لم ينبس شمالي واحد بكلمة تندد بقصف الجيش للمدنيين في جبال النوبة قبل أسبوعين، حيث قتل الآلاف من نساء وأطفال وعجزة من أهل الكباشي، حتى أن النوبة خرجوا ببيان تنديد بمقتل أهلهم، لكن لم يبكِ عليهم الشماليون، بل حاولوا التعتيم على الخبر وتجاهله حتى لا يسري في الأسافير ووسائل التواصل الاجتماعي. فالشماليون منذ الاستقلال وهم يقتلون الجنوبيين ويغتصبونهم ويسرقون ثرواتهم، ويقولون بأن جون قرنق متمرد وأنه ضد (الشعب السوداني) فهم يحتكرون الجنسية السودانية ولذلك فقتل جيشهم لباقي القبائل في الشرق والغرب والجنوب هو دفاع عن (شعب السودان)، أما أي مطالبة من أهل ااشرق أو الغرب أو الجنوب لحقوقهم فهي تمرد من عبيد وأرتريين وتشاديين..الخ. هم يحتكرون حتى الألم -وبلا خجل- يحتكرون الحق في الحياة، وليس فقط الحق في الثروة والسلطة، فهم لا يعتبرون موت الجنوبيين ولا الغرابة ولا أهل الشرق له قيمة، بل هم وحدهم الذين لهم الحق في التعبير عن آلامهم. ولقد أظهرت هذه الحرب بؤس هؤلاء الشماليين وخفة عقولهم وأنانيتهم، وهم يحلمون ويحلمون، ولا يريدون حتى رؤية الواقع، بل يدفنون رؤوسهم في الرمال. ولا يريدون معرفة أن العالم تغير، وأن الحرب الآن ليست حرباً بين جيشهم وجيش الدعم السريع، بل هي انتقلت من حرب الجنوب إلى حرب الغرب والشرق والجنوب الجديد. هذه الحرب لم تعلن خصومة بين البرهان وحميدتي، بل أعلنت نسف الماضي كله، وظهور وعي شامل في كل الأقاليم المهمشة والتي ظلت تتعرض للقصف والتهجير والنهب الممنهج بقيادة تحالف الشماليين الثابت (المال، الجيش، الأمن، القانون). ولا يزال الشماليون يحاولون استخدام الأدوات القديمة: الخروج من باب والدخول بباب آخر: الخروج من باب الأحزاب، والدخول من باب العسكر، الخروج من باب العسكر والدخول من باب الأحزاب، الخروج من باب الكيزان والدخول من باب القحاطة، الخروج من باب القحاطة الدخول بباب تقدم، الخروج من باب تقدم والدخول من باب جيشهم، في دوائر جهنمية، داخل دوائر جهنمية أخرى. لم يحارب الشماليون عبر جيشهم وإنما استخدموا كلاب الحراسة من أبناء الهامش، واستخدموا الترميز التضليلي، واستخدموا فتنة القبائل بين بعضها البعض، لكنهم اليوم فقط أصبحوا في مواجهة مباشرة مع الآخرين، ولذلك فإن كارثتهم كبرى ولكن أكثر الناس لا يعلمون. لذلك فهم اليوم في حالة تخبط شاسع المدى، لأن السوط لم يمسهم فقط، بل جلدهم جلداً قبيحاً فصرخوا وبكوا ولا زالوا يبكون بكاء النساء الثكالى، استخدموا كل أسلحتهم القديمة ففشلت، حاولوا شيطنة الدعم السريع ليس فقط ليجدوا إشفاقاً من العالم الخارجي بل حتى ليقنعوا أنفسهم بأنهم ضحايا الظلم، ولكنهم نسوا أنهم وهم يصرخون جنجويد جنجويد، أن الجنجويد الحقيقيين هم من صنعهم جيشهم الجبان ليواجه بهم المعارك التي انهزم فيها أمام الحركات المسلحة. ولم نسمع الشماليين في ذلك الوقت يصرخون بكاءً على أهل دارفور، لكنهم يصرخون اليوم: جنجويد جنجويد. ولم نسمعهم يصرخون ضد مليشيات الدفاع الشعبي الإرهابية التي قتلت واغتصبت ونهبت الجنوبيين، ولم نسمعهم يصفون واحداً من أغنيائهم بالحرامي رغم أنه لا يوجد غني واحد منهم حصل على ملايينه بالحلال، فهم قوم -كما وصفهم الرسول صلى الله عليه وسلم والذي لا ينطق عن هوى:(إذا جاعوا سرقوا وإذا شبعوا زنوا) صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم. وسلط الله عليهم رعاة الإبل، قوم بأسهم شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً، ثم ليتبروا بعدها ما علو تتبيراً. ذلك بأن الله علم فسوقهم فحق عليهم القول فدمرهم تدميراً. فسبحان الله الذي أخرجنا من مرحاضهم ومن عفنهم، وجعل كيدهم في نحورهم، اللهم فلا تذر من هؤلاء دياراً، إنك إن تذرهم لا يلدوا إلا فاجراً فاسقاً كفاراً، اللهم شتت شملهم وفرق جمعهم وأرنا فيهم عجائب قدرتك اللهم مزقهم كل ممزق اللهم أحصهم عددا، اللهم اقتلهم بددا، اللهم ولا تغادر منهم أحدا، اللهم ولا ترفع لهم راية، واجعلهم لمن خلفهم آية، إن كنا بهذا الدعاء على حق وصادقين. اللهم آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة