شاء من شاء، و ابى من ابى .. الحدث الوحيد الذي لا يمكن تجاوزه، و السماح فيه، هو جريمة فض إعتصام القيادة، الذي قُتل فيه شبابنا، و أُغتصبن بناتنا تحت اسوار قيادة جيشنا، و امام بواباته.
نعم الآن السودان في وضع معقد حد التخمة، فشئنا او ابينا فشبح الحرب التي لا تبقي، و لا تذر في الافق القريب، و القريب جداً، فعلي الجميع الإستعداد، و إعداد العدة.
من ناحية إستراتيجية كان ينبغي الذهاب الي إتفاقية السلام بجيش وطني موحداً يُمثل كتلة صلبة تستوعب مطلوبات السلام المستدام، و الامن.
عبثاً تضج البلاد بالرتب، و الجنرالات خريجي المعاهد، و الكليات العليا في الحرب، و الإستراتيجيات، و لم ينعم الله علينا لنستفيد من علومهم، و “ الشطارة” كما يدعون.
إختطفت السلام جهات لا تُريد لهذا البلد الإستقرار، و الامن، و السلام، فكان خصماً علي امننا القومي لصالح صراع النفوذ بين المليشيات، و لوردات الحرب، في غياب تام للمؤسسة العسكرية.
اكبر خطأ إستراتيجي اخطر من الحرب نفسها ترأس حميدتي للوفد الذي مثل الحكومة، برغم ثراء السودان بالعلماء، و عمالقة السياسة، الذين كان من الممكن ان يخرجوا لنا بإتفاق محترم، للأسف قاد هذا الحدث المفصلي في تاريخ السودان رجل صُنع لأجل الحرب، فكيف به ان يؤمن بالسلام، و يكون احد آلاته.
مشهد اليوم، و إنقسام الشارع السوداني لم يتوقعه اكثرنا تشاؤماً.
من منكم توقع في اسوأ الظروف ان نختار بين البرهان، و حميدتي..
ما نشهده من حرب تصريحات متناقضة بين البرهان، و رهطه من جهة، و حميدتي من الجهة الاخرى، ما هو إلا صراع نفوذ، و مصالح لا علاقة للشعب السوداني به من قريب، او بعيد.
برهان، و كباشي، و بقية جنرالات المخلوع قبلوا بهذا الوضع الشاذ لعقود، و لا احداً يجرؤ ان يرفع سبابته ايام النظام البائد حيث كانوا يتسابقون الي عطايا الجاز، و الفشاشويا، و كرتي.
هم الذين ساعدوا في تمكين هذا الوضع الشاذ..
يا هؤلاء لم ينزل علينا الدعم السريع، او حميدتي من السماء، انتم من ساعد في وجوده، اما البرهان من رتبة الرائد لم يعمل عملاً عسكرياً محترفاً سوى تجنيد المليشيات، و تأجيج الصراعات القبلية، و توظيفها لصالح مشروع الحركة المسيلمية في إضعاف المجتمعات لتسهل عمليات التمكين، و السيطرة.
اما حميدتي الذي يبشرنا بالتغيير، نسى انه صناعة المخلوع، و خاصته في الحماية.
ثم تناسى تصريحه الذي هدد فيه كل الشهب السوداني حين قال ان البشير سيترشح في رأس ابو اي زول، يعني بالتي هي احسن، او اخشن، و اكعب.
حميدتي الذي يبشرنا بالتغيير انكر مشاركته في فض الإعتصام، و لم يخرج علينا ليحدثنا بمن فض الإعتصام..
كسرة..
حميدتي قُل لنا من الذي فض الإعتصام ساعتها ستكون خيارنا..
اما التصريحات العاطفية، الموتورة، و المتناقضة حيث المواقف لا تعنينا في شيئ فظللنا نسمعها منذ إعتصام القيادة، مروراً بحكومة حمدوك، إنتهاءً بالإنقلاب.
“يعني إنتو دافنينو سوى، و إن اختلفتم، و تفرقت بكم السبل”
يكفي انكم في يوماً قد إتفقتم علي قتلنا، و وأد الثورة..
التاريخ لا يرحم، و لن ننسى..
كسرة، و نص..
اما برهان حالة ميؤوس منها، فهو كوز وسخان، و بقية الجنرالات الذين تربوا في كنف اللص المخلوع لا يمكن ان نجني من قيادتهم للمؤسسة العسكرية إلا الوهم، و السراب..
كسرة، و تلاتة ارباع..
لو لم اعلم ما لا تعلمون عن مليشيا الدعم السريع، و كيف تعشعش بعتاة الكيزان، كما تركها المخلوع، لقلت لكم الخيار الانسب هو حميدتي، و مليشياته..
اخيراً..
برهان، حميدتي.. كضباشي.. الحرب الكلامية بينكم لا تعنينا، فجميعكم مُنتج من مصنع واحد فاقد الصلاحية..
جميعكم لا يصلح للتغيير، و السودان الذي نحلم به بعد ثورة عظيمة مهرها خيرة شبابنا بدمائهم الطاهرة..
تنحوا جميعا، و نحن ابناء هذا الشعب قادرون علي قيادة هذه المؤسسات، و إصلاحها لتعمل لمصلحة الوطن، و امنه، و حماية اراضيه..
يا شعب يا مؤمن.. لابرهان فيهو خير، ولا حميدتي نافع.. فقط يبحثون عن طوق نجاة، و لسان حالهم.. نفسي، نفسي..
يا شعب يا مؤمن الخير في إسقاطهم جميعاً، و حواء هذا البلد الطاهر، و الطيب ولادة..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق February, 05 2023
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة