استعراض رواية لعنة الغراب للدكتور عمر مصطفى شركيان (٢ من ٢) كتبه الدكتور قندول إبراهيم قندول

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 09:46 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-10-2022, 07:48 PM

د.قندول إبراهيم قندول
<aد.قندول إبراهيم قندول
تاريخ التسجيل: 11-08-2015
مجموع المشاركات: 71

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
استعراض رواية لعنة الغراب للدكتور عمر مصطفى شركيان (٢ من ٢) كتبه الدكتور قندول إبراهيم قندول

    06:48 PM August, 10 2022

    سودانيز اون لاين
    د.قندول إبراهيم قندول-الخرطوم-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر






    الدكتور قندول إبراهيم قندول*
    [email protected]

    وقفنا في الجزء الأول من التلخيص أنَّ "عباس حلمي" في القاهرة اشترى الأختين، "شاما" و"شيني". في هذه الجزء تأخذنا الرواية في فصولها الخمسة الأخيرة بإثارة أكثر من سابقاتها. فالفصل السابع من حيث الطول (33 صفحة) محصور على الرحلة إلى كردفان، وخاصة الأبيض، وأنَّ بطلها هو "خير الله" أو "كوكو"، خادم "إغناتس". هنا يصوِّر لنا "إغناتس" الخصائص الجوهريَّة للنُّوبة في شخصية "خير الله"، والمتمثِّلة في القوة والمثابرة والأمانة. لقد استطاع "خير الله"، بل أصرَّ إصراراً على الحفاظ على اسمه النُّوباوي "كوكو" عندما كان عبداً في القاهرة إلى أن نال حريته، على الرغم من أنَّه كان مملوكاً لأسيادٍ ثلاثة: مصري في كردفان، وشايقي في عطبرة، السُّودان، وأخيراً فاز به جعلي بعد احتراب وقع بين الشايقيَّة والجعليين في عطبرة نفسها.
    في عودة سريعة إلى سيرة الأبيض، يصف "إغناتس" منازل العبيد فيها وصفاً دقيقاً ويُبيِّن الأنشطة المختلفة التي يقوم بها أولئك البؤساء من بيعٍ وشراءٍ للبضائع في أكشاكٍ أقاموها، وتقديمهم الشاي والقهوة تحت ظلال رواكيب ضعيفة آيلة للسقوط، وفي ظروف ذلك الجو الحار والهبوب العاصفة بحبيبات الرمل الدقيقة التي لا تخطيء العيون. يتطرَّق "إغناتس" أيضاً لأنواع المشروبات الروحيَّة المسكرة كالمريسة بأنواعها وأسمائها المختلفة وما كانت تفعل بعقول شاربيها. أما جمال نساء الأبيض فلم يسلم من تعليق "إغناتس". يعود "كاسا" إلى الأبيض مرة ثانية للبحث عن بنتيه. وتحت تلك الرواكيب، أيضاً، يقابل "إغناتس" الأب المفجوع "كاسا" عدة مرات وينقل إليه لقاءاته بابنته المفقودة "شاما" بمنزل "عباس حلمي" في القاهرة، وما دار بينهما من حوارات كثيرة وحكاياتها عن قصتها ومأساتها. إنَّها حكاية مؤثِّرة للغاية، فجانبها الأسود محزن، والآخر يبعث الحياة في نفس "كاسا" ويزداد من فضوله ليسمع وليعرف المزيد عن فلذات كبده. لم تكن القصة التي ينقلها "إغناتس" بلسماً ل"كاسا" فقط، ولكن لمن ينغمس بكل أحاسيسه في قراءة هذا الفصل من هذه الرواية الرائعة والحزينة في الآن ذاته.
    في الفصل الثامن يغوص الروائي في عمق شرور القوات التركية–المصرية ولم يجد وصفاً دقيقاً ولا أكثر تعبيراً ومعنىً من جملة: "دخول الشر إلى جبل الداير"، كما أسماه. ها هنا في جبل الداير، تشن القوات الحكوميَّة هجماتها البربريَّة على القرى بطريقة عشوائية، ويذوق من جرائها المواطنون الأبرياء صنوفاً من العذاب، والسوق إلى غياهب العبوديَّة والقتل الفوري لمن يتجرأ بالمقاومة. يروي “إغناتس" واحدة من المواقف المقزِّزة حقاً، أنَّه شاهد بنفسه امرأة عجوزاً تموت فور رؤيتها بأم عينيها ما حدث لابنها الوحيد، ولثورها المفضَّل لديها ولماشيتها التي تعتمد عليها. "قُتل الابن، وذُبِح الثور، وسِيقت الماشية بواسطة مُلاك جُدد، أي "حدث ما حدث" لممتلكاتها المعنوية والمادية. هذا المشهد كان صعباً جداً أن تتحمَّله المرأة العجوز و"إغناتس" على حدٍ سواء.
    مثل الفصول السابقة، الفصل التاسع أكثر إثارة لأنَّه يغطي رحلة الصيد في جبال النُّوبة التي قام بها "إغناتس" مع خادمه "كوكو" وما حدث فيها. فبينما هو مشغول، ربما بالصيد، تنشب مشاجرة بين "كوكو" وصبيٌ من القرية القريبة. كان سبب التشاجر بينهما أنَّ "كوكو" استولى على كومة الحطب التي جمعها الصبي دون رضاه مما اعتبره الصبي انتهاكاً صارخاً لحقوقه وكرامته وفخره. يجمع الصبي أهل القرية على الفور في تشكيلة شبه عسكريَّة استعداداً للدفاع عن ابنهم وكبريائهم. لم يكن أمام "إغناتس" و"كوكو" وقتئذٍ إلا اللجوء إلى "النجاة بالحيلة '' للتغلُّب على غضبهم بامتصاصه؛ خاصة ذلك الشاب الذي احمرت عيناه وارتجفت أوصاله من شدة الغضب لينتقم منهما للصبي. بلا شك في إنَّ هذا المشهد يمثِّل فيلماً سينمائيَّاً أو وثائقيَّاً محفِّزاً ليس فقط لقراءة الرواية، بل لمشاهدته على الشاشة.
    عنوان الفصل العاشر هو "لعنة الغراب"، ويحكي عن انطباعات "إغناتس" حول قرى النُّوبة التي كانت مأهولة ومكتظة بالسكان في السابق، وعن الهجمات الجديدة التي تشنها القوات الحكوميَّة وميليشيات القبائل العربيَّة. يوثِّق "إغناتس" كل ذلك بعد حصوله على الإذن المطلوب لمرافقة القوات، ويشهد أنَّ تلك القرى أصبحت خالية من السكان أو في أحسن الأحوال بقي منهم عددٌ صغيرٌ من العجزة الذين لا قيمة اقتصاديَّة لهم، وأنَّ مصيرهم الموت المحقَّق بسبب فقدانهم للرعاية.
    وفي واحدة من المداهمات العديدة، يشاهد "إغناتس" الشباب وهم "مقيدين بالأغلال ووُضِعت خشبة ذو شيبة بشوكتين حول أعناقهم طوال الرحلة مشياً على الأقدام إلى الأبيض ليتم بيعهم، بينما يتم أخذ قطعانهم من الأبقار وهم بلا حول ولا قوة." يروي "إغناتس" أنَّه كان حاضراً في حادثة تعتبر الأنكأ والأشنع، وتدل على فجور بعض الرجال وفسقهم، وتظهر خطاياهم، بقوله: "يقوم جندي حكومي بضرب امرأة عجوز منهكة لم تقو على المشي بمؤخرة بندقيته فتموت. كانت المرأة العجوز والدة واحد من المقبوض عليهم اسمه "باكوبا". لم يتحمَّل "باكوبا" المغلول بالشيبة ذي الشوكتين رؤية ما حدث لوالدته". يستطرد "إغناتس": "في تلك الحالات تنفجر الطاقة الكامنة في الإنسان، و"باكوبا" ليس بحالة استثنائية، بل هو إنسان له أحاسيسه ومشاعره. لذا حرَّر نفسه من الشيبة والقيد لينتقم لوالدته، مستخدماً الشيبة كسلاح، ويضرب بها الجندي ضربة واحدة قاضية أردته قتيلاً إلى مثواه المشئوم. لقد أصبحت هذه الضربة مضرب مثل في كردفان، خاصة بين الجنود، إذ كانوا ينعتونها "ضربة باكوبا" كناية عن أية ضربة غير عادية أو عمل من أعمال القوة".
    سئم "إغناتس" من صلف أفراد من الجنود الأتراك وأفعالهم الشنيعة تجاه الأبرياء العُزَّل من النُّوبة. فبينما هو وسط الجنود، فإذ يرى جنديَّاً تركيَّاً يسيء معاملة امرأة عجوز أخرى، يجبره الموقف ليسحب مسدسه ويوجهه إلى رأس الجاني المغرور مهدِّداً إياه بتفجيره إذا لم يتوقف عن أفعاله المستفِّزة والخاطئة. كعادة النُّوبة ومروءتهم عند المقدرة، يقف "كوكو" على عجلٍ بين الرجل وفوهة مسدس "إغناتس"، ولم يبرح مكانه إلا بعد أن هدأت أنفاس الأخير وانحسر غضبه، وأعاد مسدسه إلى حيث كان، وهكذا، نجا المجرم من الموت.
    الفصل الأخير، بعنوان: "وداعاً كردفان" يروي "إغناتس" مغادرته لكردفان إلى الخرطوم في طريقه إلى القاهرة بدون "كوكو"، الذي عاد سراً وحراً إلى وطنه، جبل الداير. وكرجل حر، لم يتمكَّن "إغناتس" من إبلاغ السلطات في الخرطوم بهروب "كوكو" الشاب الحر الطليق. وفي رحلته إلى القاهرة، لم يستطع "إغناتس" نسيان "شعب النُّوبة" ومعاناتهم وقد امتلأت نفسه بالأحلام الجامحة حول كفاح النُّوبة ضد الطبيعة والإنسانيَّة كلٍ على حدة أو معاً، ولكنه عزم على أن ينهي هذه القصة القوية، متعهِّداً بأن يرويها لنا وللأجيال القادمة.
    ونحن من جانبنا نعتقد أنَّ رواية "لعنة الغراب" عملٌ قد تم نسج خيوطه ببراعة ومهارة عالية، ودقة متناهية، بواسطة الدكتور عمر مصطفى شركيان، لذا تستحق القراءة والاستمتاع بفن الخيال العُمَري في السَّبك والنسج. ولِمَ لا، فهو متخصِّص في مجال الغزل والنسيج، لا علوم التاريخ أو الانثروبولوجيا، أو فنون الأدب إلخ.. غير أنَّ للرجل اهتمامات بهذه العلوم، فأجادها كما تميَّز في تخصُّصه.

    * الكاتب مؤلف كتابين باللغة العربية: لمدخل لدراسة قبيلة رفيق (دميك): الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية في جبال النوبة - السودان، لندن، ٢٠١٥م، (الطبعة الأولى)، والطبعة الثانية، الخرطوم، ٢٠٢١م؛ وكتاب الفكي علي الميراوي: ملامح البطولة في جبال النوبة، الخرطوم، ٢٠٢١م.


    عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 10 2022
  • التوافق الوطني : مبادرة أهل السودان ستنتج نظام البشير مرة أخرى
  • لجان المقاومة تعلن التظاهر غدا الخميس


عناوين المواضيع المنبر العام بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق August, 10 2022
  • مجموعة مسلحة بالعصي تقتحم دار المحامين بالعمارات، وتعتدي على المشاركين في ورشة الإطار الدستوري للان
  • اجمل ماقرات عن كيف تكرم و كيف تعاشر المرأه ؟؟؟
  • عناوين الصحف الصادره اليوم الأربعاء 10 أغسطس 2022م
  • المهاجرون في مصر.. عددهم تسعة ملايين و”هذه الجنسيات” تتصدر
  • خلافات حادة بين دولة تشاد والسودان الان
  • الشعبية بقيادة الحلو تشترط قبول الإعلان الدستوري حال تطابق مع رؤيتها
  • اطفال المايقوما متى يصحو الزناه لعنهم الله
  • في حضرة الكسرة
  • هشتاق اطلاق نداء خليوت بعانخي في مونديال قطر2022

    عناوين المقالات بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق August, 10 2022
  • إعتذار إبراهيم بقَّال ! كتبه زهير السراج
  • مشروع تلميع ودعم الرويبضة ..! كتبه هيثم الفضل
  • حرية النبيح على جسد الوطن الجريح كتبه د.حامد برقو عبدالرحمن
  • مع والى الخرطوم و الحلاقة على رؤوس المواطن المغلوب على امره كتبه عمر عثمان
  • قوى الحرية والتغيير وقوى التغيير الجذري والإخوة الأعداء كتبه عمر الحويج
  • كراع بره وكراع جوه ! كتبه ياسر الفادني
  • لماذا يتحمل السودان الكوارث الناتجة من سد العالي للابد؟ كتبه محمد ادم فاشر
  • المهدي المنتظر هو سيدنا نوح علية الصلاة والسلام – كتبه عبد الله ماهر
  • اهمية الدور المصري ودعم النضال الفلسطيني كتبه سري القدوة
  • على مفترق التحولات الكبرى كتبه فهد سليمان
  • تحديات الانتقال للحكم المدني . كتبه نورالدين مدني























  •                   


    [رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




    احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
    اراء حرة و مقالات
    Latest Posts in English Forum
    Articles and Views
    اخر المواضيع فى المنبر العام
    News and Press Releases
    اخبار و بيانات



    فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
    الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
    لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
    About Us
    Contact Us
    About Sudanese Online
    اخبار و بيانات
    اراء حرة و مقالات
    صور سودانيزاونلاين
    فيديوهات سودانيزاونلاين
    ويكيبيديا سودانيز اون لاين
    منتديات سودانيزاونلاين
    News and Press Releases
    Articles and Views
    SudaneseOnline Images
    Sudanese Online Videos
    Sudanese Online Wikipedia
    Sudanese Online Forums
    If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

    © 2014 SudaneseOnline.com

    Software Version 1.3.0 © 2N-com.de