الإقتتال الدموي في الدلنج بجبال النوبة والإقتراب من الحرب الأهلية الشاملة في السودان.. (1) ( العوده في الزمن الصعب )
بقلم
اخي القارئ الحصيف و أختي القارئة المستنيرة أبنائي و بناتي القراء الشرفاء أحييكم وعبركم أحيي نضالات الشعب السوداني ضد الظلم والفساد .. والدكتاتورية والإستبداد .. العنصرية البغيضة والمحسوبية .. أحيي عبركم أرواح شهدائنا الأبرار، كما أحيي اللاجئين و النازحين وكل المشردين الزين يفترشون الأرض و يلتحفون السماء و هم في أوضاعهم المأسوية المزرية .. أحيي المغلوبين على أمرهم الذين سلبت أموالهم و نهبت بيوتهم وإنتهكت أعراضهم طيلة فترات حروب التحرير في السودان والتي إمتدت حتى الآن في هذه الحرب العبثية بفعل الفاشلين من من سموا أنفسهم بالقيادات في هذه الدولة المعطوبة . حقيقة كنت من الكتاب الذين يكتبون عن القضايا السياسية الملحة و المربكة في الأزمة السودانية التي تطاولت أملاََ في أن نجد الأذن الصاغية لتغيير ما يحدث حسب فهمنا و رأينا البسيط إيمانا منا بدور الإعلام كوسيلة من وسائل الضغط على السلطات الحاكمة من أجل التقويم و تصحيح الأخطاء و الممارسات السالبة في أنظمة الحكم الظالمة والمتطاولة على هذا الشعب الصبور، و لكني توقفت عن الكتابة خاصة في المجالات السياسية و الإستراتيجية لأسبابٍ كثيرة أهمها : 1-التكليف الذي تم من قبل القائد تلفون كوكو لشخصي الضعيف للقيام بمهام الأمين العام للحركة الشعبية مؤتمر جوبا، بعد المؤتمر الإستثنائي الطارئ الذي عُقِد في مدينة جوبا بتاريخ 21/7/2021م و الذي تمخض عنه تكليف الرفيق الجنرال تلفون كوكو أبو جلحة لرئاسة الحركة الشعبية في هذه الفترة العصية إلى حين قيام المؤتمر العام حسب نصوص دستور الحركة الشعبية لتحرير السودان/مؤتمر جوبا ..و الحق يقال بأن الرفيق الجنرال تلفون كوكو كان قد قرر تكليفي حسب رؤيته الثاقبة لإنجاح مهام الأمانة العامة كجهاز تنفيذي في فترة رئاسته للتنظيم الذي يواجه تحديات كبيرة في ظل الصراعات التي شهدتها الحركة الشعبية مما تسبب في تصدع و تشظي الحركة الشعبية كتنظيم الى مجموعات نأسف بشدة في الحديث عنها و عن أسباب ما حدث ويحدث لها في الوقت الحاضر . 2- السبب الثاني لتوقفي عن الكتابة في الفترة الفائتة كان إحتراماً لمهامي في الأمانة العامة و إبتعاداََ عن المهاترات التي تحدث من بعض الرفاق و جلهم يمكن أن نطلق عليهم بالمهاترين السياسيين و ما أكثرهم . 3- السبب الثالث للتوقف عن الكتابة كان الإستجابة لمتطلبات الأمانة العامة الكثيرة والحوجة الملحة لكي نتفرغ من أجل العمل تكوين المؤسسات التنفيذية المرتبطة بالأمانة العامة كضابط تنفيذي أول، خاصة عملية إعداد الوثائق الأساسية ( المنفستو والدستور واللوائح) التي تنظم العلاقات الأفقية والرأسية في موسسات التنظيم ابتداءً من تكوين الأمانات المتخصصة والمكاتب السياسية على كل المستويات في الداخل و الخارج التي تساعد في إدارة الأنشطة السياسية والتنفيذية للتنظيم والحمد لله الذي وفقنا في وضع الأسس التي يعتمد عليها التنظيم في كل مراحله المستقبلية لمواجهة كل التحديات الكبيرة التي تجابه الحركة ااشعبية في تنفيذ المهام السياسية والتنفيذية الداخلية و الخارجية الكبيرة و الكثيرة التي تعترض مسارات النضال. الجديد في الأمر أيها الرفاق والرفيقات الكرام هو أنني قد إعتذرتُ من مواصلة العمل كأمين عام للحركة الشعبية مؤتمر جوبا وكان ذلك لاسباب موضوعية منها السياسية ومنها الاجتماعية لا داعي لءكرها هنا، .. تحدثت في إعتذاري بكل صراحة مع الرفيق القائد تلفون كوكو عن الأسباب التي دفعتني للإعتذار من الإستمرار كأمين عام للتنظيم وطلبت منه إعفائي بدلا من تقديم الإستقالة، لأن الإستقالة في رأيي ستكون لها دلالات سالبة قد تدفع بعض الإنتهازيين لإستغلال مبدأ الإستقالة هذه لصالح تفسيراتهم السالبة التي قد تخدم أغراضهم في التشويش و خلق الفتن لأرباك قواعدنا وهو ما سيربك أنشطة وبرامج التنظيم .. لذلك نشكر الرفيق القائد لإحترامه و تقديره لموقفي ووضعي الإستثنائي الخاص في قبول إعتذاري وإعفائي من منصب الأمين العام في هذه الفترة تحديداً بناءً على طلبي وإصراري على الإعفاء رغم أنه كان يرى أهمية إستمراري في هذه المرحلة تحديداً .. لكل ما سبق أرجو من كل الرفاق في الحركة الشعبية مؤتمر جوبا تقدير ملابسات إعتذاري عن الإستمرار في قيادة الأمانة العامة وأتيح بذلك الفرصة للشباب لكي يتقدموا الصفوف لمواصلة العمل الثوري مع إستعدادي الكامل لتقديم كل انواع الإستشارات السياسية والدعم الفني والمعنوي لدفع عملية التغيير والتصحيح التي نقوم به في قيادة مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان .. ونؤكد بأن ما قمنا به هنا كان لزوم التوضيح لما حدث حتى لا يرتبك قواعدنا وتتأثر برنامجنا في التصحيح والتغيير الذي بدأناه منذ مخرجات مؤتمر جوبا الاستثنائي.. لكل ما سبق أيها القراء الكرام قررت العودة للكتابة بغرض التعبير عن آرائي السياسية الخاصة و المستقلة و التي قد تزعج الكثير من الرفاق، ولكن من باب حرية الرأي و إحتراماً للممارسة الديموقراطية التي قد تضمحل أو تذوب فيه آراء الأقليات في التنظيمات السياسية و الأحزاب إلا أن هذا لا يمنعنا من التعبير عن آراءنا الشخصية أو الخاصة بنا في صفحاتنا على وسائل التواصل الإجتماعي مع إحترامي الشديد للعمل التنظيمي والديمقراطي الذي إلتزمنا به.. و من هذا المنطلق سنتناول في مقالاتنا القادمة عدة محاور مهمة حول قضايا الراهن السياسي المرتبطة بالحرب الدائرة حاليا في السودان أسبابها و مآلاتها .. آثارها ونتائجها في عدة محاور منها ما يلي : 1- دور النخب السياسية في بناء و تأسيس الدولة السودانية و إستئثارها بالسلطة منذ خروج الإنجليز حتى الآن وإصرارهم في إستمرار هيمنتهم على كل مفاصل مؤسسات الدولة، السياسية و التنفيذية و الأمنية . 2- إستخدامهم لسياسة فرق تسد منذ خروج الإنجليز إلى يومنا هذا بهدف توسيع دوائر الفتنة بين أبناء الهامش على أساس الثقافة والعرق (عرب و زرقة) أو الولاء الجهوي والقبلي (أبناء الغرب و أبناء البحر) بتوفير الحواضن الإجتماعية و القلبية للقبائل العربية في عموم غرب السودان مما شجع الطبقات المستنيرة منهم للإنجذاب و الإنحياز بتفكيرهم لتلك الحاضنة العروبية ودفعتهم للمزيد من التفكير لتأسيس دولة البقارة في السودان بحلول عام 2020م الذي تأخر بعض الشيئ إلا أنه جاء الآن في تفكير متطور نحو تأسيس دولة العطاوة في السودان على حساب الأمن والإستقرار الذي ورثناها أباََ عن جِدْ ولكن هل يمكن من الواقع العملي تأسيس هذه الدولة على حساب هذا الثراء والتنوع الذي يتمتع به السودان؟.. 3- دور الإعلام المضلل لتوسيع الشُقة بين الزُرْقة و العرب خاصة بعد ظهور الحركات المسلحة التي تطالب بحقوق الهامش إبتداءََ بالحركة الشعبية و الجيش الشعبي(في جنوب السودان قبل الإنفصال ) والتي شملت لاحقاً جبال النوبة و النيل الأزرق و بعدها ظهور الحركات المسلحة في دارفور.. لقد دفع ذلك الحكومات المركزية لتسليح العناصر العربية في تلك الجهات لحماية حواضنتهم الإجتماعية في المركز وقد كان الهدف من ذلك كله هو تمكين أنظمتهم في الحكم على حساب كل الهامش بما في ذلك القبائل العربية.. لقد لعبت الآلة الإعلامية الدور الخطير في تشويه صورة النضال ( التمرد) والمناضلين ( المتمردين والخوارج ) في الحركات الثورية التي أُجبرت لحمل السلاح ضد ظلم المركز .. الإعلام الموجه أخي القارئ وأختي القارئة هو الذي شجع العناصر العربية لتقديم التضحيات الجسيمة من أجل الدفاع عن حقوقهم المصطنعة بفعل الإعلام الناتج من الحاضنة الإجتماعية في المركز وزادت هذه الأطماع في عملهم للسيطرة على الموارد وحواكير القبائل الأصيلة وفرض الهوية العربية بقوة السلاح الذي يقدمه لهم المركز لذلك فاننا نعتقد بل نؤكد بان دور الإعلام كان محورياً وخطيراََ وهو ما إنعكس في الحروبات الكثيرة التي دارت وتسببت في الإنتهاكات الكبيرة التي إرتكبت بين قبائل الهامش فيما بينها والتي صنفت لما بين العرب والزرقة تسبب ذلك في الهروب الجماعي والتهجير القسري .. العنف و العنف المضاد بأشكاله المختلفة للإنتقام و التشفي .. النهب و السلب .. الإذلال و الإستعباد .. والوحشية في القتل الذي وصل لدرجة دفن البشر وهم أحياء لقد صاحب ذلك التبريرات المخجلة من قيادات المركز عبر أجهزتهم الإعلامية التي يرفضها المنطق والعقل، كل ذلك كان وما زال يحدث من خلال المراوغة عبر وسائل الإعلام التي يمتلكونها بفضل جهاز الدولة وآلياتها ..المراوغة وتغييب الحقائق عن الإنتهاكات التي تحدثت منهم اي من قيادات المركز في الهامش البعيد من مراكز الإعلام وآلياتها كانت وما زالت السمة السائدة التي يدار بها سودان الهامش .. 4- لقد ظهرت تداعيات البداية الخاطئة لبناء الدولة السودانية بعد خروج الإنجليز فيما يحدث الآن من حروب جهوية و عنصرية .. قبلية و أهلية، أُسِسَ عليه رفض كل منا قبول الآخر، هذا الواقع أخي القارئ الحصيف يعكس درجة ومدى تعصب الإطراف التي تتصارع في هذه الحروبات عبثية التي نشاهدها ونعيشها الآن .. وفي رأينا ما يحدث في الراهن السياسي والأمني يحتاج للحلول التي تخرج السودان من هذه الأزمات التي نتجت في الأساس من الخلل البنيوي للدولة السودانية والحلول في حد ذاتها تحتاج للإجابة على الأسئلة الكثيرة والملحة التي تفرض نفسها الآن وفي رأينا الإجابات على هذه الأسئلة هي وحدها ما تفسر الواقع المرير الذي يعيشه كل أرجاء السودان في ظل إستمرار هذا الإحتراب وإصرار بل رفض من يقفون من وراءها للجلوس على طاولة التفاوض والحوار لحقن الدماء والحفاظ على ما تبقى من السودان قبل أن يتفتت الى أشلاء و من هذه الاسئلة في رأينا ما يلي : 1-هل مشكلة السودان تكمن في صراع على الموارد و الهوية أم في الصراع على السلطة بِبُعديها الداخلي و الخارجي وما هي الحلول المقبولة التي يمكن أن يتبناها الوطنيين الخلّص في هذه المرحلة العصية من تاريخ السودان.. 2-هل هذه الحرب حرب مبادئ أم هي حرب من أجل إذلال الآخر في الهامش وتكريس الإستبداد بتركيع الزرقة وتحويل السودان إلى دولة عربية إسلامية كما أعلنها البشير في القصارف بإستخدام كل آليات الدولة مهما يكلف حتى لو قاد ذلك لتفتيت ما تبقى من السودان .. وكيف يمكن تجاوز الأقليات التي تتحدث بإسم الشعب وتتمترس لتقود بالفهلوة من خلف الكواليس.. 3- ماذا تريد النخب الشمالية من العروبيين و عصابات الجبهة الإسلامية وفلول النظام البائد بعد هذا الوضع المأسوي الذي وصل إليه السودان بسببهم، هل يريدون حكم أشلاء السودان بعد تفككه أم فقط يريدون الهروب من المحاسبة و المسالة القانونية لما إرتكبوه من جرائم في حق الشعب السوداني طيلة ال30 سنة الماضية، ألم يكفيهم ما فعلوه بالشعب السوداني، موارده و ممتلكاته .. قِيَمهِ و تنوع ثقافاته أم يعملون بسياسة علي و على أعدائي للقضاء على اللين واليابس. 4-هل إنزلق السودان إلى الحرب الأهلية الشاملة التي يرفضها الجميع بدايةََ بما حدث في الجنينة وما يحدث الآن في الدلنج وعموم جنوب كردفان أم نحن في بداية الإنزلاق لهاوية الحرب الأهلية الشاملة.. وما هي الحلول الممكنة لتجاوز هذه المحنة المستفحلة. ونواصل…..
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة