قبل ايام طالعت منشور يتحدث عن هيكلة القوات المسلحة، و إلغاء نظام رآسة الاركان، و الرجوع الي نظام القائد العام حسب ما جاء في المنشور، و تسمية تشكيلات القوات المسلحة، و تحديد صلاحيات القائد العام، و وزير الدفاع.
لم اعلق علي الموضوع لأنه لم يكن قد نُشر بصورة رسمية، فالآن إن كان صحيحاً، او غير ذلك فكل الامر عند الرأي العام، بكل تفاصيله، و لم يعد سراً، او تسريباً محدود النطاق، فتناقلته كل الوسائط، و اصبح خبر الساعة الأهم.
قبل إسبوع سردت قصة في اوائل تسعينيات القرن الماضي، و انا بطلها، برتبة الملازم اول، قائداً لسرية مشاه بمنطقة فشلا.
أمرت بتشكيل مجلس تحقيق، و انا رئيسه، ثم امرت ذات نفسي لإستخلاص البينات، ثم امرت بتشكيل محكمة ميدان، و انا رئيسها، و اصدرت حكماً بالإعدام علي عريف في الجيش من منتسبي السلام من الداخل الذي قاده الزبير محمد صالح، بعد ان ثبت دعوته للتمرد، و القتل.
ذكرتني قصتي بإجراءات البرهان، و عندي لا تفرق عن ما قمت به، من إجراءآت جميعها صبيانية، متهورة، لم يسندها قانون، او منطق، فكانت نهايتها بمكتب قائد، المنطقة، و انا في وضع إنتباه، سمعت كلمتين فارغات، و إنصرفت الي حالي.
السيد البرهان يعرف تماماً مطالب الثورة، و الشعب السوداني بضرورة إصلاح الجيش الذي ظل يعمل لأكثر من ثلاثة عقود لخدمة جماعة، حتي اصبح مليشيا بكل ما تحمل الكلمة.
* يا العشا ابو لبن الإصلاح الذي نريده ان يكون بآليات محترمة، يا إما بالشرعية الثورية بإجماع الرأي العام، و تكون وفق لقرارات تصدر عن لجان متوافق عليها من الخبراء، و العلماء.
* او حسب ما معمول في كل دول العالم المحترمة تتم كل تعديلات القوانين، و الإجراءات وفق مؤسسة البرلمان، و لابد ان تستوفي كل معايير الطرح حتي تصبح قانوناً صادراً بإرادة الشعب، و بهذا تكون ملزمة للجميع.
البرهان فاقد للصلاحية لإصدار ايّ قانون، او اوامر، او قرارات، فالشرعية الدستورية التي كانت بأمر الثورة، و إجماع الرأي العام، التي جعلت منه رأساً للدولة قد إنقلب عليها، و اصبحت في عداد العدم.
ما يعني ان ايّ إجراء هو إمعان في الأنقلاب، و الإصرار علي ان يقود البلاد بما يراه، و خلفة الفلول، و الجماعة المسيلمية.
كسرة..
الملازم اول خليل محمد سليمان قام بتعيين نفسه رئساً لمحكمة ميدان، و القائد العام “ الاقدم” البرهان عيّن نفسه قائداً عاماً جديداً للجيش..
لو في زول شايف في فرق في الموضوعين من تهور، و عدم موضوعية قانونية، يتفضل يشرح لينا..
كسرة، و نص..
إصلاح المؤسسة العسكرية يبدأ بطرد الكيزان من مفاصلها اولاً، و إنها التمكين، و النظر في قضية الفصل التعسفي، و رفد القوات المسلحة بالضباط الشباب خارج الخدمة، الذين لا يزالون في سن العطاء إن قبلوا بذلك.
بالضرورة لدينا من العلماء، و الخبراء الذين يمكنهم الإدلاء بدلوهم، في عملية الإصلاح، و إشراكهم في كل اللجان التي توكل إليها عمليات الإصلاح.
“عشان ما ينط موهوم يقول نُريدون تفكيك الجيش، كل هؤلاء سودانيين، وطنيين طُردوا من الخدمة بآلة التمكين اللعينة”
كسرة، و تلاتة ارباع..
البرهان إن صح ما تناقلته الوسائط، فكل ما تغعله عبارة عن عبث، لا ينطلي علي احد، إلا المواهيم، و الذين ينتظرون من السراب ان يروي ظمأهم.
“او كفسوة مدنقر كما قال السيد االرجل الثاني في الدولة”
اخيراً..
الملازم خليل محمد سليمان، تم إلغاء إجراءاته، و قراراته، بواسطة قائد المنطقة، و هو في حالة إنتباه، ثم إنصرف سبيل حاله..
بالتأكيد سيلغي قرارات البرهان الصبيانية، المتهورة، القائد العظيم صاحب السيادة، و الريادة، الشعب السوداني، المعلم، و ساعتها لا ادري علي ايّ وضع يكون عبد الوهاب!!
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 05 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة