في مقابلة له مع قناة الجزيرة الفضائية قبل أيام تحدث أمين حسن عمر أحد قيادات المؤتمر الوطني "المحلول" بأن الجيش السُوداني ذو توجه "إسلامي" وأن هذا التوجه بدأ منذ عهد النميري في مايو ، ومن المؤكد أن ما تمّ داخل مؤسسة الجيش في فترة حكمهم التي إمتدت لمدة ثلاثون عاماً أكملت وبنجاح تام تحويل ما يُسمي بقوات الشعب المُسلحة لكتيبة "كيزانية" تابعة لتنظيم الإخوان المُسلمين والحركة الإسلامية السُودانية وتنظيم المؤتمر الوطني ، وهذا أمر وبخلاف حديث أمين حسن عمر والذي سبق أن صرح بأن قائد الجيش نفسه ينتمي للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية ، فإن الواقع يقول بهذا من خلال جميع ماتم منذ إندلاع الثورة من وقوف الجيش ضد الثورة وإصراره علي الإنقلاب عليها وما قبل ذلك ومنذ فض إعتصام القيادة العامة الذي شاركت فيه قيادات الجيش ونذكر العبارة الشهيرة "وحدث ما حدث" للفريق الكباشي وكذلك إعترافات ياسر العطا ، ثم إنقلاب هاشم عبدالمطلب رئيس هئية الأركان وإعترافه بإنتماءه للحركة الإسلامية و وجوده تحت قيادة نافع والزبير احمد الحسن وكرتي ، ويصدق حديث أمين حسن عمر تحول الجيش للمدافعة عن عقيدة الكيزان وتوجهاتهم "العقائدية" منذ حرب الجنوب مروراً بحروبهم المصنوعة في دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان وجبال النوبة والشرق ، وتنفيذه لأجندة الأجهزة الأمنية الكيزانية بعدم تدخله لحماية المدنيين والأبرياء في كافة الصراعات القبلية المُفتعلة لتخريب الفترة الإنتقالية وفرض الإنقلاب ، ويصدقه أيضاً أن منبره الإعلامي المُتمثل في صحيفة القوات المُسلحة والتي عند تصفحك لها وقراءتها يُخيل إليك أنك تقرأ في صحيفة "الراية" لسان حال الجبهة الإسلامية القومية سابقاً أو "الرائد" صحيفة المؤتمر الوطني مما يُنشر ويُكتب فيها من مواد وأقلام "كيزانية" تتحدث بإسم الحركة الإسلامية وعقيدة أهل الإسلام السياسي ، ويصدق حديث أمين حسن عمر أيضاً الرفض الكبير من قيادة الجيش نفسه و كبار ضباطه لأي حديث عن إصلاح الجيش وإعادة هيكلته وتوحيده مع بقية الجيوش سواء عبر ترتيبات أمنية أو عمليات التسريح والإحلال والدمج المعروفة ، بل وتعدي الأمر إلي التهديد وجعل المساس بالجيش وأمر إصلاحه خط أحمر ... واقع كهذا يفرض علينا مواصلة الجهر وتعلية الصوت بأن هذا الجيش وبتركيبته الحالية وقوامه وعقيدته لايمثل شعبنا ولايصلح أن يكون جيشاً قومياً وهو الذي صُمم لقتل وإبادة الشعب السُوداني والبطش به لصالح الحركة الإسلامية وتنظيم المؤتمر الوطني والإخوان المُسلمين ، وأن إستمراره بذات القيادة والتركيبة والعقيدة العسكرية فيه تهديد لأمن الوطن وإستقرار البلاد لعدم حياديته أو إنحيازه لرغبة الشعب السُوداني وثورته وتنحيه عن السُلطة تماماً و الإبتعاد عن الشأن السياسي والقبول بإصلاحه والقبول كذلك بمساواة منسوبيه مع جميع مواطني الشعب دونما أي تمييز أو حصانات وإطلاعه فقط بمهامه وفق الدستور في حماية أمن وحدود البلاد والدفاع عنها وإسترجاع المُحتل من أرضنا في الحدود مع اثيوبيا ومصر وتحريرها تحريراً تاماً "الفشقة الكبري والصغري وحلايب وشلاتين" ... وليس التغافل عن أراضينا المُحتلة ومواصلة قتل اليافعين من بنات وأبناء شعبنا و الفُرجة علي قتل السُودانين في النيل الأزرق ودارفور وجنوب كُردفان وتهجير المواطنين عمداً كما حدث لأهلنا في تلك المناطق وآخرها في لقاوة الباسلة من قبل المليشيات والجنويد ... أما حديث البرهان الذي يُكذبه الواقع ومطالبته للمؤتمر الوطني والحركة الإسلامية برفع يدها عن الجيش وعدم إستخدامه كلافتة لها فهو حديث سخر منه الإسلاميون ورموز المؤتمر الوطني نفسه وآخرهم أمين حسن عُمر والمعتوه "المخبول" أنس عُمر الذي ظلّ يُهدد ويتوعد شعبنا وثورته مثله مثل الداعشي الآخر "المّوتور" محمد حامد الجزولي ، ويُكذب حديث الإنقلابي البرهان كذلك واقع إتفاق أجندته مع الإسلاميين وإستعانته بهم مابعد الإنقلاب ودعم مسيراتهم وتحركاتهم وبالمقابل البطش والقتل والدهس والقمع لمواكب الثوار والشباب ولجان المقاومة ... علي المجتمع الدولي الذي يُحاول فرض "تسوية" وحل سياسي لن تأتي بأي تغيير الإعتراف بأن الجيش الحالي وقيادته تتبع للحركة الإسلامية والإخوان المُسلمين وتنفذ أجندتهم ولن يُساهم هذا الجيش بتركيبته وقوامه الحالي أو قيادته في إستقرار للسودان أو المنطقة ، وأنه يُنفذ كذلك أجندة ومصالح قوي الثورة المُضادة وليست مصالح شعبنا ... إذا لم ينصلح حال الجيش فلن ينصلح حال الوطن .. إصلاح الجيش وإعادة هيكلته وتوحيده مطلب ثوري لانكوص عنه من أجل إستقرار و حاضر و مُستقبل السودان أولاً ثم من أجل إستقرار الإقليم والسلم العالمي... نضال عبدالوهاب 13 نوفمبر 2022
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة