إذا أجاز الجيش للصوارمي الذي كان ناطقا باسم الجيش ثم عامل تحت حميدتي ثم طُرد إلى قطر، ثم أعادوه بهذه الوهمة لياكل من سنامها، إذا كان الجيش يقبل ذلك، فعلى كل مجموعة مواطنين ان ينشؤوا كذلك قواتهم الخاصة، فسواء كان للصوارمي قوات أم مجرد كيان استرزاقي تحت رعاية الجيش، فهذا يفتح لنا حق المطالبة بالمعاملة بالمثل، ومن يوم غد، سأتقدم بطلب لمسجل عام، (ولكن مهلاً: تحت اي قانون سيعمل هذا الكيان الصوارمي؟).. هل باعتباره كيان طوعي يسجل عند مسجل منظمات العمل الطوعي؟ أم شركة تحت مسجل عام الشركات، ام مركز ثقافي، أم حزب تحت قانون تسجيل الأحزاب أم أي قانون واي جهة؟ لا يوجد في قانون القوات المسلحة ما يسمح للجيش بمنح تراخيص إنشاء شخصيات معنوية عسكرية مستقلة عن الجيش؟ فهل جسم الصوارمي جسم قانوني؟ من الواضح أنه جسم لا يتمتع بأي سند قانوني، ولا حتى من صلاحيات الجيش أن يعطي ترخيص بكيان عسكري جديد.. فما القصد من ذلك الكيان غير القانوني؟ إذا أراد الصوارمي القيام بدعم إعلامي للجيش فلينشئ شركة إعلامية خاصة، وليس قوات. فكلمة قوات تعني قوات ولا شيء سوى قوات. من خزعبلات الكيزان كانوا إذا أرادوا منح اولادهم وظائف، كانوا يختلقون وظائف وهمية، مثل المجلس الأعلى لاسماك التونة والساردين، ويعينون أهلهم فيها، ولو مشيت في شوارع الخرطوم فستجد الكثير من هذه المجالس والهيئات غير مفهومة العناوين، بالطبع بعضها تابع لجهاز الأمن كغطاء، ولكن الكثير منها للاسترزاق. بعد أن تمت إقالة الصوارمي من الدعم السريع وسافر -كما قيل لي- إلى قطر، يبدو أنه عانى من أزمة مالية، ويريد الجيش أن يفتح (سبوبة) ليأكل منها عيش. وربما كانت السبوبة هذه القوات الوهمية، لتكون بوق إعلامي للجيش، لكن الخطأ هو أن هذا المسمى لا يندرج تحت اي قانون يمنحه الشرعية، وبالتالي فحتى لو أراد الجيش التعاقد مع هذا الكيان ليمنحه مخصصات شهرية فسيقع في مشكلة قانونية. بالرغم من ذلك، فنحن نعرف أن الجيش عموماً لا يلتزم بالقانون، وعموماً فمن يملكون السلطة في السودان لا يخضعون للقانون سواء الجيش أو الكيزان أو حتى القحاطة، فالقانون (حمار وضنبو طويل)، يطبق علينا نحن فقط الغلابة الضعفاء. أتذكر ان أهل البشير من حوش بانقا لم يكونوا يقفون مثلنا في صفوف طويلة لاستخراج اي اوراق او بطاقات، ويتم كل شيء في منازلهم، وأغلب الشماليين كانوا يفعلون ذلك، ويسهلون كل شيء لهم ولاولادهم، فهم (اسياد البلد)، ولذلك يتم تعيينهم في الوظائف، او يتم اختلاق وظائف لهم، ولذلك عندما جاءت اتفاقية جوبا شعروا بالخطر من منافسة آخرين، وباتوا يترصدون قيادات الهامش في تصرفات صغيرة كاعفاء سيارة من الجمارك. رغم انهم ملاوا الشوارع بأساطيل من السيارات، وأتذكر وربما تتذكرون معي ما سُمى حينها بقرار اليوم الواحد. وكان قراراً قد صدر بإتاحة دخول السيارات المستعملة رغم أن ذلك كان ممنوعاً، وقامت ابنة المسؤول بإدخال أسطول سياراتها التجارية ثم صدر فوراً قرار ثاني بإلغاء القرار الأول في اليوم الثاني. الصوارمي رجل غلبان، ولكن إن أراد الجيش أن يمنحه سبوبة لأكل العيش فليمنحه تلك السبوبة وفق القانون، فمن الممكن أن ينشئ شركة مهام عسكرية ويتعاقد بموجبها مع الجيش او اي شركة مثل ما منحوا ابراهيم الشيخ تعاقدات بملايين الدولارات لأنه من اولادهم، فلماذا يستكثرون ذلك على الغلبان الصوارمي المهمش.. البلد اصبحت مسخرة ومهزلة، وكل يوم نشعر بأننا داخل مرحاض حُفرته تمتلئ بالبول والغائط وحتى باقي المودِس.. عفنتونا الله يعفنكم.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق November, 12 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة