بين الصمت والتواطؤ: نقد الحياد السوداني في لحظة التأسيس: او: الحياد في لحظة الانهيار- تواطؤ مقنّع

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 06-15-2025, 01:03 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-02-2025, 01:42 AM

خالد كودي
<aخالد كودي
تاريخ التسجيل: 01-01-2022
مجموع المشاركات: 97

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
بين الصمت والتواطؤ: نقد الحياد السوداني في لحظة التأسيس: او: الحياد في لحظة الانهيار- تواطؤ مقنّع

    01:42 AM April, 01 2025

    سودانيز اون لاين
    خالد كودي-USA
    مكتبتى
    رابط مختصر




    بين الصمت والتواطؤ: نقد الحياد السوداني في لحظة التأسيس:
    او: الحياد في لحظة الانهيار- تواطؤ مقنّع ورفض للمواجهة!
    31/3/2025 خالد كودي، بوسطن

    مدخل: حين يُستبدل الموقف بالشكل:
    يقدَّم الحياد في الخطاب السياسي السوداني – لا سيما من بعض النخب المدنية والحزبية – كـ"تعقّل" أو "نأي بالنفس عن الاصطفاف". لكن هذا التعريف يتجاهل أن الحياد، حين تكون البلاد في لحظة تأسيس، ليس تجنّبًا للصراع، بل اصطفاف مع النظام القائم، حتى وإن تم بصمت، ولنناقش هذا.

    كتب فرانز فانون:
    "في لحظات الانهيار، لا يكون الحياد إلا خيانة، لأن الصمت حين يتكلم العنف، هو تحالف غير مُعلن مع الأقوى"
    وان كانت الدولة وجيشها يتهاون الان، الا إن التذرع بالحياد، أو انتظار الظروف المناسبة، أو الخوف من الانحياز حتى لا تُفقد "المقبولية الجماهيرية" أو "التمويل الدولي"، ليس سوى شكل جديد من المساومة السياسية المقنّعة، يخدم بقاء البنية القديمة كما هي، ويمنحها وقتًا إضافيًا لإعادة ترتيب أدواتها، وهو ما نشهده اليوم مع القوى التي تتجنّب الاصطفاف مع تحالف "تأسيس" او حتي ذكر اسمها!

    أولًا: الحياد ليس موقعًا ثالثًا بل موقف سياسي مُنحاز:
    يخطئ من يظن أن الحياد يمكن أن يكون منطقة "خارج الصراع". فكما أشار أنطونيو غرامشي:
    "الحياد في لحظة الصراع الطبقي هو موقف طبقي منحاز، لأنه يمنح الهيمنة القائمة فرصة البقاء"
    في السياق السوداني، الحياد عن تحالف "تأسيس" ليس حيادًا عن الحرب، بل حيادًا عن لحظة التأسيس ذاتها. فهو رفض – مُضمر أو معلن – للدخول في جبهة تسعى إلى تفكيك بنية الامتيازات التاريخية التي صنعت النخبة نفسها: المركزية، العروبية، الطبقية، الطائفية، الذكورية، والاحتكار السياسي.

    ما يُراد تسويقه كـ"تمسّك بالاستقلالية" أو "حذر سياسي" هو في الواقع خوف من فقدان الموقع في البنية القائمة، لا رغبة في المساهمة في إنتاج بديل لها.

    ثانيًا: من يخشى الخسارة لا يربح التغيير:
    إن كثيرًا من النخب السودانية، المدنية والحزبية، تتفادى الانخراط في تحالف "تأسيس" لأنها تدرك أن هذا التحالف لا يمنح امتيازات جاهزة، بل يتطلب التضحية بها. ومثلما قال سلافوي جيجك:
    "الحياد في لحظة المطالبة بالاختيار، هو الخوف من اتخاذ موقف قد يُكلّف، لا بسبب الخطأ، بل لأن الموقف ذاته يدفعك لإعادة تعريف ذاتك"
    ففي السودان، من ينضم إلى تحالف "تأسيس" عليه أن يُعيد صياغة موقعه: لا كأستاذ مركز، أو قائد حزب طائفي، أو ناشط نخبوي يتحدّث باسم المهمشين، بل كفاعل داخل مشروع جديد يقرّ بأن السلطة والتمثيل يجب أن يُعاد توزيعهما من الجذر.

    لهذا السبب، يبدو الحياد جذابًا: هو يجنّب الخسارة، دون أن يُقدّم تضحية. لكنه أيضًا، يُجنّب التغيير!

    ثالثًا: "تأسيس" كسؤال للموقف، لا للراحة:
    تحالف "تأسيس" لا يُخفي تناقضاته، لكنه يطرح بوضوح أهم الأسئلة التي تهرب منها النخب المترددة:
    - من هو المواطن؟
    - من يملك الأرض ومافيها؟
    - من يُعاد إليه الاعتبار؟
    - من يُمثَّل؟ ومن يُسَلّح؟
    - كيف تُبنى دولة على غير ما بُنيت عليه الدولة القديمة؟


    ميثاق تأسيس والدستور الصادر عنه، لا يكتفيان بالشعارات، بل يطرحان رؤية تفصيلية حول:
    العلمانية كشرط فوق دستوري لضمان المواطنة المتساوية؛
    العدالة التاريخية كبديل للعدالة الانتقالية لوحدها، والتي قد تُساوي بين الجلاد والضحية؛
    اللامركزية الدستورية الفعلية، لا مجرد تفويض إداري؛
    الاعتراف السياسي بالشعوب المهشمة كمُؤسّسين لا متلقين للعدالة.

    كل هذه المبادئ تُحرج النخب، لأنها تطالبها بالتخلي عن امتيازات موروثة، حتى إن لم تعترف بها لفظيًا. وهنا نعود إلى غرامشي:
    "الكتلة التاريخية تتشكل حين تتخلى القوى المهيمنة عن موقعها دفاعًا عن مشروع جديد، لا حين تتمسك به باسم التوازن"

    رابعًا: أمثلة من التاريخ – الحياد خذلان لا حكمة:
    - الكنيسة الكاثوليكية في الحرب الأهلية الإسبانية أعلنت الحياد، لكنها كانت تُساند فرانكو ضمنيًا بصمتها عن جرائمه
    - الديمقراطيون في الولايات المتحدة في الخمسينيات تبنّوا "الحياد" تجاه الفصل العنصري، ما مكّن العنصريين من إعادة إنتاج خطاب السيادة البيضاء.
    - كثير من الليبراليين في جنوب إفريقيا رفضوا دعم المؤتمر الوطني لأنه "غير نقي أيديولوجيًا"، واختاروا "الحياد الأخلاقي"، فوجدوا أنفسهم على الهامش حين تغيّر التاريخ.

    الدرس هنا بسيط: من يرفض الانخراط في مشروع جديد لأنه (غير مكتمل) او (محفوف بمخاطر ما)، سيجد نفسه تابعًا في مشروع قديم سيلفظه عاجلا ام اجلا!

    خامسًا: لا يكفي أن تكون على حق، بل يجب أن تكون في المكان الصحيح:
    أو: حين يصبح الصمت تحالفًا مع القمع:
    إن النخب السياسية السودانية، بما في ذلك الحزب الشيوعي السوداني، حزب المؤتمر السوداني، الأحزاب الاتحادية بكل فصائلها، وتحالف "صمود" بتكويناته المدنية والنقابية والفئوية المختلفة، فضلًا عن طيف واسع من المثقفين، الأكاديميين، وقادة الرأي، يمارسون حيادًا ناعمًا لا يُعبّر عن مبدأ بقدر ما يُفصح عن خوف صريح من مواجهة ضرورات التغيير الجذري، بما تعنيه كلمة "جذري" من قطيعة فعلية مع مراكز الامتياز.

    إن امتناع هذه القوى عن الانخراط في تحالف "تأسيس" لا يعود إلى رفض صريح لمبادئه، بل إلى خشيتها من أنه سيُجبرها على إعادة تعريف مواقعها، والتنازل عن صيغ تمثيل قديمة مكّنتها من النفوذ داخل مشهد سياسي يعيد إنتاج نفسه عبر الرموز والشعارات، لا عبر الوقائع والالتزامات.

    فالكثير من هذه النخب بنى وجوده على التواطؤ الرمزي مع السلطة أو مع مركزية الدولة المدنية الزائفة، أو على الظهور كممثل "عقلاني" مقبول لدى بعض الدوائر الدولية، وهي لذلك لا تريد المخاطرة بمكانها داخل معادلة الامتياز، ولا ترغب في الانتماء إلى مشروع سياسي ثوري سيفرض عليها مساءلة موقعها ورمزيتها.

    وهكذا، فإن صمتهم المتعالي اليوم لا يعني "الحياد"، بل مشاركة صامتة في تأجيل التغيير، ومنح الدولة القديمة فرصة أخرى لإعادة ترتيب أدواتها وخطابها ومواقعها. وهذا الحياد المراوغ يُعادل – من حيث الأثر – التحالف مع منطق الهيمنة نفسه.

    وقد عبّر عن هذه الحقيقة مارتن لوثر كينغ حين قال:
    "أسوأ ما في الأمر ليس قسوة الأشرار، بل صمت الأخيار"
    أما مالكوم إكس فقال بصراحة جذرية:
    "عندما تظل متفرجًا على الظلم، فأنت شريك فيه، حتى لو لم ترفع سلاحًا"
    وكتب باسكال:
    "الصمت في وجه القهر ليس حيادًا، بل اختيارٌ للمُضطهِد"
    وفي صياغة ماركسية لا لبس فيها:
    "التحليل دون موقف هو إطالة لأمد النظام، مهما بدت المفردات ثورية"
    لقد آن أوان المواجهة، وآن للأحزاب السودانية التي تدّعي الثورية أن تخرج من عزلتها اللفظية، وتنتقل من خانة التحليل إلى ميدان الفعل. فالكلمات لم تعد كافية، والموقف الرمادي لا يحمي أحدًا.
إما الانخراط في عملية التأسيس، بشجاعة وشروط معلنة، أو الاصطفاف – بقصد أو بغير قصد – في صفوف النظام الذي يُعاد إنتاجه اليوم بوجوه أكثر عنفًا ودهاء.

    سادسًا: صمت الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني… حيادٌ مشبوه أم تحالف مع الامتياز؟
    في لحظة مفصلية مثل التي يعيشها السودان بعد حرب أبريل 2023، لا يمكن تبرير الصمت تجاه تحالف "تأسيس" – التحالف الوحيد الذي يُقدّم ميثاقًا واضحًا ودستورًا معلنًا لبناء دولة بديلة – بأي حجة مؤسسية أو تنظيمية أو مبدئية. فالأحزاب التي تُسمّي نفسها "مدنية" أو "ثورية"، ومنظمات المجتمع المدني، والاتحادات المهنية، تجد نفسها اليوم في موقع المتفرّج، في حين أن لحظة التأسيس تُكتب على الأرض بدماء النازحين، وهشيم الدولة، وصيحات المقاومة.

    هذه الجهات – التي طالما تغنّت بقيم التغيير – اختارت ألا تصدر موقفًا واحدًا، صريحا ومعلنا تجاه قضايا حاسمة مطروحة في ميثاق تأسيس، مثل:
    - العلمانية بوصفها شرطًا لبناء المواطنة؛
    - اللامركزية الدستورية كبديل للهيمنة المركزية؛
    - العدالة التاريخية التي تعترف بالمظلومية البنيوية؛
    - تفكيك وإعادة بناء الجيش على أسس وطنية غير عقائدية؛
    - إعادة تعريف الدولة من موقع الهامش لا المركز.

    إن امتناع هذه الكيانات عن الانخراط في مشروع كهذا لا يعني رفضها له مبدئيًا، بل خشيتها من أن يطالبها بتنازلات جذرية: عن مواقعها، عن خطابها، عن تصورها المُعوّم عن "التغيير"، وربما عن امتيازها الطبقي نفسه!

    ما يُقدَّم كـ"تحفّظ حقوقي" أو "مراقبة مجتمعية" أو "إسناد من بعد" هو هروب من اللحظة السياسية، وخوف من المساءلة التاريخية، وحرص على البقاء داخل منطقة رمادية تمنحها القدرة على النجاة مهما كانت النتيجة. لكنه – في الجوهر – تواطؤ رمزي مع قوى الأمر الواقع، سواء في بورتسودان، أو في الخرطوم، أو في كواليس المجتمع الدولي.

    فإذا كانت الثورة تعني شيئًا، فهي – كما كتب إيتالو كالفينو –
    "انحيازٌ لا نهائي إلى ما لم يُكتب بعد"
    أما أن تظل هذه الكيانات رهينة الانتظار، أو الإرجاء، أو التجنّب، فهذا يعني ببساطة أن السودان الجديد سيتشكّل من دونهم، أو ربما ضدهم!
    كما كتبت غياتري سبيفاك في نقدها لنخب الجنوب العالمي:
    "حين تصمت النخبة عن خطاب التغيير، فإنها تقول كل ما تحتاج السلطة لسماعه"

    اخيرا: الحياد ليس مظلة، بل خندق في صف الظلم:
    في السودان اليوم، لا يوجد طرف محايد. من لا يقف في معسكر إعادة التأسيس، يقف – موضوعيًا – في معسكر بقاء ما كان. ومن لا ينخرط في كتابة دستور بديل، يوافق ضمنًا على دستور العسكر، أو على دولة ما بعد الانهيار.

    تحالف "تأسيس"، بما له وما عليه، هو المشروع الوحيد الذي يطرح إعادة بناء السودان من الهامش، من المقاومة، من الدم، من الشتات، ومن أصوات المهمّشين لا من شعاراتهم.
    ومن يخشى انعدام النقاء فيه، فليخض المعركة داخله لا خارجه. فكما قال لينين:
    "التحالف لا يبتلعك، ما لم تكن قد ابتلعت نفسك سلفًا"

    وللحوار بقية. النضال مستمر والنصر اكيد.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de