تحشرجت عبرتى وفاضت دموعى من سيل لذكريات متلاحقة ، كنت ادخرها تواسينى الى حين لقاء أحبابي وإستنشاق ريحة تراب وطن عزيز لحين العودة والإستراحة من صقيع الغربة داخل احضانه، و هذا البعد عنه جمد فينا كل حرارة حياة ، فأصبحنا نستطعمها آليا لكى نشعُر بأننا على قيد الحياة ولكن حتى هذا البصيص قد حسدوننا عليه وحقدوا على ذكرياتنا التى تزيد من أعمار وجودنا وأحبابنا بحيث نعيشها ونحن بعيدين عنهم فكما قيل من قبل ان الذكرى للإنسان عُمر ثانٍ. هم يعتقدون بحسب جهلهم الفاضح ومحبتهم للحُكم والدنيا ان ما يفعلونه لأجل مصالح ليس له تأثير!!! فمن مات وفُقد فى هذه الحرب فيتم ذوويه فترات حزنهم عليه ثم ينسونه !! ولا يعلمون أنهم يقتلوننا ونحن أحياء بالحسرة والدموع على بلد يضيع وشباب وأطفال وكبار سن يفتقدون فى رونق الحياة والأمل !! ولأسوأ شئيا على الإنسان هو فقدانه للأمل والشغف بالحياة ، ولكن ذلك لا يعنيهم ولا يؤثر فيهم فهم حقيقة أجساد مولعة بالشهوات فقط لكنها خاوية دون روح او مشاعر وقلوبهم يستعيذ الحجر منها لأنه يمكن أن قد تسند رأسك يوما ما عليه وأنت على قارعة طريق فيفيدك ، وحتى الحيوانات فهى تشعر ببعضها وتُدافع عن نفسها وحياتها ، ولكن أنتم ترفُضون حتى دفاعنا عنا حياتنا بل تقتلوننا لأجلكم وهذا اسوأ ما رأته الإنسانية حتى فى حروبها ولكنكم تصرُون على عدم الإنسانية والأخلاق تجاهنا ونحنُ أصحاب الحق من قبل وبعد ولكن لمن نقول !؟ كُنا مُجتمع آمن برغم ما فيه من سلبيات وتناقضات ولكننا نستطيع تيسير حياتنا بالكثير والقليل راضين قانعين بما لدينا.. بل أصحاب طُرفة تُهون علينا كل مطبات الحياة فنجلس على أرض ثابتة برغم قسوة السُلطات المتواصلة اعواما واعوام لتُعيق علينا كل مسيرة فى الحياة ، تحملنا ، صبرنا ، أبدعنا ، إبتكرنا ، تثاقفنا برغم قلة ما نملك ، تسامرنا ، غنينا ، إبتهجنا مع كل الم ، إغتربنا ، لجأنا ،سعينا فى كُل دروب الحياة فقط لنُحافظ على حياتنا ونسيجنا الإجتماعى ولكن كل ذلك لم يكفيكم ولم يُرضيكم لأنانيتكم فنشبتُم حربا رعناء لا وعى ولا تفكير فيها ولا هدف لوطن داخلها بل خرابه ، تدميره ، تشتيتنا ، تلويعنا ، تدمير كُل جميل شيدناه بكُل تلك الصعوبات التى اوجدتموها فى حياتنا ولكننا إستطعنا صُنع حياة مميزة ، متفردة من شعب متفرد برغم عنكم ولن نتنازل عنها وسنعود وستذهبون الى الجحيم الأبدى الذى نتمناه أن يطالكم اليوم قبل غدا وليس عليه بهين . نعم أذقتونا مُر الألم بما حدث للأرواح الضاعت ، لبلادنا وتخريبها ، لممتلكاتنا التى كوناها بصبر سنين وتكاتف الجميع لخلق منازل وحياة ترتقى بنا كبشر وبعد ذلك دمرتوا كل ذلك حقدا فأنتم خُلقتم للخراب فقط فهو يليق بكم وبنفوسكم القبيحة . سنعيد كل ما كان وبأفضل ولن يهزمنا هوانكم وضعفكم ، فمن يسلُك الحرب والرصاص دربا ذلك أكبر دليل على ضعفه وجُبنه ، فما تحملونه من سلاح فتاك صنعوه أقوياء بعقلهم وباعوه إليكم انتم الاغبياء الذين تتباهون بعضلاتكم ، وأى من يتباهى بعضلاته وحمل سلاح لم يجتهد فى صنعه ، ذلك أكبر دليل على عدم قُدرته ليصنع شيئا او يُحرك عقله ليدير حياة كريمة تحتويه وتحتوى من معه لا بارك الله فيكم ولا عفى ولا عفونا عنكم الى يوم أن نلتقيه يوم حساب كبير يجمعنا بكم وعند الله تجتمع الخصوم . ودمنا نحن الشعب صاحب القوة والهيبة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة