بلادنا ظلت تعاني منذ فترة طويلة من تحديات سياسية وإقتصادية وإجتماعية تفاقمت على مر السنين، وكانت الأحزاب السياسية من أبرز الجهات التي عانت من مشكلات فكرية وسياسية وتنظيمية أعاقت قدرتها على تحقيق تطلعات الشعب السوداني في حياة حرة كريمة. إن الحاجة إلى الإصلاح السياسي تظل ضرورية لبناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية مستقرة في السودان، إلا أن هذا الإصلاح لن يكون ممكنا دون وقف الحرب اللعينة وتحقيق السلام والأمن والاستقرار السياسي.
تعد المشكلات السياسية والفكرية والتنظيمية التي تواجه الأحزاب السودانية عائقا رئيسيا أمام تقدمها وتأثيرها على الساحة السياسية. نقص الرؤية الاستراتيجية وضعف البنية التنظيمية عوامل أعاقت قدرة الأحزاب على تقديم برامج سياسية فعالة وجذابة للناخبين. مع ذلك، نحن كجيل جديد يجب أن ندرك أن الإصلاح السياسي لن يحدث بشكل كامل وفعال مالم يتم إنهاء الحرب اللعينة التي تعرقل أي محاولة للإصلاح أو التطوير أو التغيير الجذري. علاوة على ذلك، يجب أن نضع في إعتبارنا أن المؤسسات العسكرية والأمنية ساهمت في تقويض الاستقرار السياسي والأمن في البلاد. فالتدخل العسكري في السياسة شكل عامل رئيسي في عدم ترسيخ الديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية وتحقيق التنمية المستدامة. لذلك، يجب أن يكون الإصلاح السياسي في بلادنا شاملاً، يشمل إصلاح المؤسسات العسكرية والأمنية بشكل جذري. يجب أن نعمل بعد إنهاء الحرب على إعادة هيكلة هذه المؤسسات وتعزيز دورها بما يتماشى مع مبادئي الديمقراطية وسيادة القانون. بالإضافة إلى ذلك، يجب على جميع القوى الوطنية التقدمية المناهضة للإستبداد والفساد والظلم إتخاذ خطوات فعالة نحو توحيد صفوفها وتعزيز تعاونها من أجل تحقيق أهداف مشتركة تخدم مصلحة البلاد والشعب. في الختام لابد من الإشادة بدولة فرنسا وكل الدول والمنظمات التي ساهمت في تنظيم مؤتمر باريس للقضايا الإنسانية الناجمة عن الحرب اللعينة التي أشعل نيرانها الكيزان بهدف قطع مسيرة التغيير في السودان. لذا يجب أن يكون السلام والأمن والاستقرار السياسي هدفاً مشتركاً نسعى إليه جميعا سواء سواء كنا أحزاب سياسية أو مؤسسات مجتمع مدني. بالعمل المشترك والتعاون، يمكن تحقيق تقدم حقيقي نحو بناء دولة مدنية ديمقراطية فدرالية مستقرة تخدم مصلحة جميع أفراد المجتمع السوداني.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة