مفهوم الدولة لدى الساسة السودانيين المعاصرين حسب كتاباتهم وأطروحاتهم السياسية الدولة كهيكل مؤسسي بعض الساسة السودانيين يرون أن الدولة هي هيكل مؤسسي يتألف من مؤسسات حكومية تشرف على إدارة الشؤون العامة وتلبية مصالح المواطنين، بما في ذلك الحكومة والبرلمان والقضاء والإدارات المختلفة.
الدولة كمجتمع محدد يعتبر آخرون أن الدولة تمثل مجتمعًا محددًا بحدود جغرافية وثقافة وتاريخ مشترك. يركز هؤلاء على الهوية الوطنية والانتماء للدولة.
الدولة كمنظومة سياسية واقتصادية يركز بعض الساسة على دور الدولة في توفير الأمان والخدمات الأساسية وتنظيم الاقتصاد، مع التأكيد على أن الدولة يجب أن تكون قادرة على تحقيق التنمية والعدالة الاجتماعية.
الدولة والهوية القومية يرى البعض أن الدولة ترتبط بالهوية القومية، اللغة، والتراث، ويعتبرون أن الدولة يجب أن تعكس وتحمي هذه العناصر.
الدولة والديمقراطية يؤمن آخرون بأن الدولة يجب أن تكون ديمقراطية، حيث يشارك المواطنون في صنع القرارات ويتمتعون بحقوق وحريات.
تطور مفهوم الدولة عبر التاريخ في السودان العصور القديمة شهد السودان حضارات قديمة مثل مملكة كوش ومروي ونوباتيا والمقرة، حيث كان مفهوم الدولة يتشكل حول الملكيات والإمبراطوريات.
المملكة الكوشية كانت مملكة كوش تسيطر على أجزاء من مصر والسودان، وكان لها نظام سياسي واقتصادي متقدم ولغة مروية مميزة.
الحكم الإسلامي والعثماني بعد دخول الإسلام، شهد السودان حكم السلطنة الزرقاء والتنجر، وكان لهذه الفترات تأثير هام في تطور مفهوم الدولة.
الاستعمار والاستقلال تأثر السودان بالاستعمار البريطاني والمصري، وأصبح دولة مستقلة في عام 1956. شهدت هذه الفترة تحديات كبيرة بسبب التنوع الثقافي والسياسي.
الانفصال الجنوبي في عام 2011، انفصل جنوب السودان عن الشمال بعد استفتاء على الاستقلال، مما أثر على مفهوم الدولة والهوية الوطنية.
أهم الأحداث التاريخية التي شكلت مفهوم الدولة في السودان المملكة الكوشية تعتبر السيطرة الكوشية على أجزاء من مصر والسودان فترة هامة في تاريخ السودان.
الحكم الإسلامي والعثماني ساهمت الفترات الإسلامية والعثمانية في تشكيل الهوية السياسية والدينية للسودان.
الاستعمار والاستقلال أدى الاستعمار والاستقلال إلى تغييرات جوهرية في مفهوم الدولة والهوية الوطنية.
التحديث والتحولات السياسية شهد السودان بعد الاستقلال تحولات سياسية متعددة، بما في ذلك الحكم الديمقراطي والانقلابات العسكرية.
تأثير الدين والقبيلة على مفهوم الدولة مواطنة دولة المدينة في الحقبة اليونانية والرومانية، ارتبط مفهوم المواطنة بدولة المدينة، حيث شملت قيم المشاركة السياسية والمساواة.
مواطنة الإيمان في العصور الوسطى الإسلامية والمسيحية، كان المواطن هو الفرد المنتمي للعقيدة السائدة، مما أعطى حقوقًا للمؤمنين.
مواطنة المدن المستقلة في العصور الوسطى، ظهرت مفاهيم المواطنة في المدن التجارية في جنوب أوروبا، خاصة في إيطاليا.
حروب السودان والصراعات الإقليمية التأثير الأمني الصراعات الداخلية في السودان تهدد الاستقرار الإقليمي وتؤدي إلى النزوح البشري والتداعيات الأمنية.
التأثير الاقتصادي تؤدي الحروب إلى زيادة الأعباء الاقتصادية على دول الجوار وتؤثر على البنية التحتية والتجارة.
التأثير القبلي والتاريخي الصراعات في المناطق الحدودية تستند إلى معتقدات قبلية وتاريخية، مما يعوق تحقيق السلام الدائم.
التداعيات الإنسانية النزوح والهجرة تؤثر على الدول المجاورة وتزيد من الضغوط الاقتصادية.
طرح مفهوم مناسب للدولة في السودان السياسية الحالية الدولة الدينية تعتبر الشريعة الإسلامية جزءًا أساسيًا من هوية الدولة في السودان، ويُعتبر تطبيق الشريعة قضية حساسة.
الدولة العلمانية تؤمن الحركة الشعبية لتحرير السودان بعلمانية الدولة في الجنوب، ويفضل الفصل بين الدين والدولة لتحقيق المساواة والحريات الشخصية.
الدولة المدنية تركز على الحقوق والحريات الفردية والمساواة، وتسعى إلى تحقيق العدالة والتنمية الشاملة للمواطنين.
دور الثورات والتحولات السياسية في تشكيل مفهوم الدولة ثورة أكتوبر 1964 أدت إلى الإطاحة بالرئيس إبراهيم عبود وتأسيس حكومة مدنية.
ثورة أبريل 1985 أدت إلى الإطاحة بالرئيس جعفر نميري وشهدت تحولات في الهوية الوطنية والعلاقة بين الدين والدولة.
ثورة ديسمبر 2018 أدت إلى الإطاحة بالرئيس عمر البشير وشهدت تحولات في مفهوم الدولة والتطلعات نحو ديمقراطية أكثر شمولًا.
*إن مفهوم الدولة في السودان يتأثر بتاريخه المعقد والتحديات التي يواجهها، ويعكس سعي الإنسان للإنصاف والعدل والمساواة، مع أهمية الثورات والضغط من جانب الإرادات في تشكيل هذا المفهوم.
07-15-2024, 02:05 PM
زهير ابو الزهراء زهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 11800
وهذا الكلام للذين يرون ( ما كتبت محاولة لخلق مقاربات لمفهوم الدوله الا انها أول محاولة للتنظير لمفهوم الدوله انطلاقاً من مسيره التاريخ او من الازمات. هناك فرق كبير جدا بين التفكير فى إشكاليات الدوله و نظريه الدوله وكان الاستناد الي ما قال الدكتور عبد الله العربى فى كتابه ” مفهوم الدوله ” مطبعه بيروت ١٩٨٨)
الفرق بين إشكاليات الدولة ونظريتها
تطور مفهوم الدولة: من التاريخ إلى التحديات المعاصرة أود في البداية أن أعرب عن تقديري لتعليقاتك القيمة والاحترام الكبير الذي أبدته تجاه مقاربتي لمفهوم الدولة. إن مناقشة مفهوم الدولة تستحق بالفعل تناولاً متعدد الأبعاد، يعبر عن النظريات الفلسفية والتاريخية والسياسية والاقتصادية.
نظرية الدولة وتجاربها لقد أشرت إلى أن تعريف الدولة كنظرية يجب أن ينطلق من منطلق عقلاني غير مادي، غير مرتبط بمجال جغرافي معين، وأن النظريات هي نتاج للفكر البشري الذي يتجاوز الحدود الجغرافية. وهذا صحيح بلا شك. فالنظرية الاقتصادية لآدم سميث، على سبيل المثال، لا ترتبط فقط ببريطانيا بل تتجاوزها إلى جميع الدول التي تبنت النظام الاقتصادي الرأسمالي. بنفس الطريقة، نظرية الدولة تتجاوز الحدود الجغرافية.
ومع ذلك، فإن تاريخ الدول وتجاربها العملية تؤثر بشكل كبير على تطبيق النظريات وتطويرها. على سبيل المثال، إن تطبيق مفهوم الدولة في فرنسا يختلف عن تطبيقه في السودان، نظراً لاختلاف السياقات التاريخية والثقافية والسياسية. التاريخ والأزمات يمكن أن يفرزا تطبيقات ومقاربات متنوعة لنظرية الدولة.
الدولة والمسبب والسبب ذكرت أن المقاربات التي استخدمتها لتعريف الدولة (سياسة، اقتصاد، قانون، وتاريخ) هي نتائج لوجود الدولة نفسها، وبالتالي لا يمكن تفسير المسبب بالسبب. بينما هذا التحليل صحيح من منظور فلسفي، يمكننا أيضاً النظر إلى التاريخ والأزمات كعوامل ساهمت في تشكيل الدولة وتطورها. فالدولة ككيان ليست فقط نتيجة لأسباب معينة، ولكنها أيضاً فاعل يتفاعل مع الظروف المحيطة به ويؤثر فيها.
الدولة والحركات الإسلامية أشرت إلى أن الحركات الإسلامية مثل حسن البنا، وسيد قطب، وأبو الأعلى المودودي، ومحمد بن عبد الوهاب قد قدموا تفسيرات لمفهوم الدولة تختلف عن النظرية التقليدية للدولة. هذه الحركات تركز على مفهوم دار الإسلام ودار الكفر، وتبدل مفهوم المواطنة بمفهوم الولاء والبراء. هذا صحيح، ويبرز أن مفهوم الدولة ليس ثابتاً بل يتغير بتغير الفكر السائد والظروف السياسية والاجتماعية.
النظرية الفلسفية للدولة النظريات الفلسفية للدولة كما قدمها ميكافيلي، وكانط، وكارل ماركس، وجون لوك، وجان بول سارتر، تفسر الدولة من منطلقات براغماتية، ديالكتيكية، وفلسفية. هذه النظريات تقدم رؤى متعددة ومتنوعة لمفهوم الدولة. إن تجاوز الفلسفة لمرحلة إيجاد مفهوم الدولة إلى البحث عن شرعيتها وواجباتها تجاه مواطنيها يعكس تطور الفكر البشري وتغير القضايا الرئيسية التي يواجهها.
شرعية الدولة والعقد الاجتماعي السؤال حول مصدر شرعية الدولة والقيام بواجباتها تجاه مواطنيها هو سؤال حيوي. الدولة تستمد شرعيتها من العقد الاجتماعي، الذي يمثل اتفاقاً ضمنياً بين الدولة ومواطنيها. إذا أخلت الدولة بهذا العقد وتجاوزت سلطاتها الممنوحة لها من الشعب، فمن حق الشعب أن يطالب بحقوقه وربما حتى يعيد النظر في نظام الحكم.
الوضع في السودان تطبيق هذه الأفكار على السودان يعكس التحديات التي تواجهها الدولة السودانية حالياً. السودان يمر بمرحلة انتقالية معقدة، حيث يتطلب تحقيق الاستقرار وإعادة بناء الدولة تضافر الجهود بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية. يجب أن تستمد الدولة السودانية شرعيتها من الشعب وأن تلتزم بحماية حقوقه وفرض الواجبات بالقوة القانونية المشروعة. تجاوز الدولة لسلطاتها يمكن أن يؤدي إلى فقدان شرعيتها ومواجهة اعتراضات من الشعب.
إن مفهوم الدولة يتجاوز النظريات التقليدية ليشمل تطبيقاتها العملية وتجاربها التاريخية. إن التفاعل بين النظرية والممارسة هو ما يشكل الدولة الحديثة، وهذا ما يجعل مناقشة تطور مفهوم الدولة موضوعاً معقداً ومتعدد الأبعاد.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة