▪︎لازال حديثنا يتواصل عن الفلسفة والفلاسفة وأقوال العلماء والمفكرين والباحثين عن سبر غور معتقداتهم وأفكارهم وأحوالهم ومآلاتهم. فتعرّفنا في الأعداد السابقة على منشأ الفلسلفة ومبتدأ الفلاسفة القدماء: ( سقراط أفلاطون إرسطو ). على الترتيب كل واحد منهم تلميذ لمن قبله..لم يترك سقراط مؤلفات، ولكن ترك حكمًا منقولة عنه، وكتب أفلاطون حواراته، ثم كتابه الجمهورية الذي هو حوار سقراطي ألّفه أفلاطون عام ( 380 ق.م). تحدّث فيه عن تعريف العدالة والنظام، وطبيعة الدولة العادلة، والإنسان العادل. ▪︎الجمهورية هي المؤلف السياسي الرئيس لافلاطون، وهي المدينة الفاضلة، والدولة المثالية من وجهة نظر أفلاطون، مكونة من ثلاث طبقات: 1- طبقة اقتصادية مكونة من التجار والحرفيين. 2- وطبقة الحراس. 3- وطبقة الملوك الفلاسفة(الحكماء).. يتم اختيار أشخاص من طبقة معينة ويتم إخضاعهم لعملية تربويّة وتعليمية معيّنة، ويتم اختيار الاشخاص الأفضل ليكونوا ملوكاً فلاسفة، حيث إنهم استوعبوا المُثل الموجودة في علم المُثل ليخرجوا الحكمة. ▪︎هل كان سقراط نبيًا، أم إنه لقمان الحكيم؟؟ كتب أحمد إبراهيم الشريف: فى مثل هذا اليوم 15 فبراير سنة ( 399 ق.م) حكمت محكمة أثينا على الفيلسوف الشهير سقراط بالإعدام عن طريق تجرّع السّم، وكانت التهمة "إفساد الشباب"، لكن أفكار سقراط ظلت بعده ممتلئة بالخير والرؤية الصالحة ما يدفعنا لطرح سؤال: هل كان سقراط نبيًّا؟ ▪︎فى سنة 2013م نشرت جريدة الحياة مقالة تحت عنوان "فلاسفة... أم رسل؟" وفيها استشهد "فهد الزغيبى" بحديث شريف عن عن أبى ذر الغفاري -رضي الله عنه- فيه "قال: قلت: يا رسول الله، كم الأنبياء؟ قال: " مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً "، قلت: يا رسول الله، كم الرسل منهم؟ قال:"ثلثمائة وثلاثة عشر جَمّ غَفِير"، قلت: يا رسول الله، من كان أولهم؟ قال:" آدم ". الحديث..وفى القرآن الكريم لم يُذكر سوى أسماء 25 ما بين رسول ونبي- عليهم الصلاة والسلام- أجمعين. ▪︎وقال الزغيبى فى مقالته قرأت أن الحديث الوارد أعلاه ضعيف، ولا أعلم حقيقةً عن مدى صحته لكنى تساءلت عن بقية الأنبياء والرسل الذين لم يذكرهم الله عز وجل فى كتابه لحكمة لا يعلمها إلا هو سبحانه وتعالى، وتساؤلى كان يقول: من هم وأين كانوا؟ ولماذا لم تتواتر أخبارهم على أقل تقدير بين الأمم الذين عاشوا فى عصرهم؟ إلى أن تابعت حلقة من برنامج "العلم والإيمان" للراحل الدكتور مصطفى محمود، بعنوان "الأديان"، وطرح سؤالًا كالآتى" هل يوجد أنبياء غير الأنبياء المعروفين فى التوراة والإنجيل والقرآن؟. واسترسل قائلاً إنه من المحتمل وجود الكثير من الأنبياء الذين بتقادم العهد اختلطت رسالاتهم بالكثير من التحريف". ▪︎وأضاف "الزغيبى" أنه استحضر الكثير من أسماء الفلاسفة الذين كانت رسائلهم توحيدية، وتساءلت هل كانوا فعلاً أنبياءً ورسلًا؟. ليقطع على الدكتور مصطفى محمود هذا التساؤل، ويقول: إن إرسطو كان يرى أن الله خلق كل شىء. وأفلاطون كان يسمي الله مثال الخير. ▪︎ لكن هناك آراء أخرى كانت ترى عكس ذلك وتذهب إلى أن النبوة والرسالة لا تُثبت لأحد من الناس إلا بنصٍّ من القرآن الكريم أو السُّنة النبوية الصحيحة، ولذلك لما أخبرنا الله تعالى بأسماء وأخبار جمع من أنبيائه ورسله- عليهم الصلاة والسلام-، فإنه جلَّ وعلا خاطب نبيّه محمدًا عليه الصلاة والسلام بأنه سبحانه استأثر بعلم أسماء وأخبار عدد من الرسل. ▪︎ بينما ذهب الدكتور عبد الرحمن الصالح إلى أن لقمان هو نفسه الفيلسوف سقراط (399 ق م)، واعتمد فى ذلك على أدلة منها: شَكلُ سقراط، بإلقاء نظرة على تمثال سقراط والاطلاع على أوصافه يبدو الشبه الظاهر بين اشتقاق كلمة لقمان (عظيم اللقمة) وبين هذا الرجل، الأصل الاجتماعى لسقراط والصورة التى رسمها المفسرون لتخيلهم للأصل الاجتماعى للقمان. كذلك اشتهار لقمان فى التراث العربى بالحكمة واشتهار سقراط بذلك حتى إن أرجح الأقوال فى استخدام فيلسوف أى محب الحكمة يعود إلى سقراط، فقد قالها تواضعاً حين قيل له أنت حكيم فقال لا، بل محب للحكمة. يتبع؛؛؛؛؛ --------------- بقلم/ حمزة محمد حمد
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة