مايحدُث من تصعيد الآن في البحر الأحمر و هذه الحملة العسكرية و الهجمات التي تشنها القوات الأمريكية والبريطانية علي عدد من المدن اليمنية ومعاقل أنصار الله الحوثييين، وكذلك إستمرار الحرب الإسرائلية الفلسطينية ، وتصاعد وتيرة الأحداث هذه يمكن أن يكون له صلة وتأثير علي ما يجري داخل السودان والحرب بها ، كُل تلك الأحداث الجارية تحتاج منا التعامل علي أساسها فيما يختص باي تحرك لوقف الحرب في السُودان ، فإذا ما أردنا كمثال معرفة من هي الجهة التي يمكن التركيز عليها خارجياً في الوساطة ودعم وقف الحرب فحتماً هو ثالوث ( أمريكا ، السعودية ومصر ) ، فمصر والسعودية يمكن أن يلعبان دوراً كبيراً للتهدئة في كامل المنطقة بقيادة أمريكية لهذه الملفات ، تلعب فيها المصالح المتبادلة دورها ، فالسعودية يمكن أن تتعامل مع أي تهديد يمكن أن يأتيها من البحر الأحمر بإهتمام ، لذلك فإيقاف هجمات الحوثيين يهمها وفي ذات الوقت أمريكا تهتم لعدم تمدد إيران وحلفاؤها في المنطقة ، وهنا يمكن دخول السعودية كوسيط لمصلحتها مع تركيا وإيران خاصة بعد التقارب الأخير معهما ، وكذلك فدور مصر مهم جدا للوساطة والتهدئة مابين إسرائيل وحماس بالتنسيق مع السعودية ، وهذا لا شك يصب في المصالح الأمريكية والغربية في المنطقة ، ستكون فقط الإمارات هي الكلمة الشاذة في هذا الوضع ، لذلك فتضارب وتضاد المصالح هنا سيُلزم أمريكا بالضغط المُباشر علي الإمارات ، فوقف الحرب السُودانية إذاً يُمكن أن يكون مدعوما بشكل مُباشر في ممارسة ضغوط علي الإمارات وبقصقصة قوة مليشيا الجنجويد والدعم السريع والتوقف عن دعمّها مُقابل قض إسرائيل نفسها المشغولة بحربها وإستعادة مخطوفيها والمُطالبات بذهاب حكومة نتنياهو الطرف عن مطامعها ومصالحها في إستمرار وتمدد حرب السُودان ، وهنا أيضاً سيبرز ويطل الدور المصري الذي يمكن أن يُساهم في وقف الحرب بالسُودان وتفكيك مليشيا الدعم السريع ، بإقناع أمريكا بذلك لصالح المصالح المُشتركة للجميع... من كُل هذا من المهم أن يكون تحركنا علي أساس التركيز علي منبر جدة أمريكا مع إضافة مصر ، علي أن يلعب جنوب السُودان أيضاً أدوار خاصة وتنسيق مع المصريين ، لكن العبئ الخارجي للحلول مفتاحه هو منبر جدة امريكا إضافة لمصر... الإيقاد في تقديري في ظل هذه الأوضاع الدولية والإقليمية المُتشابكة وخاصة بعد فشل لقاء المُجرمين البرهان وحميدتي و إعلان أديس وما تلاه من أحداث عقدّت من الحلول عن طريقهم وإعلان خارجية البرهان تجميد التعامل مع إيقاد... اقترح في هذا الإتجاه تواجد مجموعة فريق عمل خاصة تضم "سياسين ودبلوماسيين وخُبراء مُتخصصون ومقدرات كبيرة كذلك علي التفاوض" و علي دراية تامة بالأوضاع الإقليمية والدولية السياسِية والأمنية والعسكرية ومؤمنون بضرورة وقف الحرب في السُودان ، مُهمتهم الأساسية هي فقط التحرك الخارجي ما بين السُعوديين والأمريكان و المصريين و جنوب السُودان وفق أهداف وقف الحرب وتحقيقها بالضغط للوصول لمطالب محددة وهي: ١/وقف الدعم لطرفي الحرب ومُمارسة الضغوط عليهم ٢/تصنيف مليشيا الدعم السريع والحركة الإسلامية ومليشيات الإسلاميين كمنظمات إرهابية أسوة بالحوثيين وحماس إن لم يلتزموا بوقف الحرب واطلاق النار وفتح الممرات الإنسانية وإغاثة الناس وخروج المليشيا من بيوت المواطنين وعمليات فصل الجنود ٣/إلجام الإمارات وتحييدها ووقفها دعم المليشيا بالسلاح والأموال والتدخل السياسي المُباشر لصالحها في المنطقة ٤/العمل علي إستقرار ووحدة السُودان ودعم الإنتقال الديمُقراطي فيه والسلام والبناء والتعمير وخيارات الشعب السُوداني ورغباته هذا هو الشق الخارجي لحلول وقف الحرب في السُودان وفق الموقف الدولي والإقليمي "الحالي" ، أما داخلياً فهو تشكيل اكبر جبهة وكتلة شعبية مدنية ترفض الحرب وخطابها وتعمل حائط صد لتمددها و تعمل علي مُساعدة الناس إنسانياً ويكون مركز تواجدها وقرارها وقيادتها من الداخل مع وجود وإمتداد لها في الخارج... هذه هي مسارات الحل الآنية لوقف الحرب الحالية ، والأولويات العاجلة ، وأي حديث عن عملية سياسية سابق لأوانه ، فتركيزنا الآن حول هذه الأهداف والوسائل والآليات التي إقترحناها ونؤمن بها... 18 يناير 2024
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة