بهدوء ، رحل صاحب الكلمات الجميلة والمشاعر الرقيقة الأستاذ صلاح حاج سعيد بعد رحلة طويلة في عالم الأدب والإبداع فقد كان دوحة مطربو الزمن الجميل فتعاون شاعرنا مع الفنان عثمان مصطفى و الفنان محمد ميرغني و الفنان الطيب عبدالله وكانت ابرز اعماله اغنية الشجن الأليم التي غناها الأستاذ الراحل مصطفى سيد أحمد التي لم ينطفئ بريقها حتى الآن وكذلك أغنية "نور بيننا" التي برع في أدائها ثلاثي البلابل
ان عصرنا الحالي الذي ساد فيه الهرج والمرج ، لم يعد الإنسان يميز فيه ما بين الشعر الرصين وبين محاولات البعض في نظم الشعر وهولاء في اعتقادي مجرد مجانين فمن يحاول وضع نفسه في تحدي مع امثال الراحل صلاح حاج سعيد هو بدون شك مجنون وكنت أتمنى لو كانوا في الواقع مجانين فقديما قالوا ان الجنون فنون و من شهد زمن تألق الكلمة الجميلة لن يتردد في وصف ما يحدث اليوم من عبث بالكلمات ومحاولات جعلها تلبث ثوب الشعر ماهي الا ضرب من الجنون اذا هي (رسالة) للجيل الشاب بأن السير على خطى عمالقة الشعر لن يكون سهلاً إلا إذا كان الفرد منكم مشبعًا بالمشاعر والأحاسيس فالشعر مثل الحب لا معنى له إذا لم يكن صادقًا المحتوى ، وإلا فإنه سوف يعطينا حثالة مثل حثالة سيل يكتسح كل شيء جميل في طريقه
لقد كنت يا صلاح حاج سعيد (قـــمر الزمــان) و (عيناك) كانتا تنظران إلى المستقبل وأنت تكتب عن زمن لم يولد بعد فكل من سمع كلماتك اللطيفة سيشعر بما كنت عليه من لحظات صدق في محراب الجمال والصفاء الروحي كطائر يطير على جناحي السرعة ليخترق السماء ليلاً ليشهد حضور لقاء النفوس الجميلة في حرم النقاء
لقد ترك رحيلك يا صلاح حاج سعيد (مسافة) كبيرة ما بين السطور تحتاج الي ملايين السنوات الضوئية حتي ياتي فارس جديد يمتشق القلم ليكمل المشوار (فصفوة محاسنك) يا صلاح حاج سعيد تعجز الكلمات عن وصفها فبعد ان كان بيتنا منور أضحي اليوم وهو يلبس ثوب الحزن الجميل رحمك الله ولسانك يقول
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة