أبراهيم الكامل عكود

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-09-2024, 07:20 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
06-14-2020, 03:46 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
أبراهيم الكامل عكود

    03:46 PM June, 14 2020

    سودانيز اون لاين
    Abdalla Gaafar-Somaliland
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بسم الله الرحمن الرحيم

    العالم التربال ابراهيم الكامل
    هو صديقي إبراهيم الكامل محمد أحمد عكود (رحمه الله ) المولود بالقرير في عام 1943 والمتوفي في الخرطوم في العام 2015
    الدراسة: القرير, مروي, وادي سيدنا وجامعة الخرطوم
    درس في كلية العلوم جامعة الخرطوم ثم استقال وتخرج في معهد المعلمين العالي تخصص لغة إنجليزية وتاريخ
    ثم دبلوم عالي في الترجمة جامعة الخرطوم
    تدريس اللغة الإنجليزية في الثانويات بالسودان وحضرموت حتي 1975
    تدريس اللغة الانجليزية بالجامعات حتي 2002
    الترجمة : الخطوط الجوية السعودية , قسم الماجستير بالمعهد الإسلامي للترجمة حتي 2003
    الإصدارات: المدارات والمعابر : ديوان في الترجمة الشعرية
    منارات ومنابر: ديوان باللغة العربية الفصحي
    تحت الطبع: مسارات ومحاور (ديوان بالعربية الفصحى)
    رحمه الله هو ابراهيم الكامل......شخصية آسرة.... كان لا يتحدث الا مبتسما........ الوحيد دون خلق الذي يستطيع ان يتحدث بابتسامة كاملة......وما بين ابتسامته وضحكته غير المحدودة تتوافد حكايا الناس والطين وسير الطيبين من معمري الأرض والعقول.....اذا تحدث تحدث بإلفة بالغة التفرد ....تأخذك إلى الممتع من الإندهاش والنشوة غير المحرمة....عالم في جبة درويش عاشق.....وعاشق في جبة عالم درويش....وما بينهما براحات تكفي لدروان خلق الله للدوران حول نواة المنهل ...ومن ثم الولوج الي بهاء الحضرة....
    الشقليني عبد الله ....كتب في لحظات احتفائه بالولوج الي البهاء في حضرة إبراهيم الكامل:
    (ومن يشتَمّ البعض يُفتتَن ، ويطمع أن ينبسط له الرزق . فمن السماء هبطت عليَّ مائدة ، وقد بَخلت عَلى من سألوا الأنبياء عليها من قبل . سُبحان من يُجري الأرزاق على هواه . استطعمت ولم أزل أستقطع لنفسي ما شاء الوقت ، وأقرأ من سِفرٍ في منزلة رحيق عمرٍ ، يعجز القلم أن يستجلي كنوزه).
    وكان صادقا.... فما بين العالم التربال والتربال العالم يتلخص كل العالم غير المحسوس في حديث حروفه علم و خمر ونشوة وسمو....
    يكتب بقلبه ما يحسه عقله....كاتب عدل..اهدي لمريديه منهاج الكتابة العادلة ....واسس لهم من بنيانها ما يقيهم شر الوصول مبكرا الي نهايات اللغة الظالمة.....
    إبراهيم لم يقرأه الناس بعد...ولن تقرأه الأرض الظالمة ..لانه كان يتحدث بصوته الرائع الانخفاض حتي في لحظات ارتفاع صوت الاخرين....
    يكتب ويتحدث وكأنه يعتز بلهجته الموغلة في الطين والنخيل وعرق الترابلة....وفيَا لها ولأصدقائه...تحس عمق ذالك حين تقرأه في مرثية صديقه يحيي:
    (يحيى كان حبل الدلو الماليبو إيدي
    و في محاري الآخرة ديدابي وحدودي
    وكان قمرتَن هاللّي واتمارت بعيدي
    وغيمةً ما بتفرز وليدُن من وليدي
    بس الدوام لله - ضاع هودي وقنودي)
    واعرابي قح اللغة. حين يتحدث ويكتب العربية الفصحي...يبدو ذلك جليَا في تحوله الجميل من الدراجة الي الفصحي لرثاء صديقه يحيي محتفظا بذات المعني والنفس
    ( كان حبلاً لواردٍ يملأ الكفَّ مأمنا
    في مظاني لآخرتي كان درباً مُحصّنا
    وهلالاً مقارباً فتناءى عن الدّنا
    وغيوماً بمثقلٍ ليس تختار موطنا
    كلّ ذا -وافجيعتي- كبريائي .. فأُثخنا)
    أو
    ( و كِلانا الفقير إلاّ ثباتاً، كان حبل الدلاء يملأ كفّي
    وإذا احترت والمظانّ ترامت، نحو أُخراي كان درباً بجرفي
    وهلالاً مقارباً لضعيفٍ، وبعيداً لباطشٍ حتف أنفِ
    وغيوماً بمثقلٍ تتهادى، لا تحابي لمنبعٍ حيث توفي
    كلّ ذا- والبقاء لله- َولَّى، وغدا الكبرياء عجفاء صيفِ)
    إبراهيم كان زول يسوقك من جواك في لحظات تعبك للضحكة والكلام المغسول بي موية النيل...عشان يعلمك بالارقام كيف ترجع لي طفولة افراحك دون ارهاق... وسأبدأ هنا بتجربته الشعرية وتجربته المتفردة في الترجمة الأدبية من الإنجليزية إلى العربية أو من العربية الى الإنجليزية
    ونواصل






                  

06-14-2020, 03:54 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    عبد الله الشقليني (بيكاسو) كتب في حضرة رحيل أبراهيم الكامل:

    إبراهيم الكامل آل عكود ..تعجلت الرحيل
    وإنك لنجم يهتدي صحبته به ، إذا حال من بين النجوم سحاب. بك كانت بلادي تطاق ، وعُشرة الأحباء مرقد ضيقٍ ينتهي به العُمر . ركِبتَ خير مركِبٍ ، وصاحبت أنتَ أولاً الكتاب . لا يستريح المرء إلا بتقفي آثارك، ففرسُك تواعد الريح دوماً بالانطلاق . خير وطنٍ عرفناه هم من السُمر ، أحفاد " رماة الحدق " . بهم تضيء الدنيا وأرضهم نسميها في وجداننا الوطن . فلا بركة إلا بهم ،و خير الزاد صحبةٌ خيِّرة ،. كأن المنيّة قد تعجلت خطوها قبل أن نلتقي مرة أخرى من بعد عشر سنوات. كنت يا سيدي تقول لي دائماً ( إنك لم تقتنع بصيد الفرائس الطبيعية بين الحيوانات من آكلة اللحوم وآكلة العشب ، رغم علمك بكثرة إنجاب الأخيرة وقلّة وجود المفترسات ، وقلت لي إنك لو كنت أسداً لمِتّ من الجوع !
    أي جوع هذا الذي يفرقنا الآن ؟! . أضحت الأشجار التي نستظل بها تُساقِط علينا أوراقها ، وتلهبُنا الشمس من حيث لم نحتسب . وإنه لمكر الدنيا ومكيدتها التي تختار لنا إظلام النهار وبكاء الليل .

    (1)

    تركتنا سيدي للذكريات صدى السنين الحاكي ، وذهبت بعيداً في غيبتِك الكبرى . اتسعت خروق أنفسنا عن الرتق .وجفّت كلمات تصطرع ولا تجد وصفاً دقيقاً لنُبل شخصكم الكريم وتنوع ذخيرتكم من الشعر والنثر والترجمة والرسم ، غير أن المولى أوجدك بيننا مثل شهاب حام في سماوتنا ذات برهة كونية ، وسبحنا ننظرك في أنفسنا وفي الآفاق . وحريٌّ بنا أن نفرح أنا كُنا شركاء بسطة مجلسك ، ومن بطانتك التي أحببت . انتشرنا بجوارك ذات يوم ، ونحمد مولانا الذي بك كفانا عن غوائل الدهر . ونثر علينا محبتك ذات برهة زمان ، ولا ينقطع شكرنا عن تلك المنحة الربانية أن كنتَ بعضاً منا ، وجفا الزمان أن يمتعنا كما أحببنا أن نكون .

    (2)

    بلغني فراقك من رسالة حميمة من صديقنا" أبوذر آل عكود ". قطرات من الدمع السخي تلاحق بعضها تعيد توازننا النفسي ، وهي مشقة البُعاد الذي ليس لنا يدٌ فيه، وكنتُ قبل أيام أبحث عن بعض الأبيات الشِعرية التي أهديتها ابنتي قبل أعوام ، عندما كانت طفلة تسكُن معي في غيبة المنافي ، ولم أجد ما كتبتَ أنتَ لها . وذاكرة الأرض والسماء أكبر من قدرتنا على النسيان ، وسوف نجدها في مٌقبل الأيام ،إن شاء المولى. وإن رحيلك الأبدي امتحان للنفس عجيب ، وليست أغراضه خافية علينا .
    لم أزل أُقلب سفرك الداوي ( المدارات والمعابر ) علني أطيب من بعد فراق هو قسمتنا في هذه الحياة .

    (3)

    التقيت " إبراهيم " في صفحة من صفحات المنافي ، واستطعمت حينها مائدة السماء .
    سمعت رنيناً يهبط من فوقها ، و ( أجليت النَظر يا صَاحِ ) ، واكتحَلَت برؤيتك العيون . كُنت من قبل قد تَطلّعت لقبسٍ من سِفرك الأول . ومن يشتَمّ البعض يُفتتَن ، ويطمع أن ينبسط له الرزق . فمن السماء هبطت عليَّ مائدة ، وقد بَخُلت عَلى من سألوا الأنبياء عليها من قبل . سُبحان من يُجري الأرزاق على هواه . استطعمت ولم أزل أستقطع لنفسي ما شاء الوقت ، وأقرأ من سِفرٍ في منزلة رحيق عمرٍ ، يعجز القلم أن يستجلي كنوزه .
    مرحى .. مرحى ، يقول "إبراهيم" إنه سِفره الأول ! .

    استكتب أبو الفرج الأصفهاني نفسه خمسين عاماً ، حتى كتب الأغاني . وهذا السِفر أجده يذَّكرني بمنـزلة من منازله . يصغُر سفر "إبراهيم" حجماً عن أي من مجلدات الأغاني ، لكنه كثيف المحتوى ، غنيٌ بكنوزه . لم يجمع الأشعار والأخبار كما فعل الأصفهاني ، بل جلس عند كل نص من نصوصه جلسة عابد ٍ، زينت له الدنيا من حوله آيةً من نعم المولى ، يجلي غموضها ويدخل ملكوت كاتبها ويلبس روحه حتى ينقلها للغة الأخرى .
    لقد تخير " إبراهيم " مادته للترجمة من النفيس المنظوم ، و من المموسق ، والمقدس ، ونقل لنا من شِعره الفصيح والعامي وافترش لنا أرائكَ نتكئ عليها لننهل .إنها لمفخرة لي ، أن يتطوَّف من حولي مُذنبٌ فوّاح بعِطر الثقافة البَهي. لن نقدر على شُكر من جعل السماء بأنوارها المتلألئة في قبضة أيدينا ، ويسر " لآل عكود" أن تكون منحة المولى لسليل أنسابهم . نِعم الأرواح حين تأتلِف .
    قلت له : ـ
    فارع الطول أنت مُشرِق الطَلعة . بسمتك ترسم لُطف ملامحك النبيلة . تبدو كأخٍ صدوق يكبُرني فقدته زماناً ثم التقيته في مساء يوم من أيام المنافي .
    رد ببسمة ، وعلى وجهه أرى ارتباكاً لا يناسب ثقل تجربته و عُمره ، وتلك من بشائر التواضُع . هو عيب استشرت جرثومته و ملأت كل خلايانا المُبدعة . جلسنا ولم يترك لنا الوهج الذي بيننا مجالاً لنتعرّف قشور بعضنا فدلَفنا إلى اللُب . بدأنا بالمِزاح ، وتقلَّبت نفسي في نعيم أن يُصادِق المرء جمال المزهرية المورقة وهي في عُمر العطاء السخي ، فتُفرد من روائحها ، وتمُد إليّ فرح الدنيا يضحك طفولةً .

    (4)

    قلت : ـ
    ــ إذن ( المدارات والمعابر ) هو سِفرك الأول .
    قال : ــ
    ـ نعم هو الأول و هنالِك ديوانا شِعر ينتظران النشر . كَوْني هو الذي تكاثف ، عَسيرة هي الكِتابة في موطننا . تَعذبتُ وأنا أصحِح المُسوَّدة ، المرة تلو الأخرى . ضاقت بي الدنيا قبل أن يخرج السِفر إلى النور ، ولم يزل عندي موضع مُراجعة ، وشيئاً من حتى !.
    قلت له : ـ
    ــ ربما نحن في السودان حديثي عهد بالنشر . سبقتنا القاهرة وبيروت وحلب و دمشق .
    قاطعني : ـ
    ــ الأزمة في تصحيح اللغة والإخراج والصقل !
    لحظة صمت نَهضَت بيننا ، وانعطف بنا الحديث لشأنٍ آخر .
    قلت : ـ
    ــ حَدِثني أنت عن الكتابة وخواطرها ، و هواتف الذهن التي تُطارد من يكتبون . أهي تُطاردك ؟
    قال : ـ
    ــ كأنك تقصد خَمر الكِتابة ، وسُكر اللغة ، فعندما أصعد عتبات الخيال الحالِم ، تهبط عليَّ الخواطِر هبوط النسور على القوارِض .
    قلت له : ـ
    ــ إنها خاطرة غريبة الأطوار تعتريني مثلك هذه الأيام .لا وصف لملامحها الغريبة ، حين تتملّك الروح والجسد . لا وقت تتخيره هي للهبوط عليَّ .حتى نَـزف السماء لَه مواسم ، لكن تلك الخاطرة تتسلل إلى الذهن كقَدرٍ استعذبت سكِينه مواضِع الرخَاوة وغاصَتْ . تهبط عقلك هبوط ملاكٍ في هِزة كونيةٍ ترتجُ لها الأفلاك ويتمدد الكون في فراغه السحيق . هذا عسير عليّ . أصحو فجأة من حلمٍ يذبحني وأنا أتخبط من انفلات الروح وقت مُفارقة الجسد . أركل بقدميَّ كأنني أتشبث بالحياة . عسير أن يهوى المرء قاتلِه . يُكسر سُنن الأحياء في حُب البقاء و كره الفناء .
    قال إبراهيم : ـ
    ــ نعم ، أنت الصادق . كأنك قد وصفت ما بي . أحسست أن الخاطِرة أمر كَوْني حين يهبط يستوطن ذهني . يحُثني لأكتُبْ ، وعندما أفعل تسترسل اللغة في نـزف متقلِب الألوان و الملامِح . لوحة مُتحركة ملؤها الأحمر والأبيض والأصفر والأسود والتركُواز ، وعجائب تتخلق بين استراحات الرمادي حين يستعصي الصفاء والود بين الجميع . أقلق هوَّ ليلي و تَهيبته .
    قُلتْ :ـ
    ــ أراك سيدي وأنت في عُمر تجاوز الخمسين ، كنخل فارِع الطول حين تُداعِبه الريح يضحك . فجذوره قد استشرت شرايينها تُمسِك بعروق الذهب في صخر الأرض .أعرف من يقول اترك في جيب سُترتك مُفكرةً صغيرة على الحِمل ، ناعمة رشيقة في رفقتك حتى وأنت نائم ، وعند هبوط صرخة الخواطر ، انـزع نفسك من النوم وامسِك القلم واتبِع الأوامِر .

    (5)

    قال إبراهيم : ـ
    ــ أذكر في زمان قديم كُنت أعرف سيدة أجنبية تعشق مثل هذه الخواطر ، وتجلس في حضرتها جلوس الطفولة أمام الجَّد حين يقُص من أحسن قصصه التي تُلهِب الخيال . كان قلمها يُطيع الخواطر المجنونة و ينقل الشِعر والنثر . يهبط ذهباً لامِعاً برياحه الشيطانية يلتهب بالتمرُد ، حتى عبثت تلك الخواطر بذهنها ، وأسرجتْ بُراق الأحلام وطافت الآفاق ، استعصى عليها العودة لعالمنا . كانت تلك مأساة مُجلجلة .كَتبتْ تلك السيدة أسفاراً تُـذهل العقول . ترمي الأحجار في البِرك النائمة ، وتلون أقصان الخيال بألوان الدنيا الساحِرة . إياك يا عبد الله أن تستجيب لتلك الخواطر فتتملكك وتُبعدك عن القريب والحبيب . استجِب قدر المُستطاع ، ولا تُسلس لها قيادك كل الوقت . إنها تضرِم نارها حزاماً حولك حتى يستعصِي علينا أن نُعيدك لدنيانا . أنت تعرف الشاعِر إدريس محمد جمّاع ، فعند تآلفه مع تلك الخواطِر سرقت دَنياه ، وسرقته عنا . قبل غيبته الكُبرى نفث غُبار الشِعر ندياً حنيناً دافقاً ، واستغرقت نفسه محبة لا شواطئ لها . أمطرنا جمَّاع ترياقاً يُقينا شاطحات الخيال ، وغاب هو شهيد سِحرها .
    قلت لإبراهيم : ـ
    ــ يقول الشيخ عبد القادر الجيلاني : ( الخاطرة تُغري بالانفلات ) .
    إنني أعرف مخاطِر الإبحار معها . دعني أعود لنهجِك ، حين قلت لي إنك تستنهِض روح الفنان الذي صاغ النص قبل ترجمته ، تسبح قليلاً في عوالمه . تتقمص روحه ، وترقب كيف استجمع هو الخيال ساعة الخلق . الفكرة ، وحبائل اللغة و النص ، ثم حُلول الروح قبل بدأ الترجمة . إنه عِشق غريب على سَمعي ، عصيٌّ على فَهمي . إنني لست شاعراً لأحكُم . أنت تُقربني من الصفاء ودنياه السَاكِنة المُتأمِلة . أتَعشق النص أولاً أم تُصادق الحُلم ؟ . قُل لي كيف تحول النص عندك من عامية شِعر البُطانة القديم إلى الإنجليزية ثم إلى العربية الفصيحة عندما ترجمت الشِعر من ( مُسدار الصيد ) للشاعر الفخيم محمد أحمد عوض الكريم أبو سِن ( الحاردلو ) ؟ . هل لك أن تنشِدني النص أولاً ثم ترجمتك للإنجليزية شِعراً ، ومن ثم النقل إلى العربية الفُصحى شِعراً أيضا . اسمعني كل ذلك بنغم "الدُوباي" وريح أهل البُطانة كما وعدتني .
    ضحك "إبراهيم" و أنشد بمخارج الأصوات الريَّانة بخبرته في التدريس ، منذ مراحله الوسيطة والثانوية ومن ثم الجامعية . الأحرف عنده تتراقص وتتموسق . الهبوط والصعود والتأرجُح ، المد والإدغام والخلخلة والقلقلة والإخفاء والإظهار . سينمائية تتقمصه بكل ألوانها الطروب حين يقول : ـ
    ــ دوبيت الطبيعة ( من مُسدار الصيد ) للشاعر الحاردلو بلهجة قبيلة الشكرية :

    الشَّم خَوَّخَتْ بَرَدَنْ لَيالي الـــحَرَّهْ
    والبَرَّاقْ بَرقْ مِنْ مِنّا جَابَ القـــِرِّه
    شوفْ عيني الصِّقيرْ بِجْناحُو كَفَتَ الفِرِّهْ
    تَلْقاها أمْ خُدودْ الليلهْ مَرَقَتْ بـــَرَّهْ

    (أم خدود : الغَزالة )
    وبالإنجليزية :

    HARDALLO QUARTET OF NATURE

    The sun leant squashy …
    Scorch suddenly abated ;
    Lightning then flashed …
    Breezed freshly floated ;
    Glimpsed I of a hawk..
    Lashing a dove , unawaited
    The cheekiest of gazelles..
    Now leaves caverns dilated..

    عبدالله الشقليني (المصدر سودانيات)

    (عدل بواسطة Abdalla Gaafar on 06-14-2020, 03:55 PM)

                  

06-14-2020, 11:47 PM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12483

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    رحم الله ابراهيم واسكنه فسيح جناته
    واحسن الله عزاءكم

    يبدو أنه كان على نسق حميد بل اكثر في عمق
    لغة الترابلة عند أهلنا الشايقية
    نرجو ان تتحفنا با لمزيد من شعره رحمه الله

    رحم الله ابراهيم ..
                  

06-15-2020, 04:52 AM

muntasir

تاريخ التسجيل: 11-07-2003
مجموع المشاركات: 7549

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: علي عبدالوهاب عثمان)

    رحم الله إبراهيم الكامل عكود
                  

06-15-2020, 09:43 AM

بدرالدين بابكر مصطفى
<aبدرالدين بابكر مصطفى
تاريخ التسجيل: 06-24-2013
مجموع المشاركات: 1492

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: muntasir)

    والله كل ما قيل في حق هذا الرجل لم ينصفه
    قابلته في نهاية التسعينات أو بداية الألفينات لا أذكر بالضبط
    واطلعني على بعض من إبداعه
    وفعلاً كان لطيف جداً ومبتسم ويترك فيك انطباع جيد جداً
    واتذكر كان يترجم الشعر من العربية الى الإنجليزية والعكس
    واطلعني على ترجمة لبعض أشعار إيميلي برونتي
    ابراهيم الكامل اكتر مبدع سوداني مظلوم
    مع إنو والله في صدارة المبدعين السودانيين
    ربنا يرحمه ويحسن إليه
                  

06-15-2020, 09:55 AM

علي عبدالوهاب عثمان
<aعلي عبدالوهاب عثمان
تاريخ التسجيل: 01-17-2013
مجموع المشاركات: 12483

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: بدرالدين بابكر مصطفى)

    الاحباب الكرام
    رجاء خاص نشر هذه الابداعات اذا أمكن
    أهلنا الشايقية اشعر الناس في السودان
    ونحن في شمالنا الحبيب نجد كل التراث النوبي في شعر أهلنا الشايقية
    ناس عندهم قيم الترابلة وابداعات البيئة الجميلة
    النخيل والنيل والاثار والجروف والجنائن

    تحياتي الاحباب
    رحم الله ابراهيم واسكنه فسيح جناته
                  

06-15-2020, 11:29 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: علي عبدالوهاب عثمان)


    إبراهيم شاعر من طين ونيل وقمر... تحتله اللغة والاماكن من مدن ومعالم ......فيحكي عنها بقداسة العاشق لساكنيها... ما يخلدها بذاكرة الزمان... وذاكرة من يبحثون عن حضن آمن... قصائد ترهق الباحثين عن الحكايا...وتحكي ايضا عن متاهات التوزع بين النساء الامهات والنساء الرقيات (وفي ظن بعضهم الاثم النساء الهبابات)....ومن ثم العودة (بلا حكايا) فقط بغناء موغل في الطرب...تسأله سؤال الضهبان فيضحك....فتصيبك ضحكته بآفة نسيان الكتابة عن حكايا الاماكن وساكنيها... فتعود كما ابتدأت ممتلاءا به وبالشوق الي معرفة الاصل في الحكايا...
    يكتب الشعر بالعربية الفصحي القحة وبالدارجة الموغلة في المحلية ..ارتباطه المطلق بالجذور حدد اطار مساره الادبي (شعرا ونثرا وونسة ايضا)... مثال لذلك ...
    سكينة عمة ابراهيم بالدارجة
    سكينة سميني واللاصفات قزازي
    وسكينة قميحي والبارزات برازي
    وسكينة العافي في "المر الحجازي"
    وسكينة الداخرا للصيف الحرازي
    وكان حقت حرب ووقفت حجازي
    سكينة الزغرتت ليلة المغازي
    سكينة عمة ابراهيم بالفصحي
    سكينة السمن نفاذا بنــدرته واللامعات زجاجات صفــا فيهـــا
    سكينة القمح مستورا بسنبــلة والبارزات تلال التبــن تخفيــها
    سكينة المر في الأعشاب شافيــة حلو المعافاة بعد السقــم يكفيــها
    سكينة الروح في دوح الحراز خبت نضارة في بيات الصيف ينفيها
    ولو تحق طبول الحرب مبطلة مزامر الحب والأحــلام تسفيـــها
    سكينة امتشقت حرف الحماس دوي ليلة الحرب توري النار من فيها
    ................
    أبراهيم كان كريما في خلقه وفي ابداعه ... ومحبا للجمال والحياء ...وكلاهما شكلا طريقة تذوقه للناس والزمان والمكان
    وسنبدأ هنا بواحدة من أشهر قصائده باللغة الدراجة وهي قصيدة كتبها ابراهيم في رثاء والده في العام 1989
    القصيدة تتكون من 142 بيت كُتبت كمربعات. القصيدة توضح ملكة ابراهيم الشعرية ومخزونه الثر وتمكنه من اللغة الدارجة (اللهجة الشايقية)
    سأقوم أولاً بإيراد القصيدة كاملة، ومن ثمّ أخذ كل مربع على حدة لنقوم باستعراض شرح وتحليل المربع والذي تم بواسطة عدد من الأعضاء بمنبر سودانيات (علي رأسهم أبوذر الكامل و عبد المنعم حضيري وآخرين)
    نبذة صغيرة عن المرثي :
    هو الكامل الإبن الأكبر للناظر محمد أحمد عبد الله إبراهيم عكود، رائد التعليم في المنطقة. تخرّج في كلية غردون التذكارية وعمل أعمال إدارية مختلفة في بقاع عدة في السودان. بعد تقاعده، نذر نفسه ووقته لتعليم الأهل في القرير أمور دينهم، فكان إماماً لمسجد العكوداب بقوز قرافي وكانت له حلقات علم يومية بعد صلاة العشاء، يومان للنساء وخمسة للرجال. كسب إحترام وصداقة جميع أهل المنطقة فكان مرجعهم في أمور دينهم ودنياهم. أمّا صفاته، فتتحدث عنها المرثية.


    أبـــوي المــات إمــام
    أبراهيم الكامل آل عكود

    خمسة سنين كُتار من دُونُو يا بَاذرْ
    وخمسة سنين كُتار أيامَه تنْجَرجَرْ
    النَّسّام صَنَفْ والضُّلْ يطاردُو الحَرْ
    لا الخمّار يقوم لا الموية تروي الجَرْ

    خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي
    زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي
    حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي
    سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي

    يا حليل الحَنِينْ من رِيقُو يدّي رَفِيقُو
    زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو
    يا حليل الرَكَزْ وَكْت البِصُبْرُو يَضِيقُو
    يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو

    أبُوي مُهْر المِسَيري الدَّاخْرُو لِلمَا جَات
    وابُوي بَرَبِيت جَوامْعَاً كُلّو صَبّابَات
    أبُوي سُتْرَة فَقِير مُقْنَع فِقِيرِيَّات
    وشَمَّرْ قلبُو نُور "النَّجْمِ" و"الذَّارِيَات"

    مَعَ فَرْخ الأسُود "قلع النحل" بَشّتْ لو
    "طَيْبَة" مع "التّميد" في الخلوة فَرْهَدْ فَضْلُو
    مُو هامّو الوِصِل كُلّ "القرير" من طَفْلُو
    قام "للعجمي" قَاسَم "ودصلاح" من أكلُو

    لاهُو المِنْ تَلِدْ بالخوف تَقُرْضُو جَنَاهَا
    لا اللاّمِن حَبَتْ لا جَاتُو لا شَمَّاهَا
    عَطْفُو مِنْ الرَّسُول الحِنُّو فيهو نَبَاهَة
    كان أدّبْ عَدَلْ والفَلْحَة مِنْ مَوْلاها

    بَشّيتْ للصغير لامِن يَبَغِّزْ عُودُو
    شَدّيتْ للمَرِيض لامِنْ يَطِيب مَوْرُودُو
    رَدّيتْ للبِغِيبْ لامِنْ يَصُدْ بي صِيدُو
    خَبّيتْ للفَقِيرْ لامِنْ يَجُود مَوْجُودُو

    دَلاَّيْ للكِتَاب دَلاّيْ قُرير أُم نِيلَه
    رَفَّاعْ للوَقَع فيها ونِغيمتومْتُو دليله
    رَفَّاع للقَدَحْ تَمَّ البَشَاشَة بَلِيلة
    والبَرَكَة بتَكِيل فُوق النَّجِيضَة قَلِيلة

    أبُوي خَدَمْ الوَطَنْ بَرْقَاً طَمَرْ سِيتِيت
    سنتين لامْ حِجَاب سنتين مَع ابْ سُومِيت
    فات البَنْدَر اشتاق لي خَلاَ المِسْكِيت
    وطَافْ بي دِينُو دار خِرْتِيت جِبَال فِرْتِيت

    فَاتْ جِيلاً قَبُلْ خَتَّانَا فُوق القِيفَة
    من آرْتيِق عَلِي البُقُل البَطَرِّي نَزِيفَة
    الصوفيّة شَاشَتْ للسياسة أُم زِيفَة
    والخَوَّاجَة حَبَسْ الخَلْوَة في تَعْرِيفَة

    ولولا الشّالُو والدِّينْ الوَقَفْ رَكَّازَة
    والخير المَدَنْدِعْ مِنْ "عُزَاز" نَهَّازَة
    كان سَنْجَكْ رَكَعْ للحَزّته الهَزَّازَة
    والدُوبِيت مَجَنْزَر في غُنَا المَزَّازَة

    واتْلَمَّ الضَّلال مَحَّقْ بَركْة النِّيل
    لا قَرَعُو المُسُور لا جاب رِوِيسُو السّيل
    البَرَكَاوي هانْ لامِن بَكَا القُنْدِيل
    لامِنْ لِحْقُو ابُوك و"احمد" مع ام دانْقِيل

    أبوي أسِّقْ عَكُود العَاتِي جبل السّد
    ومِن رَزْمَتْ نِحَاس قُبَّال تَفُور شَدَّد
    قال للبِعدُو أرْكِزُوا مَحَلْ رَهِيف تِتْقَد
    أبُوي الكان جَرِفْ خَاف من كُدَاد الحَدْ

    وفي الحَق زَيْ عِرِق "عوتيب" أذَى الوَرّاده
    للمِسكين نَقيطِنْ بَكّتْ الفَصَّادَه
    بالتَفْسِير غَمَامْة الخِير رَوَت قُصّاده
    واعِظْ للتُجَار والجَاهْلَة والحَدَّادَة

    قَبُل يَهْدِي العَنُود كاس لي هُدَى العَمْيان
    بَدَلْ زورة ابْ لُغُود عَاوَد علي العَيَّان
    قَبْل المُسْتَحِقْ فَتَّشْ علي الصَرْمَان
    والمَطَر إنْ نَزَل فَرْهَد حَشَا العطشان

    بَصَّرْتَ الحَريم بي كُنْية التَقْديس
    وباصَرْتَ الرُّجَال لامِن مَرَقت ابْليس
    و"ابْ دومة" القِبيل خُفْنَالو مِنْ تَدْنِيس
    عَاش في المِيضَنَة وبِقَى للتَريدُو جَلِيس

    مِنْ قَلب الرِّويس "بِتْ الكُرَيْ" جَات قُوزنا
    في طَفَّتْ حَريم قَادَت فَتَاتْنَا عَجُوزْنَا
    لا زَارَنْ بَيَان لا انْضَيَّفَنْ بي موزنا
    والقَطَف العِلِم ما اظِنْ يَغَيِّر كُوزْنَا

    داوِيْت الَّنِفس سَاعَت رَخَتْ بالصُوم
    وصَافيت الهَجَر والقَنْجَرَت في يوم
    خَاويت بين وِلادَك وبين ولاد وَدْ توم
    وسَوَّيت جِيل نَصِيح لا ظَالْمَة لا مَحْرُوم

    خَاطَبْتَ الجَمَال في النَّاس مَلَصْ نِعْلاَتُو
    واصْبَحْ نُور تَواضُع للتِعِب زَلاّتو
    ربّيت في البَلَد تَمّيت جَمَايل الفَاتُو
    طال ما كُتَّ حَيْ الخلّفوك ما ماتو

    أبُوي قَاصِد كَرِيم في القَدّمُو وفي المَنَعُو
    يَغْرِز في التَّقيل سَاعة الخُفَاف إنْقَلَعُو
    ما قِدْرو البِرُوس نَكَرُو الجَمِيل وانْقَطَعُو
    هَزَّة راس جَبَل تِحْتُو المَنَايح رَتَعُو

    قَال اكسُو العَريب بالتَقْدَرُو ومِتَيسِّر
    أنا بَكْسِي العِلِم والدّين صَعِيبُو بَفَسَّر
    وزِيدُو أدُّو البَفِيض للعَاقْرِي والمِتْكسِّر
    أسْرِعُو في الفَضُلْ والدَاب رَقَبْتُو مَقَصِّر

    وقَال فَقْرَان ثَواب البُدَلا والمَمْحُونة
    طاعِنْ دار زَوَال دار العَمَار مَطْعُونَة
    خَرَّت ايدُو مِنْ البَارْدَة لَوْ مَظْنُونَة
    وكَّرْ سَاقُو جُوّة الحَارَّة لَوْ طَاحُونة

    وَرَّى النَّاس مُفَاطَرْة الضّيوف فِي الجَامِع
    وّزَّع في الفَضُل قَصَّبْ قُلُوبْنَا مَزَارِع
    سَنَة فَلَت التَّسَاب عَزَفَت قُريرْنَا مَقَاطِع
    والياكُلْ مَعَاك يَمْسِك وَرَاك مَدَافِع

    عِكْرَت بالذُّنُوب بَلَّجْ هُدَاه الجَوْ
    وخَنَّقَت البُدُور فَجَّجْ جَبِيُنو الضَوْ
    يا شُخُب الرِضَا المَا وَقَّفُولو الَبْو
    جَار قَرْقَرْ زَمَان يا حَاجَّة شِنْ بِنْسَوْ

    قَاسِيت اللُّتُم بي صِيده كُنّا جُهَالَه
    مُرْوَادُو انْطَبَق بالشيخ بَعَد رِجَّاله
    قَبْلَك والِدِيك الثَبَّتُو القَلْقَالَة
    يا رَبْ خيرُو لا يَجْفِل يرمِي حَلالَه

    أبُوي المُوية ما بتَشْغِل لِهَاة رَوْيَان
    وابُوي الهَاوِي مَا بيَسْعَل ضَرَى الرّوشَان
    غَدَر جِسْر التَّسَاب خَلْخَلْنَا بالأرْكَان
    والرِّيح فَرْطَقَت.. لينا الله يا سليمان

    يا القاش الِبيَطْوي المَانْعة يَروِي شُتُولَه
    رَبِّيت بالحِكَم فِعْل الرّسُول والقُولَه
    فَاقْدَاك التَّتِبْ والفَاردِي والمَشْكُولَه
    ضَلاَّك رَبّي يوم الزّولَه تَنْكُر زولَه

    مَضْيُوف بيت "قَرَض" خَلّيت كَرَف سَيّال
    مَعَاك ماتَتْ خِصَال يامَا الوِلِف كَتّال
    وَرَاك دُهْمَة ظَلاَم بعد البَرِق ما شَال
    والله يَجِيرنَا مِنْ يومِاً عَقَب زَلْزَال

    كَتَّرْنَا العِلِم قُلْنا بنَزِيد خَشَّامَه
    خايفين نِتْلَفِخ نَطَحَتْنَا مِن قِدَّامه
    كان كِتْرَن ضُبَاع شِنْ فَايدة الكَجَّامَة
    يا سَابل السُتُر يوم نَدْخُل الكَمّامة

    يا عِرْق الأراك مِنْ "سَلَوَة" لا "اب رَنَّات"
    ورَاك شَايْلاَت هُمُوم فَقْدَك جِبَال سِنْكَات
    يا الكِيك المَسَح خُور صَدْرُو بالقَنَتات
    ويا الكير الكَسَح يا عَوّه لا شِيمات

    جَرَّبْتَ الكَتِير لا لُنْتَ لا اتْبَطَّرتَ
    باصَرْتَ القَليل لا هُنْتَ لا اتْزَرْزَرْتَ
    كَان وِكْرَت رِجَال لا عُمْتَ لا اتْمَصَّرْتَ
    جَاك الخير شَكَرْ...فات مِنّك اتْصَبَّرت َ

    الدُّنْيا بتَكِيل مَلِوة َالتَّمُود والجَاو
    والدُّنْيا بتَشِيل ابْ لِبدِه والجَرّاو
    الُّدْنيا بتَمِيل بالمُهْرة والفَلاّو
    عَارَت بي وَرَاك..وين البقُول "وش..حاو"

    لا بَكَّتْنِي عِين وَرِّيتَه ليه مَا تَبْكي
    لا وَصَّاف لِسِان عَلَّمْتُو كيف مَا يَشْكِي
    لا بَكَّانِي عَلَمَاً فُوق قُلُوْبنَا مَتَكِّي
    وَدّعْنَاك مَسَافِر والنِيَاق هي التَبْكِي

    بَسْ بَكَّانِي عَاجْزَاً خَلَّف البِنْجَاضُو
    بَكَّتْنِي الرّكُوبَة القَشْ جَفَتْ عَرَّاضُو
    بَكّونِي العُقُبْ لَوْ بِالُمَزاح يِتْقَاضُو
    بَكَّانِي الدَرِسْ المَا اتْعَرَف عَوَّاضُو

    آآخْوانِي العُزَاز الهَشَّ والمِنْحَرِّق
    آآعْمَامِي الحُنَان الّلامَة نَاوْيَة تَفَرِّق
    فِشَان ضُقْنَا البِرير أبْقُو المَدِين والمُشْرِق
    وان ضَاق الوَسَاع أبْقُو الوَسِيع فِي الضَيِّق

    المُوت لَوْ شُرُور كُنَّا بْنَقَسَّم اذَاهُو
    والمُوت لَوْ شَرَار كَان في الوَرِيد مَطْفَاهُو
    المُوت للحِرِص في الآخْرَة بَاع دُنْيَاهُو
    طيرةً.. قَال تَشِيل عَبْدَاً عِشِقْ مَوْلاهُو

    يا جَبَل الصَبُر مَنَّحْنَا واتْجَمَّلْنَا
    الله يَرحَمَك يَشْتِل مَرَاقْدَك جَنَّة
    يَلْهِمْنَا الثَّبَات لَوْ بَعْدَك اِتْمَحَّنَا
    في وِدْيَان رِضَاك نَزْرَعْ نَدَاك في زَمَنَّا


    ونواصل
                  

06-15-2020, 11:34 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    الأخوان علي ومنتصر وبدر الدين لكم التحية والتقدير ومرحبا بوجودكم واضافة ما لديكم عن إبراهيم الكامل له الرحمة والمغفرة بإذن الله

    أكرر جزيل شكري وتقديري ومودتي

    عبد الله جعفر
                  

06-15-2020, 12:07 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)


    المربع الأول

    خمسة سنين كُتار من دُونُو يا بَاذرْ
    وخمسة سنين كُتار أيامَه تنْجَرجَرْ
    النَّسّام صَنَفْ والضُّلْ يطاردُو الحَرْ
    لا الخمّار يقوم لا الموية تروي الجَرْ

    النسّام صنف = توقف النسيم، أي "كَتَمت"
    الخَمّار= ما يُترك من عجين الذرة، بعد عواسة الكسرة، ليُضاف إليه في اليوم التالي ليتخمّر (خميرة)
    الجر = الزير

    المربع التاني:
    خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي
    زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي
    حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي
    سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي

    سلوى وسبحي (سبحة) = صبر وتسبيح
    نقوم بي صفحي (صفحة) = نحيد عن الطريق ونسلك جانبه
    سنبرتو = الشتلات الصغيرة للنخلة التي تقوم أسفل صفحة النخلة الأم بزاوية حادة، سالكة إتجاه غير إتجاه الأم. يسمونها الخلفايات أيضاً (مفردها خلفايي).

    المربع الثالث:
    يا حليل الحَنِينْ من رِيقُو يدّي رَفِيقُو
    زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو
    يا حليل الرَكَزْ وَكْت البِصُبْرُو يَضِيقُو
    يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو

    قلب دفّيقو = أي تغيّر لون الدفّيق من الأخضر إلى الأصفر.عبارة تصف مرحلة من مراحل إستواء الرطب وهو ما زال في النخلة؛ وهي مرحلة تغيّر لونه من الأخضر (يسمّى الدفّيق ويكون طعمه ماسخ) إلى اللون الأصفر (يسمى الرطب ويبدأ في إكتساب الطعم الحلو)
    وكثيراً ما تسمع المزارع يسأل رفيقه: التمر عندكن ما قَلَب؟
    مراحل نضوج التمر هي: الدفيق (الأخضر) - الصفّوري (الأصفر) - التمر (البنّي).
    بسبب بداية الموسم، يكون الرطب في أوّل مرحلة قلب لونه، عزيز جدّاً ويتلهّف عليه الناس؛ فهو يأتي بعد إنتظار طويل ورعاية مضنية للنخلة.

    كتب عبد المنعم حضيري أن المرثية بالإضافة للرثاء حققت أهداف متعددة ... من ضمنها التوثيق لـ (دارس) المفردات .... رغم أن كلمة (صنف) ما زالت مستعملة .... وهي كلمة تعني التوقف الغير منتظم والمتكرر لشئ ما ... ودائماً تستعمل في حالة المطرة (الشكشاكة) ويقولون المطرة (صًنّفَتْ)... أو النسيم أو الهمبريب في اليوم الغائظ الشديد الحرارة وهو يغشى الوجوه والأجساد المتصببة عرقاً بين كل فينة وأخرى فيبدو وكأنه مكيف سبليت يونت يزخ برودته على الناس بل لعله أكثر وقعاً على تلك االوجوه والنفوس القانعة بنعمة ربها والتي تنتعش بهبة تلك النسمة وتستعذب (الصنفة) بسبب هبة النسيم هذه .... وكم من شاعر أخذ المعنى هذا ولكن القالب (صنف) تفرد به إبراهيم الكامل حسب علمي.

    لا الخمار يقوم لا الموية تروي الجر

    أخونا وأستاذنا إبراهيم رحمه الله وبإسلوب السهل الممتنع يوثق كما ذكرت في هذه المرثية (لدارس) الكلمات والتعابير ليحفظها للأجيال القادمة من الضياع .... وكل ذلك في ربط شيق بموضوع القصيدة ألا وهو مناقب والده حاج الكامل ....
    البيتين هما عبارة عن توصيف لحالة القلق التي إجتاحت الشاعر بفقد هرم من إهرامات البلد كان مع غيره يرسمون لحياة الناس طرقها وكيفياتها كما أمر الله وأبان رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ولذلك إتسقت حركة الكون مع إيقاع الإنسان في تلك القرية الحالمة الوادعة دون نشاز أو إعوجاج وكان كل شئ يأتي في وقته وبقدره الذي قدّره الله لأن النفوس كانت قمة الطهارة والنقاء.

    إختلت هذه الموازين بذهاب ذلك الرعيل من القادة ومنهم حاج الكامل ... حسب فهمي لهذه الجزئية من القصيدة ... فبدأ الشاعر يحس بالفروقات في كل شئ حتى النسيم (صنف) ... والخمار .... لم يحرك ساكنا في خمارته رغم حرارة الجو ... والزير ....يشكو العطش وهو يحمل الماء في جوفه ... ويا له من تشبيه غير مسبوق إلا مجازاً .... وذلك في .... كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول .....

    كتب عبد الله جعفر :
    ابراهيم يكتب وكأنه يعتز بلهجته الموغلة في الطين والنخيل وعرق الترابلة.... وفيَا لها ولأهله ولأصدقائه
    ولهذا ترهقني قراءته لأنها تعود بي إلي حيث ابتدأ القلب ... أقصي شماله وشمال البلد
    أدهشتني قدرة ابراهيم الفائقة لوصف حالة الحزن وعظم مقدار الفقد في رثاء ابيه حين قال:

    خمسة سنين صَبُرْ قادرِنّو سَلْوَى وسِبْحِي زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي

    فقد رسم ابراهيم صورة ندية الجرح وحزينة الاطار وهو يصف استمرار الحزن بوتيرة ثابتة لخمس اعوام. وحكي عن مقاومة الحزن بالصبر الممارس قسرا (قادرنو) كعبادة (سبحي) وايضا باسترجاع الممكن من محاسن ابيه كدواء يهدهد النفس (سلوي) كي تتعود علي وجع الحزن وحرقة الفراق
    ويبدو عظم الفقد وجلاله في قوله: زاد نَقْصْ الجميع حزّ الرُباط فوق جَرْحي
    احساس الجميع بالنقص الحاد في الشمائل الجميلة وبازدياد مقدار النقص كل ما مرت السنوات وكلما ازدات حاجة الجميع لمن يملك تلك الصفات (زاد نقص الجميع) ... هو وصف يعبر عن استمرارية هذا النقص وازدياد مداه ومعدله بفعل احتياج الاخرين لأبيه ... وكأن الراحل قد رحل بجل ما يحتاجون اليه .. وهي حالة صور ألمها ابراهيم كحز الرباط فوق الجرح (ألم لحظي لايقاف النزيف) ... مكابدة الصبر لايقاف نزيف الحزن في دواخل الجميع واستمرارية ذلك مادام هنالك حاجة لصفات ابيه (وهو وصف يؤكد استدامة هذا الحزن واستدامة الشعور بالفقد الجلل)
    وهكذا ينتقل ابراهيم عميقا لشرح حالة النقصان والفقد التي احسها بها الجميع في قوله
    حَتْحَتْنَا الزمان خايف نقوم بي صَفْحِي سَنْبَرْتُو ويضيع أثر الإمام مِنْ نُصْحِي
    وكأنما فقد ابيه قد اخذ الكثير من النفوس والاشخاص حد الشعور بالقلة (حَتْحَتْنَا الزمان) ... استطاعة رياح الزمان من هز (السبيط المملوء بالتمر) هزا عنيفا فلم يبق الا القليل فيها من التمر غير الناضج (شعور الابناء بالحاجة الي الابوة) حتي خاف من أن يؤدي ذلك الي فقدان الهوية (أن ينمو هو أو البقية من الأبناء كسنبرتو وهو الشتل غير النافع أو الذي ينمو بطريقة غير صحيحة) ومن ثم ضياع اثر ابيه وضياع كل الارث من الشمائل والصفات التي يحتاجها الجميع
    ثم يبدأ ابراهيم في ذكر بعض صفات ابيه في قوله
    يا حليل الحَنِينْ من رِيقُو يدّي رَفِيقُو زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو يا حليل الرَكَزْ وَكْت البِصُبْرُو يَضِيقُو يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو

    حيث وصف ابراهيم ابيه بلغة موغلة في التصوف فحكي
    عن رجل بلغ من مراتب الكرم ونكران الذات ما لم يبلغه احد ....رجل يقتسم حتي ريقه ان احتاج الرفيق لذلك ... ولا يحتاج الرفيق لذلك الا في لحظات العطش القصوي والتي عادة ما تسبق لحظة الموت لكليهما ... تلك هي اللحظة التي يضن بها البشر (بريقهم) ... علي أقرب الأقربين .... حين تسيطر غريزة البقاء علي القلب والعقل ويصير الكرم محض كلمة من خمسة أحرف
    زاهِد في الرُّطَبْ ساعة قَلَبْ دِفّيقُو
    استعمال ابراهيم لكلمة زاهد هنا اضاف الكثير من الصفات والمعاني لأبيه فالزهد في الرطب .... تحول الثمرة من طور الثمرة الخضراء (الدفيق) الي أولي مراحل النضج .... وهو مايوصف بانه احلي مراحل نضوج التمر (لين وحلاوة)...
    يكون اما مخافة من حساب الله أو التحرج لأن هناك من يحتاجه .... وهو يعني اللجوء الي العِبادَةِ حين يصيب الانفس الضعف وَتَرْكَ مَلَذَّاتِ الدُّنْيا حتي في لحظات حاجة النفس اليها
    ثم يسترجع ابراهيم صفات ابيه ومقدرته علي الجلد والتحمل والصبر حين يعجز الاخرين عن ذلك ويعود مرة أخري لمدح ابيه بالورع ويصف حيرانه ومن كانو حوله ومن تبعوا طريقه بأنهم ذووا حظ لأنهم نهلوا من فيض صفاته وورعه (يا بَخْت البِرُوهو وشِرْبُوا مِنْ إبْرِيقُو)

    كتب هيثم علي الشفيع
    (أيامه تنجرجر)
    و لك -سيدي القارئ- أن تتخيل حال أقدام الشخص المنهك ال"تعبان"
    و هو يحاول جاهداً تكملة مشوار بدأه ، ولا خيار أمامه غير إكماله..
    أوَلا أبلغ من أن تقول أنه (يجرجر) أقدامه!!؟؟
    و رحم الله ابراهيم الكامل وهو يحاول هنا
    أن يشعرنا -معه- ببطء مرور أيام السنوات الخمس ،
    بعد رحيل الوالد العظيم -عليه رضوان الله-
    ثم تأمل معي هذه الصورة :
    الضل يطاردو الحر.
    ذاك لعمري تشبيه بديع ، عن الأحوال ال"باردة" التي تحولت ل"سخانة" لا تُطاق
    بسبب وقع هذا الرحيل في الأنفس..
    وأخيراً ... وليس آخراً..
    كيف لبديهيات مثل
    "قومة الخمّار" و " رويان زير لالتصاقه بالماء"
    أن تتحول لمستحيلة الحدوث
    بفعل وقع السنوات الصادم بدون الفقيد؟

    ونواصل
                  

06-19-2020, 12:34 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    الشرح: أبوذر الكامل
    المصدر :سودانيات

    المربّع الرابع:

    أبُوي مُهْر المِسَيري الدَّاخْرُو لِلمَا جَات
    وابُوي بَرَبِيت جَوامْعَاً كُلّو صَبّابَات
    أبُوي سُتْرَة فَقِير مُقْنَع فِقِيرِيَّات
    وشَمَّرْ قلبُو نُور "النَّجْمِ" و"الذَّارِيَات"


    مهر المسيري = مهر أحد أفراد قبيلة المسيرية (المسيري) الذين اشتهروا بالفروسية وتربية أجود أنواع الخيول
    الداخرو للما جات = الذي إدّخره إلى حين الملمّات التي لم تأتي بعد
    بربيت = زينة من الطوب تضرب أعلى جدار المساجد من الخارج
    مقنع = الهدية تُهدى للأقارب من النساء بمناسبة الأفراح
    شمّر قلبو = ملأ قلبه
    النجم والذاريات = سورتي "النجم" و "الذاريات"

    المربّع الخامس:

    مَعَ فَرْخ الأسُود "قلع النحل" بَشّتْ لو
    "طَيْبَة" مع "التّميد" في الخلوة فَرْهَدْ فَضْلُو
    مُو هامّو الوِصِل كُلّ "القرير" من طَفْلُو
    قام "للعجمي" قَاسَم "ودصلاح" من أكلُو

    قلع النحل، طيبة، التميد = البلاد التي عمل فيها المرحوم
    طَفْلو = الطَفل هو الطين، والمقصود هنا ما يلفظه النهر من طمي بعد حسور فيضانه. هذا الطمي يكون طبيعيّاً، بكراً ومكتمل الخصوبة؛ وينمو المزروع فيه بكل صحة وعافية.
    العجمي، ودصلاح = أصدقاء المرحوم وخلصائه من الذين تحسبهم أغنياء من التعفّف.


    المربّع السادس:

    لاهُو المِنْ تَلِدْ بالخوف تَقُرْضُو جَنَاهَا
    لا اللاّمِن حَبَتْ لا جَاتُو لا شَمَّاهَا
    عَطْفُو مِنْ الرَّسُول الحِنُّو فيهو نَبَاهَة
    كان أدّبْ عَدَلْ والفَلْحَة مِنْ مَوْلاها

    تقرضو جناها = تقتل مولودها
    شمّاها = الشم هنا هو القبلة العميقة على العنق تصاحبها "كرّيفة" وذلك تعبير الحُنان من أهلنا عن محبّتهم
    الحنو فيهو نباهة = الحنية أصل راسخ، ليس مصطنعاً
    الفلحة من مولاها = مثل يقال بمعنى إتّباع التي تخدم عادات وفضائل مخدومها

    المربّع السابع:

    بَشّيتْ للصغير لامِن يَبَغِّزْ عُودُو
    شَدّيتْ للمَرِيض لامِنْ يَطِيب مَوْرُودُو
    رَدّيتْ للبِغِيبْ لامِنْ يَصُدْ بي صِيدُو
    خَبّيتْ للفَقِيرْ لامِنْ يَجُود مَوْجُودُو

    بشّيت = قابلت بالبشاشة
    لامن = مستخدمة هنا بمعنى "إلى أن"
    يبغّز = يبدأ ظهور علامات النمو للعيان؛ كأن نقول مثلاً "مشيت الجرف ولقيت اللوبي يا دوبو مبغّز في وشي الواطة" أي أن بدأ اللوبيا المزروع في النمو
    شدّيت للمريض = شددت راحلتك لزيارة المريض
    مورودو = الذي أصيب بالوِرْدة، وهي الحمّى
    يصُد = يعود
    خبّيت = أسرعت، تستخدم في لهجة الشايقية بمعنى المشي السريع "الهرولة"، وهي دون الجري؛ كأن نقول مثلاً " لاقيت فلان خابّي خبْ! لعل ما عندو عوجة؟". وقال السر عثمان في إحدى روائعه "خب يا طير تعال فسراع علي كمل الصبر .. أظنّك إتخمل بي غادي في ضل التمر .. يا طير"


    كتب عبد المنعم حضيري

    فرخ الأسود سأجتهد وإعتبرها إسم مكان مثلها مثل قلع النحل والتميد وطيبة..... وكما ذكر ابوذر في شرحه أنها الأماكن التي عمل بها أبونا حاج الكامل عليه رحمة الله .... أبونا حاج الكامل يعتبر من الرعيل الأول الذين خدمو في مصلحة البريد والبرق أو ما كان يعرف وقتها (بالبوستة).... ومعروف أن الموظف في هذه المصلحة الحكومية كان مثله مثل الجندي في الجيش لا يكاد يقر له قرار في مكان واحد داخل السودان ....وذلك من واقع تجربتي الشخصية فأنا قرأت الإبتدائي في أربعة مدارس في أقاليم مختلفة نسبة لعمل والدي بالجيش وكثرة تنقلاته .... فحاج الكامل رحمه الله تنقل بين قرى ومدن السودان شرقه (قلع النحل) وغربه (التميد) وأهلنا في الغرب يقولون (التميد الغربي إنقديت) و إنقديت برضو قرية في غرب السودان .... والتميد هي تصغير (تمد) والتمد في اعتقادي هو مكان تجمع مياه الأمطار زيو وزي الترعة أو الفولة. ....
    المهم أن هذه المناطق كلها هشت وبشت ورحبت بحاج الكامل وأسرته إبان فترات إقامتهم بها .... ولا ننسى أبداً الهدف التوثيقي لهذه الأماكن.
    العجمي وود صلاح كما قال أبوذر نحسبهم من الصالحين وهم من فقراء القرية بهم من العفاف والتعفف ما لا يخطر على بال أحد صداقتهم مع حاج الكامل كانت من باب (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها إتلف وما تنافر منها إختلف) فحاج الكامل وهو إبن رائد نهضة التعليم في المنطقة كلها الناظر محمد أحمد جقلاب لو كان ممن يحسبون حساباً للدنيا لتخير صداقات أكابر القوم في القرية وهم فعلاً أصدقائه ولكنه يخص ود صلاح والعجمي بما لا يخص به غيرهم من أكابر القوم وتلك هي الأرواح التي لا نملك أن نحدد لها مسارها وإنما هي التي تحدد لنا من نخالل ومن نعاشر فكان أن أضحى ود صلاح والعجمي أصدقاء مقربون لحاج الكامل بل أن حاج الكامل كان يقوم هاشاً باشاً للقاء العجمي كما أنه كان يتقاسم اللقمة مع رفيق دربه ود صلاح ...

    المربع الثامن:

    دَلاَّيْ للكِتَاب دَلاّيْ قُرير أُم نِيلَه
    رَفَّاعْ للوَقَع فيها ونِغيمتو دليله
    رَفَّاع للقَدَحْ تَمَّ البَشَاشَة بَلِيلة
    والبَرَكَة بتَكِيل فُوق النَّجِيضَة قَلِيلة

    دلّاي للكتاب = يتلو كتاب الله من أول سورة إلى آخر سورة
    دلّاي قرير أم نيله = أعتقد، والله أعلم، أن المقصود أن المرحوم له معرفة بأحوال جميع الناس في القرير من أوّلها إلى آخرها، مثل معرفته بكتاب الله
    نضمتو = حديثه
    النجيضة قليله = ما قل من الطعام المُعَد


    المربع التاسع:

    أبُوي خَدَمْ الوَطَنْ بَرْقَاً طَمَرْ سِيتِيت
    سنتين لامْ حِجَاب سنتين مَع ابْ سُومِيت
    فات البَنْدَر اشتاق لي خَلاَ المِسْكِيت
    وطَافْ بي دِينُو دار خِرْتِيت جِبَال فِرْتِيت
    سيتيت، أم حجاب، اب سوميت، دار خرتيت، جبال فرتيت = البلاد والمدن التي عمل بها الموصوف ويبدو أن الشاعر قد أتى بصفات بعضها التي ترمز لها بدلاً عن أسمائها
    البندر = المدينة
    خلا المسكيت = يقصد القرير، وقد رمز لها أيضاً بإحدى صفاتها، حيث تكثر أشجار المسكيت في بعض مناطقها


    المربع العاشر:

    فَاتْ جِيلاً قَبُلْ خَتَّانَا فُوق القِيفَة
    من آرْتيِق عَلِي البُقُل البَطَرِّي نَزِيفَة
    الصوفيّة شَاشَتْ للسياسة أُم زِيفَة
    والخَوَّاجَة حَبَسْ الخَلْوَة في تَعْرِيفَة

    فات جيلاً قبل ختانا فوق القيفة = تفوق على الجيل الذي سبقه والذي كان قد عبر بنا إلى الشط (القيفة)
    آرتيق = ضل الصباح
    البُقٌل = بداية العصر يكون الرمل حاراً رغم أنّه في الظل؛ يكون ما زال محتفظاً بحرارة شمس النهار. يسمّى ذلك الموضع ب البُقُل ولا ينصح بالجلوس فيه
    شاشت = افتتنت، أو بدأت تغازل
    الخواجة حبس الخلوة في تعريفة = إستمالة المستعمر لبعض شيوخ الخلاوي وإستمالتهم بالمال

    المربع 11:

    ولولا الشّالُو والدِّينْ الوَقَفْ رَكَّازَة
    والخير المَدَنْدِعْ مِنْ "عُزَاز" نَهَّازَة
    كان سَنْجَكْ رَكَعْ للحَزّته الهَزَّازَة
    والدُوبِيت مَجَنْزَر في غُنَا المَزَّازَة

    لولا الشالو = لولا ما أخذه من أسلافه، أعتقد أنه مرتبط بـ "جيلاً قبل ختانا فوق القيفة"
    الخير المدندع = الخير الوفير أكوام أكوام
    "عُزاز" = وضع كلمة عزاز بين مزدوجتين يشير إلى أنه إسم، وهو من الأسماء المتداولة في المنطقة لبعض النساء
    نهّازة = حسب السياق، فهي التي تقوم بالخدمة مثل هز اللبن لإستخراج السمن، وهز الطبق لتضرّي العيش والقمح
    سنجك = تطلق على المنتمي لقبيلة الشايقية، وهي في الأصل كلمة تركية لرتبة عسكرية
    الحزّته الهزّازة = كثرة الهز تترك أثراً (حز)، وأعتقد أن المقصود بها ضعف النفس أمام الإغراءات
    مجنزر = محبوس ومقيّد بالجنازير
    غنا المزّازة = الغناء الذي يصدح به السكارى، وأشار لهم بـ المزّازة (ناس المزّة)؛
    والله اعلم (أرجو أن يصوبني من له تفسير آخر)

    المربع 12:

    واتْلَمَّ الضَّلال مَحَّقْ بَركْة النِّيل
    لا قَرَعُو المُسُور لا جاب رِوِيسُو السّيل
    البَرَكَاوي هانْ لامِن بَكَا القُنْدِيل
    لامِنْ لِحْقُو ابُوك و"احمد" مع ام دانْقِيل

    محّق = أتلف وأفنى
    قرعو = حاشَه وأوقفه
    المسور = المسرة هي الموسم الزراعي
    البركاوي والقنديل = نوعان من التمور، والأفضل هو القنديل
    ام دانقيل = المقابر

    المربع 13:

    أبوي أسِّقْ عَكُود العَاتِي جبل السّد
    ومِن رَزْمَتْ نِحَاس قُبَّال تَفُور شَدَّد
    قال للبِعدُو أرْكِزُوا مَحَلْ رَهِيف تِتْقَد
    أبُوي الكان جَرِفْ خَاف من كُدَاد الحَدْ

    أسّق عكود = حفيد عكود، وعكود كان أحد شيوخ وفرسان الشايقية
    كُداد الحد = الحشائش الطفيلية التي تنبت على الحدود الفاصلة بين أحواض الزراعة

    المربع 14:

    وفي الحَق زَيْ عِرِق "عوتيب" أذَى الوَرّاده
    للمِسكين نَقيطِنْ بَكّتْ الفَصَّادَه
    بالتَفْسِير غَمَامْة الخِير رَوَت قُصّاده
    واعِظْ للتُجَار والجَاهْلَة والحَدَّادَة


    عرق = تيار المياه الجارية، مثل الأنهار والسيول
    عوتيب = السيل الجارف
    الفصّادة = التي تقوم بعملية الفصادة من شلوخ وحجامة وما شابه

    المربع 15:

    قَبُل يَهْدِي العَنُود كاس لي هُدَى العَمْيان
    بَدَلْ زورة ابْ لُغُود عَاوَد علي العَيَّان
    قَبْل المُسْتَحِقْ فَتَّشْ علي الصَرْمَان
    والمَطَر إنْ نَزَل فَرْهَد حَشَا العطشان

    اب لغود = منتفخ الجضوم والأوداج
    الصرمان = المُعدَم

    كتب عبد المنعم حضيري
    دلاي .... وردت في البيت مرتين .... الأولى بمعنى ختم القرآن ... ودي كانت صفة حاج الكامل التي إشتهر بها وسط مصلين جامع العكوداب بل وكل أهل القرير وكل من عرف حاج الكامل يشهد له بذلك .... ومفردة (دلاي) هنا وبهذا المعنى بالذات أعتقد أن الشاعر أسقطها أو بالأصح إستوردها من مجمل ثقافته وعلمه بلهجات أهل السودان فالمفردة بهذا المعنى أقرب لأن تشبه لغة أهل الجزيرة والوسط منها لكلام ولغة الشايقية رغم أن كلمة (مندلي) ...أشهر من علم على رأسه نار في كلام الشايقية ....ولكن بمعنى آخر غير ختم القرآن .... والمرة الثانية هي بمعنى نازل (عند شايقية) و مسافر (عامة) ودلاي أي كثير السفر إلى القرير ودا معنى لا يصادم المعنى الذي أورده عكود بل هو إضافة له إذ أن عكود في شرحه قال: دلّاي قرير أم نيله = أعتقد، والله أعلم، أن المقصود أن المرحوم له معرفة بأحوال جميع الناس في القرير من أوّلها إلى آخرها، مثل معرفته بكتاب الله .... وأعتقد لو إستقام معنى كثير السفر إلى القرير أن الشاعر كان يشير إلى فترة عمله خارج القرير وتنقله الكثير المستمر في قرى ومدن السودان وأن ذلك لم ينسه أهله وبلده وقريته الحبيبة فكان يشد اتلرحال إليها كلما وسعه ذلك. .... والله أعلم. وأكيد أن من إلتصق بأهله عرف عنهم كل شئ.
    تبقت كلمة (أم نيلة).... التي إتخذها الشاعر كتعريف متصل بالقرير ... فلا أدري إن كانت هنالك أمرأة تحمل هذا الإسم أم لا... وإن كانت هنالك أمرأة بهذا الإسم فحدثي يقول لي أنها قد تكون من عربان الهواوير الذين جاورونا في القرير والذين كانت لهم صلات قوية بالمرحوم حاج الكامل بإحتوائه لهم والإنفاق عليهم سراً وعلانية ... وبذلك يكون الشاعر أراد الإشارة لتكرار السفر للقرير وهو يعمل خارجها من أجل هولاء البسطاء الذين يحتاجونه ....
    أما المعنى الثاني الذي خطر ببالي وهو أن النيلة وهي الصبغة التي تصبغ بها الملابس (Dye) هي نبات كان يزرع في القرير في سابق الأزمان على أيام بدايات مشروع القرير الأولى في عهد الإستعمار البريطاني وتعتبر النيلة منتج مكمل لعملية زراعة وصناعة القطن والمنسوجات التي كانت عماد الإقتصاد في ذلك الوقت ... وإن صح هذا المعنى لابد من العودة لما كتبناهو سابقاً عن التوثيق الذي إستهدفه الشاعر لكل أوجه الحياة في القرير.
    رفاع للوقع ..... قال أبو قطاطي رحمه الله في هذا المعنى ....
    والبعجز يقع بيناتنا بنسندو
    رفاع للقدح تم البشاشة بليلة : من أقوالنا المأثورة: بليلة مباشر ولا ضبيحة مكاشر (مكشّر)... وأيضاً قولنا : عيب الزاد ولا عيب سيدو .... بمعنى إذا قدمت ما عندك للضيف وكان قليلاً بحيث قصر عن إشباع الضيف هو أحسن من أن تبخل به. وعمنا حاج الكامل كان كما قال قريبه سليل العكوداب الشاعر د. محمد بادي واصفاً جده المدفون في القرير ....

    وشكاراتو سمعن قولى قالن سى بدن شكرو
    وقالن لى يمين ما قلت فى جدك كلام قدرو
    وكل القلتو فيهو قليل وما قارب عُشُر عشرو
    الصهالة والوقالة والرقالة وام غرة هو ركابن
    الجهنية والقطنية والمحوية وام درة الباريها حلابن
    العشاية والشاشاية والسباية
    وام ضرة لى ضيفانو بسخابن
    المزروعة والمقروعة والمفدوعة
    لابره متمسح ديمة قيسابن
    المفزوعة والمقلوعة والممنوعة بالمرة
    كان من مافى جيابن
    راكب الفصلوا رسابن ودايما قدمو فى ركابن
    اسود الغابة غلابن وبعرف يكسر انيابن
    حلفوا الشافوا قدحوا الحار
    وشافو كتار وماهو كضب
    قالوا وساعو مُركب زان
    يشيل اطنان وخرسو هلب
    جفير سكينو دمو ينز وداك برادو واسكت كب
    اهل السايحة والمتراوحة
    خاتمة وعاقبة بى قدامو سوا درب
    ده ماهو كتير على ولدا مربى على ضفاف النيل
    ويوم ولدوه دفنو ابواتو صرتو فوق مراقد الخيل
    عكود الكان بعبر الكيل يمين الدنيا جاتو هينة
    ولينة بالخيرات مشيلة شيل

    وفي نفس القصيدة يقول:

    صليلن يصحى فى الشوق اذا ما نسم النسام
    نزلت قرير اهالى الشان البعشو
    الضيف بخيلم فنجرى وعزام

    والقليلة المبارك فيها خير من الكثيرة المنوعة البركة

    لو سمحت لي إضافة بسيطة:
    رَفَّاعْ للوَقَع فيها ونَغيمْتُو* دَليله
    في هذا البيت إشارة بأن الموصوف كان يهتم بالمتعففين "نغيمتو دليلة"، فقد كان يعرفهم من نغمة حديثهم دون أن يصرّحوا بما بهم.

    ونواصل ان شاء الله

    (عدل بواسطة Abdalla Gaafar on 06-19-2020, 12:38 PM)

                  

06-27-2020, 12:53 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)


    المربع 16:

    بَصَّرْتَ الحَريم بي كُنْية التَقْديس
    وباصَرْتَ الرُّجَال لامِن مَرَقت ابْليس
    و"ابْ دومة" القِبيل خُفْنَالو مِنْ تَدْنِيس
    عَاش في المِيضَنَة وبِقَى للتَريدُو جَلِيس

    الشح لابي ذر الكامل
    الميضنة = المئذنة
    الكلمات الواردة هنا كلها مفهومة. مجمل المربع يشير إلى الدروس الدينية اليومية التي كان يعقدها المرحوم، يومان للنساء وخمسة للرجال.
    تلك الدروس كانت بعد صلاة العشاء في المسجد كل يوم، كل أدوات الدرس، فانوس، كتاب، مصحف، علم راسخ وإيمان بالمهمة والرسالة.
    أتت تلك الدروس أكلها في كثير من النساء " بصّرت الحريم بي كنية التقديس" والرجال "باصرت الرجال لامن مرقت إبليس" ولعل الشاعر ضرب مثلاً بـ "أب دومة" الذي كان من أصدقاء المرحوم المقربين، قبل أن يعيش في الميضنة وبعد ذلك.

    المربع 17:

    مِنْ قَلب الرِّويس "بِتْ الكُرَيْ" جَات قُوزنا
    في طَفَّتْ حَريم قَادَت فَتَاتْنَا عَجُوزْنَا
    لا زَارَنْ بَيَان لا انْضَيَّفَنْ بي موزنا
    والقَطَف العِلِم ما اظِنْ يَغَيِّر كُوزْنَا


    الرويس = إسم القرية المجاورة (القرير تتكون من عدة قرى ممتدة على شريط النيل)
    قوزنا = يقصد قوز قرافي وهي القرية التي عاش فيها المرحوم
    بت الكري = كنية إحدى النساء المواظبات على الدروس الدينية
    بيان = مزارات الأضرحة
    لا إنضيّفن بي موزنا = لم يأتين للضيافة، بل للعلم. لذا كانت وجهتهن الجامع فقط وليس البيوت

    هنا أيضاً يصف إقبال النساء على تلك الدروس، بكل شغف ورغبة في العلم.

    المربع 18:

    داوِيْت الَّنِفس سَاعَت رَخَتْ بالصُوم
    وصَافيت الهَجَر والقَنْجَرَت في يوم
    خَاويت بين وِلادَك وبين ولاد وَدْ توم
    وسَوَّيت جِيل نَصِيح لا ظَالْمَة لا مَحْرُوم


    ولاد ود توم = أبناء عمّتنا سكينة
    باقي الكلمات واضحة.

    هنا أود الإشارة أن الشاعر كان شديد الإرتباط بعمّتنا سكينة (عليهما الرحمة)، وقد كتب عنها دوبيت باللهجة الشايقية يعدّد فيها صفاتها. من شدّة محبته لها، فقد قام بترجمة ما كتبه للغة العربية الفصحى، واللغة الإنجليزية وقام بنشر ما كتبه عتها في ديوانه "المدارات والمعابر". حيث يقول:
    سكينة سِميني واللاصفات قزازي
    وسكينة قِميحي والبارزات برازي
    وسكينة العافي في "المر الحجازي"
    وسكينة الداخرا للصيف الحرازي
    وكان حقت حرب ووقفت حجازي
    سكينة الزغرتت ليلة المغازي

    الأبيات بالفصحى:
    سكينة السمن نفاذا بنــدرته ** واللامعات زجاجات صفــا فيهـــا
    سكينة القمح مستورا بسنبــلة ** والبارزات تلال التبــن تخفيــها
    سكينة المر في الأعشاب شافيــة ** حلو المعافاة بعد السقــم يكفيــها
    سكينة الروح في دوح الحراز خبت ** نضارة في بيات الصيف ينفيها
    ولو تحق طبول الحرب مبطلة ** مزامر الحب والأحــلام تسفيـــها
    سكينة امتشقت حرف الحماس دوي ** في ليلة الحرب توري النار من فيها

    وبالإنجليزية:

    My Aunt

    Sakeena is the butter and the lustrous;
    The bottle
    Sakeena is the Wheat grain ; the mounding are the vessel
    Sakeena is health in a herb as a nettle
    An autumnal dormancy for the albida prickle
    When war is unlaced, but peace in the muzzle
    Sakeena is the hailer on the eve of the battle



    كتب عبد المنعم حضيري

    قبيلة الشايقية أكبر القبائل العربية في السودان لها أفرع كبيرة وفروع وأفخاذ كثيرة إلا أن أكبر فروع القبيلة هو فرع السوراب .... وهم أبناء سوار بن شايق جد الشايقية .... السوراب قبيلة كبيرة عظيمة وسر كبرها وتفوقها العددي ربما نتطرق له في سانحة أخرى إن مدّ الله في الآجال.

    كبرت قبيلة السوراب لدرجة أن ضاقت بهم أرضهم على ضفاف النيل فإنقسمت القبيلة قسمين ... قسم هاجر إلى الصحراء وأمتهن الرعي وقسم ظل على ضفاف النيل .... القسم الذي هاجر إلى الصحراء إنتشر في البوادي وسكنوا معظم حواضر الصحراء في زمان موغل في القدم نسبياً وكونوا عمودياتهم هناك وأمتدت عمودياتهم وشملت أماكن كثيرة في قلب منطقة الجعليين كالحقنة وود حامد والبسابير وحجر العسل وكلي ومديسيسة وحلفاية الملوك بل أن بعضهم إتجه إلى الجزيرة وبحر أبيض.... إستوطنوا تلك البلاد وصاروا جزء من أهلها كأول تغيير ديمغرافي يطال تلك المناطق منذ أزمان سحيقة.

    العكوداب كانوا قادة قبيلة السوراب البدوية مع أبناء عمومتهم الإيزيرقاب .... برز نجم عكود كقائد حصيف ذكي وشجاع فأسلمته القبيلة كلها القيادة البدو والحضر .... فحقق للقبيلة إنتصارات وقاد مجموعات كبيرة جداً من سوراب البادية وأوجد لهم أماكن على ضفاف النيل في هجرة إلى وطنهم الأساسي بعد أن بدأت بوادر وإرهاصات المحل والجفاف تحيط بالصحراء.

    عمنا حاج الكامل موضوع القصيدة هو واحد من أحفاد عكود هذا (أسق عكود) وبالتالي الإشارة إلى عكود في هذا المقطع هي تثبيت لحق متوارث في الشجاعة والكرم والشجاعة صفة من صفات الشايقية كقبيلة أثبتها لهم كل من كتب عنهم في الماضي والحاضر.

    أبُوي الكان جَرِفْ خَاف من كُدَاد الحَدْ

    البيت دا فيهو تشبيه غير مسبوق تفرد به إبراهيم الكامل .... أن يشبه أباه بالجرف .... والجرف من أهم ميزاته الخضرة المستدامة ..... الجرف دائماً أخضر وفيه من الخيرات الكثير فيهو النخيل بأنواعه والمناجو والبرتقال إضافة للمحاصيل الصيفية والشتوية والأعلاف والأعشاب والخضروات .... الجرف متنوع وحاو لكل خير .... فأستاذنا إبراهيم هنا أتى بما لم تأته الأوائل فالأوائل شبهو الرجال بالبحر في الكرم... وهو شبه المشبه به بالجرف .... والبحر وإن كان عطائه غير محدود إلا أن الجرف يتفوق عليه بعطاء آمن لا خوف معه في حين الخوف موجود في حالة البحر.

    نقطة مهمة أغفلتها هنا وهي ... قول الشاعر .... خاف من كداد الحد

    أبوذر شرح (كداد الحد) وقال هو تلك الأعشاب التي تنمو على الحدود الفاصلة ما بين ملاك تلك الأراضي .... الكداد هو حش تلك الحشائش وتعبئتها في جوالات لإطعامها للحيوانات إذ أن مشروع القرير الزراعي كان من مشاريع الإعاشة والصفة الغالبة لتلك النوعية من المشاريع هو الدورة الزراعية المتكاملة وتربية الحيوان بالتالي جزء مكمل لها.
    فكان الناس يقومون بحش تلك الحشائش من أراضيهم ولا بأس أن تتخطى حدودك وتحش من أرض جارك تلك الحشائش التي تقوم (بروس) أو (حَرِب) فلا أحد يسأل عنها بل أحيانا تكون قد قدمت خدمة لصاحب الأرض بأن نضفتها له من الحشائش .... حاج الكامل رحمه الله حسب سياق البيت كان يخاف خوفاً شديدا أن يمد يده لتلك الحشائش التي نبتت على الحدود بينه وبين جاره خوفاً من الله وإتقاء له ان ينال حقاً ليس له. نفس الورع الذي خلى حاج الكامل يزهد في التمر الرطب في أوانه.


    كتب أبوذر ردا على حضيري
    دار بخلدي معنىً مشابه:
    أبوي الكان جرف خاف من كداد الحد

    كيف للجرف بكل خصوبة أرضه وغزير إنتاجه المبذول للغاشي والماشي من إنسان وطير وحيوان (مكارم الأخلاق) أن يضطر لمد يده لكداد الحد (صغائر الأمور المشبوهة).
    في موضع آخر قال:
    وكّر ساقو جوه الحارة لو طاحونة
    خرّت إيدو من الباردة لو مظنونة

    والمعنيين يدلّان على عزّة النفس ومخافة الله.

    تذكّرت أيضاً قول حميد (رحمه الله):
    طين جروفي الفاتني روّح
    شالو هدّام الدميري
    ما بكاهو قليبي نوّح
    شان هو يوم يطلع جزيري

    ونواصل ان شاء الله
                  

07-04-2020, 09:18 AM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)


    المربع 19:

    خَاطَبْتَ الجَمَال في النَّاس مَلَصْ نِعْلاَتُو
    واصْبَحْ نُور تَواضُع للتِعِب زَلاّتو
    ربّيت في البَلَد تَمّيت جَمَايل الفَاتُو
    طال ما كُتَّ حَيْ الخلّفوك ما ماتو


    أعتقد أن الكلمات الواردة مفهومة المعاني.
    عندما يملص الجمال نعلاتو، فهذا دلالة على نيّة الدخول في نفوسهم؛ وعندما تكون منارة للتواضع أمام كثيري الزلات، يكونون أكثر قابلية للإستماع إليك والإقتداء بك لأنّك تخاطبهم دون تجريم ودون سد باب الطريق القويم أمامهم، فإن الله يحب التوابين.

    أعتقد أن الشاعر يقصد أنّه كان للموصوف كثير من الأصدقاء، المقربين جدّاً، من الذين يسيرون في خطّ موازٍ لخط سيره وتديّنه، لكنهم بفضل الله وبفضل محبته لهم ومحبّتهم له، هداهم الله واقتدوا به، فكانوا إلى قلبه أقرب. أعرف مجموعة منهم، و
    أب دومة الزمان خايفنلو من تدنيس
    عاش في الميضنة وبقى للتريدو جليس



    المربع 20:

    أبُوي قَاصِد كَرِيم في القَدّمُو وفي المَنَعُو
    يَغْرِز في التَّقيل سَاعة الخُفَاف إنْقَلَعُو
    ما قِدْرو البِرُوس نَكَرُو الجَمِيل وانْقَطَعُو
    هَزَّة راس جَبَل تِحْتُو المَنَايح رَتَعُو


    البروس = الحشائش الطفيلية التي تنمو في الأراضي المزروعة

    المربع 21:

    قَال اكسُو العَريب بالتَقْدَرُو ومِتَيسِّر
    أنا بَكْسِي العِلِم والدّين صَعِيبُو بَفَسَّر
    وزِيدُو أدُّو البَفِيض للعَاقْرِي والمِتْكسِّر
    أسْرِعُو في الفَضُلْ والدَاب رَقَبْتُو مَقَصِّر

    الكلمات واضحة المعاني، لكنها مرتبطة بحدث حكاه أبراهيم وترجمه شعراً في هذا المربّع.

    يقول، في بداية الثمانينات من القرن الماضي، ضرب المحل الخلاء وافتقر العرب الرحّل ونزح كثير منهم ليعيشوا على أطراف القرير.
    في ذلك الزمن كان إبراهيم يعمل مترجماً في الخطوط الجوية السعودية، فكاتبه الوالد وطلب منه إرسال كسوة لهم. أرسلها ووزّعها الوالد وكاتبه مرة ثانية أن يرسل المزيد، ففعل.
    عند نزوله في أول إجازة بعدها، قضى ثلاثة أيّام بين مواجبة ومراحمة وسلام ولم يزور هؤلاء المتأثرين.
    في جلسة عصرية وهو يتبادل الحديث مع الوالد، سأله:
    - دحين يا إبراهيم، طلعت فوق اتفقدّت حالة الناس المساكين ديل؟
    وهو يعلم بأنه لم يفعل، فردّ عليه:
    - ما مشيت والله يا أبوي لأني ما عايزهم يحسّوا بأن لي فضل عليهم.
    هنا مسح الوالد رأسه بأصابعه العشرة وأطرق قليلاً. يقول إبراهيم أنا أعرف عندما يأتي أبوي بهذه الحركة ويرفع رأسه بعدها، فإني مهزوم مهزوم .. رفع رأسه وقال:
    - يا إبراهيم، الناس ديل بيك وبلاك الله رازقهم، لكن إنت بلاهم ما بتدخل الجنة! دحين إنت المحتاجلهم، ما هم المحتاجين لك!!
    بعدها، يقول إبراهيم، لبست جلابيتي بدون نقاش وطلعت قضيت باقي عصريتي وجزء من الليل معهم.


    المربع 22:

    وقَال فَقْرَان ثَواب البُدَلا والمَمْحُونة
    طاعِنْ دار زَوَال دار العَمَار مَطْعُونَة
    خَرَّت ايدُو مِنْ البَارْدَة لَوْ مَظْنُونَة
    وكَّرْ سَاقُو جُوّة الحَارَّة لَوْ طَاحُونة

    فقران ثواب البدلا والممحونة = المتعطّش للثواب في الأخذ بيد من تبدّلت أوضاعهم والّتي أصابتها المِحن
    طاعن دار زوال = يجاهد بالطاعات في الدنيا، الطاعات هنا هي الأخذ بيد الغلابا (البدلا والممحونة)
    دار العمار مطعونة = ما يجده في الدار الآخرة يكون نتيجة ما يعمله العبد من الطاعات في دنياه
    خرّت إيدو = أخرج يده وأزال كل ما علق بها
    مظنونة = مواضع الشبهات
    وكّر ساقو جوه الحارة لو طاحونة = اقتحم الصعاب غير متهيّب مآلاتها

    المربع 23:

    وَرَّى النَّاس مُفَاطَرْة الضّيوف فِي الجَامِع
    وّزَّع في الفَضُل قَصَّبْ قُلُوبْنَا مَزَارِع
    سَنَة فَلَت التَّسَاب عَزَفَت قُريرْنَا مَقَاطِع
    والياكُلْ مَعَاك يَمْسِك وَرَاك مَدَافِع

    "ورّى الناس مفاطرة الضيوف في الجامع" الكلمات واضحة؛ ويشير إلى أنّه سنّ سنّة أن يأتي كل من المصلين بشايه وفطوره إلى الجامع عندما يكون هناك عابري سبيل قضوا ليلتهم فيه، وقد إستمرّت هذه الفضيلة إلى يومنا هذا.
    قصّب = قام بالحراثة تهيئة لزراعة الأرض، وهنا إشارة إلى أن الموصوف قد هيّا القلوب وغرس مكارم الأخلاق ومقاصد الدين الحنيف فيها.
    التساب = الفيضان، وهو فيضان عام 1976 الذي أغرق بعض الأراضي واستطاع المزارعين ترسه وحماية الجزء الأكبر من أراضيهم. أذكر أنّه كان في صيف قائظ وصادف شهر رمضان وموسم حصاد التمر. عانى الناس ما عانوا بين مشقّة الجسر ومشقّة الحصاد، لكن المرحوم أفتى لهم بأنه يجوز الإفطار للواقفين على الجسر والذين يكابدون في جني محصول تمورهم وإنقاذه من الفيضان. كانت ملحمة وصراع من أجل البقاء كلّلت بنجاح كبير

    المربع 24:

    عِكْرَت بالذُّنُوب بَلَّجْ هُدَاه الجَوْ
    وخَنَّقَت البُدُور فَجَّجْ جَبِيُنو الضَوْ
    يا شُخُب الرِضَا المَا وَقَّفُولو الَبْو
    جَار قَرْقَرْ زَمَان يا حَاجَّة شِنْ بِنْسَوْ


    بلّج = أضاء
    خنّقت = غار ضوؤها واندثر
    فجّج = أضاء الظلمة
    شُخب = خيط الحليب حالة حلبه من الضرع
    البو = البقرة حين يموت عجلها ييَبّس جلده ويحشى بالتبن ويوضع واقفاً على عيدان على مرمى بصر الأم لإيهامها بأنّه هناك ينتظر حليبها، فتدر اللبن الغزير عطفاً عليه. هذا التمثال يسمّى البو. هي حيلة يقوم بها بها الرعاة للحصول على أكبر كمية من الحليب

    هذا المربع يعتبره البعض بأنه الأبلغ في المرثية.

    المربع 25:

    قَاسِيت اللُّتُم بي صِيده كُنّا جُهَالَه
    مُرْوَادُو انْطَبَق بالشيخ بَعَد رِجَّاله
    قَبْلَك والِدِيك الثَبَّتُو القَلْقَالَة
    يا رَبْ خيرُو لا يَجْفِل يرمِي حَلالَه

    قاسيت اللتم بي صيده كنا جهالة = قاسيت اليُتم منذ الصغر(هنا يشير لفقده لوالدته) وكنا نجهل مآلاته
    مرودادو انطبق بالشيخ بعد رجاله = أنطبق ألمه برحيل الشيخ الوالد الذي جاء عقب رحيل رجال آخرون
    قبلك والديك الثبتو القلقالة = قبل ألم فراقك، كان ألم فراق والديك الذي كان يُتماً ثانياً. والديك الذين ثبّتوا نفسي بعد فقدي لوالدتي
    يجفل = يفزع ويضطرب
    يرمي حلاله = عندما تجفل الراحلة، فإنّها ترمي ما على ظهرها من متاع (حلال)

    يشير الشاعر إلى أنّه عانى اليتم منذ الصغر، فقد توفّت والدته وهو لم يتجاوز العامين. مع رعاية والده، فقد كانت رعاية جدّه وجدّته، لأبيه، سلوى له. وقد فقدهم هم أيضاً، ثمّ انطبق مرواد الألم الحار بفقد والده بعدهم

    المربع 26:

    أبُوي المُوية ما بتَشْغِل لِهَاة رَوْيَان
    وابُوي الهَاوِي مَا بيَسْعَل ضَرَى الرّوشَان
    غَدَر جِسْر التَّسَاب خَلْخَلْنَا بالأرْكَان
    والرِّيح فَرْطَقَت.. لينا الله يا سليمان

    الروشان = راكوبة صغيرة تعمل على فروع الأشجار، يرفع فيها الأطفال ومتاع البيت حين يداهمهم الفيضان خوفاً من أن تجرفهم المياه الهادرة. يسمّى أيضاً الدندهوب في بعض مناطق الشايقية، وقد إستخدم حميد مصطلح "الدندهوب" في إحدى قصائده.
    ما بيسعل = لا يسأل
    ما بيسعل ضرى الروشان = أي أنّه لا يطلب الحماية من الروشان
    التساب = الفيضان



    المربع 27:

    يا القاش الِبيَطْوي المَانْعة يَروِي شُتُولَه
    رَبِّيت بالحِكَم فِعْل الرّسُول والقُولَه
    فَاقْدَاك التَّتِبْ والفَاردِي والمَشْكُولَه
    ضَلاَّك رَبّي يوم الزّولَه تَنْكُر زولَه


    المانعة = الأرض الشاسعة
    التتب = ما تتعلم بداية المشي من الدواب (الحمير، الخيول).
    الفاردي = أصلها "الفاردة"، وهي الحمارة أو الفرسة التي خلّفت وليدها خلفها وركبها صاحبها لمشوار بعيد. تكون في تلك الحالة في شوق لصغيرها وتخب السير لدرجة العدو عند الرجوع.
    المشكولة = عادة ما تربط الحمير أو الحصين من رجلها الأمامية، أما المشاكس منها صعب المراس فتربط إحدى رجليه الأماميتان، بالحبل، مع رجله الخلفية، وتربط الرجل الأمامية الأخرى بالحبل في الوتد حتى تُحد حركته التي ربما تؤدي لقطع الحبل إن رُبط بالطريقة العادية. ما تربط بهذه الطريقة تسمّى "مشكولة

    في كتابه "المدارات والمعابر" للترجمة الشعرية، وجدت هذا البيت مترجماً، مع ملاحظة إختلاف بسيط في البيتين الأولين، فجاء هكذا:

    أ/ بلهجة الشايقية:

    أبوي المات إمام

    قاشاً كان يهد الغابة يروي شتوله
    فاتِل علمو بين فعل الرسول والقوله
    فاقداك التتب والفاردي والمشكولة
    ضلاك ربي يوم الزوله تنكر زوله

    ب/ بالإنجليزية:

    The late Imam Father

    Like a river that devours …
    Jungles, breed their seedlings,
    Prophetic utterance and …
    Piety intimate you browse.
    ***
    You are missed by a mare …
    Chained and fettered and wearing,
    May Allah shade you when …
    A spouse denies a spouse.

    ج/ بالفصحى:

    أبي ومات إماماً

    كنهرٍ يهُدُّ الغابَ يروي شتوله
    يناسج أفعال الرسول وقولته
    تحنُّ لك العرجاء أقصوا رضيعها
    أظلّك يومٌ ينكر الزول زولته



    تفسير عبد المنعم حضيري
    الأنهار كثيرة في السودان ومعظمها مشهور ومعروف ولكن القاش ميّز نفسه عنها بالقوة والعنفوان والجبروت وكذلك الهدؤ والسكينة والطمأنينة ..... ففي فترة الخريف القاش مهاب مجرد وقوفك على إحدى ضفتيه وأنت تراقب سرعة تدفق المياه تحس بالرهبة والهيبة وقليل من الخوف إذ أنه يتحول أو يتلبس حالة القوة والعنفوان التي يتميز بها والتي هي مصدر الرهبة والإجلال والخوف .... هذا الإحساس لا يعرفه إلا من وقف أمام هذا النهر .... ومع ذلك فالوقفة أمامه متعة لا تضاهيها متعة وخصوصاً في مناطق السوريبة والسواقي الجنوبية ..... وما وقفت في تلك المناطق الجميلة إلا وتذكرت شاعرنا توفيق صالح جبريل .... وكسلا أشرقت بها شمس وجدي

    يشبه اشاعر هنا والده بنهر القاش ..... يا القاش الِبيَطْوي المَانْعة يَروِي شُتُولَه .... والمانعة كما شرحها عكود هي الأرض الشاسعة ... ونضيف إليها ...أنها الأرض ذات التضاريس الصعبة الممنوعة بتلك التضاريس والهضاب والجبال ... وتلك التضاريس على صعوبتها ومنعتها لم تحل بين القاش وتدفقه وما ذلك إلا لقوة وعنفوان هذا النهر ... فكأنما أراد الشاعر أن يقول أن أبي كان مثل هذا النهر عطاءً (يروي شتولة) رغم الصعوبات والتضاريس .... أو أنه أراد أن يقول أن أبي كان كالغيث حيثما ما وقع نفع ...أو أنه أراد بيت أبي تمام وهو يمدح إبن المعتصم:
    إقدام عمرو في سماحة حاتم .... في حلم أحنف في ذكاء إياس .... وهو البيت الذي جمع المكارم كلها ولم يجمعها بيت غيره حسب علمي.
    العرب القدماء شبوهو الكريم بالبحر وشبوهوه بالغيث وشاعرنا شبه أباه بنهر يتصف بالكرم والقوة والهيبة والجبروت أي أن إختيار نهر القاش هنا هو إحترافية وفاعلية أكثر منه مسامتة ومعايشة إختص بها الشاعر وكسلا هي مدينته الثانية بعد القرير فله فيها ذكريات ممتعة.

    فَاقْدَاك التَّتِبْ والفَاردِي والمَشْكُولَه .... ثلاث حالات تمثل العجز وقلة الحيلة التتب .... هي التي لم يقوى عودها بعد .... تتعلم في الوقوف بمساعدة الأثاث في البيت الكراسي والأسرة .... تبت يعني وقفت ...الفاردي .... هي التي تركت وليدها خلفها فلا يكاد يقر لها قرار حتى ترجع لويدها ... والمشكولة ... هي المقيدة ... وهذه الحالات الثلاث هي تخصص حاج الكامل رحمه الله لذا كانت وكأنها تيتمت بفراقه

    المربع 28:

    مَضْيُوف بيت "قَرَض" خَلّيت كَرَف سَيّال
    مَعَاك ماتَتْ خِصَال يامَا الوِلِف كَتّال
    وَرَاك دُهْمَة ظَلاَم بعد البَرِق ما شَال
    والله يَجِيرنَا مِنْ يومِاً عَقَب زَلْزَال

    قرض = يطلق إسم "قرض" على الشخص المسمّى إبراهيم، يقصد هنا جدّه إبراهيم ود عكود رجل العلم والدين والبيت المفتوح للضيوف، وقد كان يطلق عليه إبراهيم قرض.
    كرف سيّال = أعتقد، والله أعلم، المقصود بها أنّ المرثيّ كان خير خلف لخير سلف وعبارة "كرف سيّال" تفيد رائحة زيفة "كرف" الغيث الهطول "سيّال"؛ لقوله "معاك ماتت خصال يا ما الولف كتال"، و "وراك دهمة ظلام بعد البرق ما شال" وهنا يخاطب المرثيّ الذي بموته ماتت خصال ورثها من جده قرض "إبراهيم ود عكود"، بعد أن كانت عينة العلم والكرم واعدة "بعد البرق ما شال".


    29:

    كَتَّرْنَا العِلِم قُلْنا بنَزِيد خَشَّامَه
    خايفين نِتْلَفِخ نَطَحَتْنَا مِن قِدَّامه
    كان كِتْرَن ضُبَاع شِنْ فَايدة الكَجَّامَة
    يا سَابل السُتُر يوم نَدْخُل الكَمّامة

    نزيد خشّامه = نزيد عدد المتسلحين "الخشّامه" بالعِلم
    نتلفخ = اللفخ هو الرفس بالأرجل الخلفية، عادة ما يقال للجمال، الحصين والحمير
    الكجّامة = مصيدة "شرك" يصنع من عمود من الحديد القوي تربط على أحد طرفيه، بواسطة مفصّلات، حلقة دائرية من الحديد أيضاً ترتكز على ياي مقوّى لتفتح وتكون مصيدة للكلاب الضالة والضباع والثعالب والقطط
    ندخل الكمّامة = عندما تحين الوفاة ويُلبَس المحتضِر الكمامة



    المربع 30:

    يا عِرْق الأراك مِنْ "سَلَوَة" لا "اب رَنَّات"
    ورَاك شَايْلاَت هُمُوم فَقْدَك جِبَال سِنْكَات
    يا الكِيك المَسَح خُور صَدْرُو بالقَنَتات
    ويا الكير الكَسَح يا عَوّه لا شِيمات

    عرق الأراك = جذور شجرة الأراك التي تكون ممتدة داخل الأرض لمسافات بعيدة، وتمتد شبه أفقياً تحت سطح الأرض. الأراك شجرة صحراوية لذا فإن جذورها تكون طويلة بحثاً عن الماء؛ كما أنّها تكون خضراء لدنة من الداخل ذات لحاء مائل إلى اللون البني الخفيف، وتستخدم كـ مساويك، حيث أنّ بها مادة تساعد، بفعالية، في تنظيف الأسنان والمحافظة عليها، كما أنّها لا تتيبّس ولا تفقد لدونتها
    سَلَوة = منطقة قرب شندي إستوطن فيها بعض أبناء عمومة المرثّي (منهم والد وأعمام الأخ كمال عكود الذي تداخل هنا)
    أب رنّات = قرية تقع بين القرير وتنقاسي
    الكيك = تطلق على الفارس الشجاع الكريم الذي يتحلّى بمكارم الأخلاق
    الكير = المكان الغريق في النهر
    عوّه = صوت هدير المياه
    شيمات = مفردها شيمة، وهي جريان المياه بقوة في حلقة دائرية تتجه إلى العمق في موضع من النهر. عادة لا يمكن السباحة فيها لقوتها وجذب من يسبح نحو الأعماق "قوة الجذب المركزية


    المربع 31:

    جَرَّبْتَ الكَتِير لا لُنْتَ لا اتْبَطَّرتَ
    باصَرْتَ القَليل لا هُنْتَ لا اتْزَرْزَرْتَ
    كَان وِكْرَت رِجَال لا عُمْتَ لا اتْمَصَّرْتَ
    جَاك الخير شَكَرْ...فات مِنّك اتْصَبَّرت

    هذا المربع لا تحتاج كلماته لشرح، بل للتأمّل والإقتداء؛ وبين الشكر والصبر، النعمة وزوالها كم تاهت رجال وضاعت مثُل وضعفت نفوس

    ونواصل ان شاء الله
                  

07-06-2020, 05:05 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    لك يا دكتور عبدالله
    كل التحية والاحترام
    لك وللذكرى العزيزة لفقيد الوطن محمد الكامل عكود
    كان دفعة دكتور محمد عبد الحي في المدرسة
    كان رساما ومترجما وفوق كل ذلك شاعر مجيد
                  

07-13-2020, 10:09 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: عبدالله الشقليني)


    بيكاسو ياصديقي

    أنت من عرفته وخبرته ونظمته نثرا فريدا ومدهشا
    ابراهيم لم يقرأه الناس بعد ... ربما يوما ما ... سيعرف الناس ... أدب صديقنا ابراهيم الكامل رحمه الله وغفر له

    تحياني واحتاج لقلمك ياصديقي للكتابة عنه ...فأعني


    ودي وتقديري
                  

07-13-2020, 10:16 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)



    المربع 32:

    الدُّنْيا بتَكِيل مَلِوة َالتَّمُود والجَاو
    والدُّنْيا بتَشِيل ابْ لِبدِه والجَرّاو
    الُّدْنيا بتَمِيل بالمُهْرة والفَلاّو
    عَارَت بي وَرَاك..وين البقُول "وش..حاو"


    التمود + الجاو = نوعين من التمور، أجودها التمود وأدناها الجاو
    أب لبده = ما توضع على ظهره اللبدة من الدواب، مثل الحصين والحمير والإبل
    الجرّاو = جمع جروة بلهجة أعراب الخلا. في العامية تجمع ب "الجريوات"، ويقال في المثل (من لاعب الجريوات خربشنّو، ومن لاعب الطويرات فاتن خلّنّو)
    الفلّاو = جمع الفلو "صغار الخيل" وهي أيضاً بلهجة أعراب الخلا
    وش .. حاو = تقال لإيقاف الحمار

    ورد هذا المربع في كتابه "المدارات والمعابر" حيث قام بترجمته للفصحى مرة، وللإنجليزية مرة أخرى، كما يلي:

    أ/ بلهجة الشايقية:

    الدنيا بتكيل ملوة التمود والجاو
    والدنيا بتعير في المهرة والفلاو
    والدنيا بتغير في اب لبده والجراو
    وكان فارت وراك شن يقرع اللولاو

    ب/ بالإنجليزية:

    The world measures in bushels ..
    Mean and precious dates,
    The world together staggers ..
    On colts before the stallion,
    It stampedes alike ..
    In both lions and the puppets,
    When it later scrambles ..
    Who cares to beat the trumpets.

    ج/ بالفصحى:

    تكيلُ هي الدنيا وسيَّانَ عندَها ** على حشف أو يانع كان كَيْلُها
    تميلُ هي الدنيا وسيَّان عندَها ** على فُلوةٍ أو فاحلٍ كان مَيْلُها
    تغيرُ هي الدنيا وسيَّان عندَها ** على ضَيْغَمٍ أو جُرْوَةٍ هانَ ذَيْلُها
    وبعدَك لو فارَتْ وطارَ خِطامها ** فمَنْ يمنعُ الارجَافَ لو طَال لَيْلُها


    المربع 33:


    لا بَكَّتْنِي عِين وَرِّيتَه ليه مَا تَبْكي
    لا وَصَّاف لِسِان عَلَّمْتُو كيف مَا يَشْكِي
    لا بَكَّانِي عَلَمَاً فُوق قُلُوْبنَا مَتَكِّي
    وَدّعْنَاك مَسَافِر والنِيَاق هي التَبْكِي


    هذه البكائية المرّة لا تحتاج كلماتها لشرح.

    المربع 34:

    بَسْ بَكَّانِي عَاجْزَاً خَلَّف البِنْجَاضُو
    بَكَّتْنِي الرّكُوبَة القَشْ جَفَتْ عَرَّاضُو
    بَكّونِي العُقُبْ لَوْ بِالُمَزاح يِتْقَاضُو
    بَكَّانِي الدَرِسْ المَا اتْعَرَف عَوَّاضُو


    خلّف البنجاضو = ترك صغاراً ما زالوا يجضّوا، أي يصدرون أصوات تشي بالحوجة
    الركوبة القش جفت عراضو= الراكوبة التي كان يستظل بها وقد جفّ قشّها


    المربع 35:


    آآخْوانِي العُزَاز الهَشَّ والمِنْحَرِّق
    آآعْمَامِي الحُنَان الّلامَة نَاوْيَة تَفَرِّق
    فِشَان ضُقْنَا البِرير أبْقُو المَدِين والمُشْرِق
    وان ضَاق الوَسَاع أبْقُو الوَسِيع فِي الضَيِّق


    البرير = نوع من التمر أسود اللون يستوي كعجوة ويكون لينّاً شديد الحلاوة. البرير تمرة عزيزة ونادرة ولا يوجد منها الكثير، لذا فهي مرغوبة ومفضّلة دايماً وصاحبها لا يبيع منتوجها، بل يحتفظ بها ليأكل منها ويهدي لأحبابه
    المدين، والمشرق = نوعين من الرُطَب حلوات الطعم. المشرق أكبر حجماً، لكن المدين أحلى طعماً وهو يشبه "البرحي"


    المربع 36:

    المُوت لَوْ شُرُور كُنَّا بْنَقَسَّم اذَاهُو
    والمُوت لَوْ شَرَار كَان في الوَرِيد مَطْفَاهُو
    المُوت للحِرِص في الآخْرَة بَاع دُنْيَاهُو
    طيرةً.. قَال تَشِيل عَبْدَاً عِشِقْ مَوْلاهُو

    هنا شبّه الموت كالطيرة التي تحمل من عشق ربّه وقد باع الدنيا حرصاً على الآخرة.

    باقي المربع يحتاج للتأمل، لا للشرح



    المربع 37 (الأخير):

    يا جَبَل الصَبُر مَنَّحْنَا واتْجَمَّلْنَا
    الله يَرحَمَك يَشْتِل مَرَاقْدَك جَنَّة
    يَلْهِمْنَا الثَّبَات لَوْ بَعْدَك اِتْمَحَّنَا
    في وِدْيَان رِضَاك نَزْرَعْ نَدَاك في زَمَنَّا

    رحمهما الله رحمة واسعة وأحسن إليهما

    ونواصل ان شاء الله
                  

07-07-2020, 04:51 AM

تماضر الطاهر
<aتماضر الطاهر
تاريخ التسجيل: 04-16-2018
مجموع المشاركات: 925

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    يا الله يا الله
    رجل كالحكمة..والحكمة لا تموت
    أعزي نفسي وإياك على فقده وارجو له الرحمة
    والتحسر واجب على من لم تجمعه دروب الحياة بامثاله
    ،
    تحياتي استاذي
                  

07-13-2020, 10:12 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: تماضر الطاهر)

    الأستاذة تماضركما قال أحمد ياسين فراشة يجذبها الرحيق وابراهيم الكامل رحيق كامل الدسم
    ودي وتقديري علي الحضور الجميل

    (عدل بواسطة Abdalla Gaafar on 07-14-2020, 07:33 PM)

                  

07-14-2020, 03:38 PM

الشيخ سيد أحمد
<aالشيخ سيد أحمد
تاريخ التسجيل: 07-14-2008
مجموع المشاركات: 2725

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: Abdalla Gaafar)

    سلام استاذ عبدالله جعفر



    Quote: هو صديقي إبراهيم الكامل محمد أحمد عكود (رحمه الله ) المولود بالقرير في عام 1943 والمتوفي في الخرطوم في العام 2015


    انا مدين لك بإعتذار ..
    على تعليقي هذا في بوست افترعته باحثآ عن اغنية من "قباني"
    كان تعليقي كالآتي:

    Quote:
    غايتو منبر "بكري اب صلعه" ده كل يوم تكتسف فيهو حاجه جديدة.
    يعني هسه لو ما طلبي من حبيبنا "قبة" ما كنا في زول ح يعرفك زول
    بتاع توثيق ومزيكا و "بكاي" ههههههههه


    الكلمة التي اعتذر غن ايرادها هي كلمة "بكاي"...فمن الملاجظ
    فارق العمر من خلال اقتباسي الاول الذي اوردته في صدر مداخلتي ..اطال الله عمرك ..
    فارجو ان تتقبل اعتذاري مع كامل احترامي لشخصك.
    وارجو ان تسمح لي باستبدال اللفظ الى "طروب" بدلآ عن "بكاي".

    اكرر اعتذاري واسفي العميق.

    مع محبتي.
                  

07-14-2020, 07:30 PM

Abdalla Gaafar

تاريخ التسجيل: 02-10-2003
مجموع المشاركات: 2152

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: أبراهيم الكامل عكود (Re: الشيخ سيد أحمد)


    العزيز الشيخ سيد أحمد

    تحايا وتقدير

    هههههه هجمتك 1943 ...يا عزيزي ما للدرجة دي ..إبراهيم كان صديقا للجميع .. قدمني له صديقي ابوذر الكامل شقيقه حين اختار ابراهيم ثصيدتي مايا ليترجمها ضمن ما يقوم به من ترجمة لأشعار الاخرين .... أحببته جدا لأنه كان عالم في جبة درويش ...

    أما حكاية بكاي دي ... أنا كغيري من أبناء اقصى الشمال يسكنني حب العناء حد بكاي دي


    شكرا ليك علي الحضور هنا
    تحيات وتقدير
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de