الكيانات الجامعة ؛ تنشأ في العادة من أجل تحقيق أهداف إستراتيجية معينة ، و هي تحتاج إلى قيادات تحمل بذور تلك الأهداف ، و تجتهد بعد ذلك في إيجاد الوسائل و الطرق الكفيلة بتحويل الأحلام و الطموحات إلى واقع ملموس ، و قد وجدت كيان الإتحاد الأوروبي تلك القيادات ، و كذلك كيان مجلس التعاون الخليجي في فترة أيضاً مثل تلك القيادات ، فحققت من الأهداف الإستراتيجية الموضوعة للكيان الجامع الكثير و ما زالت . كان لقيام الإتحاد الإفريقي صدى طيب ، و إستبشرت الشعوب الأفريقية بالخير الوفير من بعد بزوغ فجر هذا الصرح ، و لكن بعد التجربة ، تأكدت هذه الشعوب بأن ما في جعبة الصرح لا يعكس ما يموج في القارة من جملة معضلات قابلة للزيادة كل يوم ، بسبب عجز الجهد الجمعي للأمم ممثلة في كيانها الوليد ، فما العمل إذن ؟ و إلى متى يستمر نوم الكيان الوليد ؟ و هل مشاكل القارة تدعو إلى يأس القيادات و القبول بحركة النعامة إياها ؟ الأولى باليأس كانت دول مثل الهند و الصين ، كانت و ما زالت تفوق في عدد سكانها مجموع سكان القارة الأفريقية ، و لكنها إنتصرت على معضلاتها المتشعبة بسبب إصرار القيادات على التغيير نحو الأفضل ، فها هي الصين اليوم يبلغ ناتجها الإجمالي فوق ١٨ ترليون دولار ، و تحتل المركز الثاني عالميا ، و ها هي الهند تحتل المركز الخامس عالميا بناتج إجمالي يقترب من ٤ ترليون دولار ، و القارة الأفريقية أكثر مساحة من الدولتين الآسيويتين و أقل سكانا من كليهما ، و أوفر حظا في الموارد الطبيعية ، و لكن تكمن المشكلة في نوعية القيادات الموجودة و مدى إهتمامهم بالأهداف الإستراتيجية للكيان الجامع المسمى بالإتحاد الإفريقي . نقترب من الربع الأول في القرن الأول في الألفية الثالثة بالتاريخ الميلادي ، و الذي سيحل في العام المقبل ٢٠٢٥ ، من أهم واجبات الكيانات الجامعة سياسات التحفيز للعناصر ، و العناصر في كيان الإتحاد الإفريقي هي الوحدات الدولية المنضوية فيه ، ففي العام المقبل إقترح تكريم الدول الأفريقية الخمس الأوائل في معدلات التنمية المستدامة في السنوات الخمس و العشرين الماضية ، و معها أفضل خمس دول تحسنت إقتصاداتها من القاع طوال تلك الفترة ، من قبل الاتحاد الإفريقي ، و أن تجعل ذلك سياسة ثابتة تنفذ بعد كل عقد من الزمان ، و أن تنظم فعالية ضخمة بمساعدت برلمانات دول القارة للإحتفاء بإنجاز رئيس رواندا بول كاغامي ، الذي حقق المستحيل بإنتشاله بلاده من أتون الصراعات العرقية إلى آفاق جديدة في خطوة لم تجد حظها من الاحتفاء العالمي ، و لكن الإتحاد الإفريقي و برلمانات دول القارة بتكريمهم له ، يكون قد حفظ حقه في التأريخ السياسي الحديث ، كما حفظ حق المناضل نيلسون مانديلا في عالمياً. من المهم أن يكون للإتحاد الإفريقي نافذة ثابتة في وسائل الإعلام المحلية في الوحدات الدولية المنضوية تحت لوائه ، في شكل إسبوعي أو شهري ، يعكس أنشطة و فعاليات الاتحاد الإفريقي بصورة راتبة ، و يستقبل من خلاله ردود أفعال الشعوب الأفريقية على نوعية السياسات و مقترحاتهم البديلة للسياسات محل وجهات نظرهم ، فقنوات التواصل تلعب دوراً فاعلاً في تطوير الكيانات الجامعة ، كما أن الإطلاع على تجارب الغير مهم من أجل تقصير أمد التغيير الداخلي لهذه الكيانات الجامعة . Email: [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة