الوِلِف كَتّال وَرَاك دُهْمَة ظَلاَم بعد البَرِق ما شَال والله يَجِيرنَا مِنْ يومِاً عَقَب زَلْزَال
كَتَّرْنَا العِلِم قُلْنا بنَزِيد خَشَّامَه خايفين نِتْلَفِخ نَطَحَتْنَا مِن قِدَّامه كان كِتْرَن ضُبَاع شِنْ فَايدة الكَجَّامَة يا سَابل السُتُر يوم نَدْخُل الكَمّامة
يا عِرْق الأراك مِنْ "سَلَوَة" لا "اب رَنَّات" ورَاك شَايْلاَت هُمُوم فَقْدَك جِبَال سِنْكَات يا الكِيك المَسَح خُور صَدْرُو بالقَنَتات ويا الكير الكَسَح يا عَوّه لا شِيمات
جَرَّبْتَ الكَتِير لا لُنْتَ لا اتْبَطَّرتَ باصَرْتَ القَليل لا هُنْتَ لا اتْزَرْزَرْتَ كَان وِكْرَت رِجَال لا عُمْتَ لا اتْمَصَّرْتَ جَاك الخير شَكَرْ...فات مِنّك اتْصَبَّرت َ
الدُّنْيا بتَكِيل مَلِوة َالتَّمُود والجَاو والدُّنْيا بتَشِيل ابْ لِبدِه والجَرّاو الُّدْنيا بتَمِيل بالمُهْرة والفَلاّو عَارَت بي وَرَاك..وين البقُول "وش..حاو"
لا بَكَّتْنِي عِين وَرِّيتَه ليه مَا تَبْكي لا وَصَّاف لِسِان عَلَّمْتُو كيف مَا يَشْكِي لا بَكَّانِي عَلَمَاً فُوق قُلُوْبنَا مَتَكِّي وَدّعْنَاك مَسَافِر والنِيَاق هي التَبْكِي
بَسْ بَكَّانِي عَاجْزَاً خَلَّف البِنْجَاضُو بَكَّتْنِي الرّكُوبَة القَشْ جَفَتْ عَرَّاضُو بَكّونِي العُقُبْ لَوْ بِالُمَزاح يِتْقَاضُو بَكَّانِي الدَرِسْ المَا اتْعَرَف عَوَّاضُو
آآخْوانِي العُزَاز الهَشَّ والمِنْحَرِّق آآعْمَامِي الحُنَان الّلامَة نَاوْيَة تَفَرِّق فِشَان ضُقْنَا البِرير أبْقُو المَدِين والمُشْرِق وان ضَاق الوَسَاع أبْقُو الوَسِيع فِي الضَيِّق
المُوت لَوْ شُرُور كُنَّا بْنَقَسَّم اذَاهُو والمُوت لَوْ شَرَار كَان في الوَرِيد مَطْفَاهُو المُوت للحِرِص في الآخْرَة بَاع دُنْيَاهُو طيرةً.. قَال تَشِيل عَبْدَاً عِشِقْ مَوْلاهُو
يا جَبَل الصَبُر مَنَّحْنَا واتْجَمَّلْنَا الله يَرحَمَك يَشْتِل مَرَاقْدَك جَنَّة يَلْهِمْنَا الثَّبَات لَوْ بَعْدَك اِتْمَحَّنَا في وِدْيَان رِضَاك نَزْرَعْ نَدَاك في زَمَنَّا
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
الأخوان علي ومنتصر وبدر الدين لكم التحية والتقدير ومرحبا بوجودكم واضافة ما لديكم عن إبراهيم الكامل له الرحمة والمغفرة بإذن الله
أكرر جزيل شكري وتقديري ومودتي
عبد الله جعفر
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
المربع الأول
خمسة سنين كُتار من دُونُو يا بَاذرْ وخمسة سنين كُتار أيامَه تنْجَرجَرْ النَّسّام صَنَفْ والضُّلْ يطاردُو الحَرْ لا الخمّار يقوم لا الموية تروي الجَرْ
النسّام صنف = توقف النسيم، أي "كَتَمت" الخَمّار= ما يُترك من عجين الذرة، بعد عواسة الكسرة، ليُضاف إليه في اليوم التالي ليتخمّر (خميرة) الجر = الزير
المربع التاني: خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي
سلوى وسبحي (سبحة) = صبر وتسبيح نقوم بي صفحي (صفحة) = نحيد عن الطريق ونسلك جانبه سنبرتو = الشتلات الصغيرة للنخلة التي تقوم أسفل صفحة النخلة الأم بزاوية حادة، سالكة إتجاه غير إتجاه الأم. يسمونها الخلفايات أيضاً (مفردها خلفايي).
المربع الثالث: يا حليل الحَنِينْ من رِيقُو يدّي رَفِيقُو زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو يا حليل الرَكَزْ وَكْت البِصُبْرُو يَضِيقُو يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو
قلب دفّيقو = أي تغيّر لون الدفّيق من الأخضر إلى الأصفر.عبارة تصف مرحلة من مراحل إستواء الرطب وهو ما زال في النخلة؛ وهي مرحلة تغيّر لونه من الأخضر (يسمّى الدفّيق ويكون طعمه ماسخ) إلى اللون الأصفر (يسمى الرطب ويبدأ في إكتساب الطعم الحلو) وكثيراً ما تسمع المزارع يسأل رفيقه: التمر عندكن ما قَلَب؟ مراحل نضوج التمر هي: الدفيق (الأخضر) - الصفّوري (الأصفر) - التمر (البنّي). بسبب بداية الموسم، يكون الرطب في أوّل مرحلة قلب لونه، عزيز جدّاً ويتلهّف عليه الناس؛ فهو يأتي بعد إنتظار طويل ورعاية مضنية للنخلة.
كتب عبد المنعم حضيري أن المرثية بالإضافة للرثاء حققت أهداف متعددة ... من ضمنها التوثيق لـ (دارس) المفردات .... رغم أن كلمة (صنف) ما زالت مستعملة .... وهي كلمة تعني التوقف الغير منتظم والمتكرر لشئ ما ... ودائماً تستعمل في حالة المطرة (الشكشاكة) ويقولون المطرة (صًنّفَتْ)... أو النسيم أو الهمبريب في اليوم الغائظ الشديد الحرارة وهو يغشى الوجوه والأجساد المتصببة عرقاً بين كل فينة وأخرى فيبدو وكأنه مكيف سبليت يونت يزخ برودته على الناس بل لعله أكثر وقعاً على تلك االوجوه والنفوس القانعة بنعمة ربها والتي تنتعش بهبة تلك النسمة وتستعذب (الصنفة) بسبب هبة النسيم هذه .... وكم من شاعر أخذ المعنى هذا ولكن القالب (صنف) تفرد به إبراهيم الكامل حسب علمي.
لا الخمار يقوم لا الموية تروي الجر
أخونا وأستاذنا إبراهيم رحمه الله وبإسلوب السهل الممتنع يوثق كما ذكرت في هذه المرثية (لدارس) الكلمات والتعابير ليحفظها للأجيال القادمة من الضياع .... وكل ذلك في ربط شيق بموضوع القصيدة ألا وهو مناقب والده حاج الكامل .... البيتين هما عبارة عن توصيف لحالة القلق التي إجتاحت الشاعر بفقد هرم من إهرامات البلد كان مع غيره يرسمون لحياة الناس طرقها وكيفياتها كما أمر الله وأبان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولذلك إتسقت حركة الكون مع إيقاع الإنسان في تلك القرية الحالمة الوادعة دون نشاز أو إعوجاج وكان كل شئ يأتي في وقته وبقدره الذي قدّره الله لأن النفوس كانت قمة الطهارة والنقاء.
إختلت هذه الموازين بذهاب ذلك الرعيل من القادة ومنهم حاج الكامل ... حسب فهمي لهذه الجزئية من القصيدة ... فبدأ الشاعر يحس بالفروقات في كل شئ حتى النسيم (صنف) ... والخمار .... لم يحرك ساكنا في خمارته رغم حرارة الجو ... والزير ....يشكو العطش وهو يحمل الماء في جوفه ... ويا له من تشبيه غير مسبوق إلا مجازاً .... وذلك في .... كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول .....
كتب عبد الله جعفر : ابراهيم يكتب وكأنه يعتز بلهجته الموغلة في الطين والنخيل وعرق الترابلة.... وفيَا لها ولأهله ولأصدقائه ولهذا ترهقني قراءته لأنها تعود بي إلي حيث ابتدأ القلب ... أقصي شماله وشمال البلد أدهشتني قدرة ابراهيم الفائقة لوصف حالة الحزن وعظم مقدار الفقد في رثاء ابيه حين قال:
خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي
فقد رسم ابراهيم صورة ندية الجرح وحزينة الاطار وهو يصف استمرار الحزن بوتيرة ثابتة لخمس اعوام. وحكي عن مقاومة الحزن بالصبر الممارس قسرا (قادرنو) كعبادة (سبحي) وايضا باسترجاع الممكن من محاسن ابيه كدواء يهدهد النفس (سلوي) كي تتعود علي وجع الحزن وحرقة الفراق ويبدو عظم الفقد وجلاله في قوله: زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي احساس الجميع بالنقص الحاد في الشمائل الجميلة وبازدياد مقدار النقص كل ما مرت السنوات وكلما ازدات حاجة الجميع لمن يملك تلك الصفات (زاد نقص الجميع) ... هو وصف يعبر عن استمرارية هذا النقص وازدياد مداه ومعدله بفعل احتياج الاخرين لأبيه ... وكأن الراحل قد رحل بجل ما يحتاجون اليه .. وهي حالة صور ألمها ابراهيم كحز الرباط فوق الجرح (ألم لحظي لايقاف النزيف) ... مكابدة الصبر لايقاف نزيف الحزن في دواخل الجميع واستمرارية ذلك مادام هنالك حاجة لصفات ابيه (وهو وصف يؤكد استدامة هذا الحزن واستدامة الشعور بالفقد الجلل) وهكذا ينتقل ابراهيم عميقا لشرح حالة النقصان والفقد التي احسها بها الجميع في قوله حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي وكأنما فقد ابيه قد اخذ الكثير من النفوس والاشخاص حد الشعور بالقلة (حَتْحَتْنَا الزمان) ... استطاعة رياح الزمان من هز (السبيط المملوء بالتمر) هزا عنيفا فلم يبق الا القليل فيها من التمر غير الناضج (شعور الابناء بالحاجة الي الابوة) حتي خاف من أن يؤدي ذلك الي فقدان الهوية (أن ينمو هو أو البقية من الأبناء كسنبرتو وهو الشتل غير النافع أو الذي ينمو بطريقة غير صحيحة) ومن ثم ضياع اثر ابيه وضياع كل الارث من الشمائل والصفات التي يحتاجها الجميع ثم يبدأ ابراهيم في ذكر بعض صفات ابيه في قوله يا حليل الحَنِينْ من رِيقُو يدّي رَفِيقُو زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو يا حليل الرَكَزْ وَكْت البِصُبْرُو يَضِيقُو يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو
حيث وصف ابراهيم ابيه بلغة موغلة في التصوف فحكي عن رجل بلغ من مراتب الكرم ونكران الذات ما لم يبلغه احد ....رجل يقتسم حتي ريقه ان احتاج الرفيق لذلك ... ولا يحتاج الرفيق لذلك الا في لحظات العطش القصوي والتي عادة ما تسبق لحظة الموت لكليهما ... تلك هي اللحظة التي يضن بها البشر (بريقهم) ... علي أقرب الأقربين .... حين تسيطر غريزة البقاء علي القلب والعقل ويصير الكرم محض كلمة من خمسة أحرف زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو استعمال ابراهيم لكلمة زاهد هنا اضاف الكثير من الصفات والمعاني لأبيه فالزهد في الرطب .... تحول الثمرة من طور الثمرة الخضراء (الدفيق) الي أولي مراحل النضج .... وهو مايوصف بانه احلي مراحل نضوج التمر (لين وحلاوة)... يكون اما مخافة من حساب الله أو التحرج لأن هناك من يحتاجه .... وهو يعني اللجوء الي العِبادَةِ حين يصيب الانفس الضعف وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا حتي في لحظات حاجة النفس اليها ثم يسترجع ابراهيم صفات ابيه ومقدرته علي الجلد والتحمل والصبر حين يعجز الاخرين عن ذلك ويعود مرة أخري لمدح ابيه بالورع ويصف حيرانه ومن كانو حوله ومن تبعوا طريقه بأنهم ذووا حظ لأنهم نهلوا من فيض صفاته وورعه (يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو)
كتب هيثم علي الشفيع (أيامه تنجرجر) و لك -سيدي القارئ- أن تتخيل حال أقدام الشخص المنهك ال"تعبان" و هو يحاول جاهداً تكملة مشوار بدأه ، ولا خيار أمامه غير إكماله.. أوَلا أبلغ من أن تقول أنه (يجرجر) أقدامه!!؟؟ و رحم الله ابراهيم الكامل وهو يحاول هنا أن يشعرنا -معه- ببطء مرور أيام السنوات الخمس ، بعد رحيل الوالد العظيم -عليه رضوان الله- ثم تأمل معي هذه الصورة : الضل يطاردو الحر. ذاك لعمري تشبيه بديع ، عن الأحوال ال"باردة" التي تحولت ل"سخانة" لا تُطاق بسبب وقع هذا الرحيل في الأنفس.. وأخيراً ... وليس آخراً.. كيف لبديهيات مثل "قومة الخمّار" و " رويان زير لالتصاقه بالماء" أن تتحول لمستحيلة الحدوث بفعل وقع السنوات الصادم بدون الفقيد؟
ونواصل
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
المربع 16:
بَصَّرْتَ الحَريم بي كُنْية التَقْديس وباصَرْتَ الرُّجَال لامِن مَرَقت ابْليس و"ابْ دومة" القِبيل خُفْنَالو مِنْ تَدْنِيس عَاش في المِيضَنَة وبِقَى للتَريدُو جَلِيس
الشح لابي ذر الكامل الميضنة = المئذنة الكلمات الواردة هنا كلها مفهومة. مجمل المربع يشير إلى الدروس الدينية اليومية التي كان يعقدها المرحوم، يومان للنساء وخمسة للرجال. تلك الدروس كانت بعد صلاة العشاء في المسجد كل يوم، كل أدوات الدرس، فانوس، كتاب، مصحف، علم راسخ وإيمان بالمهمة والرسالة. أتت تلك الدروس أكلها في كثير من النساء " بصّرت الحريم بي كنية التقديس" والرجال "باصرت الرجال لامن مرقت إبليس" ولعل الشاعر ضرب مثلاً بـ "أب دومة" الذي كان من أصدقاء المرحوم المقربين، قبل أن يعيش في الميضنة وبعد ذلك.
المربع 17:
مِنْ قَلب الرِّويس "بِتْ الكُرَيْ" جَات قُوزنا في طَفَّتْ حَريم قَادَت فَتَاتْنَا عَجُوزْنَا لا زَارَنْ بَيَان لا انْضَيَّفَنْ بي موزنا والقَطَف العِلِم ما اظِنْ يَغَيِّر كُوزْنَا
الرويس = إسم القرية المجاورة (القرير تتكون من عدة قرى ممتدة على شريط النيل) قوزنا = يقصد قوز قرافي وهي القرية التي عاش فيها المرحوم بت الكري = كنية إحدى النساء المواظبات على الدروس الدينية بيان = مزارات الأضرحة لا إنضيّفن بي موزنا = لم يأتين للضيافة، بل للعلم. لذا كانت وجهتهن الجامع فقط وليس البيوت
هنا أيضاً يصف إقبال النساء على تلك الدروس، بكل شغف ورغبة في العلم.
المربع 18:
داوِيْت الَّنِفس سَاعَت رَخَتْ بالصُوم وصَافيت الهَجَر والقَنْجَرَت في يوم خَاويت بين وِلادَك وبين ولاد وَدْ توم وسَوَّيت جِيل نَصِيح لا ظَالْمَة لا مَحْرُوم
ولاد ود توم = أبناء عمّتنا سكينة باقي الكلمات واضحة.
هنا أود الإشارة أن الشاعر كان شديد الإرتباط بعمّتنا سكينة (عليهما الرحمة)، وقد كتب عنها دوبيت باللهجة الشايقية يعدّد فيها صفاتها. من شدّة محبته لها، فقد قام بترجمة ما كتبه للغة العربية الفصحى، واللغة الإنجليزية وقام بنشر ما كتبه عتها في ديوانه "المدارات والمعابر". حيث يقول: سكينة سِميني واللاصفات قزازي وسكينة قِميحي والبارزات برازي وسكينة العافي في "المر الحجازي" وسكينة الداخرا للصيف الحرازي وكان حقت حرب ووقفت حجازي سكينة الزغرتت ليلة المغازي
الأبيات بالفصحى: سكينة السمن نفاذا بنــدرته ** واللامعات زجاجات صفــا فيهـــا سكينة القمح مستورا بسنبــلة ** والبارزات تلال التبــن تخفيــها سكينة المر في الأعشاب شافيــة ** حلو المعافاة بعد السقــم يكفيــها سكينة الروح في دوح الحراز خبت ** نضارة في بيات الصيف ينفيها ولو تحق طبول الحرب مبطلة ** مزامر الحب والأحــلام تسفيـــها سكينة امتشقت حرف الحماس دوي ** في ليلة الحرب توري النار من فيها
وبالإنجليزية:
My Aunt
Sakeena is the butter and the lustrous; The bottle Sakeena is the Wheat grain ; the mounding are the vessel Sakeena is health in a herb as a nettle An autumnal dormancy for the albida prickle When war is unlaced, but peace in the muzzle Sakeena is the hailer on the eve of the battle
كتب عبد المنعم حضيري
قبيلة الشايقية أكبر القبائل العربية في السودان لها أفرع كبيرة وفروع وأفخاذ كثيرة إلا أن أكبر فروع القبيلة هو فرع السوراب .... وهم أبناء سوار بن شايق جد الشايقية .... السوراب قبيلة كبيرة عظيمة وسر كبرها وتفوقها العددي ربما نتطرق له في سانحة أخرى إن مدّ الله في الآجال.
كبرت قبيلة السوراب لدرجة أن ضاقت بهم أرضهم على ضفاف النيل فإنقسمت القبيلة قسمين ... قسم هاجر إلى الصحراء وأمتهن الرعي وقسم ظل على ضفاف النيل .... القسم الذي هاجر إلى الصحراء إنتشر في البوادي وسكنوا معظم حواضر الصحراء في زمان موغل في القدم نسبياً وكونوا عمودياتهم هناك وأمتدت عمودياتهم وشملت أماكن كثيرة في قلب منطقة الجعليين كالحقنة وود حامد والبسابير وحجر العسل وكلي ومديسيسة وحلفاية الملوك بل أن بعضهم إتجه إلى الجزيرة وبحر أبيض.... إستوطنوا تلك البلاد وصاروا جزء من أهلها كأول تغيير ديمغرافي يطال تلك المناطق منذ أزمان سحيقة.
العكوداب كانوا قادة قبيلة السوراب البدوية مع أبناء عمومتهم الإيزيرقاب .... برز نجم عكود كقائد حصيف ذكي وشجاع فأسلمته القبيلة كلها القيادة البدو والحضر .... فحقق للقبيلة إنتصارات وقاد مجموعات كبيرة جداً من سوراب البادية وأوجد لهم أماكن على ضفاف النيل في هجرة إلى وطنهم الأساسي بعد أن بدأت بوادر وإرهاصات المحل والجفاف تحيط بالصحراء.
عمنا حاج الكامل موضوع القصيدة هو واحد من أحفاد عكود هذا (أسق عكود) وبالتالي الإشارة إلى عكود في هذا المقطع هي تثبيت لحق متوارث في الشجاعة والكرم والشجاعة صفة من صفات الشايقية كقبيلة أثبتها لهم كل من كتب عنهم في الماضي والحاضر.
أبُوي الكان جَرِفْ خَاف من كُدَاد الحَدْ
البيت دا فيهو تشبيه غير مسبوق تفرد به إبراهيم الكامل .... أن يشبه أباه بالجرف .... والجرف من أهم ميزاته الخضرة المستدامة ..... الجرف دائماً أخضر وفيه من الخيرات الكثير فيهو النخيل بأنواعه والمناجو والبرتقال إضافة للمحاصيل الصيفية والشتوية والأعلاف والأعشاب والخضروات .... الجرف متنوع وحاو لكل خير .... فأستاذنا إبراهيم هنا أتى بما لم تأته الأوائل فالأوائل شبهو الرجال بالبحر في الكرم... وهو شبه المشبه به بالجرف .... والبحر وإن كان عطائه غير محدود إلا أن الجرف يتفوق عليه بعطاء آمن لا خوف معه في حين الخوف موجود في حالة البحر.
نقطة مهمة أغفلتها هنا وهي ... قول الشاعر .... خاف من كداد الحد
أبوذر شرح (كداد الحد) وقال هو تلك الأعشاب التي تنمو على الحدود الفاصلة ما بين ملاك تلك الأراضي .... الكداد هو حش تلك الحشائش وتعبئتها في جوالات لإطعامها للحيوانات إذ أن مشروع القرير الزراعي كان من مشاريع الإعاشة والصفة الغالبة لتلك النوعية من المشاريع هو الدورة الزراعية المتكاملة وتربية الحيوان بالتالي جزء مكمل لها. فكان الناس يقومون بحش تلك الحشائش من أراضيهم ولا بأس أن تتخطى حدودك وتحش من أرض جارك تلك الحشائش التي تقوم (بروس) أو (حَرِب) فلا أحد يسأل عنها بل أحيانا تكون قد قدمت خدمة لصاحب الأرض بأن نضفتها له من الحشائش .... حاج الكامل رحمه الله حسب سياق البيت كان يخاف خوفاً شديدا أن يمد يده لتلك الحشائش التي نبتت على الحدود بينه وبين جاره خوفاً من الله وإتقاء له ان ينال حقاً ليس له. نفس الورع الذي خلى حاج الكامل يزهد في التمر الرطب في أوانه.
كتب أبوذر ردا على حضيري دار بخلدي معنىً مشابه: أبوي الكان جرف خاف من كداد الحد
كيف للجرف بكل خصوبة أرضه وغزير إنتاجه المبذول للغاشي والماشي من إنسان وطير وحيوان (مكارم الأخلاق) أن يضطر لمد يده لكداد الحد (صغائر الأمور المشبوهة). في موضع آخر قال: وكّر ساقو جوه الحارة لو طاحونة خرّت إيدو من الباردة لو مظنونة
والمعنيين يدلّان على عزّة النفس ومخافة الله.
تذكّرت أيضاً قول حميد (رحمه الله): طين جروفي الفاتني روّح شالو هدّام الدميري ما بكاهو قليبي نوّح شان هو يوم يطلع جزيري
ونواصل ان شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
المربع 19:
خَاطَبْتَ الجَمَال في النَّاس مَلَصْ نِعْلاَتُو واصْبَحْ نُور تَواضُع للتِعِب زَلاّتو ربّيت في البَلَد تَمّيت جَمَايل الفَاتُو طال ما كُتَّ حَيْ الخلّفوك ما ماتو
أعتقد أن الكلمات الواردة مفهومة المعاني. عندما يملص الجمال نعلاتو، فهذا دلالة على نيّة الدخول في نفوسهم؛ وعندما تكون منارة للتواضع أمام كثيري الزلات، يكونون أكثر قابلية للإستماع إليك والإقتداء بك لأنّك تخاطبهم دون تجريم ودون سد باب الطريق القويم أمامهم، فإن الله يحب التوابين.
أعتقد أن الشاعر يقصد أنّه كان للموصوف كثير من الأصدقاء، المقربين جدّاً، من الذين يسيرون في خطّ موازٍ لخط سيره وتديّنه، لكنهم بفضل الله وبفضل محبته لهم ومحبّتهم له، هداهم الله واقتدوا به، فكانوا إلى قلبه أقرب. أعرف مجموعة منهم، و أب دومة الزمان خايفنلو من تدنيس عاش في الميضنة وبقى للتريدو جليس
المربع 20:
أبُوي قَاصِد كَرِيم في القَدّمُو وفي المَنَعُو يَغْرِز في التَّقيل سَاعة الخُفَاف إنْقَلَعُو ما قِدْرو البِرُوس نَكَرُو الجَمِيل وانْقَطَعُو هَزَّة راس جَبَل تِحْتُو المَنَايح رَتَعُو
البروس = الحشائش الطفيلية التي تنمو في الأراضي المزروعة
المربع 21:
قَال اكسُو العَريب بالتَقْدَرُو ومِتَيسِّر أنا بَكْسِي العِلِم والدّين صَعِيبُو بَفَسَّر وزِيدُو أدُّو البَفِيض للعَاقْرِي والمِتْكسِّر أسْرِعُو في الفَضُلْ والدَاب رَقَبْتُو مَقَصِّر
الكلمات واضحة المعاني، لكنها مرتبطة بحدث حكاه أبراهيم وترجمه شعراً في هذا المربّع.
يقول، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ضرب المحل الخلاء وافتقر العرب الرحّل ونزح كثير منهم ليعيشوا على أطراف القرير. في ذلك الزمن كان إبراهيم يعمل مترجماً في الخطوط الجوية السعودية، فكاتبه الوالد وطلب منه إرسال كسوة لهم. أرسلها ووزّعها الوالد وكاتبه مرة ثانية أن يرسل المزيد، ففعل. عند نزوله في أول إجازة بعدها، قضى ثلاثة أيّام بين مواجبة ومراحمة وسلام ولم يزور هؤلاء المتأثرين. في جلسة عصرية وهو يتبادل الحديث مع الوالد، سأله: - دحين يا إبراهيم، طلعت فوق اتفقدّت حالة الناس المساكين ديل؟ وهو يعلم بأنه لم يفعل، فردّ عليه: - ما مشيت والله يا أبوي لأني ما عايزهم يحسّوا بأن لي فضل عليهم. هنا مسح الوالد رأسه بأصابعه العشرة وأطرق قليلاً. يقول إبراهيم أنا أعرف عندما يأتي أبوي بهذه الحركة ويرفع رأسه بعدها، فإني مهزوم مهزوم .. رفع رأسه وقال: - يا إبراهيم، الناس ديل بيك وبلاك الله رازقهم، لكن إنت بلاهم ما بتدخل الجنة! دحين إنت المحتاجلهم، ما هم المحتاجين لك!! بعدها، يقول إبراهيم، لبست جلابيتي بدون نقاش وطلعت قضيت باقي عصريتي وجزء من الليل معهم.
المربع 22:
وقَال فَقْرَان ثَواب البُدَلا والمَمْحُونة طاعِنْ دار زَوَال دار العَمَار مَطْعُونَة خَرَّت ايدُو مِنْ البَارْدَة لَوْ مَظْنُونَة وكَّرْ سَاقُو جُوّة الحَارَّة لَوْ طَاحُونة
فقران ثواب البدلا والممحونة = المتعطّش للثواب في الأخذ بيد من تبدّلت أوضاعهم والّتي أصابتها المِحن طاعن دار زوال = يجاهد بالطاعات في الدنيا، الطاعات هنا هي الأخذ بيد الغلابا (البدلا والممحونة) دار العمار مطعونة = ما يجده في الدار الآخرة يكون نتيجة ما يعمله العبد من الطاعات في دنياه خرّت إيدو = أخرج يده وأزال كل ما علق بها مظنونة = مواضع الشبهات وكّر ساقو جوه الحارة لو طاحونة = اقتحم الصعاب غير متهيّب مآلاتها
المربع 23:
وَرَّى النَّاس مُفَاطَرْة الضّيوف فِي الجَامِع وّزَّع في الفَضُل قَصَّبْ قُلُوبْنَا مَزَارِع سَنَة فَلَت التَّسَاب عَزَفَت قُريرْنَا مَقَاطِع والياكُلْ مَعَاك يَمْسِك وَرَاك مَدَافِع
"ورّى الناس مفاطرة الضيوف في الجامع" الكلمات واضحة؛ ويشير إلى أنّه سنّ سنّة أن يأتي كل من المصلين بشايه وفطوره إلى الجامع عندما يكون هناك عابري سبيل قضوا ليلتهم فيه، وقد إستمرّت هذه الفضيلة إلى يومنا هذا. قصّب = قام بالحراثة تهيئة لزراعة الأرض، وهنا إشارة إلى أن الموصوف قد هيّا القلوب وغرس مكارم الأخلاق ومقاصد الدين الحنيف فيها. التساب = الفيضان، وهو فيضان عام 1976 الذي أغرق بعض الأراضي واستطاع المزارعين ترسه وحماية الجزء الأكبر من أراضيهم. أذكر أنّه كان في صيف قائظ وصادف شهر رمضان وموسم حصاد التمر. عانى الناس ما عانوا بين مشقّة الجسر ومشقّة الحصاد، لكن المرحوم أفتى لهم بأنه يجوز الإفطار للواقفين على الجسر والذين يكابدون في جني محصول تمورهم وإنقاذه من الفيضان. كانت ملحمة وصراع من أجل البقاء كلّلت بنجاح كبير
المربع 24:
عِكْرَت بالذُّنُوب بَلَّجْ هُدَاه الجَوْ وخَنَّقَت البُدُور فَجَّجْ جَبِيُنو الضَوْ يا شُخُب الرِضَا المَا وَقَّفُولو الَبْو جَار قَرْقَرْ زَمَان يا حَاجَّة شِنْ بِنْسَوْ
بلّج = أضاء خنّقت = غار ضوؤها واندثر فجّج = أضاء الظلمة شُخب = خيط الحليب حالة حلبه من الضرع البو = البقرة حين يموت عجلها ييَبّس جلده ويحشى بالتبن ويوضع واقفاً على عيدان على مرمى بصر الأم لإيهامها بأنّه هناك ينتظر حليبها، فتدر اللبن الغزير عطفاً عليه. هذا التمثال يسمّى البو. هي حيلة يقوم بها بها الرعاة للحصول على أكبر كمية من الحليب
هذا المربع يعتبره البعض بأنه الأبلغ في المرثية.
المربع 25:
قَاسِيت اللُّتُم بي صِيده كُنّا جُهَالَه مُرْوَادُو انْطَبَق بالشيخ بَعَد رِجَّاله قَبْلَك والِدِيك الثَبَّتُو القَلْقَالَة يا رَبْ خيرُو لا يَجْفِل يرمِي حَلالَه
قاسيت اللتم بي صيده كنا جهالة = قاسيت اليُتم منذ الصغر(هنا يشير لفقده لوالدته) وكنا نجهل مآلاته مرودادو انطبق بالشيخ بعد رجاله = أنطبق ألمه برحيل الشيخ الوالد الذي جاء عقب رحيل رجال آخرون قبلك والديك الثبتو القلقالة = قبل ألم فراقك، كان ألم فراق والديك الذي كان يُتماً ثانياً. والديك الذين ثبّتوا نفسي بعد فقدي لوالدتي يجفل = يفزع ويضطرب يرمي حلاله = عندما تجفل الراحلة، فإنّها ترمي ما على ظهرها من متاع (حلال)
يشير الشاعر إلى أنّه عانى اليتم منذ الصغر، فقد توفّت والدته وهو لم يتجاوز العامين. مع رعاية والده، فقد كانت رعاية جدّه وجدّته، لأبيه، سلوى له. وقد فقدهم هم أيضاً، ثمّ انطبق مرواد الألم الحار بفقد والده بعدهم
المربع 26:
أبُوي المُوية ما بتَشْغِل لِهَاة رَوْيَان وابُوي الهَاوِي مَا بيَسْعَل ضَرَى الرّوشَان غَدَر جِسْر التَّسَاب خَلْخَلْنَا بالأرْكَان والرِّيح فَرْطَقَت.. لينا الله يا سليمان
الروشان = راكوبة صغيرة تعمل على فروع الأشجار، يرفع فيها الأطفال ومتاع البيت حين يداهمهم الفيضان خوفاً من أن تجرفهم المياه الهادرة. يسمّى أيضاً الدندهوب في بعض مناطق الشايقية، وقد إستخدم حميد مصطلح "الدندهوب" في إحدى قصائده. ما بيسعل = لا يسأل ما بيسعل ضرى الروشان = أي أنّه لا يطلب الحماية من الروشان التساب = الفيضان
المربع 27:
يا القاش الِبيَطْوي المَانْعة يَروِي شُتُولَه رَبِّيت بالحِكَم فِعْل الرّسُول والقُولَه فَاقْدَاك التَّتِبْ والفَاردِي والمَشْكُولَه ضَلاَّك رَبّي يوم الزّولَه تَنْكُر زولَه
المانعة = الأرض الشاسعة التتب = ما تتعلم بداية المشي من الدواب (الحمير، الخيول). الفاردي = أصلها "الفاردة"، وهي الحمارة أو الفرسة التي خلّفت وليدها خلفها وركبها صاحبها لمشوار بعيد. تكون في تلك الحالة في شوق لصغيرها وتخب السير لدرجة العدو عند الرجوع. المشكولة = عادة ما تربط الحمير أو الحصين من رجلها الأمامية، أما المشاكس منها صعب المراس فتربط إحدى رجليه الأماميتان، بالحبل، مع رجله الخلفية، وتربط الرجل الأمامية الأخرى بالحبل في الوتد حتى تُحد حركته التي ربما تؤدي لقطع الحبل إن رُبط بالطريقة العادية. ما تربط بهذه الطريقة تسمّى "مشكولة
في كتابه "المدارات والمعابر" للترجمة الشعرية، وجدت هذا البيت مترجماً، مع ملاحظة إختلاف بسيط في البيتين الأولين، فجاء هكذا:
أ/ بلهجة الشايقية:
أبوي المات إمام
قاشاً كان يهد الغابة يروي شتوله فاتِل علمو بين فعل الرسول والقوله فاقداك التتب والفاردي والمشكولة ضلاك ربي يوم الزوله تنكر زوله
ب/ بالإنجليزية:
The late Imam Father
Like a river that devours … Jungles, breed their seedlings, Prophetic utterance and … Piety intimate you browse. *** You are missed by a mare … Chained and fettered and wearing, May Allah shade you when … A spouse denies a spouse.
ج/ بالفصحى:
أبي ومات إماماً
كنهرٍ يهُدُّ الغابَ يروي شتوله يناسج أفعال الرسول وقولته تحنُّ لك العرجاء أقصوا رضيعها أظلّك يومٌ ينكر الزول زولته
تفسير عبد المنعم حضيري الأنهار كثيرة في السودان ومعظمها مشهور ومعروف ولكن القاش ميّز نفسه عنها بالقوة والعنفوان والجبروت وكذلك الهدؤ والسكينة والطمأنينة ..... ففي فترة الخريف القاش مهاب مجرد وقوفك على إحدى ضفتيه وأنت تراقب سرعة تدفق المياه تحس بالرهبة والهيبة وقليل من الخوف إذ أنه يتحول أو يتلبس حالة القوة والعنفوان التي يتميز بها والتي هي مصدر الرهبة والإجلال والخوف .... هذا الإحساس لا يعرفه إلا من وقف أمام هذا النهر .... ومع ذلك فالوقفة أمامه متعة لا تضاهيها متعة وخصوصاً في مناطق السوريبة والسواقي الجنوبية ..... وما وقفت في تلك المناطق الجميلة إلا وتذكرت شاعرنا توفيق صالح جبريل .... وكسلا أشرقت بها شمس وجدي
يشبه اشاعر هنا والده بنهر القاش ..... يا القاش الِبيَطْوي المَانْعة يَروِي شُتُولَه .... والمانعة كما شرحها عكود هي الأرض الشاسعة ... ونضيف إليها ...أنها الأرض ذات التضاريس الصعبة الممنوعة بتلك التضاريس والهضاب والجبال ... وتلك التضاريس على صعوبتها ومنعتها لم تحل بين القاش وتدفقه وما ذلك إلا لقوة وعنفوان هذا النهر ... فكأنما أراد الشاعر أن يقول أن أبي كان مثل هذا النهر عطاءً (يروي شتولة) رغم الصعوبات والتضاريس .... أو أنه أراد أن يقول أن أبي كان كالغيث حيثما ما وقع نفع ...أو أنه أراد بيت أبي تمام وهو يمدح إبن المعتصم: إقدام عمرو في سماحة حاتم .... في حلم أحنف في ذكاء إياس .... وهو البيت الذي جمع المكارم كلها ولم يجمعها بيت غيره حسب علمي. العرب القدماء شبوهو الكريم بالبحر وشبوهوه بالغيث وشاعرنا شبه أباه بنهر يتصف بالكرم والقوة والهيبة والجبروت أي أن إختيار نهر القاش هنا هو إحترافية وفاعلية أكثر منه مسامتة ومعايشة إختص بها الشاعر وكسلا هي مدينته الثانية بعد القرير فله فيها ذكريات ممتعة.
فَاقْدَاك التَّتِبْ والفَاردِي والمَشْكُولَه .... ثلاث حالات تمثل العجز وقلة الحيلة التتب .... هي التي لم يقوى عودها بعد .... تتعلم في الوقوف بمساعدة الأثاث في البيت الكراسي والأسرة .... تبت يعني وقفت ...الفاردي .... هي التي تركت وليدها خلفها فلا يكاد يقر لها قرار حتى ترجع لويدها ... والمشكولة ... هي المقيدة ... وهذه الحالات الثلاث هي تخصص حاج الكامل رحمه الله لذا كانت وكأنها تيتمت بفراقه
المربع 28:
مَضْيُوف بيت "قَرَض" خَلّيت كَرَف سَيّال مَعَاك ماتَتْ خِصَال يامَا الوِلِف كَتّال وَرَاك دُهْمَة ظَلاَم بعد البَرِق ما شَال والله يَجِيرنَا مِنْ يومِاً عَقَب زَلْزَال
قرض = يطلق إسم "قرض" على الشخص المسمّى إبراهيم، يقصد هنا جدّه إبراهيم ود عكود رجل العلم والدين والبيت المفتوح للضيوف، وقد كان يطلق عليه إبراهيم قرض. كرف سيّال = أعتقد، والله أعلم، المقصود بها أنّ المرثيّ كان خير خلف لخير سلف وعبارة "كرف سيّال" تفيد رائحة زيفة "كرف" الغيث الهطول "سيّال"؛ لقوله "معاك ماتت خصال يا ما الولف كتال"، و "وراك دهمة ظلام بعد البرق ما شال" وهنا يخاطب المرثيّ الذي بموته ماتت خصال ورثها من جده قرض "إبراهيم ود عكود"، بعد أن كانت عينة العلم والكرم واعدة "بعد البرق ما شال".
29:
كَتَّرْنَا العِلِم قُلْنا بنَزِيد خَشَّامَه خايفين نِتْلَفِخ نَطَحَتْنَا مِن قِدَّامه كان كِتْرَن ضُبَاع شِنْ فَايدة الكَجَّامَة يا سَابل السُتُر يوم نَدْخُل الكَمّامة
نزيد خشّامه = نزيد عدد المتسلحين "الخشّامه" بالعِلم نتلفخ = اللفخ هو الرفس بالأرجل الخلفية، عادة ما يقال للجمال، الحصين والحمير الكجّامة = مصيدة "شرك" يصنع من عمود من الحديد القوي تربط على أحد طرفيه، بواسطة مفصّلات، حلقة دائرية من الحديد أيضاً ترتكز على ياي مقوّى لتفتح وتكون مصيدة للكلاب الضالة والضباع والثعالب والقطط ندخل الكمّامة = عندما تحين الوفاة ويُلبَس المحتضِر الكمامة
المربع 30:
يا عِرْق الأراك مِنْ "سَلَوَة" لا "اب رَنَّات" ورَاك شَايْلاَت هُمُوم فَقْدَك جِبَال سِنْكَات يا الكِيك المَسَح خُور صَدْرُو بالقَنَتات ويا الكير الكَسَح يا عَوّه لا شِيمات
عرق الأراك = جذور شجرة الأراك التي تكون ممتدة داخل الأرض لمسافات بعيدة، وتمتد شبه أفقياً تحت سطح الأرض. الأراك شجرة صحراوية لذا فإن جذورها تكون طويلة بحثاً عن الماء؛ كما أنّها تكون خضراء لدنة من الداخل ذات لحاء مائل إلى اللون البني الخفيف، وتستخدم كـ مساويك، حيث أنّ بها مادة تساعد، بفعالية، في تنظيف الأسنان والمحافظة عليها، كما أنّها لا تتيبّس ولا تفقد لدونتها سَلَوة = منطقة قرب شندي إستوطن فيها بعض أبناء عمومة المرثّي (منهم والد وأعمام الأخ كمال عكود الذي تداخل هنا) أب رنّات = قرية تقع بين القرير وتنقاسي الكيك = تطلق على الفارس الشجاع الكريم الذي يتحلّى بمكارم الأخلاق الكير = المكان الغريق في النهر عوّه = صوت هدير المياه شيمات = مفردها شيمة، وهي جريان المياه بقوة في حلقة دائرية تتجه إلى العمق في موضع من النهر. عادة لا يمكن السباحة فيها لقوتها وجذب من يسبح نحو الأعماق "قوة الجذب المركزية
المربع 31:
جَرَّبْتَ الكَتِير لا لُنْتَ لا اتْبَطَّرتَ باصَرْتَ القَليل لا هُنْتَ لا اتْزَرْزَرْتَ كَان وِكْرَت رِجَال لا عُمْتَ لا اتْمَصَّرْتَ جَاك الخير شَكَرْ...فات مِنّك اتْصَبَّرت
هذا المربع لا تحتاج كلماته لشرح، بل للتأمّل والإقتداء؛ وبين الشكر والصبر، النعمة وزوالها كم تاهت رجال وضاعت مثُل وضعفت نفوس
ونواصل ان شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
لك يا دكتور عبدالله كل التحية والاحترام لك وللذكرى العزيزة لفقيد الوطن محمد الكامل عكود كان دفعة دكتور محمد عبد الحي في المدرسة كان رساما ومترجما وفوق كل ذلك شاعر مجيد
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: عبدالله الشقليني)
|
بيكاسو ياصديقي
أنت من عرفته وخبرته ونظمته نثرا فريدا ومدهشا ابراهيم لم يقرأه الناس بعد ... ربما يوما ما ... سيعرف الناس ... أدب صديقنا ابراهيم الكامل رحمه الله وغفر له
تحياني واحتاج لقلمك ياصديقي للكتابة عنه ...فأعني
ودي وتقديري
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
المربع 32:
الدُّنْيا بتَكِيل مَلِوة َالتَّمُود والجَاو والدُّنْيا بتَشِيل ابْ لِبدِه والجَرّاو الُّدْنيا بتَمِيل بالمُهْرة والفَلاّو عَارَت بي وَرَاك..وين البقُول "وش..حاو"
التمود + الجاو = نوعين من التمور، أجودها التمود وأدناها الجاو أب لبده = ما توضع على ظهره اللبدة من الدواب، مثل الحصين والحمير والإبل الجرّاو = جمع جروة بلهجة أعراب الخلا. في العامية تجمع ب "الجريوات"، ويقال في المثل (من لاعب الجريوات خربشنّو، ومن لاعب الطويرات فاتن خلّنّو) الفلّاو = جمع الفلو "صغار الخيل" وهي أيضاً بلهجة أعراب الخلا وش .. حاو = تقال لإيقاف الحمار
ورد هذا المربع في كتابه "المدارات والمعابر" حيث قام بترجمته للفصحى مرة، وللإنجليزية مرة أخرى، كما يلي:
أ/ بلهجة الشايقية:
الدنيا بتكيل ملوة التمود والجاو والدنيا بتعير في المهرة والفلاو والدنيا بتغير في اب لبده والجراو وكان فارت وراك شن يقرع اللولاو
ب/ بالإنجليزية:
The world measures in bushels .. Mean and precious dates, The world together staggers .. On colts before the stallion, It stampedes alike .. In both lions and the puppets, When it later scrambles .. Who cares to beat the trumpets.
ج/ بالفصحى:
تكيلُ هي الدنيا وسيَّانَ عندَها ** على حشف أو يانع كان كَيْلُها تميلُ هي الدنيا وسيَّان عندَها ** على فُلوةٍ أو فاحلٍ كان مَيْلُها تغيرُ هي الدنيا وسيَّان عندَها ** على ضَيْغَمٍ أو جُرْوَةٍ هانَ ذَيْلُها وبعدَك لو فارَتْ وطارَ خِطامها ** فمَنْ يمنعُ الارجَافَ لو طَال لَيْلُها
المربع 33:
لا بَكَّتْنِي عِين وَرِّيتَه ليه مَا تَبْكي لا وَصَّاف لِسِان عَلَّمْتُو كيف مَا يَشْكِي لا بَكَّانِي عَلَمَاً فُوق قُلُوْبنَا مَتَكِّي وَدّعْنَاك مَسَافِر والنِيَاق هي التَبْكِي
هذه البكائية المرّة لا تحتاج كلماتها لشرح.
المربع 34:
بَسْ بَكَّانِي عَاجْزَاً خَلَّف البِنْجَاضُو بَكَّتْنِي الرّكُوبَة القَشْ جَفَتْ عَرَّاضُو بَكّونِي العُقُبْ لَوْ بِالُمَزاح يِتْقَاضُو بَكَّانِي الدَرِسْ المَا اتْعَرَف عَوَّاضُو
خلّف البنجاضو = ترك صغاراً ما زالوا يجضّوا، أي يصدرون أصوات تشي بالحوجة الركوبة القش جفت عراضو= الراكوبة التي كان يستظل بها وقد جفّ قشّها
المربع 35:
آآخْوانِي العُزَاز الهَشَّ والمِنْحَرِّق آآعْمَامِي الحُنَان الّلامَة نَاوْيَة تَفَرِّق فِشَان ضُقْنَا البِرير أبْقُو المَدِين والمُشْرِق وان ضَاق الوَسَاع أبْقُو الوَسِيع فِي الضَيِّق
البرير = نوع من التمر أسود اللون يستوي كعجوة ويكون لينّاً شديد الحلاوة. البرير تمرة عزيزة ونادرة ولا يوجد منها الكثير، لذا فهي مرغوبة ومفضّلة دايماً وصاحبها لا يبيع منتوجها، بل يحتفظ بها ليأكل منها ويهدي لأحبابه المدين، والمشرق = نوعين من الرُطَب حلوات الطعم. المشرق أكبر حجماً، لكن المدين أحلى طعماً وهو يشبه "البرحي"
المربع 36:
المُوت لَوْ شُرُور كُنَّا بْنَقَسَّم اذَاهُو والمُوت لَوْ شَرَار كَان في الوَرِيد مَطْفَاهُو المُوت للحِرِص في الآخْرَة بَاع دُنْيَاهُو طيرةً.. قَال تَشِيل عَبْدَاً عِشِقْ مَوْلاهُو
هنا شبّه الموت كالطيرة التي تحمل من عشق ربّه وقد باع الدنيا حرصاً على الآخرة.
باقي المربع يحتاج للتأمل، لا للشرح
المربع 37 (الأخير):
يا جَبَل الصَبُر مَنَّحْنَا واتْجَمَّلْنَا الله يَرحَمَك يَشْتِل مَرَاقْدَك جَنَّة يَلْهِمْنَا الثَّبَات لَوْ بَعْدَك اِتْمَحَّنَا في وِدْيَان رِضَاك نَزْرَعْ نَدَاك في زَمَنَّا
رحمهما الله رحمة واسعة وأحسن إليهما
ونواصل ان شاء الله
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)
|
سلام استاذ عبدالله جعفر
Quote: هو صديقي إبراهيم الكامل محمد أحمد عكود (رحمه الله ) المولود بالقرير في عام 1943 والمتوفي في الخرطوم في العام 2015 |
انا مدين لك بإعتذار .. على تعليقي هذا في بوست افترعته باحثآ عن اغنية من "قباني" كان تعليقي كالآتي:
Quote: غايتو منبر "بكري اب صلعه" ده كل يوم تكتسف فيهو حاجه جديدة. يعني هسه لو ما طلبي من حبيبنا "قبة" ما كنا في زول ح يعرفك زول بتاع توثيق ومزيكا و "بكاي" ههههههههه
|
الكلمة التي اعتذر غن ايرادها هي كلمة "بكاي"...فمن الملاجظ فارق العمر من خلال اقتباسي الاول الذي اوردته في صدر مداخلتي ..اطال الله عمرك .. فارجو ان تتقبل اعتذاري مع كامل احترامي لشخصك. وارجو ان تسمح لي باستبدال اللفظ الى "طروب" بدلآ عن "بكاي".
اكرر اعتذاري واسفي العميق.
مع محبتي.
| |
|
|
|
|
|
|
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: الشيخ سيد أحمد)
|
العزيز الشيخ سيد أحمد
تحايا وتقدير
هههههه هجمتك 1943 ...يا عزيزي ما للدرجة دي ..إبراهيم كان صديقا للجميع .. قدمني له صديقي ابوذر الكامل شقيقه حين اختار ابراهيم ثصيدتي مايا ليترجمها ضمن ما يقوم به من ترجمة لأشعار الاخرين .... أحببته جدا لأنه كان عالم في جبة درويش ...
أما حكاية بكاي دي ... أنا كغيري من أبناء اقصى الشمال يسكنني حب العناء حد بكاي دي
شكرا ليك علي الحضور هنا تحيات وتقدير
| |
|
|
|
|
|
|
|