تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحوم منصور خالد.

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 04-27-2024, 07:15 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
مدخل أرشيف للعام 2020-2023م
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-26-2020, 01:19 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحوم منصور خالد.

    01:19 AM April, 25 2020

    سودانيز اون لاين
    Abureesh-أمريكا
    مكتبتى
    رابط مختصر



    أصدر السيد الصادق المهدى بيانا ينعى فيه الدكتور الراحل منصـور خالد، هذا نصــه:

    بداية البيان:
    بسم الله الرحمن الرحيم
    24 أبريل 2020م

    نعي دكتور منصور خالد

    توفي دكتور خالد المثقف السوداني الذي أكمل كل مراحل التعليم داخل الوطن وخارج الوطن في الولايات المتحدة وفرنسا، ولم يكتف بالتأهيل الأكاديمي كما يفعل كثيرون بل حرص
    على ارتقاء سلم ثقافي طويل، وخلط ما بين الحصيلة الثقافية والسياسية والدبلوماسية. ومع تقديري لقدراته لم يقم بيننا في حياته ود لأنني عتبت عليه بشدة دوره في دعم نظام مايو الاستبدادي،
    ودوره في الزج بقيادة الحركة الشعبية نحو تطلعات وهمية، بينما كان يمكن أن ترفد الصحوة الوطنية السودانية برافد بناء. كما عتبت عليه تركيزه على نصف الكوب الفارغ في تناول العطاء الوطني السوداني.

    وفي حياته لم أبادله ما أصابني بقوله وفعله من تجريح، وفي مماته استمطر له رحمة الله الذي وسعت رحمته كل شيء، ولأسرته الخاصة وأصدقائه في المجالات المختلفة حسن العزاء.

    إنسانيات أهل السودان لا تنكر الاختلافات، ولكنها تتجاوز حدتها بالتسامح الذي حافظ على درجة من الوصال رغم ويلات الاستبداد وجراحات الحروب الأهلية.

    ليحفظ الله لنا في السودان ما غرسته تقاليدنا من إنسانيات.

    (إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)[1].
    الصادق المهدي
    نهاية البيان

    و لقد أثار هذا البيان نقاشا محموما فى بعض المنابر فى الفضاء السايبرى.. بين مؤيد له و معارض يرى فيه خروجا عن قيم و أخلاق تعارف عليها السودانيون.
    و قد قرأت البيان و أعدت قراءته، و وجدته نعيا عاديا، سوى ان تخللته عبارات يستشف منها تعبير عن مرارة لم يستطع السيد إخفاؤها حتى تمر أيام حزن أسرته و أحبابه.. و السيد كما ذكر فى بيان النعى انه لم يرد عليه فى حياته، و إستغربت إن لم يرد عليه فى حياته عبر العقود فلماذا لم يصبر أياما قليلة و هو الذى قال "الفش غبينتو خرب مدينتو".
    أمر أخر هو انى استغربت ان سبب عدم الود عند السيد الصادق كان لأن السيد الصادق عتب عليه دعمه لنظام مايو الإستبدادى.. و ذلك الإستغراب كان لأن السيد الصادق ذاته دعم (على لسانه) نظام النميرى، ثم نظام البشير، و كلاهما دكتاتوريان و إستبداديان، بل أن نظام البشير إنقلب علي حكومته و نزع منه السلطة بقوة السلاح و أودعه السجن. ثم دعمه بعد ذلك كما لم يدعم الفقيد نظام النميرى.. أقرأ السيد الصادق فى برنامج شاهد العصر فى رده على أحمد منصور:
    " أحمد منصور: يعني أنت بقيت شهرين بس في الاتحاد الاشتراكي.
    الإمام الصادق المهدي: بس شهرين وكان على وعد..
    أحمد منصور: لكن أنت أديت له مشروعية.
    الإمام الصادق المهدي: أيوه.
    أحمد منصور: وأديت له دعم.
    الإمام الصادق المهدي: أيوه لكن يا أخي ما أنا أقول لك مشروطة عندما فعل هذا الذي فعله أنا استقلت...الخ"

    السيد الصادق أقسم على المصحف الشريف أن يكون مخلصا و صادقا لثورة مايو الإشتراكية، و تنظيمها الأوحد الإتحاد الإشتراكى.. و لا أريد الان الخوض فى التبعات الشرعية لهذا القسم، و لكن أعتقد انه كان أكبر دعم يمكن أن يقدم للنميرى فى ذلك الوقت. أما عبارة "و أن أكون مخلصا لثورة مايو..الخ" فلم تكن دقيقة.. لأنه و فى ذات الحوار مع أحمد منصور ذكر الهدف من المصالحة.. فلم يكن هناك إخلاص، و إنما إخراج الشباب من السجون وإعادة تنظيمهم...الخ. أقرأ أيضا طرف من حوار أحمد منصور:

    " أحمد منصور: أنت لما عملت المصالحة في سنة 1977 مع النميري هل حينما سعيت لتنشيط كوادر حزب الأمة مرة أخرى والبحث عنها وجدتها بسهولة.
    الإمام الصادق المهدي: نعم ما كنت يعني بعد عودتي هذه الكوادر الذي كان جزء كبير منها معتقل خرجوا.
    أحمد منصور: آه.
    الإمام الصادق المهدي: وصاروا فاعلين جداً في التنظيمات المختلفة الطلابية والعمالية إلى آخره ودا في رأيي كان المكسب الحقيقي لأنه حولنا قواتنا من قوات ضاربة إلى قوات ناعمة.."

    بالله واحد يصلح الصور أدناه..

    https://ibb.co/XyPPn1Chttps://ibb.co/XyPPn1C
    https://ibb.co/jvnTNNchttps://ibb.co/jvnTNNc
    https://ibb.co/vXXytJMhttps://ibb.co/vXXytJM
    https://ibb.co/LZ0hVkxhttps://ibb.co/LZ0hVkx


    أما تنسيق السيد الصادق مع الأخوان المسلمين و إفشال كل محاولة لإخراج حل لمشكلة الجنوب فيشهد عليها عضو حزب الأمة و ممثله فى لجنة الأثناعشر، المحامى الأستاذ كمال الدين عباس:



    من كل ذلك يتضح أن إرجاع سبب عدم الود مع المرحوم منصور خالد لم يكن موفقا و لا يمسك ماءً.. و سوى ذلك فلا أرى ما يعيب العزاء .. بل أرى أن السيد الصادق قد قام بالواجب.








                  

04-26-2020, 02:00 AM

خضر الطيب
<aخضر الطيب
تاريخ التسجيل: 06-24-2004
مجموع المشاركات: 10116

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    اتفضل يا حبيب شوف الخزي و الخزلان و الانبطاح

    https://www.0zz0.com
    https://www.0zz0.com
    https://www.0zz0.com
    https://www.0zz0.com
                  

04-26-2020, 07:30 AM

عبدالله عثمان
<aعبدالله عثمان
تاريخ التسجيل: 03-14-2004
مجموع المشاركات: 19192

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: خضر الطيب)

    تحليل جيد يا ابا الريش

    أرى أن السيد الصادق لو مد الله في ايامه سيتحالف مع حميدتي
    ولو مد فيها زيادة ح ينفض يده منه

    قيل "في نفس كل منا أن يقول أنا ربكم الأعلى"، فالسيد الصادق داير يكرن الواحد الأحد وهيهات
                  

04-26-2020, 08:29 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: عبدالله عثمان)

    سلام يا أبو الريش وشكرا
    أول مرة أسمع كلام السيد كمال الدين عباس الذي وضعته أنت.

    وقادني ذلك إلى العثور على هذا المقطع أدناه والذي يقول فيه السيد كمال الدين عباس أن السيد الصادق المهدي كان من المفترض أن يكون مشاركا في تكوين وزارة انقلاب مايو. هذا اللقاء موجود في يوتيوب منذ العام 2011!!! لا أعرف بماذا رد السيد الصادق على ما ذكره السيد كمال الدين عباس. سأتابع هذه المسألة
                  

04-26-2020, 08:37 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    الجدير بالذكر أن السيد كمال الدين عباس توفي إلى رحمة الله في مايو 2013 وقد وجدت أن السيد الصادق قد نعاه بهذا النعي المنشور في موقعه:



    4 مايو 2013م



    بيان صحافي



    ينعي الحبيب الإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي وجميع مؤسسات الحزب وكيان الأنصار المناضل الجسور الأستاذ كمال الدين عباس المحامي عضو الجمعية التأسيسية للعام 1966م و المحامي والمستشار القانوني لدائرة المهدي ونحن إذ ننعيه للشعب السوداني ننعي فيه دماثة خلقه وطيبة معشره وتمسكه بالمبادئ، ونسأل الله له الرحمة ولأسرته حسن العزاء وأن يجعل البركة في ذريته واشقائه،(إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ).

    إبراهيم علي إبراهيم

    مدير المكتب

                  

04-26-2020, 08:44 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    شهادة للتاريخ: عن دور الصادق المهدى فى انفصال الجنوب وأزمات السودان!
    كتبه: sudanzoomفى: سبتمبر 25, 2019فى: اخبار السودان, فيديولا يوجد تعليقات
    طباعة البريد الالكترونى

    تلخيص: عيسى مصطفى عثمان / سودانزوم

    وقائع يرويها كمال الدين عباس المحامى: رئيس وفد حزب الامة فى مؤتمر المائدة المستديرة:

    انعقد المؤتمر فى مارس 1965 فى الخرطوم بهدف مناقشة العلاقات الدستورية بين السودان وجنوب السودان.

    وقبل أن ترفع اللجنة المكلفة ببحث المستقبل السياسي للسودان توصياتها استقالت حكومة سر الختم الخليفة، لذلك تم تكوين لجنة الاثني عشر من الاحزاب السودانية.

    ما هو رأيك فى حكاية انفصال الجنوب؟

    كمال الدين عباس: والله يا اخى حكاية مؤسفة، طبعا واحد ما يتمنى بأن وطنه يتقلص لهذه الدرجة، ولم نكن نستفيد من الجنوب غير البترول وكان الصرف على الجنوب باهظا وما كنا مستفيدين منه والبترول فى حد ذاته غير ذات أهمية. ولكن معنويا لا اريد ان اسمع ان وطنى قد تقلص وجزء كبير من المواطنين تخلوا عن وطنيتهم السودانية وقرروا ان يفارقوا، وقد لا نحب ذلك ولكن من يدري لعل أراد الله بذلك خيرا لنا و للجنوبيين.

    وأردف الأستاذ كمال الدين قائلا انا لا أحبها ولكنى مجبور على انى اقبلها لان ربنا قال لها لازم تتم. باعتبارى كنت عضو لجنة الاثنى عشر لإيجاد حل لمشكلة الجنوب، والله حلينا معهم الأشكال وقبلوا بالحل، ولم يطالبوا بالاستقلال ولا فيدرالي او كونفدرالي ولم يسموها اى اسم. والاتفاق كان مرضى لنا ولى وطنيتنا وكان مرضى لهم هم ولي وطنيتهم.

    بل وقف وليم دينق قائلا ” الدكتور حسن الترابي, هذا السودان وطنا قبل ان يكون وطنكم أنتم العرب وعاين الى ابيل لير وقال له هذا السودان وطنا قبل ان يكون وطن هؤلاء العرب ولا نجب أن نقسمه, بل الآن أصبح رأى الجنوبيين ليس هناك تقسيم بين الشمال والجنوب، فقط يكتفوا بأن سلطات الحكومة الإقليمية والمركزية تكون واضحة حيث وافق الجنوبيون ونحن والازهرى ولكن الصادق المهدى رفض الاتفاق دون ان يبدى اى سبب, لأن الصادق كان يريد مننا ان نتبع راى الترابي فى موقفه عن وجوب وجود رئيس جمهورية، وان يكون الرئيس مسلم وله ثلاثة نواب جميعهم مسلمون بحكم الدستور.

    وقف وليم دينق للنصح وقال ” يا دكتور حسن”

    “We are Sudanese and we shall remain Sudanese but we will never accept to remain Sudanese of the second grade”.

    “نحن سودانيون وسنظل سودانيين ولكن لا نقبل ان نظل سودانيين من الدرجة الثانية”.

    ويواصل الأستاذ كمال الدين عباس فى سرد شهادته قائلا ” استرجعت وليم دينق للجلوس ثم قلت للدكتور حسن الترابي بأن موقفكم تجاه الاتفاقية هذه لا معنى له. ثم قلت لوليم دينق انا مندوب حزب الأمة وهذا مندوب الوطنى الاتحادى وعبد الخالق محجوب مندوب الحزب الشيوعي ونحن جميعا موافقون فلا تلقي لهم بالا.

    ثم رد وليم قائلا ” انا اعرف يا سيد كمال انت ممثل حزب الامة لكن للأسف ممثل الصادق المهدى هو حسن الترابي”. وبالفعل كان الصادق المهدي لا يسألنى عما يحدث فى لجنة الاثنى عشر في الوقت الذي كان يجتمع مع حسن الترابى يوميا لكي يتفقوا. بذلك ضيع الصادق المهدى علينا فرصة الاتفاق بين الشمال والجنوب والذي كان من الممكن انهاء هذه المشكلة والى الابد.

    وختم الأستاذ كمال الدين عباس المحامى شهادته قائلا ” بان الصادق المهدي وحسن الترابي هما المسؤولان من كل الأرواح التي راحت من الشمال ومن الجنوب، من كل التشريد، كل التهديم والخراب التى حدثت فى السودان بعد سنة 1967 وهما المسؤولان عن خراب السودان إلى يوم الدين”.
                  

04-26-2020, 08:47 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    شكرا دكتور ياسر..

    طبعا الأحباب فى الغالب ح يجو يكذبوا هذه الشهادة..

    رجل فى هذا العمر و القبر أمامه.. مصلحته شنو فى هذه الدنيا ليكذب و يخرب اخرته..

    (عدل بواسطة Abureesh on 04-26-2020, 08:49 AM)

                  

04-26-2020, 08:56 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)
                  

04-26-2020, 09:53 AM

عمر نملة
<aعمر نملة
تاريخ التسجيل: 11-08-2009
مجموع المشاركات: 2550

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    شهر معظم
    تحليلك منطقي... وخاصة عدم تبرير قوله انه
    لم يرد عليه طوال حياتة.. والان يرد و لم تجف
    تربته... بغض النظر عن الخلاف.. ليس هناك ذرة
    من الاخلاق لمن يتشفي في ميت دون مراعاة لاهله

    رجل فى هذا العمر و القبر أمامه.. مصلحته شنو فى
    هذه الدنيا ليكذب و يخرب اخرته.


    لا اتفق معك.. لابد من وجود شهود...
    او ادلة... او اعتراف المتهم
                  

04-26-2020, 10:16 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: عمر نملة)

    Quote: لا اتفق معك.. لابد من وجود شهود...
    او ادلة... او اعتراف المتهم


    المتهم نفسه زكى الشاهد يا عمر.. اقرأ نعى الصادق له.. إذا الشاهد بشهادة المتهم فوق الشبهات
                  

04-26-2020, 10:56 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    منقول من منبر في الشبكة، المزيد مما قال به كمال الدين عباس:
    ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

    المنتديات > منبر الأعضاء الـحــــر > ذكرى 17نوفمبر هل كان انقلابا ام تسليم للسلطة
    المساعد الشخصي الرقمي

    مشاهدة النسخة كاملة : ذكرى 17نوفمبر هل كان انقلابا ام تسليم للسلطة
    محمد احمد عويضة
    17-11-2013, 09:10 AM
    تمر اليوم ذكرى 17 نوفمبر هل كان انقلاب ام حركة تصحيح وتسليم سلطة حيث احتدمت الصراعات بين اهل السياسة وقام عبد الله خليل بك بتسليم السلطة لاابراهيم عبود في نفس هذا اليوم مدشنا اول انقلاب ربما في تاريخ السودان

    بداية الصراع كانت باكرة بين الزعيم الازهري وحزب الامة والوطني الاتحادي وكان انشقاق الاتحاديين

    الاخ ود الشيخ الخبير السياسي يمكن ان يعطي بعض الايضاحات عن هذا التغيير السياسي
    محمد احمد عويضة
    17-11-2013, 09:26 AM
    كان الامام الصديق المهدي املا ورقما كبيرا لتخليص البلد من حكم العسكر ولكن القدر لم يمهله فقد رحل عام 1961 م
    متاثرا بحادثة المولد الشهيرة التي كانت حادثة بشعة استشهد فيها عدد كبير من الانصار بواسطة جيش العسكر
    وكان رحيل الشهيد الامام الهادي المهدي بعد ضرب الجزيرة ابا يكرر ماساة ائمة الانصار الخالدين
    المونة
    17-11-2013, 01:01 PM
    وقائع حول انقلاب 17 نوفمبر 1958 ... بقلم: د. جمال الدين بلال عوض
    سودانيلنشر في سودانيل يوم 08 - 12 - 2010
    في احدى الصحف السودانية الصادرة في القاهرة في شهر أغسطس من العام 1997 سطر الأستاذ كمال الدين عباس المحامي موضوع شيق يحوى حقائق جديدة عن التجهيز والإعداد لانقلاب 17 نوفمبر . ناقش كمال الدين عباس في ذلك المقال دور حزب الأمة الخفي في الإعداد للإنقلاب و أكد حضور الإمام عبد الرحمن المهدي اجتماعا تمهيديا اشترك فيه بعض قادة حزب الأمة و قوة دفاع السودان. دافع الأستاذ كمال عن ذلك الدور وادعى بأن عدم تنفيذ الانقلاب كان سيعرض استقلال السودان للخطر وأضاف قائلا أن حزب الأمة قد اتخذ الموقف السليم وانه، أي حزب الأمة، إذا لم يتخذ ذلك القرار لكان ارتكب أكبر خطأ يقع فيه حزب في تاريخ السودان.
    في اعتقادي أن المعلومات التي أدلى بها الأستاذ كمال الدين عباس أضافت بعض الحقائق الجديدة، إذ كان يسود اعتقاد في السابق فحواه أن قيادة حزب الأمة الدينية ،وبالأخص الإمام عبد الرحمن المهدي، لم يكن له أي دور في الإعداد لذلك الانقلاب، ينطبق نفس الشي على القيادة السياسية لحزب الأمة. وكان من المعروف أن المرحوم عبد الله خليل وحده هو الذي خطط لذلك الانقلاب و أقنع قيادة قوة دفاع السودان بتنفيذه. غير أن المعلومات التي ظلت متداولة، تؤكد رفض قيادة الجيش تنفيذ ذلك الانقلاب في بداية الأمر، لأنها كانت تدرك دورها كقوة عسكرية تعمل لحماية أمن البلاد و الدستور. ولم يكن في تصورها أن تعمل على تقويض الدستور أو التآمر عليه حتى وإن صدرت الأوامر من رئيس الوزراء ووزير الدفاع. توضح رواية كمال الدين عباس الدور الذي قامت به قيادة حزب الأمة الدينية والسياسية في عملية إقناع قيادة الجيش، بإدعاء أن الإتلاف الحاكم الذي يمثل الأغلبية المطلقة للشعب السوداني يوافق على هذا الانقلاب. من المحتمل أن يقنع مثل المنطق، في ذلك الوقت، اللواء أحمد عبد الوهاب بحكم علاقته المعروفة بحزب الأمة والأنصار ولكن كيف يمكن إقناع قائد الجيش الفريق إبراهيم عبود و ارتباطاته مع طائفة الختمية واضحة، لم يشر الأستاذ كمال الدين عن وجود أي موافقة من قيادة الختمية على الاشتراك في هذا التآمر باسم الشعب. وشي آخر، إذا كان المرحوم عبد الله خليل يدرك حجم التآمر على السودان الذي حدد السابع عشر من شهر نوفمبر موعدا لتنفيذه، لماذا لم يتحرك كرئيس للوزراء ووزير للدفاع لوقفه قبل أو حتى بعد حدوثه المفترض أو إلقاء القبض على المتآمرين أثناء تنفيذ جريمتهم. كما أن المتتبع لأحداث اليوم الأول للانقلاب، يعلم بأن أول تحرك قام به الإنقلابيون بعيد إذاعة بيانهم هو الذهاب في الصباح الباكر إلي كل من السيدين عبد الحمن المهدي و علي الميرغني، وبعد الاجتماع بهما منفردين، أعلن كلاهما تأييده المكتوب لتحرك الجيش المبارك، وأذيع هذا التأييد من إذاعة أمدرمان.
    هناك بعض المعلومات التي يمكن أن تلقي بعض الأضواء على أحداث تلك الفترة وتكشف المزيد من الحقائق حول انقلاب عبود و ربما تفتح المجال لمساهمات أخرى تساعدنا على معرفة حجم التآمر الذي كان يتعرض له السودان و مازال.
    استمعت لحديث شيق، رواه لنا الأستاذ المرحوم عبد الكريم ميرغني في دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بعد ندوة أقيمت على شرف وفد مجلس السلام العالمي برئاسة شيدي قاقان في مطلع عام 1965.تحدث الأستاذ عن بعض الحقائق التي تجمعت لديه عن انقلاب 17 نوفمبر. حيث أفاد بأن أحد الدبلوماسيين الأسيويين أخطره بعلمه عن تاريخ ذلك الانقلاب قبل فترة طويلة من حدوثه، وعندما أظهر عبد الكريم دهشته، روى له ذلك الدبلوماسي تفاصيل حوار جرى بينه وبين دبلوماسي أمريكي كان يحدثه عن قدرة أجهزة المخابرات العالمية في التدخل في شئون كثير من البلاد و إحداث ما تريده من تغييرات. ذكر له الدبلوماسي الأمريكي تاريخ 17 نوفمبر 1958 ، وربط ذلك التاريخ بحدث مهم سوف يقع في القارة الأفريقية دون أن يشير إلى دولة بعينها. وبعد حدوث الانقلاب، اتصل ذلك الدبلوماسي الأمريكي بزميله الأسيوي ليقول له هل أدركت الآن قدراتنا على تحريك الأحداث العالمية.
    رواية أخرى سردها لنا صديق سوداني كان يعمل بإحدى السفارات الأمريكية في دولة عربية تجاور السودان، أفاد ذلك الصديق بأنه أثناء عمله في تلك السفارة في عام 1958 ، حدثه عامل يمني صغير كان يعمل معه في نفس السفارة، و يجيد التحدث باللغة الإنجليزية بلكنة أمريكية، قال له أن مستر فلان الأمريكي على غير عاداته هذه الأيام، يأتي للعمل في وقت مبكر ويجتهد في البحث والاستماع لإذاعة امدرمان رغم ضعف إرسالها ويظل يتابعها حتى نهاية فترة الأخبار الصباحية.
    استغرب الصديق سلوك و تصرف ذلك الدبلوماسي الذي لم يكن على الإطلاق يبدي أي اهتمام بأخبار السودان من قبل، غير أن استغرابه زال تماما عندما استمع إلى بيان عبود في صباح في صباح 17 نوفمبر 1958 وبعدها توقف الدبلوماسي عن متابعة أخبار السودان الصباحية بعد ذلك.
    يقول السيد الصادق المهدي في حديث لمجلة مسارات جديدة إن انقلاب 17نوفمبر كان تسليم و تسلم للسلطة، ولكن ليس من حزب الأمة، ويشير لوجود خلاف كبير إشتعل آنذاك بين تيارين أحدهما كان يقوده رئيس الحزب وآخر يقوده الأمين عام لنفس الحزب، كما كان هناك إشكالية حول الصورة التي يكون عليها نظام الائتلاف الحزبي الذي يحكم السودان. كان رئيس الحزب يرغب في الائتلاف مع الحزب الوطني الاتحادي وهو الحزب الذي كان يقوده الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري، بينما يحبذ أمين عام الحزب الائتلاف مع حزب الشعب الديمقراطي، الحزب الذي يقوده المرحوم السيد على عبد الرحمن. احتدم ذلك الخلاف وكان يمكن أن يحسم بالتصويت داخل البرلمان. قرر بعد ذلك سكرتير الحزب- لأسباب ومصالح راَها -
    أن يسلم السلطة للجيش السوداني بالاتفاق معه بأن يكون التسليم لفترة مؤقتة إلى أن تجرى الإصلاحات في الوضع السياسي ثم تستأنف الديمقراطية. يكشف هذا التصريح للسيد الصادق المهدي عن معرفة قيادة حزب الأمة حول ما ستؤول إليه الأحداث في صبيحة السابع عشر من نوفمبر، ولا يستبعد أن يكون قد تم نقاش إمكانية التشاور مع قيادة قوة دفاع السودان وهو نفس الموضوع الذي فجره حديث الأستاذ كمال الدين عباس. يعتقد السيد الصادق المهدي أن بعض قيادات حزب الأمة كانت متورطة في تآمر ضد حزبها و تورطت أيضا في تسليم السلطة ويرى ضرورة العمل للبحث عن الحقائق التي شكلت الحياة السياسية منذ الاستقلال إلى الفترة التي تعقب زوال النظام الحالي.
    بالطبع، هناك بعض الأحداث الأخرى التي لا أعتقد أنها تفوت على أي متتبع لتاريخ السودان، مثلا تصاعد المد الجماهيري في تلك الفترة وتنفيذ اتحاد نقابات عمال السودان إضرابا عن العمل لمدة يوما واحدا أوقف الحياة في البلاد تماما، كما أن الإتلاف الوزاري بين حزب الأمة و حزب الشعب الديمقراطي بدا في التصدع ونجح الاتحاديون في إقناع قيادة حزب الشعب الديمقراطي بحجب الثقة عن حكومة عبد الله خليل بعد افتتاح دورة البرلمان في 17 نوفمبر 1958. إثر التماطل الذي أبدته حكومة عبد الله خليل ومحاولتها تأجيل موعد بداية الدورة البرلمانية، هدد الأستاذ مبارك زروق بتسيير موكب من النواب في يوم 17 نوفمبر و اقتحام مبنى البرلمان و عقد دورته و يباشر إجراءات سحب الثقة من الحكومة وإسقاطها.
    هناك أيضا بعض الحقائق الموثقة التي كتبت في الصحف، مثلا كتبت جريدة الرأي العام في العدد الذي نشر في صباح يوم الانقلاب وطبع مساء 16 نوفمبر، أن جميع جنود قوة دفاع السودان شوهدوا مساء ذلك اليوم وهم في حالة استعداد قصوى، كتب هذا الخبر في الصفحة الأولى من العدد الذي وزع في صباح يوم 17 نوفمبر. كما أن بعض القيادات التي لم تبلغ رسميا بالانقلاب حاولت مقاومته أول الأمر، ولكن بعد الاتصال بها وتنويرها بطبيعة الانقلاب، رضخت للأمر و ضمت صفوفها للانقلابيين. كتبت أيضا جريدة يومية، بأن الوزير مأمون حسين شريف عندما أصرت الفرقة العسكرية التي أرسلت له لتسليمه خطاب التنحي استهجن التصرف الفظ الذي عومل به وقبل أن يفض الخطاب علق بصوت مرتفع قائلا:" ده شيتن ما يا هو!!". أشرت لهذه الحادثة لكون مأمون حسين شريف يعتبر من أهم القيادات في حزب الأمة التي لها دور سياسي بالإضافة للعلاقة الشديدة التي تربطه بآل المهدي. إن مأمون حسين شريف بمسلكه هذا يؤكد عدم معرفته المسبقة بالانقلاب وإلا لما كان ذلك التعليق.
    تكشف هذه المعلومات عن بعض خبايا وأحداث وملابسات انقلاب 17 نوفمبر. غير أن هناك أسئلة تدور حول طبيعة المذكرات التي كتبها المرحوم عبد الله خليل، أين هي و لماذا حدد العام 2020 موعدا للكشف عن محتوياتها.
    أعلم كذلك بأن العلاقة التي كانت تجمع بين الأستاذ عبد الخلق محجوب و السيد عبد الله خليل لم تكن علاقة جوار فقط، فقد كانت علاقة صداقة قوية جمعت بين شخصيتين فريدتين، ويقال أن الحوار بينهما كان يستمر لساعات طويلة تتخلله كثير من الاستفسارات و الأسئلة و التوثيق الذي كان يقوم به الأستاذ عبد الخالق. هل يوجد هناك من يؤكد حقيقة هذه العلاقة الخاصة ووجود مثل هذه الوثائق.
    أن من الضروري الكشف والإلمام ومعرفة كل الظروف التي سبقت و هيأت و دبرت لذلك الانقلاب، لأن انقلاب 17 نوفمبر هو أول عمل عسكري تآمري نجح في
    تعطيل المسار الديمقراطي في السودان، ولذلك فإن معرفة الجهات التي شاركت في تنفيذه والكشف عن دوافعها و علاقاتها يساعد على تمليك الشعب السوداني بعض الحقائق الخفية عن أحداث مهمة شكلت التاريخ الحديث للسودان، كما يضيف قدرا كبيرا من المعارف إلى تجارب كل الذين يعملون الآن في وضع اللبنات و يؤسسون إلى بناء سودان ديمقراطي جديد متعدد الثقافات والأعراق. http://www.sudaress.com/sudanile/21132http://www.sudaress.com/sudanile/21132
    المونة
    17-11-2013, 01:02 PM
    وقائع حول انقلاب 17 نوفمبر 1958 ... بقلم: د. جمال الدين بلال عوض
    سودانيلنشر في سودانيل يوم 08 - 12 - 2010
    في احدى الصحف السودانية الصادرة في القاهرة في شهر أغسطس من العام 1997 سطر الأستاذ كمال الدين عباس المحامي موضوع شيق يحوى حقائق جديدة عن التجهيز والإعداد لانقلاب 17 نوفمبر . ناقش كمال الدين عباس في ذلك المقال دور حزب الأمة الخفي في الإعداد للإنقلاب و أكد حضور الإمام عبد الرحمن المهدي اجتماعا تمهيديا اشترك فيه بعض قادة حزب الأمة و قوة دفاع السودان. دافع الأستاذ كمال عن ذلك الدور وادعى بأن عدم تنفيذ الانقلاب كان سيعرض استقلال السودان للخطر وأضاف قائلا أن حزب الأمة قد اتخذ الموقف السليم وانه، أي حزب الأمة، إذا لم يتخذ ذلك القرار لكان ارتكب أكبر خطأ يقع فيه حزب في تاريخ السودان.
    في اعتقادي أن المعلومات التي أدلى بها الأستاذ كمال الدين عباس أضافت بعض الحقائق الجديدة، إذ كان يسود اعتقاد في السابق فحواه أن قيادة حزب الأمة الدينية ،وبالأخص الإمام عبد الرحمن المهدي، لم يكن له أي دور في الإعداد لذلك الانقلاب، ينطبق نفس الشي على القيادة السياسية لحزب الأمة. وكان من المعروف أن المرحوم عبد الله خليل وحده هو الذي خطط لذلك الانقلاب و أقنع قيادة قوة دفاع السودان بتنفيذه. غير أن المعلومات التي ظلت متداولة، تؤكد رفض قيادة الجيش تنفيذ ذلك الانقلاب في بداية الأمر، لأنها كانت تدرك دورها كقوة عسكرية تعمل لحماية أمن البلاد و الدستور. ولم يكن في تصورها أن تعمل على تقويض الدستور أو التآمر عليه حتى وإن صدرت الأوامر من رئيس الوزراء ووزير الدفاع. توضح رواية كمال الدين عباس الدور الذي قامت به قيادة حزب الأمة الدينية والسياسية في عملية إقناع قيادة الجيش، بإدعاء أن الإتلاف الحاكم الذي يمثل الأغلبية المطلقة للشعب السوداني يوافق على هذا الانقلاب. من المحتمل أن يقنع مثل المنطق، في ذلك الوقت، اللواء أحمد عبد الوهاب بحكم علاقته المعروفة بحزب الأمة والأنصار ولكن كيف يمكن إقناع قائد الجيش الفريق إبراهيم عبود و ارتباطاته مع طائفة الختمية واضحة، لم يشر الأستاذ كمال الدين عن وجود أي موافقة من قيادة الختمية على الاشتراك في هذا التآمر باسم الشعب. وشي آخر، إذا كان المرحوم عبد الله خليل يدرك حجم التآمر على السودان الذي حدد السابع عشر من شهر نوفمبر موعدا لتنفيذه، لماذا لم يتحرك كرئيس للوزراء ووزير للدفاع لوقفه قبل أو حتى بعد حدوثه المفترض أو إلقاء القبض على المتآمرين أثناء تنفيذ جريمتهم. كما أن المتتبع لأحداث اليوم الأول للانقلاب، يعلم بأن أول تحرك قام به الإنقلابيون بعيد إذاعة بيانهم هو الذهاب في الصباح الباكر إلي كل من السيدين عبد الحمن المهدي و علي الميرغني، وبعد الاجتماع بهما منفردين، أعلن كلاهما تأييده المكتوب لتحرك الجيش المبارك، وأذيع هذا التأييد من إذاعة أمدرمان.
    هناك بعض المعلومات التي يمكن أن تلقي بعض الأضواء على أحداث تلك الفترة وتكشف المزيد من الحقائق حول انقلاب عبود و ربما تفتح المجال لمساهمات أخرى تساعدنا على معرفة حجم التآمر الذي كان يتعرض له السودان و مازال.
    استمعت لحديث شيق، رواه لنا الأستاذ المرحوم عبد الكريم ميرغني في دار اتحاد طلاب جامعة الخرطوم بعد ندوة أقيمت على شرف وفد مجلس السلام العالمي برئاسة شيدي قاقان في مطلع عام 1965.تحدث الأستاذ عن بعض الحقائق التي تجمعت لديه عن انقلاب 17 نوفمبر. حيث أفاد بأن أحد الدبلوماسيين الأسيويين أخطره بعلمه عن تاريخ ذلك الانقلاب قبل فترة طويلة من حدوثه، وعندما أظهر عبد الكريم دهشته، روى له ذلك الدبلوماسي تفاصيل حوار جرى بينه وبين دبلوماسي أمريكي كان يحدثه عن قدرة أجهزة المخابرات العالمية في التدخل في شئون كثير من البلاد و إحداث ما تريده من تغييرات. ذكر له الدبلوماسي الأمريكي تاريخ 17 نوفمبر 1958 ، وربط ذلك التاريخ بحدث مهم سوف يقع في القارة الأفريقية دون أن يشير إلى دولة بعينها. وبعد حدوث الانقلاب، اتصل ذلك الدبلوماسي الأمريكي بزميله الأسيوي ليقول له هل أدركت الآن قدراتنا على تحريك الأحداث العالمية.
    رواية أخرى سردها لنا صديق سوداني كان يعمل بإحدى السفارات الأمريكية في دولة عربية تجاور السودان، أفاد ذلك الصديق بأنه أثناء عمله في تلك السفارة في عام 1958 ، حدثه عامل يمني صغير كان يعمل معه في نفس السفارة، و يجيد التحدث باللغة الإنجليزية بلكنة أمريكية، قال له أن مستر فلان الأمريكي على غير عاداته هذه الأيام، يأتي للعمل في وقت مبكر ويجتهد في البحث والاستماع لإذاعة امدرمان رغم ضعف إرسالها ويظل يتابعها حتى نهاية فترة الأخبار الصباحية.
    استغرب الصديق سلوك و تصرف ذلك الدبلوماسي الذي لم يكن على الإطلاق يبدي أي اهتمام بأخبار السودان من قبل، غير أن استغرابه زال تماما عندما استمع إلى بيان عبود في صباح في صباح 17 نوفمبر 1958 وبعدها توقف الدبلوماسي عن متابعة أخبار السودان الصباحية بعد ذلك.
    يقول السيد الصادق المهدي في حديث لمجلة مسارات جديدة إن انقلاب 17نوفمبر كان تسليم و تسلم للسلطة، ولكن ليس من حزب الأمة، ويشير لوجود خلاف كبير إشتعل آنذاك بين تيارين أحدهما كان يقوده رئيس الحزب وآخر يقوده الأمين عام لنفس الحزب، كما كان هناك إشكالية حول الصورة التي يكون عليها نظام الائتلاف الحزبي الذي يحكم السودان. كان رئيس الحزب يرغب في الائتلاف مع الحزب الوطني الاتحادي وهو الحزب الذي كان يقوده الرئيس الراحل إسماعيل الأزهري، بينما يحبذ أمين عام الحزب الائتلاف مع حزب الشعب الديمقراطي، الحزب الذي يقوده المرحوم السيد على عبد الرحمن. احتدم ذلك الخلاف وكان يمكن أن يحسم بالتصويت داخل البرلمان. قرر بعد ذلك سكرتير الحزب- لأسباب ومصالح راَها -
    أن يسلم السلطة للجيش السوداني بالاتفاق معه بأن يكون التسليم لفترة مؤقتة إلى أن تجرى الإصلاحات في الوضع السياسي ثم تستأنف الديمقراطية. يكشف هذا التصريح للسيد الصادق المهدي عن معرفة قيادة حزب الأمة حول ما ستؤول إليه الأحداث في صبيحة السابع عشر من نوفمبر، ولا يستبعد أن يكون قد تم نقاش إمكانية التشاور مع قيادة قوة دفاع السودان وهو نفس الموضوع الذي فجره حديث الأستاذ كمال الدين عباس. يعتقد السيد الصادق المهدي أن بعض قيادات حزب الأمة كانت متورطة في تآمر ضد حزبها و تورطت أيضا في تسليم السلطة ويرى ضرورة العمل للبحث عن الحقائق التي شكلت الحياة السياسية منذ الاستقلال إلى الفترة التي تعقب زوال النظام الحالي.
    بالطبع، هناك بعض الأحداث الأخرى التي لا أعتقد أنها تفوت على أي متتبع لتاريخ السودان، مثلا تصاعد المد الجماهيري في تلك الفترة وتنفيذ اتحاد نقابات عمال السودان إضرابا عن العمل لمدة يوما واحدا أوقف الحياة في البلاد تماما، كما أن الإتلاف الوزاري بين حزب الأمة و حزب الشعب الديمقراطي بدا في التصدع ونجح الاتحاديون في إقناع قيادة حزب الشعب الديمقراطي بحجب الثقة عن حكومة عبد الله خليل بعد افتتاح دورة البرلمان في 17 نوفمبر 1958. إثر التماطل الذي أبدته حكومة عبد الله خليل ومحاولتها تأجيل موعد بداية الدورة البرلمانية، هدد الأستاذ مبارك زروق بتسيير موكب من النواب في يوم 17 نوفمبر و اقتحام مبنى البرلمان و عقد دورته و يباشر إجراءات سحب الثقة من الحكومة وإسقاطها.
    هناك أيضا بعض الحقائق الموثقة التي كتبت في الصحف، مثلا كتبت جريدة الرأي العام في العدد الذي نشر في صباح يوم الانقلاب وطبع مساء 16 نوفمبر، أن جميع جنود قوة دفاع السودان شوهدوا مساء ذلك اليوم وهم في حالة استعداد قصوى، كتب هذا الخبر في الصفحة الأولى من العدد الذي وزع في صباح يوم 17 نوفمبر. كما أن بعض القيادات التي لم تبلغ رسميا بالانقلاب حاولت مقاومته أول الأمر، ولكن بعد الاتصال بها وتنويرها بطبيعة الانقلاب، رضخت للأمر و ضمت صفوفها للانقلابيين. كتبت أيضا جريدة يومية، بأن الوزير مأمون حسين شريف عندما أصرت الفرقة العسكرية التي أرسلت له لتسليمه خطاب التنحي استهجن التصرف الفظ الذي عومل به وقبل أن يفض الخطاب علق بصوت مرتفع قائلا:" ده شيتن ما يا هو!!". أشرت لهذه الحادثة لكون مأمون حسين شريف يعتبر من أهم القيادات في حزب الأمة التي لها دور سياسي بالإضافة للعلاقة الشديدة التي تربطه بآل المهدي. إن مأمون حسين شريف بمسلكه هذا يؤكد عدم معرفته المسبقة بالانقلاب وإلا لما كان ذلك التعليق.
    تكشف هذه المعلومات عن بعض خبايا وأحداث وملابسات انقلاب 17 نوفمبر. غير أن هناك أسئلة تدور حول طبيعة المذكرات التي كتبها المرحوم عبد الله خليل، أين هي و لماذا حدد العام 2020 موعدا للكشف عن محتوياتها.
    أعلم كذلك بأن العلاقة التي كانت تجمع بين الأستاذ عبد الخلق محجوب و السيد عبد الله خليل لم تكن علاقة جوار فقط، فقد كانت علاقة صداقة قوية جمعت بين شخصيتين فريدتين، ويقال أن الحوار بينهما كان يستمر لساعات طويلة تتخلله كثير من الاستفسارات و الأسئلة و التوثيق الذي كان يقوم به الأستاذ عبد الخالق. هل يوجد هناك من يؤكد حقيقة هذه العلاقة الخاصة ووجود مثل هذه الوثائق.
    أن من الضروري الكشف والإلمام ومعرفة كل الظروف التي سبقت و هيأت و دبرت لذلك الانقلاب، لأن انقلاب 17 نوفمبر هو أول عمل عسكري تآمري نجح في
    تعطيل المسار الديمقراطي في السودان، ولذلك فإن معرفة الجهات التي شاركت في تنفيذه والكشف عن دوافعها و علاقاتها يساعد على تمليك الشعب السوداني بعض الحقائق الخفية عن أحداث مهمة شكلت التاريخ الحديث للسودان، كما يضيف قدرا كبيرا من المعارف إلى تجارب كل الذين يعملون الآن في وضع اللبنات و يؤسسون إلى بناء سودان ديمقراطي جديد متعدد الثقافات والأعراق. http://www.sudaress.com/sudanile/21132http://www.sudaress.com/sudanile/21132
    المونة
    17-11-2013, 01:04 PM
    اها يا شيخ عويضة قصرنا معاك قلنا نرفد البوست بي حاجة مفيدة
    برير نصرون
    17-11-2013, 01:10 PM
    اها يا شيخ عويضة قصرنا معاك قلنا نرفد البوست بي حاجة مفيدة



    ياخ وحات الله العظيم ما قصرت الله لايقصر لينا فى عمرك يا مان
    وفيت وكفيت
    المونة
    17-11-2013, 02:14 PM
    ياخ وحات الله العظيم ما قصرت الله لايقصر لينا فى عمرك يا مان
    وفيت وكفيت
    تسلم اخي برير نصرون
    الأمير
    17-11-2013, 07:01 PM
    الاخ ود الشيخ الخبير السياسي
    :1; (34)::1; (34):
    محمد احمد عويضة
    18-11-2013, 08:35 AM
    المونة ما قصرت - الله يدديك العافية على الاضافة الرائعة
    نصرون شكرا لك
    الامير - ورا البسمات كتمت دموع
    vBulletin® v3.8.11, Copyright ©2000-2020, TranZ by Almuhajir
                  

04-26-2020, 11:18 AM

Osman Musa
<aOsman Musa
تاريخ التسجيل: 11-28-2006
مجموع المشاركات: 23082

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)


    سلام ابو الريش
    وارجو الاستمرار في التحليلات الممتازة .
                  

04-26-2020, 04:05 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Osman Musa)

    شكرا يا اخ عثمان و لكن هذه ليست تحليلات و انما تعليق سريع على بيان السيد الامام الصادق

    (عدل بواسطة Abureesh on 04-26-2020, 04:07 PM)

                  

04-26-2020, 05:01 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    للمعلومية فقط

    كل إنسان حر فى إتخاذ ما يراه من مواقف ، أو يصادق من و يعادى من.. و لكن الذى لا أفهمه هو إزدواجية المعايير.. و هذه سمة كل قادة الطوائف و ليس السيد الصادق وحده.. كلهم
    أتباع الميرغنى و الشيوعيين.. الخ. الوعين الطائفى يستطيع قول أى شئ و عمل أى شئ.. لكن لو مواطن اخر مثل منصور خالد عمل ذات الشئ فغير مسموح له. كل الطائفيين كدا.
    الحزب الشيوعى اعضاؤه بل قادته كانوا اعضاء فى مجلس الإنقاذ الوطنى.. و يزورون مكاتب جهاز الأمن.. لكن لو واحد عنقالى التقى بالترابى فهذا كوز.
                  

04-27-2020, 11:07 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    نعي السيد الصادق المهدي للفريق الزبير محمد صالح بعد وفاته ومن معه بتحطم طائرتهم فوق نهر السوباط بجنوب السودان عام ١٩٩٨م:

    "قد بلغنا نبأ وفاة الفريق الزبير محمد صالح وطائفة من زملائه ومهما كان موقفنا منهم من خلاف ‏الحياة الدنيا فإنا نسأل الله لهم الرحمة وقد افضوا الى حكم عدل من يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره....ان الموت عظة كبيرة للأحياء فعلى الذين بقوا على قيد الحياة من اهل النظام الظالم ان يتاملوا وهم يتحاملون على الذين خرجوا من الوطن وحملوا السلاح ضدهم لاسترداد حقوق الشعب المغصوبة ألم يجبرهم على ذلك بما فرضوا عليهم من ظلم؟ والله سبحانه وتعالى يقول (ولا عدوان الا على الظالمين).

    وعظة أخرى هي أنهم أقاموا الحكم على القوة الباطشة ففرقوا كلمة اهل السودان وصيروه إما قاتلا وإما مقتولا. اما آن لهم التخلي عن هذا الإكراه والاحتكام للشعب ‏اساسا للشرعية وكفالة كرامة الإنسان وحقوقه وحرياته الأساسية. الا رحم الله موتى السودان وألهم الأحياء عظة الموت والرجوع للحق ان الله يحب التوابين
                  

04-27-2020, 11:42 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    Quote:
    نعي السيد الصادق المهدي للفريق الزبير محمد صالح بعد وفاته ومن معه بتحطم طائرتهم فوق نهر السوباط بجنوب السودان عام ١٩٩٨م:


    سلام أبو الريش وضيوفه

    الأخ دودى نعى السيد الصادق للفريق الزبير عام 1998م .. اين كانت
    إقامة الصادق آنذاك .. ألم يكن ذلك بعد عملية تهتدون بعد خروجه من
    السودان وإنضمامه للتجمع الوطنى المعارض بالقاهرة؟ وكان
    تواجده بمصر وأثيوبيا وأوروبا؟ وهذا إنعكس على فحوى بعض
    ما ورد بالبيان!
                  

04-28-2020, 00:01 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: نادر الفضلى)

    وقائع يرويها كمال الدين عباس المحامى: رئيس وفد حزب الامة فى مؤتمر المائدة المستديرة:

    انعقد المؤتمر فى مارس 1965 فى الخرطوم بهدف مناقشة العلاقات الدستورية بين السودان وجنوب السودان.


    الاخ ياسر
    هل تعلم فى ذلك التاريخ ان حزب الامه منشق ؟ العم كمال يمثل احد الاجنحه والصادق جناح اخر
    هل تعلم ايضا ان الصادق لم يكون عضوا بالبرلمان ولم يكون جزءا من الحكومه ؟
    فالمنطق كيف يعطل الصادق الشاب الوصول لاتفاق وهو لا فى العير او فى النفير؟ طبعا الاختلاف فى السياسه والاراء شئ مطلوب ولكن ان تاتى بهذا التسجيلات كدليل على انهيار المؤتمر وفشله بسبب
    الصادق المهدى لم اتوقعها منك وانت سليل تلك الاسره الانصاريه ورجل تتمتع بالموضوعيه والعقلانيه....
    1965 كانت احد فترات الديمقراطيه فى السودان حيث حريه الصحافه فلم نسمع او نقرالا فى الصحافه المقرؤه من خلال الارشيف الموجود ولا من خلال الخطب والبيانات للاحزاب المشاركه فى المؤتمر بتحميل
    الصادق المهدى فشل مؤتمر المائده المستديره...شغل عقلك يا دكتور بعيدا عن العاطفه ؟ المنطق والتاريخ يقول بان العم كمال ده تقييمه الخاص وطبعا لو كان المحاور يريد الحقيقه وليس الادانه لاستنطق العم كمال
    عن الدليل ولا مش كده
    طبعا يا دكتور الصادق المهدى شخصيا دعى ونظم مؤتمر الاثنى عشر الناجح ومقرراته كانت اساس اتفاقيه اديس ابابا

    دودى
                  

04-28-2020, 00:10 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    الأخ دودى نعى السيد الصادق للفريق الزبير عام 1998م .. اين كانت
    إقامة الصادق آنذاك .. ألم يكن ذلك بعد عملية تهتدون بعد خروجه من
    السودان وإنضمامه للتجمع الوطنى المعارض بالقاهرة؟ وكان
    تواجده بمصر وأثيوبيا وأوروبا؟ وهذا إنعكس على فحوى بعض
    ما ورد بالبيان!


    نادر رمضان كريم
    نعم كلامك صاح ولكن انا اتيت به هنا لمغزى وهو هذه هى تعازى الصادق المهدى السياسيه ولم نسمع من الذين يعارضون تعزيته للدكتور منصور بحجه ان للموتى حرمات واذكروا محاسن موتاوكم وده تشفى
    لم نسمع منهم اى تعاطف مع الزبير وطبعا كانت هنالك مواقع تواصل اجتماعى من قبيل سودانيات وخلافه
    الدنيا رمضان لكن هنالك نفاق كبير جدا عن البعض وهنالك كيل بعده مكايل

    دودى
                  

04-28-2020, 01:19 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)


    Quote:
    الاخ ياسر
    هل تعلم فى ذلك التاريخ ان حزب الامه منشق ؟ العم كمال يمثل احد الاجنحه والصادق جناح اخر
    هل تعلم ايضا ان الصادق لم يكون عضوا بالبرلمان ولم يكون جزءا من الحكومه ؟
    فالمنطق كيف يعطل الصادق الشاب الوصول لاتفاق وهو لا فى العير او فى النفير؟


    دودى رمضان كريم لك ولكل المشاركين والقراء

    إبان مؤتمر المائدة المستديرة فى فبراير - مارس عام 1965 لم ينشق بعد حزب الأمة
    وكان ذلك قبل إنتخابات 1965 التى خاضها حزب الأمة موحداً لم يعرف بعد الشقاق
    وهذا كان سبباً رئيسيأ لتقدمه فى نتائج عدد الدوائر التى فاز بها.
    والمرحوم كمال الدين عباس المحامى حسب قوله كان سكرتيرا لحزب الأمة.
    وأنا لست متأكذاً ولكن السيد الصادق المهدى كان رئيساً للحزب وهذا الأقرب
    لالتوفيق مع عمه السيد الهادى المهدى كإمام لطائفة الأنصار وزعيم
    روحى للحزب وليس رئيسا له. وهذا ترتيب طالب به الصادق ساعة وفاة
    أبيه السيد الصديق فى إجتماع العائلة بأن تفصل رئاسة الحزب عن إمامية
    الأنصار (التى جمع بينهما والده الصديق).



                  

04-28-2020, 01:00 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    الأكرم الأخ محمد دودي
    تحية طيبة ورمضان كريم

    قولك
    Quote: الاخ ياسر
    هل تعلم فى ذلك التاريخ ان حزب الامه منشق ؟ العم كمال يمثل احد الاجنحه والصادق جناح اخر
    هل تعلم ايضا ان الصادق لم يكون عضوا بالبرلمان ولم يكون جزءا من الحكومه ؟

    مارس 1965 كان حزب الأمة متحدا ولم ينقسم إلا في العام 1966 وحتى 1967. وطبعا السيد الصادق لم يدخل البرلمان في ذلك الوقت، مارس 1965، لأنه لم يكن قد أكمل الثلاثين وقد أكملها في 25 ديسمبر 1965، ودخل بعدها البرلمان بعد أن تنازل له السيد بشرى حامد من دائرة الجزيرة أبا. ولكنه كان رئيس الحزب منذ ما بعد نجاح ثورة أكتوبر 1964. أنقل من الراكوبة عن الشرق الأوسط:



    Quote:
    ***- السيدة رباح كريمة الامام الصادق المهدي روت شهادتها لجريدة (الشرق الاوسط) اللندنية، عن أحداث قديمة واخري جديدة عاشتها، وانها قد الفت كتاب تضمن في فصوله قصة أول انقسام خطير حدث في حزب الأمة عام ١٩٦٦، حين وقع خلاف بين رئيس الوزراء محمد احمد المحجوب رئيس الحكومة الائتلافية (حزب الأمة والوطني الاتحادي) والهيئة البرلمانية لحزب الأمة، جاء في الكتاب:
    (كونت الهيئة البرلمانية لجنة لبحث اداء الحكومة ولكن رئيس الوزراء المحجوب بدلا من التفاهم مع الهيئة التي انتخبته اعتبر نفسه غير مسؤول امام الهيئة البرلمانية، بل مسؤول فقط امام الإمام الهادي المهدي راعي حزب الأمة وطائفة الانصار. ولكن رئيس حزب الأمة الصادق المهدي تدخل مؤيدا الهيئة البرلمانية في حقها في محاسبة رئيس الوزراء وحق الحزب في متابعة اداء حكومته والتنسيق بين أجهزته وبينها، فوقع استقطاب حاد حول هذه القضية مما أدى الى انشقاق حزب الأمة الى جناحين: جناح الهادي وجناح الصادق).
    المصدر: جريدة “الشرق الاوسط”: (الاحـد 29 رجـب 1423 هـ 6 اكتوبر 2002 العدد 8713).



    وهذا مقال مفيد للدكتور سلمان محمد أحمد سلمان:

    د. سلمان محمد احمد سلمان: قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي (1/4)
    أبريل ٢٠ - ٢٠١٧ راديو دبنقا
    د. سلمان محمد أحمد سلمان(ارشيف)
    د. سلمان محمد أحمد سلمان(ارشيف)
    بقلم: د. سلمان محمد أحمد سلمان

    أقام حزب الأمة ورشةَ عملٍ عن "آثار الأوضاع بجنوب السودان - الخيارات الاستراتيجية والآفاق المستقبلية" بدار الحزب بأم درمان في 10 أبريل عام 2017. وقد قدّم السيد الصادق المهدي ورقةً تحت عنوان "العلاقة بين السودان ودولة الجنوب من الابارتايد إلى الوحدة إلى الانفصال إلى التوأمة." وقد قام السيد الصادق المهدي بنشر ورقته على عددٍ من المواقع الالكترونية في نفس يوم ورشة العمل. ثم تمّ نشر توصيات ورشة العمل يوم 17 أبريل عام 2017.
    ذكر السيد الصادق المهدي في ورقته "ثورة أكتوبر في 1964م استردت الديمقراطية وتوجهت نحو حل سياسي للمسألة الجنوبية. هذا النهج بدأ بمؤتمر المائدة المستديرة، ثم لجنة الإثنى عشر، ثم مؤتمر كل الأحزاب، وأثمر مشروعاً لحل المشكلة في إطار الاعتراف بالتنوع وإقامة الحكم الذاتي الإقليمي.. هذا البرنامج طبقه نظام 25 مايو 1969م الانقلابي،"
    ثم كرّر السيد الصادق المهدي هذا القول مرّةً أخرى في ورقته حين ذكر "الديمقراطية الثانية (1965- 1969م) نقلت برنامج معالجة مسألة الجنوب إلى تصور متقدم تبناه النظام الأوتوقراطي الثاني (1969- 1985م) وبموجبه أبرم اتفاقية 1972م."
    2
    ليس صحيحاً البتّة أن مؤتمر المائدة المستديرة أثمر مشروعاً لحلِّ مشكلة الجنوب في إطار الاعتراف بالتنوع وإقامة الحكم الذاتي الإقليمي، وأن هذا البرنامج طبقه نظام مايو. فقد فشل المؤتمر ولجنة الاثني عشر ومؤتمر الأحزاب فشلاً ذريعاً في حلِّ مشكلة الجنوب. كما أنه ليس صحيحاً أن اتفاقية أديس أبابا التي عقدها نظام السيد جعفر نميري مع السيد جوزيف لاقو هي تطبيقٌ لبرنامج ومقررات ومؤتمر المائدة المستديرة. فهناك حلافات كبيرة وجوهرية بين الاثنين، وقد نجحت اتفاقية أديس أبابا في معالجة الخلافات والإخفاقات في وثيقة مؤتمر المائدة المستديرة بصورةً معقولة ومتوازنة.
    سوف نناقش في هذا المقال والمقالات الثلاث القادمة مؤتمر المائدة المستديرة وفشله، ومقرراته المحدودة، ونقارنها باتفاقية أديس أبابا، ونوضح الفروقات الجوهرية بين الاثنين.
    3
    اتّفقت قيادات ثورة أكتوبر عام 1964 التي أطاحت بنظام الفريق عبود، والتي سمّت نفسها "جبهة الهيئات"، على وثيقةٍ سمّوها "الميثاق الوطني" يوم 27 أكتوبر عام 1964. تضمّن الميثاقُ خارطةَ طريقٍ لعودة الديمقراطية، شملت إلغاء الأحكام العرفية وعودة جميع الحريات التي صادرها نظام الفريق عبود.
    لم تشمل قائمةُ الموقّعين على الميثاق الوطني (والتي تضمّنت 28 من القيادات الحزبية والنقابية) قيادياً واحداً من جنوب السودان. ولكن لا يبدو أن أحداً من القيادات الشمالية قد فطن إلى ذلك الخلل، ولا غرابة، فذلك ينسجمُ مع التجاهلات الكثيرة السابقة لأبناء الجنوب. وكان عددٌ من السياسيين والطلاب الجنوبيين، ومن بينهم السيد أزبوني منديري، يقضّون فترة أحكامٍ في سجون الخرطوم بعد أن تمّت إدانتهم بتهمة المطالبة بالنظام الفيدرالي.
    كما أن الميثاق الوطني نفسه لم يتضمّن أيّة فقرة عن مشكلة الجنوب، رغم الاعتقاد الكبير والعام (الخاطئ) بشمولية القضايا التي تناولها الميثاق. ولأن مشكلة الجنوب كانت السبب الرئيسي لثورة أكتوبر، فمن الضروري أن يكون الميثاق الوطني، كما تصوّر الكثيرون، قد تناول تلك المشكلة.
    4
    رغم ذلك الإغفال الكبير في الميثاق الوطني، فقد أعلنت الحكومة الجديدة أن من أوائل مهامها الوصول إلى حلٍّ لمشكلة الجنوب، كما طالبت جماهير الشعب السوداني التي أشعلت ثورة أكتوبر. وقد أرسل ذلك الإعلان، إضافةً إلى تعيين السيدين كلمنت أمبورو، وأزبوني منديري كوزراء في حكومة أكتوبر، رسالةً إيجابيةً إلى القادة السياسيين الجنوبيين، وقرّر عددٌ منهم التجاوب معها.
    أرسل رئيس حزب سانو، السيد ويليام دينق الذي كان يقيم في المنفى في مدينو ليوبولدفيل (كينشاسا لاحقاً) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، رسالةً إلى السيد سر الختم الخليفة رئيس الوزراء في الثامن من شهر نوفمبر عام 1964 يهنئه والشعب السوداني فيها بنجاح ثورة أكتوبر وتبنّي الحل السلمي لمشكلة الجنوب. اقترحت الرسالة عقد مؤتمر مائدة مستديرة يضمُّ كافة الأحزاب السياسية السودانية وممثلين للنقابات والاتحادات لمناقشة الخطوط العامة للعلاقات الدستورية بين الشمال والجنوب.
    طالبت الرسالة كشرطٍ لعقد المؤتمر العفو غير المشروط عن جميع اللاجئين والاعتراف بحزب سانو كحزبٍ سياسي يحقُّ له أن يشترك في الانتخابات التي تقرّر أن تُقام في شهر مارس عام 1965 على أساس برنامجه المتمثّل في الحكم الفيدرالي.
    5
    طالبت الرسالة أيضاً برفع حالة الطوارئ في الجنوب، ودعوة ممثلين لمنظمة الوحدة الأفريقية والدول المجاورة ومنظمة الأمم المتحدة لحضور المؤتمر بصفة مراقبين ومستشارين. تطرّقت الرسالة للعلاقة التاريخية بين الشمال والجنوب والوعود التي لم يفِ بها الشمال ومرارات الحرب الأهلية، ونادت الرسالة بالتسليم بأن السودان دولةٌ أفريقيةٌ عربيةٌ لها شخصيتان وثقافتان متمايزتان، لكن يمكن أن يتعايشا في سودانٍ موحّد تحت مظلّة نظامٍ فيدرالي.
    6
    دفعتْ تلك النغمةُ التصالحية والإيجابية من حزب سانو الحكومةَ السودانية الجديدة على التجاوب مع مضمون الرسالة. فقد تضمّن ردّ السيد رئيس الوزراء الترحيب وقبول مقترح مؤتمر المائدة المستديرة، والموافقة على إصدار العفو غير المشروط على كل من حمل السلاح في جنوب السودان. ولكن الرسالة تعثّرت وارتبكت في مقترح النظام الفيدرالي، واقترحت ترك مناقشة النظام الفيدرالي خلال المؤتمر نفسه.
    برزت بعد مكاتباتٍ أخرى خلافاتٌ في مسألتين، الأولى تتعلّق بمكان عقد المؤتمر، والذي رأت الأحزاب الجنوبية عقده خارج السودان، بينما رأت حكومة السودان عقده داخل السودان. وقد نظرت الحكومة في مقترح عقد المؤتمر في مدينة جوبا كحلٍ وسط وكرسالة إيجابية لأبناء الجنوب، لكن الوضع الأمني في الجنوب لم يكن مستقرّاً أو مطمئناً.
    كان الخلاف الثاني يتعلّق بالمراقبين الأجانب الذين أصرّت عليهم الأحزاب الجنوبية، ولم تتحمّس الحكومة السودانية للمقترح خوف أن يفتح وجودُ مراقبين أجانب بابَ التدخّل الأجنبي في مشاكل السودان الداخلية. وكحلٍ وسط اتفق الطرفان على عقد المؤتمر في الخرطوم ودعوة حكومات كينيا ويوغندا وتنزانيا ومصر ونيجريا وغانا والجزائر لإرسال مراقبين للمؤتمر.
    7
    بعد خمسة أشهرٍ من ثورة أكتوبر، وأربعة أشهر من مبادرة حزب سانو، انعقد مؤتمر المائدة المستديرة. بدأ المؤتمر يوم 16 مارس عام 1965 واستمر لمدة أربعة عشر يوماً حتى يوم 29 من الشهر نفسه. تمّ الاتفاق على أن يُمثّل كل حزبٍ من الشمال (الأمة، والوطني الاتحادي، والشعب الديمقراطي، والشيوعي، وجبهة الميثاق الإسلامي، وجبهة الهيئات) بثلاثة أعضاء، بينما يُمثّل حزب سانو بتسعة أعضاء، وجبهة الجنوب بتسعة أعضاء.
    غير أن الأحزاب الشمالية أصرّت على تمثيل مجموعة ثالثة من الجنوبيين الذين بقوا في السودان ليمثلوا الآراء الأخرى للجنوبيين، وهم من تمّ تسميتهم "جنوبيي الداخل"، ممن كانت لهم علاقة وطيدة بالحزبين الكبيرين، بتسعة أعضاء أيضاً تختارهم الحكومة.
    قاد وفدَ كلِ حزبٍ من أحزاب الشمال الرئيسُ أو الأمين العام للحزب (حزب الأمة السيد الصادق المهدي، والوطني الاتحادي السيد إسماعيل الأزهري، وحزب الشعب الديمقراطي السيد علي عبدالرحمن، والحزب الشيوعي السيد عبد الخالق محجوب، وجبهة الميثاق الإسلامي الدكتور حسن الترابي، وجبهة الهيئات سيد عبد الله السيد). وشارك في المؤتمر أيضاً مراقبون من كينيا ويوغندا وتنزانيا ومصر ونيجريا وغانا والجزائر، تفاوتت رتبهم من وزراء إلى سفراء.
    8
    تمّ اختيار البروفيسور النذير دفع الله (الذي كان وقتها مديراً لجامعة الخرطوم) رئيساً للمؤتمر، وعاونته سكرتارية شملت السادة محمد عمر بشير، وعبد الرحمن عبد الله، ويوسف محمد علي. ويُلاحظ أن رئاسة وسكرتارية المؤتمر كانت كلها من الشماليين، ولم يكن بينهم جنوبيٌ واحد. لا بُدَّ أن يكون هذا التجاهل قد خلّف آثاره السلبية في نفوس الجنوبيين، وأوضح عدم الثقة في الجنوبيين الذين يسعى الشمال جاهداً لإقناعهم بالبقاء في السودان الموحّد. ماذا كان سيضير الأحزاب الشمالية لو أضافت أحد أبناء الجنوب لسكرتارية المؤتمر؟ من المؤكّد أن ذلك كان سيرسل رسالةً إيجابية ليس فقط لأبناء الجنوب، بل حتى للمراقبين.
    لا بد من إضافة أن الوفود الجنوبية كانت قد اقترحت أن يرأس المؤتمر شخصان، أحدهما شمالي والآخر جنوبي. غير أن الأحزاب الشمالية رفضت ذلك المقترح، بل وسخرت منه بأنه لم يحدث إطلاقاً أن رأس مؤتمراً شخصان. وهذا ليس صحيحاً فهناك الكثير من المؤتمرات التي رأسها، ويرأسها، شخصان بالتناوب، كأنْ يرأس أحدهما الجلسة الصباحية، ويرأس الآخر الجلسة التي تليها، وينسّقان فيما بينهما في بقية المهام.
    9
    كما يُلاحظ أن وفود الأحزاب الشمالية الخمسة لم تشتمل على جنوبيٍ واحد رغم ادعاء هذه الأحزاب أنها قومية التكوين. وقد ذكر قادة هذه الأحزاب أثناء محادثات القاهرة، والتي أدّت إلى توقيع اتفاقية الحكم الذاتي عام 1953، أنهم يمثّلون كل السودان رغم عدم وجود جنوبيٍ واحد في وفد التفاوض في القاهرة. حاولت هذه الأحزاب تمثيل الجنوبيين الذين اعتقدت في تعاطفهم مع الأحزاب الشمالية من خلال تكوين وفدٍ جنوبيٍ ثالث ليمثل وجهات النظر الأخرى، أو ما عُرِف بجنوبيي الداخل. لكن تلك المحاولة ارتدّت على الأحزاب الشمالية عندما قرّر جنوبيو الداخل الانضمام إلى الوفدين الجنوبيين والتخلّي عن حلفائهم الشماليين. وقد سبّب ذلك حرجاً كبيراً للأحزاب الشمالية التي اعتقدت أنها استطاعتْ شقّ الجبهة الجنوبية.
    10
    لا بُدَّ من التأكيد على أن مقترح المؤتمر، بل وحتى اسم المؤتمر نفسه – المائدة المستديرة – كانت عملاً جنوبياً بحتاً. وقد أوضحت تلك المبادرة للعالم الخارجي وللمراقبين الأفارقة حسن نية الأحزاب الجنوبية وجنوحها نحو حلٍ سلميٍ لمشكلة جنوب السودان. وقد ركّزت رسالة حزب سانو على النظام الفيدرالي الذي كانت الأحزاب الشمالية قد وافقت عام 1955، وبنفس قيادتها عام 1965، على إعطائه الاعتبار الكافي.
    وقد ادّعت بعض الأحزاب الشمالية وقياداتها أن فكرة مؤتمر المائدة المستديرة هي من بنات أفكارها. وهذا الادعاء ليس صحيحاً وليس أميناً. وقد ضمّنا رسالة حزب سانو التي اقترحت مؤتمر المائدة المستديرة كملحقٍ أول لكتابنا "انفصال جنوب السودان" لمن يريد أن يتأكّد من حقيقة فكرة مؤتمر المائدة المستديرة، ومن أين أتتْ.
    11
    ساد التوتّر منذ البداية على المشاركين في مؤتمر المائدة المستديرة، فقد كان ذلك أولَ لقاءٍ شمالي جنوبي منذ مؤتمر جوبا عام 1947. امتدّ هذا التوتر إلى ممثلي الحزبين الجنوبيين. وبرز الخلاف بين مجموعتي سانو – تلك التي قرّرت العودة للسودان وتسجيل الحزب والعمل من الداخل بقيادة السيد ويليام دينق، والمجموعة التي قرّرت البقاء في المنفى والعمل من الخارج بقيادة السيد أقري جادين، ولكن تمّ اتفاقٌ في نهاية الأمر بدمج الوفدين.
    12
    ألقى السيد سر الختم الخليفة رئيس وزراء الحكومة كلمة افتتاح المؤتمر، وتحدث عن الخلافات بين شطري البلاد والتخلّف الاقتصادي في الجنوب، ولكنه عزا كل تلك المشاكل للاستعمار الإنجليزي وسياسة المناطق المقفولة. وتحدّث أيضاً عما أسماه الحملة الجائرة حول تجارة الرقيق وأشار إلى أن ذلك النشاط المخجل قد عتّم تاريخ العنصر البشري في كل العالم، وليس في السودان فقط. نادى السيد سر الختم الخليفة بروحٍ جديدة لحل مشكلة الجنوب وإنهاء الحرب والبدء في بناء السودان. غير أنه أشار إلى أن الخارجين على القانون لم يبادلوا الحكومة حسن النيّة الذي وفّرته بالعفو العام الذي أعلن المناداة بوقف العنف، مما جعل الجكومة تقوم بواجبها نحو حفظ الأمن لحماية المصالح القومية. لم تكن كلمة السيد رئيس الوزراء موفّقةً البتّة كفاتحةٍ للمؤتمر.
    13
    كردّةِ فعلٍ كانت كلمة السيد أقري جادين ممثل حزب سانو في الخارج حادةً في نقدها للشمال، ركّز فيها على الخلافات بين شطري القطر، وأعلن فيها أنه لا يوجد شيءٌ مشترك بين الاثنين – لا عادات ولا تقاليد ولا هوية ولا لغة ولا دين ولا مصالح، وأن شطري القطر قد فشلا في التعايش معاً. وذكّر السيد جادين الشماليين بنقض وعدهم فيما يختص بالنظام الفيدرالي الذي تمّ الاتفاق عليه في شهر ديسمبر عام 1955. ولكنه أضاف أن الأوضاع قد تغيّرت منذ عام 1955، وأنه قد آن الأوان لانفصال جنوب السودان عن شماله، لأن ادعاء الشمال للوحدة "مبنيٌ على الصدفة التاريخية ومفروضٌ على الجنوب بالهيمنة العسكرية والاقتصادية."
    واصل السيد غوردون مورتات السير في طريق السيد أقري جادين معدّداً مجالات التباين والخلاف بين الشمال والجنوب ومذكّراً بنقض وعد الفيدرالية، ولكنه طالب بحق تقرير المصير لجنوب السودان، وليس الانفصال. وقد بنى السيد مورتات مطالبته بحق تقرير المصير لجنوب السودان على قرار الشمال تقرير مصيره عام 1955. فتلك سابقةٌ تاريخيةٌ سودانية، وحقوق الشعبين في شقّي القطر يجب أن تكون متكافئةً ومتساوية.
    14
    أما السيد ويليام دينق فقد أعاد الحجج التي ساقها في رسالته للسيد سر الختم الخليفة في المطالبة بالنظام الفيدرالي الذي يمكن بالإرادة السياسية تعايش طرفي البلاد تحت مظلته، وأشار إلى أن النظام الفيدرالي كفيلٌ باستيعاب التباينات العرقية والدينية واللغوية والثقافية بين الشعبين.
    أشار السيد ويليام دينق إلى رفض الأحزاب الشمالية النظام الفيدرالي عام 1958، ولكنه أوضح أن ذلك الوضع يمكن تصحيحه خلال المؤتمر بعد ان اتضح خطأه واستعرت الحرب الأهلية بسبب ذلك الخطأ.
    15
    لكن ممثلي الأحزاب الخمسة الشمالية وجبهة الهيئات اتبعوا طريقاً مختلفاً في كلماتهم، مؤكدين كلهم رفضهم التام لكلِّ ما يمكن أن يقسّم السودان، بما في ذلك النظام الفيدرالي، ومعلنين إصرارهم على وحدة السودان. وقد أوضحوا أسباب رفضهم للنظام الفيدرالي بأنه يمثل في نظرهم الخطوة الأولى نحو الانفصال. وقد علت الهتافات باللغة الإنجليزية "نو فيدريشن فور ون نيشن - لا فيدرالية لأمّةٍ واحدة!"
    بل ذهب بعض ممثلي الأحزاب خطوةً أبعد من ذلك عندما هاجم السيد إسماعيل الأزهري ممثل الحزب الوطني الاتحادي في المؤتمر مطلب الفيدرالية مصرّاً على أن الجنوب كان وسيظل جزءاً من السودان. وأشار السيد إسماعيل الأزهري إلى أن النظام الفيدرالي الغرض منه هو جمع دولٍ مستقلة تحت غطاءٍ واحد، وليس تقسيم دولةٍ واحدة إلى دولتين. ويبدو أن السيد اسماعيل الأزهري وممثلي الأحزاب الأخرى قد خلطوا بين الفيدرالية والكونفيدرالية. أعلن السيد الأزهري اعتزازه بتراثه الإسلامي والعربي، وأدّعى أن اللغة العربية هي أكثر اللغات المستعملة في أفريقيا، مما أكد التوجّه العربي الإسلامي للسودان كبرنامجٍ للأحزاب الشمالية.
    16
    عاد بعض ممثلي الأحزاب للحديث عن مؤتمر جوبا عام 1947، وأوضحوا أن الجنوب قد قرّر مصيره في ذلك المؤتمر ووقف إلى جانب الوحدة، وأن السودان كلَّه قد قرّر مصيره عام 1955 عندما اختار طريق الاستقلال، ولذا ليس هناك مجال لحق تقرير المصير أو الفيدرالية. حتى السيد عبد الخالق محجوب ممثل الحزب الشيوعي السوداني في المؤتمر أعلن أن حزبه يقف ضد النظام الفيدرالي واقترح بديلاً عنه نظام الحكم الإقليمي الذاتي لجنوب السودان. وقد رفض ممثلو الأحزاب الشمالية الأخرى هذا الاقتراح، بينما تجاهله ممثلو الأحزاب الجنوبية.
    17
    وقد انبنى رفض الأحزاب الشمالية لمطلب الفيدرالية على فهمٍ خاطئ للنظام الفيدرالي. فقد ذكر مشروع الأحزاب الشمالية الذي تمّ تقديمه لمؤتمر المائدة المستديرة "إن الوضع الفيدرالي ما هو إلّا خطوةٌ نحو الانفصال لأنه درجةٌ بعيدة المدى نحو تلاشي الحكومة المركزية، ولأنه نظام ثبت تشجيعه للنعرات الإقليمية والعصبيات المحلية، لا سيما وأنه في هذه الحالة يشكّل نزعة إلى الابتعاد عن الوحدة، بعكس المعتاد في النظم الفيدرالية التي تقرّب بين مقاطعاتٍ أو دولٍ كانت مستقلةً أو شبه مستقلة أو لم يكن بينها إلا الرباط الاستعماري."
    وقد واصل مشروع الأحزاب الشمالية عرض فهمه الخاطئ للفيدرالية عندما ذكر "ولن تكون هنالك طريقة لتفادي تفاقم الخلافات خاصةً وأن العلاقات الفيدرالية مشحونةٌ دائماً بالنزاع بين الأقليم والمركز وأنها تقوم بين قوتين منظمتين تحركّهما العاطفة، وربما أدّى النزاع إلى حربٍ أهليةٍ رهيبة كما حدث في أمريكا – الشيء الذي لا يرضى السودانيون أن يبذلوا الكثير من طاقاتهم ليقودوا البلاد إليه والذي لا يحتمله الواقع الأفريقي."
    كان الحديث عن الحرب الأهلية الأمريكية كردّة فعل للنظام الفيدرالي حديثاً ممعناً في الغرابة والأخطاء، إن لم نقل الجهل بالتاريخ. وقد زاده غرابةً الفشل في التعرّض للحرب الأهلية في السودان وأسبابها وتداعياتها، وكذلك الحديث عن الواقع الأفريقي.
    18
    من الجانب الآخر كان ملخص خطاب السيد ويليام دينق أن التعدّدية الثقافية واللغوية والدينية والعرقية في السودان لا يمكن استيعابها إلّا تحت مظلّة نظامٍ فيدرالي. وهو قولٌ يتسم بالعقلانية والمعقولية، وقد اثبتت تجارب الدول الفيدرالية صحته. وقد عاد السودان نفسه وعرض النظام الفيدرالي على الساسة الجنوبيين في اتفاقية أديس أبابا تحت غطاء الحكم الذاتي الإقليمي كما سنناقش في المقال بعد القادم. بل إن حكومة الإنقاذ نفسها عادت وعرضت الفيدرالية في مفاوضاتها مع الحركة الشعبية في بداية التسعينيات (الدكتور علي الحاج - فرانكفورت)، ثم في منتصف التسعينيات (السيد علي عثمان محمد طه - الإيقاد)، ذاكرةً نفس الأسباب التي شملها خطاب السيد ويليام دينق. بل لقد عادت الأحزاب الشمالية جميعها وذهبت أبعد من هذا كثيراً عندما قبلت كلها – بلا استثناء - حق تقرير المصير لشعب جنوب السودان في تسعينيات القرن الماضي.
    19
    وهكذا وضحت مواقف الأحزاب الشمالية والجنوبية، ووضح التباعد التام فيما بين مواقفها ومطالبها، وتحوّل مؤتمر المائدة المستديرة إلى قاعةٍ لحوار الطرشان. وقد تحدّث ممثلو الجنوب بعدّة أصوات تأرجحت بين الانفصال، وحق تقرير المصير، والنظام الفيدرالي، بينما تحدث الشماليون بصوتٍ واحد – الوحدة المركزية تحت مظلة العروبة والإسلام. ورفض الشماليون حتى الفيدرالية التي كانوا قد وعدوا بإعطائها الاعتبار الكافي عام 1955، ثم عادوا وتراجعوا عنها عام 1958.
    20
    تواصل عقد المؤتمر لمدة أسبوعين، من 16 مارس وحتى 29 مارس عام 1965. صدرت قرارات المؤتمر في 30 مارس عام 1965 وتضمّنت وعوداً بفتح المدارس وإنشاء جامعة في الجنوب، والعمل على إعادة الحياة الطبيعية هناك، وتدريب الجنوبيين لملء مجموعة وظائف في الجنوب، مع التأكيد على مبدأ المساواة في الأجور. غير أن المؤتمر فشل فشلاً تاماً في معالجة لبّ قضية الجنوب. فقد تضمّنت القرارات نصّاً يفيد أن المؤتمر قد نظر في بعض أشكال الحكم التي يمكن أن تطبّق في السودان، ولكنه لم يتمكّن من الوصول إلى قرارٍ إجماعي كما تتطلب قواعد إجراءات المؤتمر. لذا فقد قرّر تكوين لجنة من اثني عشر عضوا لتتولّى بحث الوضع الدستوري والإداري الذي يضمن مصالح الجنوب الخاصة، كما يضمن مصالح البلاد عامة.
    21
    سوف نناقش في المقال القادم تكوين وصلاحيات وقرارات لجنة الاثني عشر المنبثقة من مؤتمر المائدة المستديرة، والفشل الذريع الذي انتهتْ إليه تلك اللجنة وقراراتها، وإهدار الأحزاب الشمالية، بقدرٍ كبيرٍ من عدم الجدّية، للفرصة التاريخية التي برزت خلال مؤتمر المائدة المستديرة لبقاء السودان موحّدا.
                  

04-28-2020, 02:39 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    مارس 1965 كان حزب الأمة متحدا ولم ينقسم إلا في العام 1966 وحتى 1967.

    الاخ ياسر انت مصح وانا غلطان الانشقاق كان 66 رسميا واتوحد الحزب فى 68
    لكن مضابط مؤتمر المائده المستديره تشير للاتى
    1-اولا دعى سر الختم الخليفه للمؤتمر بصفته رئيس وزراء الفتره الانتقاليه وعقد الؤتمر اولا بجوبا ولكنه حول للخرطوم وعقد فى 16 مارس 1965
    2-تم الاتفاق على ثلاث خيارات للحوارالانفصال -الفدراليه والوحده الغير مشروطه
    طالبت الاخزاب الجنوبيه الاربع بالاستفتاء ولكن تم رفض الاستفتاء باجماع الاحزاب الشماليه
    وقفت الدول الافريقيه المشاركه ضد الانفصال
    تم ترحيل المؤتمر الى لجنه الاثنى عشر

    عشان كده انا بستغرب من اين اتيت بان الصادق المهدى هو من فركش المؤتمر وهو لم يكون وزيرا او برلمانيا حتى؟
    اراك تتحامل مع البقيه فى سلوك لم نعتاده منك فى حواراتنا السابقه

    دودى
                  

04-28-2020, 02:42 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    «إننا نحن مندوبي الأحزاب والهيئات السياسية التالية:[4]
    1- جبهة الميثاق الإسلامي.
    2- الحزب الوطني الاتحادي.
    3- حزب الشعب الديموقراطي.
    4- جبهة المهنيين.
    5- الاتحاد الوطني الأفريقي السوداني (سانو).
    6- الحزب الشيوعي السوداني.
    7- جبهة الجنوب.
    8- حزب الأمة.
    وقد حضرنا مؤتمر المائدة المستديرة لدراسة قضية الجنوب، وقد عقد هذا المؤتمر اجتماعاته في الخرطوم في مبنى البرلمان في الفترة بين 16 ـ 29 مارس عام 1965، ودرسنا قضية الجنوب من جميع جوانبها، نعلن ما يلي:
    أن المصالحة الوطنية ضرورة حتمية.
    وأن الخلافات في الرأي لا تستعصي على الحل.
    وأن تسوية هذه الخلافات لا يمكن أن تتم إلا بالطرق السلمية.
    ولذا فإننا نقرر:




    خطوات التسكين
    أولاً: أن تتخذ الحكومة الخطوات التالية لإعادة الوضع في الجنوب إلى حالته الطبيعية:

    1- تنفيذ الاتفاق المعقود بين حكومة أوغندا وحكومة السودان بشأن اللاجئين وبذلك تنتهي إعادة توطينهم.
    2- الاتصال بحكومات الدول المجاورة الأخرى من أجل الوصول إلى اتفاقات مماثلة بشأن اللاجئين.
    3- إعادة توطين المقيمين بالداخل ممن فقدوا مساكنهم وأملاكهم.
    4- يطلب من الحكومة:

    أ- تخفيف المجاعة في المناطق التي تأثرت بها في الجنوب.
    ب- بحث الأسباب الجذرية للمجاعة والفيضانات في الجنوب واتخاذ الخطوات اللازمة لمواجهتها.
    ج- إعادة نقل جميع المدارس الجنوبية من الشمال إلى الجنوب.
    الخطوط العامة للسياسة
    ثانياً:إتباع هذه الخطوط السياسية:

    1- اختيار عدد اكبر من الجنوبيين للتدريب لشغل المناصب التالية:
    أ- ضباط الشرطة والسجون.
    ب- رجال الإدارة.
    ج- ضباط الجيش.
    د- رجال الصحة ومساعدوهم.
    هـ- مهندسو الغابات. و- المسؤولون عن الصيد ومصائد السمك.

    2- تعين الجنوبيين في مناصب الإدارة والبوليس والسجون والاستعلامات كلما وجد أبناء الجنوب المؤهلون لشغلها. وعندما لا يتوفر العدد الكافي من أبناء الجنوب تتخذ الخطوات اللازمة للتعجيل بتدريبهم وترقيتهم. 3- تكافؤ الفرص في التوظف، والمساواة في الأجور وألاّ يكون هناك تمييز بسبب المعتقدات الدينية أو اللغة أو العنصر.
    4- حرية الأديان وحرية النشاط التبشيري في حدود القانون.
    5- السماح للأفراد وللهيئات الخاصة بفتح المدارس بشرط مراعاة القانون.
    6- حرية الحركة والتنقل.
    7- إنشاء جامعة في الجنوب.
    8- إنشاء مدرسة ثانوية للبنات ومدرسة زراعية في ملكال.
    9- إعادة إنشاء مدرسة يامبيو الزراعية ومركز التدريب في جوبا والمركز البيطري في الملكال.
    10- يتولى رئاسة جميع المدارس جنوبيين مؤهلون، ولا يجوز حرمان أحد من الترقية إلى منصب ناظر المدرسة بسبب عدم معرفته باللغة العربية.
    11- إيجاد أعمال للعاطلين.
    12 - تشكيل مجلس اقتصادي قومي للتنمية الاقتصادية تنبثق عنه وكالة للتنمية الاقتصادية في الجنوب. ويتولى هذا المجلس دراسة المشروعات التفصيلية التي أعدتها فرقة البحث في عام 1954 وغيرها من المشروعات في كافة مجالات التنمية، وتتخذ القرارات بشأن تنفيذها. وينبغي للحكومة أيضاً أن تدرس أحياء مشروع أزاندى.
    13- إعطاء الأولوية للسكان المحليين في استغلال الأراضي ويمنحون كافة التسهيلات.

    ثالثاً: يعلن المندوبون المشتركون في هذا المؤتمر تصميمهم على رفع المظالم التي حاقت بالجنوب وتطبيق السياسة المشار إليها آنفاً، ويعلنون استعدادهم لإرسال وفد للسلام يطوف بإنحاء الجنوب لتهدئته وإعادة الأوضاع فيه إلى حالتها الطبيعية، ويؤكدون أنهم سيستخدمون كل ما يتوفر لديهم من وسائل لإنهاء الصراع القائم خلال فترة شهرين.

    النتائج والتوصيات
    رابعاً: نتائج وتوصيات المؤتمر:

    1- قام المؤتمر بدراسة بعض أشكال الحكم المقترحة للسودان، ولكنه لم يصل بشأنها إلى قرار إجماعي كما تقضى لوائح المؤتمر.
    2- ولذا عين المؤتمر لجنة تضم أثنى عشر عضواً لدراسة مسألة التنظيم الدستوري والإداري الذي يحمى المصالح الخاصة للجنوب كما يحمى المصالح العامة للسودان وتتولى اللجنة إضافة إلى ذلك المهام التالية:

    أ- تعمل كلجنة للرقابة على تنفيذ الخطوات والسياسة المتفق عليها. ب- تضع الخطط اللازمة لتهدئة الوضع في الجنوب وتدرس الخطوات اللازمة لإلغاء حالة الطوارئ وفرض حكم القانون.
    3- تقدم اللجنة نتيجة أعمالها إلى المؤتمر الذي ستدعوه الحكومة للانعقاد خلال ثلاثة شهور.
    انجازات اضافية للمؤتمر
    خامساً: نعتقد أن المؤتمر قد نجح إضافة إلى هذه المنجزات في تحقيق ما يلي:

    1- إتاحة الفرصة للقادة السياسيين في الشمال والجنوب لأول مرة منذ ست سنوات للالتقاء في جو ودي وتبادل الرأي حول قضية الجنوب.
    2- إتاحة الفرصة للدول الأفريقية الشقيقة التي دعيت لحضور المؤتمر للتعرف على المشكلة وبذل جهودها في سبيل حلها.
    3- إزالة المخاوف والشكوك التي كانت قائمة بين القادة السياسيين في الشمال والجنوب وإيجاد أساس متين للتفاهم والتعاون.
    4- إتاحة الفرصة لشعبنا في الجنوب والشمال لمعرفة الحقائق وبالتالي إدراك أبعاد المشكلة ورؤيتها في حجمها الحقيقي.
    وفي اعتقادنا أن هذا الإدراك وحده هو السبيل الذي سيمكن شعبنا من السير إلى الأمام واستخدام طاقاته وموارده من أجل بناء المستقبل، وهو السبيل الذي يمكننا من تحويل آمالنا في السلام والمحبة والثقة إلى حقيقة واقعة.

    شكر
    سادساً: إننا نعرب عن شكرنا العميق:

    1- لرئيس المؤتمر للدقة والنزاهة التي أدار بها جلسات المؤتمر فأسهم ذلك في نجاحه.
    2- للسادة المراقبين وحكوماتهم وشعوبهم لاهتمامهم البالغ بشؤون السودان وللجهود التي بذلوها لتحقيق المصالحة الوطنية ولإسهامهم الكبير في نجاح المؤتمر.
    3- للسكرتير العام للمؤتمر ولسكرتارية المؤتمر للجهود المخلصة التي بذلوها قبل انعقاد المؤتمر وأثناء انعقاد جلساته مما أسهم في نجاح أعماله.
    4- لحكومة السودان لمبادرتها باتخاذ سياسة متقدمة أدت إلى عقد المؤتمر وللتأييد المعنوي والمادي الذي قدمته بسخاء.»

                  

04-28-2020, 09:32 AM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    Quote:


    النتائج والتوصيات
    رابعاً: نتائج وتوصيات المؤتمر:

    1- قام المؤتمر بدراسة بعض أشكال الحكم المقترحة للسودان، ولكنه لم يصل بشأنها إلى قرار إجماعي كما تقضى لوائح المؤتمر.
    2- ولذا عين المؤتمر لجنة تضم أثنى عشر عضواً لدراسة مسألة التنظيم الدستوري والإداري الذي يحمى المصالح الخاصة للجنوب كما يحمى المصالح العامة للسودان وتتولى اللجنة إضافة إلى ذلك المهام التالية:

    أ- تعمل كلجنة للرقابة على تنفيذ الخطوات والسياسة المتفق عليها. ب- تضع الخطط اللازمة لتهدئة الوضع في الجنوب وتدرس الخطوات اللازمة لإلغاء حالة الطوارئ وفرض حكم القانون.
    3- تقدم اللجنة نتيجة أعمالها إلى المؤتمر الذي ستدعوه الحكومة للانعقاد خلال ثلاثة شهور.
    انجازات اضافية للمؤتمر
    خامساً: نعتقد أن المؤتمر قد نجح إضافة إلى هذه المنجزات في تحقيق ما يلي:

    المقتبس يلخص ويفهم منه ما أنتهى عليه مؤتمر المائدة المستديرة. التوصية الأولى تدلل على أنهم توصلوا فقط لمقترحات لم يتفق على أى منها جماعياً كما تقتضى لوائح المؤتمر
    والتوصية الثانية تعيين لجنة منبثقة (لجنة الإثنى عشر) بالمهام المذكورة وتقديم توصياتها خلال ثلاث أشهر (السؤال هنا متى قدمت توصياتها وما هى) هل الإتشغال بانتخابات وتكوين حكومة الأحزاب أبطأ عمل اللجنة؟
    والتوصية الخامسة التى تقول نعتقد أن المؤتمر نجح توصية مضحكة وليست بتوصية وواضح منها أن المؤتمر فشل.

    من المقترحات التى لم يتفق عليها الحكم الفدرالى إقترحه حزب جنوبى واحد (وليم دينق). رفضته كل أحزاب الشمال بسبب بأنه الخطوة الأولى لإنفصال الجنوب، وصمتت بقية أحزاب الجنوب وهذه نقطة مهمة لم يكن الجنوبيين أنفسهم مجمعيين على المطالبة بالفدرالية.

    مقترح الحكم الإقليمى الذاتى للجنوب إقترحة الحزب الشيوعى (عبد الخالق محجوب)، ورفضته بقية الأحزاب الشمالية لأن فى تقديرهم أيضا سيكون الخطوة الأولى لإنفصال الجنوب. الجدير ذكره هنا أن إنقلاب مايو تبنى هذا الإقتراح (كان الشيوعون على سدة الحكم) وتم تنفيذه بإتفاقة السلام 1971 (جوزيف لاقو)، كانت تجربة فاشلة (فشل الجنوبيون فى حكم إقليمهم). وتفاقمت عنها مشاكل جنوبية إنتهت بمطالبتهم لجعفر نميرى بتقسيم الجنوب فقسمه لستة أقاليم، وكانت السبب الرئيسى لتمرد جون قرنق (قبل إصدار قوانيين سبتمبر 1983) قاد
    حركته التحريرية التى إنتهت فىعهد الإنقاذ بإتفاقية نيفاشة والرجوع مرة أخرى لحكم ذاتى يتم بعده تقرير المصير الذى أدى للإنفصال.

    ستجد فى رواية المرحوم كمال عباس المحامى إتفاق مع هذه التقطة الأخيرة فى أن من كانوا حكام الخرطوم هم الإسلاميون الكيزان بغض إختلاف الترابى معهم. فما ينادون به ويبطقونه فعلا بدعوى أنه من الإسلام قد نفر الجنوبيين وجعلهم يختارون الإنفصال. إضافة إلى موت جون قرنق الفجائى والذى طول سنوات الكفاح أقنعته بعظم المسؤولية وبضرورة وحدة السودان لمصلحة شعب السودان فى الشمال والجنوب.

    لاحظ أن مقررات مرتمر المائدة المستديرة ‘نثاق لجنة الإثنى عشرة رمى عليها إتقاذ فشل المؤتمر، فالمطلوب منها بصفة رئيسية: ( دراسة مسألة التنظيم الدستوري والإداري الذي يحمى المصالح الخاصة للجنوب كما يحمى المصالح العامة للسودان) وهذا ما كان يتحدث عنه كمال عباس فى مفاوضته بلجنة الإثنى عشر عن أمور دستورية عن الحكم وأن الترابى كن يطالب باأن الحاكم ونائبيه الأول والثانى لابد أن يكونوا مسلميين .. إلى آخر الرواية) وهذا ما ربطه بتعليق أحد ممثلى الجنوب له بأن الترابى هو من يمثل رأى رئيس حزبه السيد الصادق المهدى. وليس هو (كمال عباس) . فقط المالحظة أن كمال عباس ذكر قى آخر افادته عام 1967 هل هذا خطأ أم كان يعنى شيئا آخر متعلق بالجنوب أو لجنة الإثنى عشر؟!
                  

04-28-2020, 11:30 AM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: نادر الفضلى)

    Quote: لكن الذى لا أفهمه هو إزدواجية المعايير


    إزدواجية المعايير بصورة اوضح قد تكون في اننا
    عشنا اسبوعا كاملا في مولد سيدنا منصورر خالد (يرحمه الله ) ولم يشر أحد الى انه كان وزير لخارجية نظام انقلب على ديمقراطية كاملة الدسم (برلمان ومعارضة وزعيم معارضة ....... الخ)
    وانه ذهب مستشار الى ديكتاتورا آخر(تقرأ أحيانا زعيم الحركة ) ارضاء لنفسه وانتقاما من ثورة ابريل التي ارادت اعتقاله كواحد من سدنة مايو فهرب او هرب (بضم الها ءوكسر الراء ) قبل اكتمال الاجراءات
                  

04-28-2020, 11:27 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    الأخ محمد دودي

    تحية طيبة
    Quote: الاخ ياسر انت مصح وانا غلطان الانشقاق كان 66 رسميا واتوحد الحزب فى 68

    وشكرا لك على الإقرار بخطئك.


    Quote: عشان كده انا بستغرب من اين اتيت بان الصادق المهدى هو من فركش المؤتمر وهو لم يكون وزيرا او برلمانيا حتى؟

    لست أنا من أتى بذلك وإنما الأستاذ المحامي كمال الدين عباس عضو حزب الأمة وممثله في المؤتمر، وذلك في التسجيل الذي وضعه أبو الريش. لقد كان من رأي السيد الصادق والدكتور الترابي أن يكون رئيس الجمهورية مسلم بنص الدستور وأن نوابه الثلاث مسلمون بنص الدستور. لو لاحظت أن الدستور سقط فيما بعد في مرحلة القراءة الأولى والثانية وذلك بسبب الإصرار على أن يكون رئيس الجمهورية مسلما بنص الدستور ولعلك تعرف محاولة الترابي التملص من سؤال النائب الأب فيليب عباس غبوش في هذا الخصوص، ولكنه أقر في النهاية بأن غير المسلم ليس له الحق في رئاسة الجمهورية.

    قولك:

    Quote: اراك تتحامل مع البقيه فى سلوك لم نعتاده منك فى حواراتنا السابقه

    لست متحاملا وأيم الحق ولكني إنسان حقاني. وأركن إلى المثقفين الأحرار الذين يقولون الحق كالدكتور سلمان محمد أحمد سلمان. وقد وضعت لك وللقراء الحلقة الأولى من مقالاته الأربع في التعقيب على السيد الصادق المهدي وهذا رابطه في سودانيز أونلاين
    قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي 1-4قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي 1-4

    وهذه هي روابط الحلقات الثلاث الأخرى
    وسوف أقتطف منها ما يفيد الحوار هنا:
    قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي 2-4قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي 2-4

    قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي 3-4قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق المهدي 3-4

    قرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق ا... (2) بقلم د. سقرارات مؤتمر المائدة المستديرة واتفاقية أديس أبابا: تعقيب على السيد الصادق ا... (2) بقلم د. س
    مقتطفات هامة من الحلقة الأولى:
    Quote: ذكر السيد الصادق المهدي في ورقته "ثورة أكتوبر في 1964م استردت الديمقراطية وتوجهت نحو حل سياسي للمسألة الجنوبية. هذا النهج بدأ بمؤتمر المائدة المستديرة، ثم لجنة الإثنى عشر، ثم مؤتمر كل الأحزاب، وأثمر مشروعاً لحل المشكلة في إطار الاعتراف بالتنوع وإقامة الحكم الذاتي الإقليمي.. هذا البرنامج طبقه نظام 25 مايو 1969م الانقلابي،"
    ثم كرّر السيد الصادق المهدي هذا القول مرّةً أخرى في ورقته حين ذكر "الديمقراطية الثانية (1965- 1969م) نقلت برنامج معالجة مسألة الجنوب إلى تصور متقدم تبناه النظام الأوتوقراطي الثاني (1969- 1985م) وبموجبه أبرم اتفاقية 1972م."

    Quote:
    2
    ليس صحيحاً البتّة أن مؤتمر المائدة المستديرة أثمر مشروعاً لحلِّ مشكلة الجنوب في إطار الاعتراف بالتنوع وإقامة الحكم الذاتي الإقليمي، وأن هذا البرنامج طبقه نظام مايو. فقد فشل المؤتمر ولجنة الاثني عشر ومؤتمر الأحزاب فشلاً ذريعاً في حلِّ مشكلة الجنوب. كما أنه ليس صحيحاً أن اتفاقية أديس أبابا التي عقدها نظام السيد جعفر نميري مع السيد جوزيف لاقو هي تطبيقٌ لبرنامج ومقررات ومؤتمر المائدة المستديرة. فهناك حلافات كبيرة وجوهرية بين الاثنين، وقد نجحت اتفاقية أديس أبابا في معالجة الخلافات والإخفاقات في وثيقة مؤتمر المائدة المستديرة بصورةً معقولة ومتوازنة.


    Quote: أرسل رئيس حزب سانو، السيد ويليام دينق الذي كان يقيم في المنفى في مدينو ليوبولدفيل (كينشاسا لاحقاً) في جمهورية الكونغو الديمقراطية، رسالةً إلى السيد سر الختم الخليفة رئيس الوزراء في الثامن من شهر نوفمبر عام 1964 يهنئه والشعب السوداني فيها بنجاح ثورة أكتوبر وتبنّي الحل السلمي لمشكلة الجنوب. اقترحت الرسالة عقد مؤتمر مائدة مستديرة يضمُّ كافة الأحزاب السياسية السودانية وممثلين للنقابات والاتحادات لمناقشة الخطوط العامة للعلاقات الدستورية بين الشمال والجنوب.


    Quote:
    7
    بعد خمسة أشهرٍ من ثورة أكتوبر، وأربعة أشهر من مبادرة حزب سانو، انعقد مؤتمر المائدة المستديرة. بدأ المؤتمر يوم 16 مارس عام 1965 واستمر لمدة أربعة عشر يوماً حتى يوم 29 من الشهر نفسه. تمّ الاتفاق على أن يُمثّل كل حزبٍ من الشمال (الأمة، والوطني الاتحادي، والشعب الديمقراطي، والشيوعي، وجبهة الميثاق الإسلامي، وجبهة الهيئات) بثلاثة أعضاء، بينما يُمثّل حزب سانو بتسعة أعضاء، وجبهة الجنوب بتسعة أعضاء.
    غير أن الأحزاب الشمالية أصرّت على تمثيل مجموعة ثالثة من الجنوبيين الذين بقوا في السودان ليمثلوا الآراء الأخرى للجنوبيين، وهم من تمّ تسميتهم "جنوبيي الداخل"، ممن كانت لهم علاقة وطيدة بالحزبين الكبيرين، بتسعة أعضاء أيضاً تختارهم الحكومة.
    قاد وفدَ كلِ حزبٍ من أحزاب الشمال الرئيسُ أو الأمين العام للحزب (حزب الأمة السيد الصادق المهدي، والوطني الاتحادي السيد إسماعيل الأزهري، وحزب الشعب الديمقراطي السيد علي عبدالرحمن، والحزب الشيوعي السيد عبد الخالق محجوب، وجبهة الميثاق الإسلامي الدكتور حسن الترابي، وجبهة الهيئات سيد عبد الله السيد). وشارك في المؤتمر أيضاً مراقبون من كينيا ويوغندا وتنزانيا ومصر ونيجريا وغانا والجزائر، تفاوتت رتبهم من وزراء إلى سفراء.

    8
    تمّ اختيار البروفيسور النذير دفع الله (الذي كان وقتها مديراً لجامعة الخرطوم) رئيساً للمؤتمر، وعاونته سكرتارية شملت السادة محمد عمر بشير، وعبد الرحمن عبد الله، ويوسف محمد علي. ويُلاحظ أن رئاسة وسكرتارية المؤتمر كانت كلها من الشماليين، ولم يكن بينهم جنوبيٌ واحد. لا بُدَّ أن يكون هذا التجاهل قد خلّف آثاره السلبية في نفوس الجنوبيين، وأوضح عدم الثقة في الجنوبيين الذين يسعى الشمال جاهداً لإقناعهم بالبقاء في السودان الموحّد. ماذا كان سيضير الأحزاب الشمالية لو أضافت أحد أبناء الجنوب لسكرتارية المؤتمر؟ من المؤكّد أن ذلك كان سيرسل رسالةً إيجابية ليس فقط لأبناء الجنوب، بل حتى للمراقبين.
    لا بد من إضافة أن الوفود الجنوبية كانت قد اقترحت أن يرأس المؤتمر شخصان، أحدهما شمالي والآخر جنوبي. غير أن الأحزاب الشمالية رفضت ذلك المقترح، بل وسخرت منه بأنه لم يحدث إطلاقاً أن رأس مؤتمراً شخصان. وهذا ليس صحيحاً فهناك الكثير من المؤتمرات التي رأسها، ويرأسها، شخصان بالتناوب، كأنْ يرأس أحدهما الجلسة الصباحية، ويرأس الآخر الجلسة التي تليها، وينسّقان فيما بينهما في بقية المهام.


    Quote:
    12
    ألقى السيد سر الختم الخليفة رئيس وزراء الحكومة كلمة افتتاح المؤتمر، وتحدث عن الخلافات بين شطري البلاد والتخلّف الاقتصادي في الجنوب، ولكنه عزا كل تلك المشاكل للاستعمار الإنجليزي وسياسة المناطق المقفولة. وتحدّث أيضاً عما أسماه الحملة الجائرة حول تجارة الرقيق وأشار إلى أن ذلك النشاط المخجل قد عتّم تاريخ العنصر البشري في كل العالم، وليس في السودان فقط. نادى السيد سر الختم الخليفة بروحٍ جديدة لحل مشكلة الجنوب وإنهاء الحرب والبدء في بناء السودان. غير أنه أشار إلى أن الخارجين على القانون لم يبادلوا الحكومة حسن النيّة الذي وفّرته بالعفو العام الذي أعلن المناداة بوقف العنف، مما جعل الجكومة تقوم بواجبها نحو حفظ الأمن لحماية المصالح القومية. لم تكن كلمة السيد رئيس الوزراء موفّقةً البتّة كفاتحةٍ للمؤتمر.


    Quote:
    20
    تواصل عقد المؤتمر لمدة أسبوعين، من 16 مارس وحتى 29 مارس عام 1965. صدرت قرارات المؤتمر في 30 مارس عام 1965 وتضمّنت وعوداً بفتح المدارس وإنشاء جامعة في الجنوب، والعمل على إعادة الحياة الطبيعية هناك، وتدريب الجنوبيين لملء مجموعة وظائف في الجنوب، مع التأكيد على مبدأ المساواة في الأجور. غير أن المؤتمر فشل فشلاً تاماً في معالجة لبّ قضية الجنوب. فقد تضمّنت القرارات نصّاً يفيد أن المؤتمر قد نظر في بعض أشكال الحكم التي يمكن أن تطبّق في السودان، ولكنه لم يتمكّن من الوصول إلى قرارٍ إجماعي كما تتطلب قواعد إجراءات المؤتمر. لذا فقد قرّر تكوين لجنة من اثني عشر عضوا لتتولّى بحث الوضع الدستوري والإداري الذي يضمن مصالح الجنوب الخاصة، كما يضمن مصالح البلاد عامة.


    مقتطفات هامة من الحلقة الثانية:

    Quote:
    4
    تكوّنت لجنة الاثني عشر من ستة جنوبيين وستة شماليين، وشملت السادة بونا ملوال، واثوان داك، وغوردون أبيي من جبهة الجنوب، والسادة أندرو ويو، ونيكانورا أقوي، وهيلري أوشالا من حزب سانو. وشملت عضواً واحداً من كلٍ من الأحزاب الشمالية وجبهة الهيئات هم السادة محمد أحمد المرضي من الحزب الوطني الاتحادي، محمد داوود الخليفة من حزب الأمة، الفاتح عبود من حزب الشعب الديمقراطي، حسن الترابي من جبهة الميثاق الإسلامي، محمد إبراهيم نقد من الحزب الشيوعي السوداني، وسيد عبد الله السيد من جبهة الهيئات. يُلاحظ اختفاء معظم القياديين الذين حضروا مؤتمر المائدة المستديرة، مما يشير إلى تدهور أهمية المؤتمر وقضية الجنوب نفسها بين أوساط القيادات السياسية الشمالية.
    5
    كانت إحدى أكبر المشاكل التي قابلت مؤتمر المائدة المستديرة هي عدم تمثيل الحركات المسلّحة التي كانت تقود العمل العسكري في الجنوب. وقد تجاهلتها الحكومة على اعتبار أنها منظمات متمرّدة على القانون والنظام ولا مكان لها في طاولة المفاوضات، ولم تحاول الأحزاب الجنوبية الضغط في اتجاه تمثيلها. وكان هذا خطأً فادحاً لأن الحرب الأهلية استمرت، وبات واضحاً أنها ستستمر حتى لو تمّ اتفاق مع القادة السياسيين الجنوبيين إن لم يوافق عليه القادة العسكريون في الميدان.
    6
    بالإضافة إلى هذا فقد بات واضحاً أن القوة الدافعة للمؤتمر قد بدأت في التلاشي. فقد غادر السيدان أقري جادين وغوردون مورتات السودان وعادا إلى منفاهما في يوغندا والكونغو بعد أن رفضت الأحزاب الشمالية جميع مقترحات الأحزاب الجنوبية، بما فيها الفيدرالية. بل وأصرّت الأحزاب الشمالية على برنامجها ومقترحها لحلِّ مشكلة الجنوب والمُتمثّل في نظامٍ مركزي تحت المظلة الإسلامية العربية، مع تخويل بعض الصلاحيات للحكومات المحلية في الجنوب.
    وكانت الأحزاب الشمالية قد بدأت في توجيه وتركيز كلِّ جهودها لانتخابات الجمعية التأسيسية التي ستُشكِّل الحكومة وتضع الدستور. وكان التسجيل قد بدأ للانتخابات في 11 فبراير عام 1965 واستمر حتى 12 مارس، بينما بدأ التصويت في 21 أبريل. عليه فقد كانت قيادات الأحزاب على عجلةٍ من أمرها خلال مؤتمر المائدة المستديرة للتفرّغ للانتخابات. وبات واضحاً أن عقد المؤتمر وإجراء الانتخابات في نفس الوقت كان خطأً كبيراً وفادحاً. فقد اختارت الأحزاب أن تضع جلَّ جهدها وطاقتها وزمنها في الانتخابات، وأخذ المؤتمر بعد ذلك اهتماماً ثانوياً منها.

    Quote:

    7
    عليه فقد انتهى مؤتمر المائدة المستديرة في 29 مارس عام 1965، وهرع قادة الأحزاب إلى البحث عن الأصوات الانتخابية والمواقع الوزارية، وبدأت قضية الجنوب تختفي من قائمة أسبقيات الأحزاب الشمالية. تواصلت في تلك الأثناء الحرب الأهلية في جنوب البلاد.، وتواصل معها وصف المحاربين في جنوب السودان بالمتمردين الخارجين على النظام والقانون، والإرهابيين، وضرورة التعامل معهم بقوّة السلاح.
    8
    واجهت لجنة الاثني عشر مجموعةً من المشاكل. فقد أخطر جنوبيو المنفى اللجنة أن جنوبيي الداخل، ومن بينهم السيد ويليام دينق، لا يمثلونهم، وعليه فإن المؤتمر لم يعدْ يعنيهم.
    وبعد أسابيع قلائل من بداية عمل لجنة الاثني عشر قاطع ممثلا حزب الشعب الديمقراطي والحزب الشيوعي أعمال اللجنة وانسحبا منها. علّل حزب الشعب الديمقراطي انسحابه بعدم اطمئنانه على المعلومات التي كانت تدلي بها الحكومة عن الوضع في الجنوب، بينما أخبر الحزب الشيوعي اللجنة أنه انسحب احتجاجاً على فشل الأحزاب الجنوبية إدانة الهجمات المتكرّرة من الأنيانيا على المدن في الجنوب. وقد أيّده حزب الشعب الديمقراطي في هذا السبب أيضا. كان غريباً أن يقدّم هذان الحزبان طلب إدانة الأحزاب الجنوبية لهجمات الأنيانيا ويصران عليه، علماً بأن فكرة المؤتمر كلها قد قامتْ على إنهاء الحرب الأهلية.


    Quote:
    12
    جرت الانتخابات في الشمال في موعدها وبدأت النتائج في الظهور في 30 أبريل عام 1965. حصل حزب الأمة على 92 مقعداً وحصل الحزب الوطني الاتحادي على 73 مقعداً من مجموع المقاعد المخصّصة للشمال والبالغة 233 مقعداً. لم يكن هناك ممثلون لجنوب السودان عدا عشرة أعضاء، جلّهم شماليون، فازوا بالتزكية في بعض الدوائر الجنوبية ممثلين لحزبي الأمة والوطني الاتحادي. وقد أثار ذلك الفوز جدلاً قانونياً كبيراً آخر على ضوء قرار مجلس السيادة تأجيل الانتخابات في الجنوب. غير أن المحكمة العليا قضتْ بقانونية فوزهم وأحقّيتهم بعضوية الجمعية التأسيسية. أعلنت الحكومة الائتلافية بين حزبي الأمة والوطني الاتحادي قبولها قرار المحكمة "والامتثال لقرار القضاء." وقد كانت هي نفس الحكومة التي رفضت بعد أشهر قرار نفس المحكمة الخاص ببطلان قرار حلّ الحزب الشيوعي السوداني الذي تبنّاه ودفع به حزبا الحكومة وجبهة الميثاق الإسلامي، ووصفه قادتُها بأنه "حكمٌ تقريري."

    Quote:

    14
    شكّل حزبا الأمة والوطني الاتحادي الحكومة الجديدة في شهر يونيو عام 1965. كان من أوائل اهتمامات الحكومة الجديدة مسألة تأطير اقتسام السلطة ومقاعدها الرئيسية بين الحزبين. لم يُضِعْ الحزبان الحاكمان وقتاً في تعديل الدستور لإلغاء الرئاسة الدورية الشهرية لمجلس السيادة (مجلس رأس الدولة لاحقاً) واستبدالها برئاسة دائمة. فقد كان ذلك من أوائل مهام الجمعية التأسيسية الجديدة التي أدّتها بحماسٍ وبسرعةٍ فائقة في الخامس من شهر يوليو عام 1965 حين صوّت 136 من نواب الحزبين مع مقترح التعديل. اتفق الحزبان على إسناد رئاسة مجلس السيادة الدائمة للحزب الوطني الاتحادي، وتولاها السيد إسماعيل الأزهري، بينما تمّ إسناد رئاسة الوزارة لحزب الأمة، وتولاها السيد محمد أحمد محجوب. وكان ذلك هو الغرض الأساسي من تعديل الدستور. اتفق الحزبان أيضاً على أن تؤول رئاسة البرلمان إلى حزب الأمة، بينما يتولّى الحزب الوطني الاتحادي منصب نائب رئيس الوزراء ووزارة الخارجية.
    15
    استقال السيد لويجي أدوك من مجلس السيادة بعد ساعاتٍ من هذ القرار احتجاجاً على تعديل الدستور لإلغاء الرئاسة الشهرية واستبدالها بالرئاسة الدائمة للمجلس، والتي حرمت الجنوبيين من رئاسة المجلس. وقد كان هذا القرار المتعجّل والأناني من الحزبين الكبيرين واحداً من أسباب فشل مؤتمر المائدة المستديرة. فقد حرم ذلك القرارُ الجنوبيين من القليل من السلطة السياسية التي كانوا يملكونها. وقد تمّ اتخاذ ذلك القرار في الوقت الذي كان الساسة الجنوبيون يأملون أن يؤدّي مؤتمر المائدة المستديرة إلى المزيد من الصلاحيات السياسية للجنوبيين. وقد دخل السيد لويجي أدوك التاريخَ بأن أصبح آخرَ سودانيٍ جنوبيٍ يشغل منصب الرئيس في مجلس السيادة.
    16
    أدلى السيد محمد أحمد محجوب رئيس الوزراء ببيانٍ مفصّل أمام الجمعية التأسيسية يوم السبت 26 يونيو عام 1965، موضّحا فيه سياسة حكومته. وقد اشتمل البيان على الخطوط العريضة لسياسة حكومته في جنوب السودان، والتي كان من بينها "وستسير حكومتي في سياسة الحل السلمي لمشكلة الجنوب مهتديةً بوحي قرارات مؤتمر المائدة المستديرة، لكنها ستنبذ سياسة الاسترضاء واللين في معاملة الخارجين على القانون ومن يدفعونهم في هذا السبيل، وستأمر بنزع السلاح نزعاً تاماً والقضاء الكامل على العصابات المسلحة التي تعبث بالأمن، وستأمر القوات المسلحة السودانية بتعقّب المجرمين وإعادة سيادة القانون والنظام وتأديب المتمردين."
    أوضح البيان دور القوات المسلحة ومسئولية الحكومة تجاهها "وستعمل حكومتي على تقوية القوات المسلحة السودانية بزيادة عددها وتطوير عتادها وتحسين أحوال أفرادها ... وستعيد النظر في تشكيلها وتكوينها حتى تستطيع أداء واجباتها في الداخل والخارج."
    لم يَعِدْ السيد رئيس الوزراء بتطبيق قرارات مؤتمر المائدة المستديرة. بل أوضح أن حكومته ستهتدي (وليس ستلتزم) بوحي قرارات المؤتمر (وليس بالقرارات نفسها). ثم أوضح دون مواراة تفاصيل الحل العسكري الكامل الذي تبنّاه لقضية الجنوب من قضاءٍ على العصابات المسلّحة، وتعقّبٍ للمجرمين، وتأديبٍ للمتمردين، كما أسماهم.


    Quote: وقد ارتكبت حكومة السيد محمد أحمد محجوب مجزرتي جوبا وواو اللتين راح ضحيتيهما أكثر من خمسمائة من أبناء وبنات وأطفال الجنوب. كما حدثت أيضاً مجزرة السلاطين التي وقعت خلال تولي السيد الصادق المهدي للوزارة وراح ضحيتها 15 من سلاطين الجنوب.
    كما تمّ اغتيال القيادي المعتدل السيد ويليام دينق وستةٍ من مرافقيه في 9 مايو عام 1968 في جنوب السودان، بعد يومين من إعلان نتائج الانتخابات التي كان قد فاز فيها. أشارت أصابع الاتهام إلى الجيش السوداني. ويبدو أن ذلك الاتهام كان السبب في تردّد حكومة السيد محمد أحمد محجوب في إجراء تحقيقٍ في ظروف اغتيال السيد ويليام دينق. وقد أكّد التحقيق الذي تم إجراؤه لاحقاً صِحّةَ ذلك الاتهام. نسفتْ الخرطوم بذلك الاغتيال جسراً قوياً وعريضاً كان يربطها بعددٍ كبيرٍ من أبناء وبنات الجنوب.


    Quote:
    19
    سقطت حكومة السيد محمد أحمد محجوب في 26 يوليو عام 1966، إثر صدور صوت عدم الثقة بها في الجمعية التأسيسية، بعد أن وقف مع الاقتراح عددٌ من نواب الحزبين الذين كانوا أنفسهم قد أتوا بالسيد محمد محجوب رئيساً للوزارة قبل عام. وقد خلفه السيد الصادق المهدي في رئاسة الوزارة. وقد صوّت نفس النواب بعد عشرة أشهر (في شهر مايو عام 1967) على إسقاط حكومة السيد الصادق المهدي وعودة السيد محمد أحمد محجوب لرئاسة الوزارة.
    كانت لجنة الاثني عشر قد أكملت تقريرها في 26 يونيو عام 1966، أي قبل أقلِّ من شهرٍ من سقوط حكومة السيد محمد أحمد محجوب. غير أنه بسبب الوضع السياسي غير المستقر فلم ترفع اللجنة تقريرها حتى 26 سبتمبر عام 1966، أي بعد شهرين من وصول السيد الصادق المهدي لرئاسة الوزارة.


    Quote:
    20
    كانت الخلافات بين الشماليين والجنوبيين داخل لجنة الاثني عشر كبيرةً وجوهرية، وتضمّنها التقريرُ بالتفصيل. شملتْ تلك الخلافات مسألة أعمال العنف في جنوب السودان، وعلى من تقع مسئوليتها: الجيش أم المتمردين. وشملت أيضاً مسألتي إعادة الأحوال إلى طبيعتها في الجنوب، وإعادة الأمن وحكم القانون، وأيهما تأتي أولاً.
    وامتدت الخلافات لتشمل أيضاً مسألتين جوهريتين:
    أولاً: إن كان الجنوب سيكون إقليماً واحداً كما طالب الجنوبيون، أم سيظل ثلاث مديريات كما أصرّ الشماليون.
    ثانياً: طريقة اختيار الشخص الذي سيرأس السلطة التنفيذية في الإقليم الجنوبي أو في كلٍ من هذه المديريات - بالانتخاب كما طالب الأعضاء الجنوبيون، أم بالتعيين بواسطة الخرطوم كما أصرّ الأعضاء الشماليون.
    كما شملت الخلافات أيضاً طلب الأعضاء الجنوبيين أن يكون لإقليم الجنوب حق إنشاء حرسٍ محلي لمساعدة قوات الأمن، والتي رفضها الأعضاء الشماليون بشدّة.


    أهم مقتطفات من الحلقة الثالثة:
    Quote: وقد واصل السيد الصادق المهدي سياسات تصعيد الحرب في جنوب السودان التي سنّها السيد محمد أحمد محجوب، وغرق بسرعةٍ فائقةٍ في مشاكل السودان المعقّدة والمتزايدة.
    14
    أضاف السيد الصادق المهدي تعقيداً آخر لأعمال لجنة الاثني عشر في مؤتمر الأحزاب السياسية السودانية الذي عُقِد لمناقشة تقرير لجنة الاثني عشر. افتتح السيد الصادق المهدي المؤتمر بوصفه رئيساً للوزراء في 17 أكتوبر عام 1966، وأعلن أن عقد مؤتمر المائدة المستديرة لمناقشة تقرير لجنة الاثني عشر لا يغني عن تحويل الأمر للجنة الدستور. وطالما أن لجنة الدستور كانت ستطبخ دستوراً إسلامياً عربياً للسودان، فقد كان واضحاً أن الغرض من هذه المناورة الجديدة هو أن لا تكون مقررات لجنة الاثني عشر ملزمةً للجنة الدستور.


    Quote:
    16
    اختتم مؤتمر الأحزاب السياسية السودانية جلساته في العاشر من أبريل عام 1967، وأكمل تقريره في 2 مايو عام 1967. ولم يحدث تقدّمٌ في أيّة مسألة من مسائل الخلاف. غير أن حكومة السيد الصادق المهدي سقطت في ذلك الشهر، بعد عشرة أشهر في الحكم، وعاد السيد محمد أحمد محجوب رئيساً للوزارة في 15 مايو عام 1967، أي بعد أقل من عام من فقدانه لمنصبه. بقي السيد محمد أحمد محجوب رئيساً للوزراء لمدة عامين، حتى الانقلاب العسكري في 25 مايو عام 1969. كان عدم الاستقرار السياسي هذا سبباً آخر لحالة الارتباك والتخبّط التي سادت التعامل مع تقرير لجنة الاثني عشر، بالإضافة إلى التصعيد العسكري في الجنوب.
    17
    وصل عدم الجدّية السياسية قمّته عندما قام مجلس السيادة في 7 فبراير عام 1968 بحلِّ الجمعية التأسيسية بعد أن اتضح له أن حكومة السيد محمد أحمد محجوب سوف تسقط بسحب الثقة عنها، وتحلُّ مكانها حكومة برئاسة السيد الصادق المهدي. وقد انبنى قرار الحل على استقالة تسعين نائباً، وفقدان الجمعية بذلك للأغلبية المطلوبة لإجازة الدستور.
    قام السيد الصادق المهدي وحليفه الدكتور حسن الترابي برفع قضية دستورية أمام المحكمة العليا. وهي نفس المحكمة التي رفض الرجلان حكمَها في قضية حلِّ الحزب الشيوعي، ووصف السيد الصادق المهدي حكمها بأنه "تقريري." وسخر الدكتور حسن الترابي في كتيبٍ أصدره عن حلِّ الحزب الشيوعي من الحكم ومن المحكمة العليا، وهاجم فيه بشدّة المحكمة التي عاد ليلجأ إليها لتفصل في قرارِ حلِّ الجمعية التأسيسية.
    18
    جرت الانتخابات لجمعيةٍ تأسيسية جديدة في أبريل عام 1968. وخسر بعض قادة الأحزاب مثل السيد الصادق المهدي، والدكتور حسن الترابي الانتخابات، ولكنهما واصلا وجودهما ورئاستهما لحزبيهما ومحاولاتهما الهيمنة على الساحة السياسية، والحديث عن الديمقراطية، وكأن شيئاً لم يكن. وكان حزب الأمة قد انشقَّ إلى حزبين بسبب إصرار السيد الصادق المهدي على فصل الزعامة الدينية عن السياسية.
    كان التسجيل للانتخابات في جنوب السودان ضعيفاً للغاية رغم توجيهات الخرطوم لأفراد الجيش والتجار الشماليين في الجنوب بالمشاركة. فاز عددٌ من الشماليين في الدوائر الجنوبية، وبأصوات هزيلة. وقد فاز السيد عبد الحكم طيفور، مرشح حزب الأمة جناح السيد الصادق المهدي، في دائرة "توريت شمال – لاتوكا" بعشرين صوتاً من أصوات الثلاثين شخصاً الذين تمَّ تسجيلهم في تلك الدائرة، ونال منافسه الأصوات العشرة المتبقّية. تم إعلان فوز السيد عبد الحكم طيفور بـ 67% من الأصوات!
    19
    فاز الحزب الاتحادي الديمقراطي بمائة وواحد مقعداً، وفاز حزب الأمة جناح الصادق بستةٍ وثلاثين مقعداً، بينما فاز حزب الأمة جناح الإمام الهادي بثلاثين مقعداً. أما الأحزاب الجنوبية فقد فاز حزب سانو بخمسة عشر مقعداً وجبهة الجنوب بعشرة مقاعد. لم تسمح الحكومة للحزب الشيوعي بالمشاركة في الانتخابات رغم قرار المحكمة العليا التي قضت ببطلان حلّ الحزب. وقد شارك مرشحوه في الانتخابات تحت عدّة مسميات، وفاز سكرتيره الأستاذ عبد الخالق محجوب في دائرة أم درمان الجنوبية التي كان قد فاز فيها السيد إسماعيل الأزهري في انتخابات عام 1965.
    استمر الحزبان – الأمة والاتحادي الديمقراطي – في ائتلافهما، وشكّلا الحكومة في يونيو 1968 برئاسة السيد محمد أحمد محجوب، وظلّ عدم الاستقرار والتخبّط سيّدي الحياة السياسية في السودان حتى اختطاف العسكر للسلطة في مايو عام 1969، بعد عامٍ من الانتخابات وتشكيل الحكومة الرابعة في فترة الحكم المدني الثانية.
    20
    الشيء الغريب في تكوين الحكومة بعد انتخابات أبريل عام 1968 أن رئاسة الوزارة لم تذهب للحزب الاتحادي الديمقراطي الذي فاز بأكثر من مائة مقعد. بل آلت رئاسة الوزارة بمقتضى اتفاق تقاسم السلطة بين الحزبين إلى حزب الأمة جناح الإمام الذي فاز بثلاثين مقعداً فقط. فرضت ضرورة استمرار السيد إسماعيل الأزهري رئيساً لمجلس السيادة ذلك الوضع لأنه لم يكن ممكناً للحزب الاتحادي الديمقراطي الجمع بين الأختين – رئاسة مجلس السيادة ورئاسة الوزارة. وقد نتج عن تلك المعادلة الغريبة حكومةٌ يرأسها حزب الأمة، بينما يوجّه سياستها بحكم أغلبيته البرلمانية الحزب الاتحادي الديمقراطي، مما زاد الحكومة ضعفاً على ضعف، وارتباكاً على ارتباك.
    21
    لا بُدَّ أن الأحزاب الجنوبية التي فازت بخمسةٍ وعشرين مقعداً في الانتخابات كانت تنظر إلى تشكيلة الحكومة الجديدة بحسرةٍ وغضب. إذ كيف يمكن لحزب الأمة، جناح الأمام الهادي، الذي نال ثلاثين مقعداً فقط أن يحصل على رئاسة الوزارة ونصف عدد الوزارات في الحكومة، بينما لا تستطيع الأحزاب الجنوبية التي تكاد مقاعدها تساوي مقاعد ذلك الحزب الحصولَ حتى على وزارةٍ سيادية واحدة؟ من المؤكد أن هذا الوضع قد نتجت عنه طبقةٌ أخرى من طبقات الغبن الجنوبي التي كانت تزداد تراكماً يوماً بعد يوم على المعاملة الشمالية الظالمة لهم.
    22
    استمرت الأحزاب الشمالية في محاولاتها فرض التوجّه والوجه الإسلامي العربي للسودان، وظلّ كلٌ من القادة السياسيين يؤكد ويكرّر ذلك الوجه والتوجّه. فقد ألقى السيد الصادق المهدي خطاباً أمام الجمعية التأسيسية في أكتوبر عام 1966، عندما كان رئيسا للوزراء، وأكّد أن هويّة السودان هي هويّةٌ عربيةٌ وإسلاميةٌ، وأن الأمة السودانية لن تستطيع تعريف هويّتها، وتحتفظ بهيبتها وعزِّها، بغير إحياء الإسلام.
    وقد ذهب الدكتور حسن الترابي أبعد من هذا عندما أعلن في استخفافٍ كبير أن جنوب السودان يعيش حالة فراغٍ ثقافية لا بُدَّ من ملئها بالإسلام والعروبة. انضم السيد علي عبد الرحمن نائب رئيس الحزب الاتحادي الديمقراطي (الذي اندمج فيه حزب الشعب الديمقراطي والحزب الوطني الاتحادي عام 1967) إلى ذلك الركب، وأعلن أن السودان بلدٌ عربيٌ إسلاميٌ ومن لا يستطيع أن يتعايش مع هذه الحقيقة فعليه أن يحزم أمتعته ويغادر السودان.
    لا بُدَّ أن وقع هذه الخطابات الإقصائية والاستعلائية كان صاعقاً على أبناء وبنات الجنوب. فقد تزايدت أعداد المغادرين منهم إلى المنفى في دول البحيرات الإستوائية، وأعداد المنضمين منهم إلى الحركات المسلّحة في جنوب السودان. لكن معظم المغادرين كانوا بلا أمتعة.
    23
    تكوّنت لجنة الدستور في فبراير عام 1967 برئاسة السيد مبارك الفاضل شداد. وقد واصلت تلك اللجنة من حيث انتهت اللجنة السابقة في إعدادها للدستور الإسلامي العربي للسودان المتعدّد الديانات والأعراق والثقافات.
    وكما ذكرنا من قبل فقد انسحب السيد بوث ديو العضو الجنوبي الوحيد في لجنة الدستور التي ترأسها القاضي ستانلي بيكر عام 1951 بسبب رفض اللجنة مطلب النظام الفيدرالي للجنوب. وانسحب الأعضاء الجنوبيون بقيادة الأب سترنينو لوهوري أيضاً من لجنة الدستور عام 1958 بسبب رفض النظام الفيدرالي وإجازة اللجنة للدستور الإسلامي.
    واصل الأعضاء الجنوبيون الانسحاب من لجان الدستور وفعلوا نفس الشيء بقيادة السيد أبيل ألير من لجنة الدستور عام 1968. كانت مسودة دستور عام 1968 لا تختلف عن مسودة دستور عام 1958. فقد تضمّنت كلٌ من المسودتين نصوصاً لدستورٍ إسلاميٍ عربيٍ للسودان، وكلاهما أقام نظاماً مركزياً للحكم رافضاً بذلك مطلب النظام الفيدرالي للجنوب.
    24
    كان مؤتمر المائدة المستديرة وقوّة الدفع التي نتجت من ثورة أكتوبر فرصةً تاريخيةً نادرةً وكبيرةً لحلِّ مشكلةِ الجنوب في إطار السودان الموحّد. لكنَّ الساسة الشماليين أهدروا تلك الفرصة الذهبية للحفاظ على وحدة السودان برفضهم مرّةً ثانيةً النظام الفيدرالي، وإصرارهم بغطرسةٍ وعنادٍ على نظامٍ مركزيٍ تحت مظلتي الإسلام والعروبة.
    وقد تدهور عمل مؤتمر المائدة المستديرة إلى لجنة الاثني عشر والتي جاءت توصياتها مخيّبةً لآمال الجنوبيين، وكذلك الشماليين الذين اشعلوا ثورة أكتوبر وقدموا الغالي والنفيس من أجل حلِّ مشكلة جنوب السودان. بل لم يكن هناك اتفاقٌ إن كانت توصيات اللجنة للنقاش والتداول بواسطة مجلس الوزراء كما فهمها وتوقّع الكثيرون، أم أنها مجرد توصياتٍ لمؤتمر الأحزاب السياسية، ثم للجنة الدستور، كما صرّح السيدان حسن الترابي والصادق المهدي. وقد كان ذلك خذلاناً كبيراً لأهمِّ شعارات ومطالب ثورة أكتوبر التي نادت بالحلِّ السلمي والعادل لقضية جنوب السودان.
    25
    قاد عدم الاستقرار والحالة الشبيهة بالفوضى السياسية في السودان، وتصاعد الحرب في الجنوب، وفشل مؤتمر المائدة المستديرة، إلى قفز العسكر بقيادة العقيد جعفر نميري على مقاعد السلطة في 25 مايو عام 1969. كانت مشكلة الجنوب والوعد بحلِّها إحدى أهم الأسباب للانقلاب العسكري، كما أشار البيان الأول للانقلابيين، وكما سنناقش في المقال القادم والأخير في هذه السلسلة من المقالات.


    مقتطفات هامة من الحلقة الرابعة والأخيرة:
    Quote:
    3
    استولى العسكر بقيادة العقيد جعفر نميري على السلطة في 25 مايو عام 1969. كان واضحاً أن مشكلة الجنوب قد احتلت قائمة اهتمامات الحكومة الجديدة. فقد أشار العقيد جعفر نميري في بيانه الأول إلى هذه المشكلة، وإلى الحرب المتواصلة والمتصاعدة في الجنوب وضرورة إيقافها وإحلال السلام من خلال التفاوض.
    وفي يوم 9 يونيو عام 1969، أي بعد أسبوعين من الانقلاب، أصدرتْ الحكومة بياناً عن سياستها في الجنوب أطلقتْ عليه "بيان 9 يونيو." أوضح البيان أن ثورة مايو هي امتدادٌ لثورة أكتوبر في تقدميّة مبادئها، وفي عزمها على حلِّ مشكلة الجنوب سلمياً. وضع البيان مسئولية مشكلة الجنوب على الاستعمار البريطاني الذي عزل الجنوب عن الشمال، وعلى الأحزاب السياسية الرجعية التي لم تتعامل مع المشكلة بجدّية، وعلى السياسيين الجنوبيين الذين تحالفوا معها، وأشار إلى دور الامبريالية العالمية والاستعمار الحديث في تعميق المشكلة.
    4
    اعترف البيان بالخلافات التاريخية والثقافية بين طرفي البلاد، وبحقِّ الجنوبيين في تنمية عاداتهم وتقاليدهم داخل إطار السودان الموحّد. أشار البيان بعد ذلك إلى اجتماعٍ مشترك بين مجلس قيادة الثورة ومجلس الوزراء تمّ فيه مناقشة مشكلة الجنوب بتأنّي وعمق، وخلص الاجتماع المشترك إلى ضرورة الاعتراف بحق الجنوب في الحكم الذاتي في إطار السودان الموحّد.
    تضمّن البيان برنامج عملٍ لتطبيق الحكم الذاتي اشتمل على عفوٍ كاملٍ عن كل المشتركين في النزاع منذ عام 1955، ووضعِ خطةِ تنميةٍ اقتصادية واجتماعية وثقافية للجنوب، وتعيين وزير لشئون الجنوب، ومجلس تخطيط لتنمية الجنوب، وتحديد ميزانية خاصة لهذا الغرض، وتدريب أبناء الجنوب للمشاركة في الحكم الذاتي. نادى البيان في ختامه الجنوبيين بإلقاء السلاح والعودة إلى السودان للانضمام إلى عملية السلام.
    5
    كان البيان مليئاً بالشعارات اليسارية الثورية من تحميل الامبريالية العالمية والاستعمار الحديث مسئولية الحرب، ولكنه كان شجاعاً في الاعتراف بالتباينات الثقافية والعرقية والدينية والتاريخية والاقتصادية بين الشمال والجنوب، وضرورة حلِّ المشكلة بالحوار.
    لم يشتمل البيان على عبارات متمردين أو إرهابيين أو خوارج أو خونة، وهي الصفات التي أطلقتها الحكومات السابقة على المحاربين الجنوبيين. وكان مثار الدهشة أن تتحدّث حكومة عسكرية عن حلٍّ سلمي لمشكلة الجنوب، مقارنةً بحكومات العهد المدني الثاني التي قادها السيد محمد أحمد محجوب والسيد الصادق المهدي، والتي اعتمدت الحل العسكري لمشكلة الجنوب.
    تمّ اتباع البيان بخطواتٍ عمليّة تضمّنت إنشاء وزارة لشئون الجنوب، وتعيين السيد جوزيف قرنق وزيراً لها. ولا بُدّ من التذكير أن الحزب الليبرالي كان قد طالب عام 1954 بإنشاء هذه الوزارة ولكنّ حكومات العهد المدني الأول رفضت هذا الطلب.
    6
    بدأت بعد ذلك اتصالاتٌ سرية بين الحكومة والقيادات السياسية للجنوبيين المرتبطة بالأنيانيا والتي أعادت تنظيم نفسها في "حركة تحرير جنوب السودان." أدّت تلك الاتصالات إلى لقاءاتٍ سرية بين الحكومة الجديدة وحركة تحرير جنوب السودان في لندن، ثم في أديس أبابا، وتحوّلت تلك الاجتماعات إلى مفاوضات بين الاثنين في بداية شهر فبراير عام 1972.
    وقد تمّ اختيار أديس أبابا مقرّاً للمفاوضات بمبادرة من الحكومة السودانية، قبلتها حركة تحرير جنوب السودان. قاد وفدَ السودان لهذه المفاوضات السيد أبيل ألير، وشمل الوفدُ الدكتور منصور خالد وزير الخارجية، الدكتور جعفر محمد علي بخيت وزير الحكم المحلي، الفريق الباقر أحمد وزير الداخلية، والسادة عبد الرحمن عبد الله وزير الخدمة العامة والإصلاح الإداري، وكمال أبشر، وميرغني سليمان.
    وقاد وفد حركة تحرير جنوب السودان السيد ازبوني منديري، وشمل السادة الدكتور لورنس وول، مادينق دي قرنق، فريدريك بريان مابوت، أوليفر البينو، انجيلو فوقا مورغان، الأب بول بوت، وجوب أدير دي جوك.
    وقد قامت الحكومة الإثيوبية ومجلس الكنائس العالمي ومجلس الكنائس الأفريقي بدور الوسيط في هذه المفاوضات، ولعبوا دوراً إيجابياً أدّى إلى توقيع اتفاقية أديس أبابا في 27 فبراير عام 1972. وقد تمّت إجازة قانون الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي (المُكوّن الأساسي للاتفاقية) في 3 مارس عام 1972، ودخلت الاتفاقية حيز التنفيذ في ذلك اليوم بعد التصديق عليها بواسطة العقيد جعفر نميري رئيس الجمهورية، والسيد جوزيف لاقو رئيس حركة تحرير جنوب السودان.
    وهكذا بعد قرابة ثلاثة أعوام من صدور بيان 9 يونيو عام 1969 تمّ التوصل لاتفاقٍ بين شمال السودان وجنوبه، وعاد السلام إلى جنوب السودان بعد 17 عامٍ من الحرب والموت والدمار.
    7
    تكوّنت اتفاقية أديس أبابا من ثلاثة أجزاء. كان الجزء الأول هو قانون الحكم الذاتي للإقليم الجنوبي الذي تمّت إجازته بواسطة الحكومة السودانية في 3 مارس عام 1972 بعد أن تمّ الاتفاق على مضمونه خلال المفاوضات التي انتهت في 27 فبراير. بالإضافة إلى مواده الأربعة وثلاثين، فقد اشتمل القانون أيضاً على ملحقين، اختصّ الأول بالحقوق الأساسية والحريات، والثاني على بنود الإيرادات.
    أما الجزء الثاني من الاتفاقية فقد اشتمل على اتفاق بشأن وقف إطلاق النار، بينما تكوّن الجزء الثالث من أربع بروتوكولات (أو فصول) خاصة بالتنظيمات المؤقّتة، الأول بشأن التدابير الإدارية المؤقتة، والثاني خاص بقوات الشعب المسلحة في الإقليم الجنوبي، والثالث عن العفو العام والترتيبات القضائية، والرابع والأخير عن إعادة التوطين.
    8
    عرّف قانون الحكم الذاتي "الإقليم الجنوبي" بأنه يتكوّن من مديريات جنوب السودان الثلاثة، أعالي النيل وبحر الغزال والإستوائية، بحدودها القائمة في اليوم الأول من يناير عام 1956، وأيّة مناطق أخرى كانت جغرافياً وثقافياً جزءاً من الكيان الجنوبي على نحو ما قد يتقرّر عن طريق الاستفتاء. ورغم عدم ذكر منطقة أبيي المتنازع عليها بين الشمال والجنوب بالاسم في الاتفاقية، إلا أنه كان مفهوماً للأطراف أن الإشارة في ذلك النص هي لمنطقة أبيي. وقد أكّدت ذلك الفهم بعض القرارات التي تمّ اتخاذها لاحقاً.
    أشار القانون إلى أن الإقليم الجنوبي يتمتّع بحقِّ الحكم الذاتي داخل نطاق السودان الموحّد، وتكون له أجهزة تشريعية وتنفيذية تمارس الاختصاصات والسلطات المضمّنة في القانون. أعلن القانونُ اللغةَ العربية اللغةَ الرسمية للسودان، واللغة الإنجليزية لغة رئيسية لإقليم جنوب السودان وذلك مع عدم المساس باستعمال أيّة لغة أو لغاتٍ أخرى قد تخدم ضرورة عملية، أو تساعد على أداء المهام التنفيذية والإدارية في الإقليم، وأكّد على حقِّ الأقليات في استعمال لغاتها وتطوير ثقافاتها وعاداتها.
    9
    أنشأ القانون مجلس الشعب الإقليمي والذي يتمُّ انتخابه عن طريق الاقتراع السِرّي المباشر، ومنَحَه السلطات الكاملة للتشريع في المسائل المحلية لحفظ النظام العام والأمن الداخلي في الإقليم الجنوبي، ولإدارته بطريقة رشيدة وتنميته في المجالات الاقتصادية والثقافية والاجتماعية، وعدّد القانون هذه المسائل بصورة تفصيلية.
    أنشأ القانون أيضاً المجلس التنفيذي العالي وأسند إليه السلطات التنفيذية التي يباشرها نيابةً عن رئيس الجمهورية. أوضح القانون أن اختيار رئيس المجلس التنفيذي العالي وعزله يتمُّ بواسطة رئيس الجمهورية بناءً على توصية مجلس الشعب الإقليمي. أشار القانون كذلك إلى حق مجلس الشعب الإقليمي أن يطلب بأغلبية ثلاثة أرباع أعضائه، ولأسباب محدّدة تتعلّق بالمصلحة العامة، من رئيس الجمهورية إعفاء رئيس المجلس التنفيذي العالي، ويتعيّن على الرئيس الموافقة على مثل هذا الطلب.
    أوضحت المادة الأخيرة من القانون أنه لا يجوز تعديل الاتفاقية إلّا بأغلبية ثلاثة أرباع مجلس الشعب القومي، وموافقة ثلثي مواطني إقليم جنوب السودان في استفتاءٍ عام يُجرى في المديريات الجنوبية الثلاثة.
    10
    تضمّن القانون ملحقاً عن الحقوق والحريات الأساسية أوضح فيه أن السودانيين يتمتّعون بنفس الحقوق والواجبات والمساواة أمام القانون بغض النظر عن العرق أو الموطن أو اللغة أو الدين، وأن لكل المواطنين الحقّ في حرية الدين والفكر، ولهم الحق في ممارسة شعائرهم الدينية في العلن، وإنشاء المؤسسات الدينية وفقاً للقانون.
    اشتمل الجزء الثاني من اتفاقية أديس أبابا على اتفاقٍ لوقف إطلاق النار في الإقليم الجنوبي، وعلى تكوين لجنة مشتركة يؤول إليها تنفيذ كافة الموضوعات المتعلّقة بوقف إطلاق النار بما في ذلك تعويض اللاجئين.
    11
    واشتمل الجزء الثالث من اتفاقية أديس أبابا على مجموعة بروتوكولات (أو فصول) اختصّت بالتنظيمات الانتقالية المؤقّتة. تناول هذا الجزء تكوين القوات المسلحة في الإقليم الجنوبي (القيادة الجنوبية) من 12,000 ضابط وجندي يكون نصفهم من أبناء الإقليم، وأنشأ اللجنة العسكرية المشتركة من ضباطٍ شماليين وجنوبيين لاختيار الضباط والجنود الجنوبيين الذين سيتم استيعابهم في القوات المسلحة. وكان واضحاً أن الإشارة هنا إلى ضباط وجنود حركة تحرير جنوب السودان الذين سوف يتمُّ دمجهم في القوات المسلحة.
    12
    كما تناول الجزء الثالث من الاتفاقية العفو عن كل المشاركين في العمل المسلّح في جنوب السودان منذ 18 أغسطس عام 1955، وهو تاريخ تمرّد حامية مدينة توريت. وشمل العفو الأفعال الجنائية وكذلك القضايا المدنية ذات الصلة بالأفعال التي ارتبطت بالتمرد. اشتمل الفصل أيضاً على إطلاق سراح كافة الأشخاص الذين كانوا يقضّون فترة عقوبة الحبس أو رهن الاحتجاز لارتكابهم جرائم مرتبطة بالتمرد. شمل هذا الجزء أيضاً إجراءات الإغاثة وإعادة توطين اللاجئين العائدين وإعادة تعمير المناطق المتأثّرة بالحرب.
    13
    كانت اتفاقية أديس أبابا متوازنةً لحدٍ كبير. فقد حافظت على وحدة السودان، وأعطت أبناء الجنوب حقَّ حكمِ أنفسهم وتطوير لغاتهم وثقافتهم وعاداتهم واعترفت بدياناتهم. وكانت الاتفاقية شجاعةً فقد اعترفت لأول مرّة بالتباينات العرقية والدينية واللغوية والثقافية بين شعبي السودان، بدلاً من التصريحات والخطب الاستعلائية والاستخفافية التي وصفت إحداها الجنوب بأنه يعاني من فراغٍ ثقافي سيملؤه الإسلام والعروبة، وتلك التي وصفت السودان بأنه دولةٌ إسلاميةٌ عربيةٌ، وطالبت من لا يتفق مع هذا الرأي بحزم امتعته ومغادرة السودان، كما ناقشنا في المقال السابق.
    14
    ادّعتْ بعض قيادات الأحزاب الشمالية أن اتفاقية أديس أبابا لم تُعطِ الجنوب الحكم الفيدرالي الذي كان يطالب به، وظلّتْ تكرّر وتدّعي باستمرار أن الاتفاقية انبنتْ تماماً على توصيات لجنة الاثني عشر المنبثقة عن مؤتمر المائدة المستديرة التي رفضها الجنوبيون. وقد كرّر هذا الادعاء السيد الصادق المهدي في مقاله الذي نقوم بالردِّ عليه في هذه السلسلة من المقالات.
    وقد كان الغرض من ذلك النقد هو الإيحاء بأن الأحزاب الجنوبية كانت متعنّتةً عندما رفضت مقرّرات مؤتمر المائدة المستديرة ولجنة الاثني عشر، وقبلت نفس النتائج في اتفاقية أديس أبابا. كان الغرض أيضاً الإيحاء بأن الأحزاب الشمالية قد تعاملت مع مشكلة الجنوب بمسئولية وقدّمت نفس التنازلات التي قدّمها نظام العقيد جعفر نميري.
    لكن ادعاء الأحزاب والقيادات الشمالية هذا ليس صحيحاً، وليس أميناً.
    كان يجب أن لا تعني مسألة تسمية النظام السياسي الذي أرسته الاتفاقية – نظام فيدرالي أو حكم ذاتي – شيئاً كبيراً بالنسبة للقيادات السياسية في الشمال أو الجنوب. كان المهم هو مضمون الاتفاقية الذي أعطى الجنوبيين الحق في حكم إقليمهم بدون تدخّلٍ من المركز، أو بتدخّلٍ متوازنٍ في بعض الحالات. كما أعطتهم الاتفاقية الحق في المشاركة في حكم السودان ككل من خلال وزاراتٍ ووظائف أخرى ذات مسئوليات.
    15
    وقد نجحت الاتفاقية في معالجة الأمور الخلافية الثلاثة في توصيات لجنة الاثني عشر بمعقوليةٍ لم يتوفّر حتى الحدُّ الأدنى منها خلال فترة عمل لجنة الاثني عشر، أو خلال الجدل الذي دار بعد ذلك في مؤتمر الأحزاب، وخلال فترة الحكم المدني الثانية.
    جعلت الاتفاقية الجنوب إقليماً واحداً كما طالب الجنوبيون، ولم يتم الإصرار على ثلاثة أقاليم كما فعل الشماليون في لجنة الاثني عشر ومؤتمر الأحزاب بلا أسباب منطقية، وبعنادٍ وإصرارٍ غريبين.
    وحلّت الاتفاقية مسألة طريقة اختيار رئيس المجلس التنفيذي حلّاً وسطاً أعطى سلطة التعيين إلى رئيس الجمهورية بناءً على توصية مجلس الشعب الإقليمي، بدلاً من تعيينه بواسطة الحكومة المركزية كما أصرّ الشماليون في لجنة الاثني عشر.
    واتّبعت الاتفاقية نفس الحل الوسط في مسألة حفظ الأمن في الجنوب. فقد رفض الشماليون في لجنة الاثني عشر فكرة قيام وحدة عسكرية جنوبية للمساعدة في حفظ الأمن في الجنوب. كان البديل الذي قدّمته اتفاقية أديس أبابا هو تكوين وحدة عسكرية مشتركة يتساوى في عددها الشماليون والجنوبيون، وتستوعب العناصر المسلّحة من حركة تحرير جنوب السودان، وتُسمّى القيادة الجنوبية. عليه فيصبح القولُ إن اتفاقية أديس أبابا هي مقررات لجنة الاثني عشر مغالطةً بلا معنى.
    16
    غير أن أهم ما ميّز اتفاقية أديس أبابا هو أنها نتجت عن تفاوضٍ مع حملة السلاح، على عكس مفاوضات المائدة المستديرة التي تجاهلت تلك الحركات. بل ذهبت حكومة السيد محمد أحمد محجوب أبعد من هذا عندما أعطت إنذاراً للحركات الجنوبية المسلّحة بإلقاء سلاحها بلا مقابل. وقد حدث ما هو متوقّع، وتجاهلت الحركات ذلك الإنذار، وتصاعدت الحرب.
    وبالنظرة المتكاملة إلى هذه الحلول الوسط للمسائل الخلافية لا بُدَّ للمرء أن يتساءل: لماذا لم يقدّم مفاوضو الأحزاب الشمالية في لجنة الاثني عشر المنبثقة عن مؤتمر المائدة المستديرة أيّة مقترحاتٍ كان يمكن أن توصل الطرفين إلى حلٍّ وسط في الأمور الخلافية الثلاثة؟
    تشير بعض المصادر إلى أن الدكتور حسن الترابي أوضح أنه يفضّل انفصال جنوب السودان على جعل المديريات الجنوبية الثلاثة إقليماً واحداً. الذي حدث هو العكس تماماً. فقد مهّد الرفض لفكرة الإقليم الواحد للجنوب بواسطة الأحزاب الشمالية، ثم تقسيم الجنوب بواسطة الرئيس نميري إلى ثلاثة أقاليم (كما حدث لاحقاً)، إلى اندلاع الحرب الأهلية الثانية، وإلى نتيجة الانفصال نفسها.
    17
    يتضح مما تقدّم في هذا المقال والمقالات الثلاثة السابقة ما يلي:
    أولاً: إن فكرة مؤتمر المائدة المستديرة هي فكرةٌ جنوبيةٌ بحتة، تضمّنتها رسالة السيد ويليام دينق رئيس حزب سانو إلى السيد سر الختم الخليفة رئيس وزراء حكومة أكتوبر 1964، ولا علاقة للأحزاب الشمالية وقياداتها بالفكرة إطلاقاً.
    ثانياً: رفضت الأحزاب الشمالية في مؤتمر المائدة المستديرة رفضاً قاطعاً مطلب النظام الفيدرالي الذي اقترحته رسالة السيد ويليام دينق وتضمّنته كلمته خلال المؤتمر. وكان ذلك الرفض تأكيداً لنقض وعد الشمال بالفيدرالية للجنوب عام 1955.
    ثالثاً: كان كل ما نتج عن المؤتمر هو تخويل بعض سلطات الحكومة المركزية إلى كلٍ من مديريات الجنوب الثلاثة. وهو نظامٌ لا يختلف عن الحكم المحلي المطبّق وقتها في مديريات الشمال الستة.
    رابعاً: رغم ادعاء الأحزاب الشمالية أنها قوميّة التكوين، إلا أن ممثليها لمؤتمر المائدة المستديرة كانوا كلهم شماليين، ولم تشمل تلك الوفود جنوبياً واحداً (عدا الأستاذ جوزيف قرنق الذي حضر بعض الجلسات كعضوٍ في وفد الحزب الشيوعي، لكنه لم يترأس وفد الحزب.) وقد كانت سكرتارية المؤتمر كلها من الشماليين أيضاً.
    خامساً: تدهور مؤتمر المائدة المستديرة إلى لجنة الاثني عشر والتي قاطع أعمالها الحزب الشيوعي وحزب الشعب الديمقراطي بلا أسباب منطقية. وكان جنوبيو الخارج قد غادروا المؤتمرَ والسودانَ بذاك الوقت.
    سادساً: فشلت لجنة الاثني عشر في الوصول إلى اتفاقٍ حول قضايا رئيسية شملت إن كان الجنوبُ سيكون إقليماً واحداً كما طالب الجنوبيون، أم سيبقى ثلاث مديريات كما أصرَّ الشماليون. وشملت أيضاً طريقة تعيين رئيس الجهاز التنفيذي – بالانتخاب كما طالب الجنوبيون، أم بتعيين الخرطوم كما أصرَّ الشماليون. كما شملت رفض الشماليين لمطلب الجنوبين إنشاء وحدة حرس محلية للمساعدة في حفظ الأمن.
    سابعاً: لم يكن هناك اتفاقٌ بين الأحزاب الشمالية إن كانت توصيات لجنة الاثني عشر المحدودة للنقاش والتداول بواسطة مجلس الوزراء كما فهمها وتوقّع الكثيرون، أم أنها مجرد توصياتٍ لمؤتمر الأحزاب السياسية وللجنة الدستور كما أعلن السيدان الصادق المهدي وحسن الترابي.
    ثامناً: لم تفشل حكومات العهد المدني الثاني بقيادة السيد محمد أحمد محجوب والسيد الصادق المهدي في حلِّ مشكلة الجنوب فقط، بل صعّدتْ الحربَ وارتكبتْ مجازر جوبا وواو والسلاطين. كما تمَّ اغتيال السيد ويليام دينق ومرافقيه في شهر مايو عام 1968 في جنوب السودان.
    تاسعاً: قام حزب الأمة والحزب الوطني الاتحادي بتعديل الدستور لتصبح رئاسة مجلس السيادة الدورية دائمةً (وتؤول للسيد إسماعيل الأزهري)، بدلاً من الرئاسة الشهرية. أنهى ذلك التعديل حقَّ العضوِ الجنوبي بمجلس السيادة في رئاسة المجلس الدورية - شهرين كل عام. تمَّ ذلك التجريد في الوقت الذي كان الجنوبيون يطالبون بمزيدٍ من الصلاحيات الدستورية والسياسية.
    عاشراً: انسحب الجنوبيون بقيادة السيد أبيل ألير من لجنة الدستور عام 1967 بعد أن اتضح لهم أن اللجنة ستواصل طبخ الدستور الإسلامي العربي بحكمٍ مركزيٍ للسودان.
    حادي عاشر: كان فشل مؤتمر المائدة المستديرة وتصاعد الحرب في الجنوب من الأسباب الرئيسية لانقلاب 25 مايو.
    ثاني عشر: نجح نظام مايو الانقلابي في حلِّ الخلافات الثلاثة في تقرير لجنة الاثني عشر بصورةٍ متوازنة. جعلت اتفاقيةُ أديس أبابا الجنوبَ إقليماً واحداً كما طالب الجنوبيون، ولم يتم الإصرار على ثلاثة أقاليم كما فعل الشماليون في لجنة الاثني عشر. وحلّت الاتفاقيةُ مسألة طريقة اختيار رئيس المجلس التنفيذي حلّاً وسطاً أعطى سلطة التعيين إلى رئيس الجمهورية بناءً على توصية مجلس الشعب الإقليمي، بدلاً من تعيينه بواسطة الحكومة المركزية كما أصرّ الشماليون في لجنة الاثني عشر. واتّبعت الاتفاقية نفس الحل الوسط في مسألة حفظ الأمن في الجنوب بتكوين وحدة عسكرية مشتركة يتساوى في عددها الشماليون والجنوبيون، وتستوعب العناصر المسلّحة من حركة تحرير جنوب السودان، وتُسمّى القيادة الجنوبية.
    18
    عليه فإن ادعاء السيد الصادق المهدي أن مؤتمر المائدة المستديرة أثمر مشروعاً لحلِّ مشكلةِ الجنوب في أطار التنوّع وإقامة الحكم الذاتي، وأن هذا البرنامج طبّقه نظام 25 مايو 1969 الانقلابي، هو قولٌ غيرُ صحيحٍ البتّة، ووجبَ تصحيحه بكل هذه التفاصيل الدقيقة.
    19
    بعد أشهر قليلة من المصالحة الوطنية بين العقيد جعفر نميري وأحزاب الجبهة الوطنية المعارضة (الأمة والاتحادي الديمقراطي وجبهة الميثاق الإسلامي) عام 1977 قرّر العقيد نميري ألّا يكون استثناءً لمن سبقه من السياسيين الشماليين – مدنيين كانوا أم عسكريين – فيما يختصُّ بقضية جنوب السودان. قام العقيد نميري بنقض عهوده للجنوب، وأهدر في غطرسةٍ واستعلاء إنجازه الذي كان سيميّزه إلى الأبد عن بقية السياسيين الشماليين.
    بدأ العقيد نميري في تمزيق اتفاقية أديس أبابا بنداً بعد الآخر، وأعن الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد. وقد عبّد ذلك الخرق الكبير للاتفاقية الطريقَ لقيام الحركة الشعبية واشتعال الحرب الأهلية الثانية التي قادت إلى مشاكوس، ثم نيفاشا، ثم الاستفتاء وانفصال الجنوب.
    وهكذا دخل العقيد نميري التاريخ من أوسعِ أبوابه بأن أصبح السياسي السوداني الذي أنهى الحرب الأهلية الأولى، ولكن بعد عشرة أعوامٍ أشعل الحرب الأهلية الثانية في السودان.



                  

04-28-2020, 01:44 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    .

    (عدل بواسطة Abureesh on 04-28-2020, 01:45 PM)

                  

04-28-2020, 04:23 PM

نادر الفضلى
<aنادر الفضلى
تاريخ التسجيل: 09-19-2006
مجموع المشاركات: 7022

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    الأخ ياسر الشريف

    رمضان كريم

    دكتور سلمان محمد سلمان أقدر جهده فى هذه المقالات عن مؤتمر المائدة المستديرة. ولكنه ليس محايداً ولا أمينا فى تعليقاته وتحليله للأحداث. يمكن الإستفادة من ذكره للأحداث المجردة وتواريخها ولكن الحذر عند ربطها بتعليقاته. مما عاصرته وأكيد كل من شارك فى هذا البوست فترة الثمانيات وعدول نميرى عن الحكم الإقليمى الذاتى لجنوب السودان، فمعلوماته ليست دقيقة بل بها أخطاء واضحه، ومنها ما يبدو متعمداً لتعضيد أرائه الخاصة. وإليك هذا الإقتباس من مقاله:
    Quote:
    بدأ العقيد نميري في تمزيق اتفاقية أديس أبابا بنداً بعد الآخر، وأعن الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد. وقد عبّد ذلك الخرق الكبير للاتفاقية الطريقَ لقيام الحركة الشعبية واشتعال الحرب الأهلية الثانية التي قادت إلى مشاكوس، ثم نيفاشا، ثم الاستفتاء وانفصال الجنوب.


    لا أعلم لماذا وصف نميرى (1983) بالعقيد، حيث أنه كان فريقا أول أو مشيراً . كما أنه زج بإعلان نميرى الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد من أسباب تمرد الجنوب وقيام الحركة الشعبية. عبارة (أعلان نميرى الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد) عبارة مبهمة ووهو يقصد قوانين سبتمبر 1983 وقد صدرت بعد تمرد الجنوب وليس قبله، فهى ليست من أسباب التمرد. أسباب التمرد أولاً فشل التجربة فشل الجنوبيون فى إدارة الجنوب وإتسم حكمهم بالفساد المالى التى كانت أخباره متداولة وعجيبة، وثانياً إنفراد الدينكا بالحكم والوظائف مما دعى أبناء الجنوب من القبائل الأخرى بالمطالبة بتقسيم الجنوب فقسمه عام 1983، ثانيا وهو يتحاشى ذكر كلمة تمرد بينما هى وصف دقيق للحالة حيث أنها ليست فقط معارضة أو حركة تحرير إختارت حمل السلاح، بل لأنه كان تمرد كتيبة عسكرية للجيش السودانى إتهم قائدها (كاربينو) بالإختلاس وتم إستدعائه للخرطوم فتمرد بكتيبته خرج للغابة وأرسل جون قرنق (ضابط بالجيش السودانى) لردعه فإنضم إليه. فى ذاكرتى أن نميرى قسم الجنوب لستة أقاليم وليس فقط ثلاث وقد أكون مخطئاً، حيث أذكر أسماء أقاليم جديدة مثل الوحدة، أى لم يقسمها لثلاث أقاليم فقط مثلما ذكر سلمان فى مقاله ولكن قسمها إلى ستة أقاليم. كما أنه ربط التقسيم بالمصالحة الوطنية مع أحزاب الشمال عام 1977، بينما تقسيم الجنوب حدث بعدها بسنوات فى 1983 قبيل التمرد.

    أول مقال لسلمان فى سلسلة مقالاته تحدث عن فشل مؤتمر المائدة المستديرة عام 1965 ثم جاء فى مقالاته اللاحقة يلوم حكومة المحجوب أنها لم تلتزم (بقرارات المؤتمر) ؟!!! مثلما عندما نقل نص تقرير المؤتمرين بنهاية مؤتمرهم تضمن باب (النتائج والتوصيات)، ولو تمعنتها فهى لا ترق ليقال عنها نتائج أو توصيات (وضحت ذلك فى مداخلتى السابقة) دعك من أن تكون قرارات. ثم يأتى نفس السلمان ليسميها (قرارات) .. بينما الوصية الأولى والأساسية ذكرت دون تفصيل دراسة أشكال الحكم المقترحة للسودان (لاحظ للسودان وليس الجنوب) لم يتفق عليها. بينما سلمان سرد فى المداولات مقترحات ثلاثة (لا وضع حكم خاص للجنوب، حكم فيدرالى للجنوب فقط، حكم إقليمى ذاتى للجنوب فقط) .. أهذه قرارات ملزمة لأى حكومة لتطبيقها؟! كما أن سلمان ذكر أن إقتراح الفيدرالية للجنوب إقترحه بالمؤتمر حزب جنوبى واحد، باقى الأحزاب الجنوبية الحاضرة إلتزمت الصمت أى لم تعلن رأيها فيه أو حتى تثنيه، بينما من تفاصيل ما سرده أن الطاولة المستديرة أحزابها كانت تعطى رأيها فى كل إقتراح. رغم ذلك يأتى سلمان فى مقال لاحق ليلوم حكومة السودان فى عدم تنفيذ (قرارا الفدرالية للجنوب)!

    ** لا أتفق مع معظم إن لم يكن كل إنتقادات سلمان وتحليلاته المتحاملة تفتقد للعمق والأمانة والمنطق. ياخ حتى مقارنته عن قضايا ثلاث طرحت للمحكمة العليا أولها مصير نواب فازوا فى دوائر جنوبية، وأنه مخالف لقرار مجلس السيادة تأجيل الإنتخابات فى دوائر الجنوب فى إنتخابات عام 1965 بسبب الحرب، وقضية قرار حل الحزب الشيوعى، ثم قضية حل الجمعية التشريعية بسبب فقدانها النصاب بسبب إستقالة 90 نائباً، يسخر من اللجؤ إليها لأنه تم رفض قرارها فى القضية الثانية، وقبول قرارها فى الأولى. رغم أنه قانونى فالقضية الأولى أساساً لا تحتاج لتقاضى، فقرار مجلس السيادة بتأجيل دوائر الجنوب بسبب الحرب لا يتعارض مع أن لجنة الإنتخابات أقامت إنتخابات جزئية بدوائر جنوبية فهى المسؤولة عن تحديد تواريخ الإنتخابات سواء بالشمال والجنوب والأصل إجراء الإنتخابات وتوسيع المشاركة فى الحكم، قرار السيادة أتاح لها مبدأ التأجيل وليس بالضرورة تأجيل الدوائر الممكن إجراء إنتخابات بها. ومثلها القضية الثالثة لا تحتاج لإجتهاد قانونى. سلمان القانونى يتعامل بذهنية المحكمة العليا عندما تحكم لصالح أحد أو مجموعة كأنها جاملتها أو خدمتها فيما لا تستحق. فحتى لو رفضوا حكمها فى قضية لا يعنى عدم اللجؤ إليها مرة أخرى.

    (عدل بواسطة نادر الفضلى on 04-28-2020, 04:30 PM)

                  

04-28-2020, 07:09 PM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: نادر الفضلى)

    يقال الان ان زعيما سياسيا اجتمع سرا بإثنين من كبار قادة المؤتمر الوطنى.. و الكلام كان عن فشل الحكومة و إن البلاد ماشية لهاوية و ازمة أقتصادية....الخ.

    حين تتضح الصورة و نعرف الاسماء سنمدكم بها.
                  

04-28-2020, 08:38 PM

Al Sunda
<aAl Sunda
تاريخ التسجيل: 01-18-2005
مجموع المشاركات: 1854

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    صدر بيان بتوقيع مدير مكتب السيد الصادق حول اجتماع مع احمد ع الرحمن وعثمان خالد مضوي حول قرار لجنة التمكين في شأن منظمة الدعوة الإسلامية البيان موجود في خيط آخر ع هذه الكوة للأخ ع الله عثمان
                  

04-28-2020, 08:56 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Al Sunda)

    ست أنا من أتى بذلك وإنما الأستاذ المحامي كمال الدين عباس عضو حزب الأمة وممثله في المؤتمر، وذلك في التسجيل الذي وضعه أبو الريش. لقد كان من رأي السيد الصادق والدكتور الترابي أن يكون رئيس الجمهورية مسلم بنص الدستور وأن نوابه الثلاث مسلمون بنص الدستور. لو لاحظت أن الدستور سقط فيما بعد في مرحلة القراءة الأولى والثانية وذلك بسبب الإصرار على أن يكون رئيس الجمهورية مسلما بنص الدستور ولعلك تعرف محاولة الترابي التملص من سؤال النائب الأب فيليب عباس غبوش في هذا الخصوص، ولكنه أقر في النهاية بأن غير المسلم ليس له الحق في رئاسة الجمهورية.

    يا دكتور ياسر هل نصدق اى زول يقول كلام عن زول اخر من غير دليك؟ ما هذا تورد الابل؟
    انا اتيت بقرارات مؤتمر المائده المستديره كاملة ويمكن ان تتاكد من صدقيتها ام لا ولكن لا يمكن فى اى محفل يحترم نفسه ان ناتى بكلام زيد او عبيد فى ظل وجود وثيقه رسميه من المشاركون......فشل المؤتمر لتمسك القاده الجنوبيون بالفدراليه كامله
    الدسم ومافى اى كلام عن اسلام ومسيحيه فى صيغه الحكم ...بنود الاتفاق كانت واضحه

    اتفق مع الاخ نادر بخصوص دكتور سلمان فهو متحامل جدا على الاحزاب التاريخيه ونحترم رايه ولكن قرارات مؤتمر المائده المستديره ولجنه الاثنى عشر ومؤتمر كل الاحزاب موجود وموثقه فى دار الوثائق السودانيه ....لماذا اخذ كلام سلمان وعم كمال
    المجافى للحقيقة تماما؟

    المهم
    تفطر على خير
    دودى
                  

04-29-2020, 00:19 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    الاخ محمد دودى..

    ما ذكره ياسر من كلام المرحوم الترابى فى رده على الاب قلب غبوش موجود فى محاضر مناقشات الجمعية التأسيسية حول الدستور.. هل فى دليل اكتر من كدا؟
                  

04-29-2020, 01:05 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    ما ذكره ياسر من كلام المرحوم الترابى فى رده على الاب قلب غبوش موجود فى محاضر مناقشات الجمعية التأسيسية حول الدستور.. هل فى دليل اكتر من كدا؟

    العزيز ابو الريش
    موضوع حوارى مع اخى الفاضل ياسر يتعلق فى تناقض فيديو العم كمال يرحمه الله ويغفر له والبيان الختامى لمؤتمر المائده المستديره تناقض الليل مع النهار
    اسفى لماذا يصدق البعض اى كلام من غير دليل اذا صادف هواهم على الرقم من وجود دليل او وثائق تنفى تلك الاحاديث او الونسه كلية!!!!!!!!! انى اتعجب
    المثقف عندو مسئوليه اخلافيه وهى الانتصار للحقيقه وليس للنفس
    انا اخطات فى تاريخ انشاق حزب الامه فصوبنى الدكتور ياسر فلم اهرب او اتجاهل بل اقررت بخطئى وبصوابه

    دودى
                  

04-29-2020, 08:23 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    Quote: موضوع حوارى مع اخى الفاضل ياسر يتعلق فى تناقض فيديو العم كمال يرحمه الله ويغفر له والبيان الختامى لمؤتمر المائده المستديره تناقض الليل مع النهار


    الاخ محمد
    شهادة المرحوم الاستاذ كمال كانت فى مداولات لجنة الاثنى عشر ولم تكن عن مؤتمر الدائرة المستديرة..
    ركز معانا شوية يا حبيب
                  

04-29-2020, 10:31 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    سلام Al Sunda

    Quote: إزدواجية المعايير بصورة اوضح قد تكون في اننا
    عشنا اسبوعا كاملا في مولد سيدنا منصورر خالد (يرحمه الله ) ولم يشر أحد الى انه كان وزير لخارجية نظام انقلب على ديمقراطية كاملة الدسم (برلمان ومعارضة وزعيم معارضة ....... الخ)

    لم تكن ديمقراطية كاملة الدسم، بل كانت معيبة وناقصة، فقد تم تعديل الدستور في مادته 2/5 التي تنص على حرية التعبير والتنظيم وأمكن بالتعديل حل الحزب الشيوعي وطرد نوابه من البرلمان. ولم تشمل الانتخابات كل الجنوب.
    قبل ذلك تم تعديل الدستور لإلغاء رئاسة مجلس السيادة بصورة دورية كل شهر ليصبح رئيسه دائما، وتولى المنصب السيد اسماعيل الأزهري فقام السيد لويجي أدوك ممثل الجنوب في مجلس السيادة بالاستقالة.

    ياسر
                  

04-29-2020, 01:23 PM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    الأخ نادر الفضلي
    تحية طيبة ورمضان كريم

    بخصوص هذه الفقرة من كتابة دكتور سلمان:
    Quote: بدأ العقيد نميري في تمزيق اتفاقية أديس أبابا بنداً بعد الآخر، وأعن الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد. وقد عبّد ذلك الخرق الكبير للاتفاقية الطريقَ لقيام الحركة الشعبية واشتعال الحرب الأهلية الثانية التي قادت إلى مشاكوس، ثم نيفاشا، ثم الاستفتاء وانفصال الجنوب.

    أنت كتبت أنت تقول:
    Quote: لا أعلم لماذا وصف نميرى (1983) بالعقيد، حيث أنه كان فريقا أول أو مشيراً .

    في تقديري أن الدكتور سلمان إنما يسخر من النميري بإبقائه في رتبة العقيد، وكأنه لا يستحق كل الرتب التي حصل عليها بعد قيامه بالإنقلاب العسكري وانتهاكه لقسمه العسكري.

    Quote: كما أنه زج بإعلان نميرى الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد من أسباب تمرد الجنوب وقيام الحركة الشعبية. عبارة (أعلان نميرى الشريعة الإسلامية قانوناً للبلاد) عبارة مبهمة ووهو يقصد قوانين سبتمبر 1983 وقد صدرت بعد تمرد الجنوب وليس قبله، فهى ليست من أسباب التمرد.

    صحيح أن إعلان قوانين سبتمبر كان في سبتمبر 1983 ولكن إرهاصات التحول الإسلامي عند النميري بدأت منذ ما بعد المصالحة وفي عام 1978 تم تكوين لجنة لتعديل القوانين لتتماشى مع الشريعة الإسلامية وكانت برئاسة الدكتور حسن الترابي. ومن هنا كان توجس الجنوبيين. إضافة لذلك كان قد اتضح أن النميري يريد التنصل من اتفاقية أديس أبابا وكان الجنوبيون قد شعروا بذلك من نهاية عام 1979، وأنا أذكر ذلك جيدا، حيث كنت قد نقلت حديثا لعمل فترة الشدة في مدينة جوبا. في تلك السنة اكتشفت شركة شيفرون البترول في إقليم بانتيو، وكان الجنوبيون يريدون أن تكون مصفاة البترول هناك في الجنوب ولكن النميري كان يرى غير ذلك بأن تكون في الشمال. وهناك مسألة مشروع قناة جونقلي ومسألة اتفاقية الدفاع المشترك مع مصر. كل هذه كانت تدعو الجنوبيين إلى التوجس.
    قولك
    Quote: أسباب التمرد أولاً فشل التجربة فشل الجنوبيون فى إدارة الجنوب وإتسم حكمهم بالفساد المالى التى كانت أخباره متداولة وعجيبة،

    الفساد المالي في الجنوب كان من الفساد المالي في الشمال، ولكن لأمر ما كان يتم نشر فساد الجنوب وترك فساد الشمال.
    Quote: وثانياً إنفراد الدينكا بالحكم والوظائف مما دعى أبناء الجنوب من القبائل الأخرى بالمطالبة بتقسيم الجنوب فقسمه عام 1983،

    قبل تقسيم الجنوب كان النميري قد عين جنوبيا مسلما رئيسا للمجلس الانتقالي العالي في الجنوب وهو اللواء قسم الله عبد الله رصاص قسم الله عبد الله رصاص من 30 أكتوبر1981الي 23 يونيو 1982. ولك أن تعرف معاني ذلك لدى الجنوبيين!!
    Quote: فى ذاكرتى أن نميرى قسم الجنوب لستة أقاليم وليس فقط ثلاث وقد أكون مخطئاً، حيث أذكر أسماء أقاليم جديدة مثل الوحدة، أى لم يقسمها لثلاث أقاليم فقط مثلما ذكر سلمان فى مقاله ولكن قسمها إلى ستة أقاليم.

    الوحدة ليست إقليما وإنما ولاية في إقليم أعالي النيل. التقسيم كان إلى ثلاثة أقاليم كل إقليم به ولايات.

    ياسر
                  

04-29-2020, 01:51 PM

عبدالله الشقليني
<aعبدالله الشقليني
تاريخ التسجيل: 03-01-2005
مجموع المشاركات: 12736

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    http://sudanyat.net/vb/showthread.php؟t=29844andhighlight=%D4%E6%DE%ED+%C8%CF%D1%EDhttp://sudanyat.net/vb/showthread.php؟t=29844andhighlight=%D4%E6%DE%ED+%C8%CF%D1%ED


    زيادة في الخير
                  

04-29-2020, 10:37 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: عبدالله الشقليني)

    لاخ محمد
    شهادة المرحوم الاستاذ كمال كانت فى مداولات لجنة الاثنى عشر ولم تكن عن مؤتمر الدائرة المستديرة..
    ركز معانا شوية يا حبيب


    العزيز ابو الريش
    اولا العم كمال الدين لم يكون ممثلا للحزب فى لجنه الاثنى عشر
    ثانيا اللجنه مكونه من سته من الشمال وسته من الجنوب برئاسه يوسف محمد على
    السته ال من الشمال يمثلون الاحزاب والتجمعات الاتيه
    1-حزب الامه
    2-جبهه الميثاق
    3-الوطنى التحادى
    4-الشعب الديمقراطى
    5-الشيوعى
    6-جبهه الهيئات
    وبما ان مؤتمر المائده المستديره ضم 18 عضوا من الشمال و 12 من الجنوب فانا اعتبرت بان العم كمال يمكن ان يكون جزء من وفد الحزب لانه قانونى ضليع ولكنه ليس رئيسا للوفد حتى فى المائده المستديره
    وللتاريخ فشلث المائده المستديره لتشدد وتباعد اراء المرحوم الشيخ على عبدالرحمن والسيد اقرى جادين راجع كتاب الديمقراطيه عائده وراجحه صفحه (231-237)
    وطبعا يا ابو الريش اتفقت لجنه الاثنى عشر على الحكم الذاتى للجنوب واختلفت على 1- هل يصبح الجنوب اقليم واحد ام ثلاث اقاليم 2-كيفيه اختيار رئيس حكومه الجنوب
    سلمت توصيات المؤتمر للصادق المهدى فى اكتوبر 1966 ودعا كل الاحزاب لمؤتمر كلف برئاسته الشنقيطى ولقد تم الاتفاق على ان يكون رئيس الحكومه فى الجنوب بالانتخاب والاتفاق على الحكم الاقليمى مع اجازه
    كل توصيات لجنه الاثنى عشر الباقيه ....لقد لقيت التوصيات معارضه عارمه من الكثيريين واهم المعارضين كان لجنه اتحاد الاداريين بحجه ان منح الجنوب الحكم الاقليمى يساعد فى انفصال الجنوب
    لم تتمكن حكومه الصادق من تنفيذ الاتفاق على ارض الواقع باجراء انتخابات فى جنوب السودان لان البرلمان سحب الثقه وتم تشكيل حكومه جديده برئاسه المحجوب فى مايو 1967 وانشغلت بحرب يونيو 67 والاعداد لؤتمر
    الاءات الثلاث بالخرطوم حتى وقع انقلاب مايو

    الخلاصه
    العم المرحوم لم يكون جزء من لجنه الاثنى عشر كما تدعى ولم يكون من مفاوضى الحزب فى المائده المستديره يمكن يكون حاضر بصفته خبير قانونى او جزء من الوفد
    انا ما عارف لماذا يلجأ البعض للكذب للنيل من الخصوم
    لفائده الجميع هنالك تسجيل ممتاز جدا للبروف فدوى عبدالرحمن على طه عن ؤتمر المائده المستديره ولجنه الاثنى عشر ياريت زول ياتى به من اليو تيوب

    دودى
                  

04-30-2020, 00:00 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    Quote: لعم المرحوم لم يكون جزء من لجنه الاثنى عشر كما تدعى


    ادعى انا يا ام دورى؟
    المرحوم كمال هو الذى قال انه كان عضوا فى تلك اللجنة. راجع الفيديو .. تستطيع تقول انه كذب.
                  

04-30-2020, 00:51 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    ادعى انا يا ام دورى؟
    المرحوم كمال هو الذى قال انه كان عضوا فى تلك اللجنة. راجع الفيديو .. تستطيع تقول انه كذب.

    الحقيقه هى الحقيقه
    العم كمال لم يكون عضوا بلجنه الاثنى عشر
    ربنا يرحمه ويغفر له...الفيديو ده نفس فيديو ابراهيم كوبانى مع منصور خالد
    عيب ان تستغل زول كبير فى السن فى اواخر ايامه غير مهيأ ومستعد لاى لقاء من اجل كسب سياسى
    ياريت الناس تبحث وتسال وتستفسر وتطلع بدل الاعتماد على قالو وقلنا ( الثقافه السماعيه)

    دودى
                  

04-30-2020, 02:56 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    والتوصية الثانية تعيين لجنة منبثقة (لجنة الإثنى عشر) بالمهام المذكورة وتقديم توصياتها خلال ثلاث أشهر (السؤال هنا متى قدمت توصياتها وما هى)
    قدمت لجنه الاثنى عشر لرئيس الوزراء الصادق المهدى فى اكتوبر 1966
                  

04-30-2020, 04:35 AM

Abureesh
<aAbureesh
تاريخ التسجيل: 09-22-2003
مجموع المشاركات: 30182

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    Quote: اولا العم كمال الدين لم يكون ممثلا للحزب فى لجنه الاثنى عشر
    طيب يا دورى. انت الان تقول اما الاستاذ كمال كذب او كان كلامه خرفا لكبر سنه.. و تعيب على نقل كلامه..الهذا الحد بلغ الاصرار على حماية الامام (بكل السبل) حتى وصل عدم تصديق محامى قدير و سياسى ضليع ؟ فقط من اجل حماية زعيم سياسى؟الان اكتب من التلفون و يعنى اجد فرصة الكتابة على الكمبيوتر.

    (عدل بواسطة Abureesh on 04-30-2020, 04:37 AM)

                  

04-30-2020, 04:46 AM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Abureesh)

    طيب يا دورى. انت الان تقول اما الاستاذ كمال كذب او كان كلامه خرفا لكبر سنه

    والله يا ابوالريش كلامو ما صاح كلو كلو
    احتمال خانته الذاكره او تم استدراجه
    المشكله فى الناس العامله فيها مثقفه ومعطله موهبه البحث ؟ المعلومات وجوده فى النت بكثره

    دودى
                  

04-30-2020, 10:39 AM

Yasir Elsharif
<aYasir Elsharif
تاريخ التسجيل: 12-09-2002
مجموع المشاركات: 48739

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Mohamed Doudi)

    الأعزاء محمد دودي وأبو الريش
    والجميع
    تحية طيبة وأسعد الله أوقاتكم

    أنا أيضا لاحظت قول السيد كمال الدين عباس بأنه كان عضو في لجنة الاثني عشر ولكني لم أقرأ إسمه ضمن أسماء الذين ذكرهم الدكتور سلمان محمد أحمد سلمان كأعضاء في تلك اللجنة.
    Quote: تكوّنت لجنة الاثني عشر من ستة جنوبيين وستة شماليين، وشملت السادة بونا ملوال، واثوان داك، وغوردون أبيي من جبهة الجنوب، والسادة أندرو ويو، ونيكانورا أقوي، وهيلري أوشالا من حزب سانو. وشملت عضواً واحداً من كلٍ من الأحزاب الشمالية وجبهة الهيئات هم السادة محمد أحمد المرضي من الحزب الوطني الاتحادي، محمد داوود الخليفة من حزب الأمة، الفاتح عبود من حزب الشعب الديمقراطي، حسن الترابي من جبهة الميثاق الإسلامي، محمد إبراهيم نقد من الحزب الشيوعي السوداني، وسيد عبد الله السيد من جبهة الهيئات. يُلاحظ اختفاء معظم القياديين الذين حضروا مؤتمر المائدة المستديرة، مما يشير إلى تدهور أهمية المؤتمر وقضية الجنوب نفسها بين أوساط القيادات السياسية الشمالية.


    تفسيري لهذا بالآتي:
    يكون السيد كمال الدين عباس مشتركا في مؤتمر المائدة المستديرة وخلط بين إسمها وبين لجنة الاثني عشر المنبثقة عنها. وأن ما دار بينه وبين السيد وليام دينق كان في اجتماعات مؤتمر المائدة المستديرة، بدليل أن وليام دينق لم يكن مشاركا في لجنة الاثني عشر، وكذلك السيد ابيل ألير، الذي قام كمال الدين بتوجيه لعن له، ولا أدري ما هو السبب في ذلك فأبيل من أحسن الناس . أيضا ربما شارك السيد كمال الدين عباس في وقت لاحق في لجنة الاثني عشر بدلا عن السيد محمد داوود الخليفة لسبب من الأسباب.

    وسأعود بالمزيد

    ياسر

                  

04-30-2020, 08:56 PM

Mohamed Doudi
<aMohamed Doudi
تاريخ التسجيل: 01-27-2005
مجموع المشاركات: 3871

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
Re: تعليق على بيان السيد الصادق فى نعى المرحو� (Re: Yasir Elsharif)

    تفسيري لهذا بالآتي:
    يكون السيد كمال الدين عباس مشتركا في مؤتمر المائدة المستديرة وخلط بين إسمها وبين لجنة الاثني عشر المنبثقة عنها. وأن ما دار بينه وبين السيد وليام دينق كان في اجتماعات مؤتمر المائدة المستديرة، بدليل أن وليام دينق لم يكن مشاركا
    في لجنة الاثني عشر، وكذلك السيد ابيل ألير، الذي قام كمال الدين بتوجيه لعن له، ولا أدري ما هو السبب في ذلك فأبيل من أحسن الناس . أيضا ربما شارك السيد كمال الدين عباس في وقت لاحق في لجنة الاثني عشر بدلا عن السيد محمد داوود الخليفة لسبب من الأسباب.


    الاخ ياسر ده كان تحليلى لان هنالك 3 ممثلون لاى حزب وهنالك سكرتاريه فى مؤتمر المائده المستديره ولكنى لم اتمكن من الحصول على اسماء ممثلو الحزب الثلاث وطبعا مع فرضيه ان العم كمال شارك فى المائده المستديره الواقع والوثائق
    تقول بان سبب الفشل للوصول لاتفاق هو التباعد فى المواقف بين السيد على عبدالرحمن (الختميه| حزب الشعب الديمقراطى) والسيد اقرى جادين مما حدى بالمؤتمر بتشكيل لجنه من 12 لتقارب المواقف
                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de