تميز رجل الإدارة الأهلية في دارفور طوال الحقبة الزمنية السياسية بأنهم زعماء العشائر وما يحظون به من تقدير فى المجتمع لدرجة ان فضلهم فى فض النزاعات كان يحترمه الجميع ويطبقونه بلا ضير وبنفوس طيبة اتدري لماذا...؟ لأنهم كانوا يخافون الله فى رعاياهم وجيرانهم لا يفرقون بين هذا وذاكـ بيد أنهم لا يخافون في كلمة الحق لومة لائمٍ ، كل ذلك مما جعله يحظى بتقدير كبير من جميع الانظمة السياسية عبر الأزمنة وتعاقبت الأيام فصارت سيرتهم عطرة لأن هذا النظام الاهلي الفريد يمتاز بدقة فى العمل وصدق فى العلاقات وحكمة فى تدراك الخلافات ودراسة الأبعاد التاريخية لأى مشكلة تحدث فى دارفور، إضافة لمشاركته فى كل الأفراح والاكراه فى دارفور بصفة خاصة والسودان على وجه العموم ، هذا النظام الأهلي قد أشاد به أهل دارفور في أعرافهم وما قام به من ترتيب لحياة الناس فى المدن والقري والارياف والبوادي .
فظل إختيار رجل الإدارة الأهلية قائد أنذاك يخضع لضوابط مما جعل المجتمع يوقره ويحترمه ونجد هيكلته تتكون من النظار ، والسلاطين، والشراتي ، والعمد ، والشيوخ ، الدمالج، وغيرها، من المسميات لأدوار رجال الإدارة الأهلية وتنظيم التسلسل الإداري له حسب الهرم الهيكلي، وربط العلاقة بين القبائل فى دارفور المختلفة مما اعطي الحياة فى دارفور طعمها المميز من الأمن والطمأنينة وهذا النظام له أبعاد تاريخية متجذر فى التاريخ السوداني.
وبعد أن نشبت الحروبات اللعينة والفتن الخبيثة فى دارفور التي قضت على الأخضر واليابس وتدخل الحكومة المباشرة فى شؤون الإدارة الأهلية واقصائها ثم تسيسها وإنشاء بعد الإدارات الأهلية توهمًا وإنشاء عموديات حسب الأهواء السياسية خالية من الضوابط الإدارية المعروفة سابقاً ، مما زاد الأمر تعقيداً فى أرض الواقع، وأصبح رجل الإدارة الأهلية سياسي من الطراز الأول بل ينفذ أجندة تُملى عليه بعد أن يُغسل دماغه من قبل الساسة، فبدلاً أن يساعد الدولة فى إدارة شؤون إدارته أصبح يساعد الدولة فى حلحلة مشاكله السياسية ، لذلك نجد لا دور له ، فاغلبية النازعات فى دارفور هو صراع الأرض بسبب الهياكل الإدارية الحديثة وتمليك معلومات مغلوطة عن الأرض وتزوير المستندات وتضليل الرأي العام من قبل نافخي كير الفتنة بملكية الأراضي وابراز العضلات.. وفي الحقيقة أن نزعاهم كله كمنازعة الأصلعين على مشط... ! فإن سالت الأطراف المتنازعة أين كنا قبل قرن من الآن...؟ فلما لم يتنازع اجدادكم وابائكم ؟ قد يتبين عورهم وتلجمهم الحيرة...! لذا تجد الصراع نسخة من الجاهلية فلا يدري القاتل فيما قتل ولا المقتول فيما قُتِل.
فعلى ولاة الامور ممن من الله عليهم بهذا المناصب أن يتقوا الله في رعياهم وأن يكونوا ميزان عدل في الفصل ، فشهد اقليم دارفور أن هنالك من يولى امر المسلمين ولكن يستغل منصبه للإنتقام من جاره او اخيه...! فعلى العموم إن صراعات دارفور الآن هي تدخل الحكومات في تنصيب الإدارات الأهلية المنشأ حديثاً وحقيقتها وهمية والغرض منها زعزعت الأمن و الاستقرار بدارفور "فرق تسد" وكما تشهده بقية ولايات السودان الأخرى وعلى الجميع وقف هذا العبث وإيقاف اى نشاط يتعلق بإنشاء الهاكيل الإدارية الجديدة حفاظاً على الأرواح وسدًا لذرائع الفتن بدارفور، فلعن الله الفتنة ومن ايقاظها ... "والفتنة أشد من القتل" فلعنة الله على كل من زج بالإدارة الأهلية فى السياسة، لكي يصنع له تاريخاً فالتاريخ المزور يجدي واتذكر مثل أهل دارفور: "الما عنده قديم ما عنده جديد"! ولابد من تفعيل القوانين المتعلقة بالأراضي والحواكير فليأخذ كل ذي حق حقه بالقانـون.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 11 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة