كبسولة (١):- توصيات مستديرة الصوفكيزانية : قراءة ما تحت السطور استمرار اللجنة الأمنية على رأس السلطة ويبقى الوضع على ما هو عليه مع (البرهان وحميدتي). توصيات مستديرة الصوفكيزانية: قراءة ما تحت السطور / عودة الدولة الدينية (٩/4) (الرجوع لمنهجنا الإسلامي) . توصيات مستديرة الصوفكيزانية: قراءة ما تحت السطور / عودة قانون النظام العام (1/3) (الإلتزام بالقيم الأصيلة وضرورة أن تعبر التشريعات والسياسات عن هذه القيم الأصيلة وسط الأسرة والمجتمع) . توصيات مستديرة الصوفكيزانية: قراءة ما تحت / الغاء كل قرارات لجنة إزالة التمكين (38/4) (مراجعة كل قرارات لجنة إزالة التمكين) . *** كبسولة (2):- الإسلاموية: يدخلون إلى عالم السياسة من بوابة الدين الإسلاموية: يدخلون إلى الدين من بوابة التشدد الإسلاموية: يدخلون إلى التشدد من بوابة النظام العام الإسلاموية: يدخلون من بوابة النظام العام إلى السلطة *** لا كتر الله خيرهم ، لن نقولها لهم دون "لا" ، فهم لا يستحقونها ، كما الشائع ، كتر الله خيركم ، رغم أنهم وفروا علينا الجهد والمداد باعترافهم الكامل بنسَب وهوية مبادرتهم ، المسماة زوراً وبهتاناً بمبادرة أهل السودان ، ونكاية بنا وبالثورة العملاقة ، ولإثبات إنتماؤهم الإسلاموي بكل بجاحة وبالعين القوية، قالوها صراحة في توصياتهم أنها مبادرة أهل الإنقاذ دون مناورة أو التفاف حول عبارات منمقة ، وليست مبادرة لأهل السودان ، كما ادعو في المناداة بها ، ففي اجتماعهم في قاعة الصداقة الميسرة لهم بكل أريحية ، فهم أهل الدار ، وفي الإجتماع المنعقد ، يومي السبت والأحد 13 و14 اغسطس الجاري ، تحت مسمى المائدة المستديرة ، والتسمية المسروقة براء منهم ، "فتلك المائدة المستديرة التي عقدت في 16 مارس عام 1965م بعد ثورة اكتوبر المجيدة ، رغم فشلها في حصيلتها النهائية ، فهي كانت فعلاً ، مدخلاً ومحاولة من كافة الطيف السياسي السوداني الشمالي مع الطيف السياسي الجنوبي ،لحل أزمة السودان ، شماله مع جنوبه ، بالتفاكر حولها بجدية ، وهي الممسكة بخناقه مبكراً" . أما مائدتهم التي جاءت لحل أزمة السودان الجديدة والتي تسببوا هم في حدوثها واستفحالها ، فتعجب كيف يلتئم جمعهم لحلها ، وباعترافهم الصريح ، وبغرض كشف هوية مائدتهم المستديرة ، نجد ذلك ظاهراً وواضحاً وضوح الشمس النهارية، عن طريق الحضور المشارك فيها أولاً ، ثم بتوصياتها ثانياً ، أنها لا أكثر من اجتماع الوثبة الأول مكرر ، والكل اطلع على التوصيات ، التي فقط ، كان ينقصها توقيع مشيرهم القابع في أرقى مستشفيات البلاد ، وقد ذكرت منها القليل في الكبسولة أعلاه ، فيما تعطي العلم الكامل ، بمعرفة مصدرها وفحواها وأغرضها ، وهي الإعلان الواضح والفاضح والصريح ، عن عودة النظام البائد المقبور ، والذي ظنت الثورة السودانية أنها رمت به في مزابل التاريخ ، وها هو يأتي طافياً بعاتياً ، على سطح الحياة السياسية ، حيث كان يعمل من وراء سُتر وبعض خفاء ، وإن يكن دون حياء . ويستحسن بنا أن نبحث ، عن الجرأة التي مكنت لأن يصل فيها سدنة النظام البائد هؤلاء ، الذين هزمتهم ثورة عاتية ، ظنت أنها اقتلعتهم من جذورهم ، ورمت بهم في مزابل التاريخ ، لكن يبدوا واضحاً للعيان ، أن هذا النظام الظلامي ، ظل ممسكاً بالدولة من قرونها ، منذ اللحظة التي ، تمكن فيها من وقف مسار الثورة الديسمبرية ، بتسليمها بنفسه طائعاً مختاراً ، للجنته الأمنية ، لتمهيد أرض الميدان للعودة وتحقيق الحلم الميمون ، وظل هو الحاكم الفعلي من وراء ستار ، هو يخطط ، وعسكرييه وصفه الثاني من مدنييه ، الممسكين بزمام الدولة ينفذون له أوامره ، ولا مجال لسرد المؤامرات التي جرى التخطيط لها بروية وحنكة فائقتين ، وكيفية تنفيذها رغماً عن الجميع ، فهي لازالت ماثلة احباطاً أمام الأعين ، وأولهم حكومة الثورة التي تمكنوا من تدجينها ، وجعلوا منها خيال مآتة ، لا تهش ولا تنش . حتى استولوا عليها سلطتهم ، دون حتى مارشات عسكرية ، وهم كانوا ، يعرفون كيف يأكلونها طازجة من أكتافها ، تلك الدولة الهاملة ، بإنقلابهم المشؤوم في 25 اكتوبر وأستلموها صاغ سليم ، بصحنها الصيني الروسي المصري ، لا فيها شق لا فيها طق .
أما ما أفشل كل خططهم ومؤامراتهم تلك وآخرها إنقلابهم الإنتحاري ، ليست تلك النخب الفاشلة ، التي أسلمتهم الثورة، زمام أمرها وحكومتها ، دون من أو أذى ، إنما الذي عطل كل ماكانوا ينوون تفعيله من أعمال الشر ، هو هذا الجيل الجبار ، الراكب رأس وخلفه شعبه المغوار ، صانع الثورات ،مفجر المعجزات ، الذي ظل ممسكأً بجمر قضيتة ، ولم تغمض له عين أو يغيب عنه هتاف أو تضحية ، بالنفس والروح والبدن ، واهباً ببسالة ، حتى أعضاء الجسد المستقطع بسكين الجزار الإنقلابي ، وهو سائر في مواصلة ثورته ، حتى خط النهاية التي نضجت وحان قطاف ثمارها . إلى أن جاء وقت التآمر من الكل بالتغبيش ، على الوضع السياسي ، وخاصة في الأسابيع الأخيرة ، في محاولة لإغراق الثورة ، بالمبادرات الفارغة المعنى والمحتوى ، التي وصلت حد ، أن تتم بترتيب متعمد ، جعلوا منها وسيلة لتغييب صوت الثوار ودمائهم الذكية الناذفة عمداً ، وتحول الإهتمام بأكمله ، إعلامياً خاصة ورسمياً بهذه المبادرات ، حتى شجعت النخب الغارقة لازالت في ادمان الفشل ، ان تفصح عن نفسها وتأخذ نَفَسَها وراحتها بجرأة اكثر وعجيبة ، بعد أن سكتت عن الثورة ومطالباتها بعض حين وركزت فقط ، في الإفصاح عن رغباتها الكامنة غير المعلنة ، وما رأيناه في الأسابيع الفائته ، من تصريحات واضحة وليست مستترة كما كانت من قبل ، في طلب التسوية كان لافتاً ، يكفي فقط التصريحات التي انطلقت دون قيود ، خاصة من بعض قيادات أحزاب الحرية والتغيير . منها فضفضات ابراهيم الشيخ الشخصية والرومانسية ، وحديثه عن رغبته في التسامح والصحو بعد الاغتسال من الضغائن والغبائن "تقرأ ترك القتلة في حالهم" ، وعدم الإنجرار وراء الإقصاء ، "تقرأ شراكة الأشرار مرة أخرى" . كما هناك بعض التصريحات للدكتورة مريم الصادق ، وآخرها التبشير بقرب حل الأزمة بتشكيل حكومة جديدة ،بدون تنويرنا بمقدمات هذا الحل ، وأين اكتملت الطبخة ، وهل تمت بدون علم الثورة والشركاء إن كانوا فعلاً شركاء ، أو حتى الإفصاح عن كيف جاء هذا الحل ، الذي لا يعرف عنه الثوار وهم أصحاب الحل والعقد ، وشيالين الوجعة ، في شوارعهم الملطخة بالدماء ، كيف هو ، وما لونه وطعمه ورائحته .
كما يلاحظ السماح ، دون مشاورة الثوار أصحاب الحق ، بظهور سدنة الإنقاذ ، في اجتماعاتهم الرسمية من سواقط المؤتمر الشعبي والاتحادي الأصل الميرغنابي وغيرهم من مرتزقة الإنقاذ دون حتى تقديم اعتذارهم لشعب السودان ، عن جلائطهم المارقة عن الإجماع . يقابل كل ذلك وفي ذات الاثناء ، امساك الثورة المضادة بمفاتيح اللعبة ، وحتى وصل حد تجرؤها ، باستخدام وسيلتها المعتمدة في استخدام العنف ، كما حدث في نقابة المحامين .
ونتيجة لهذا التجاهل بطقسه المتعمد للثورة ووجودها في الشارع ، فهم الإسلامويين ، وإن تريثوا قليلاً بعد اعلان توصيات مبادرتهم الهالكة من لحظتها ، قريباً وليس بعيداً سوف يعلنون عن حكومة الردة وإن كانت المستحيلة ، ولن يتردد البرهان لحظة واحدة ، عن الموافقة عليها واعتمادها ، فهو الشريك الأول في التخطيط لها ، وهي المبادرة الوحيدة التي باركها وأيدها من يومها الأول ، وإن كان يعلم بها حتى قبل اعلانها .
والسبب في كل هذا التردي السياسي هو القراءة الخاطئة لمسببات الأزمة ، وحتي مبررات وجودها اصلاً ، فالتجاهل المقصود والمعني بحد ذاته ، لهذا الزخم الثوري الذي يمور في الشوارع ، في شهره العاشر ، وطلبه الواضح والصريح ، باسقاط الإنقلاب ، الذي صارعته الثورة وغلت يده عن الفعل ، حتي اوصلته الاعتراف بفشل انقلابه ، وقريباً سيعلن عن استسلامه وليس بعيداً نراه قريباً .
ولكي نطالع مسببات الأزمة بوجهها الصحيح ، نجد أن الأزمة في أصلها وفصلها ، بين الثورة في الشارع والإنقلاب بعسكره خارج الثكنات ، ولا شريك لهما في هذا الصراع إلا خيار الإختيار ، للآخرين بينهما : مع الإنقلاب أم مع الثورة ، ولا طازج يتوسط الطرفين ، فالأزمة لن تحل ، لا في اتحاد المحامين ولا في قاعة الصداقة ولا في الفضائيات ولا عند دول المحور ومن هم خلفهم . فالأزمة سوف تحلها ، الشوارع التي لا تخون ، بالثبات والبسالة . فلتذهبوا خاسئيين خاسرين الى مزابل تاريخكم حيث كنتم ، بداية الثورة ، وحيث تكونون في ختامها الميمون ، يا أصحاب مبادرة أهل الإنقاذ بدائرتها المستديرة . كما تواضعوا يا أهل الحرية والتغيير ، وضعوا بيضكم في سلة لجان المقاومة وبقية قوى الثورة الحية ولن تنكسر ، وكَوُّنوا تحت راية التنسيقيات ، حكومتكم القادمة وعينوا رئيس وزرائها ومجلسها التشريعي ، وأعلنوها للعالم أجمع ، وخلفكم شعبكم المثابر ، والشوارع التي لاتخون ، هذا هو الحل ولا أقول متشائماً ، أن بعده الطوفان ، لأنه هو الحل ، مهما فتشوا ونقبوا خشم البقرة ، فلا حل غيره . شاء من شاء وأبى من أبى . وعلى الأخير أن يشرب ماء البحر ، ففيه المتسع للارتواء . والثورة مستمرة والردة مستحيلة والشعب أقوى وأبقى .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 19 202
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة