• بعد سنوات من الآن، سيلاحظ الدارسون للفترة الإنتقالية(11 أبريل 2019- تاريخ غير معروف) أن سمة أساسية وسمت هذه الفترة هي صعود خطاب الكراهية والتخوين وإلغاء الآخر.. وصمة بائنة تلوح كالوشم في ظاهر اليد.
•بدأ خطاب الكراهية يتسلل في البداية بشعارات تستهدف النظام السابق مثل شعار "أي كوز ندوسو دوس" ثم تسرب رويدا وأصبح منهجا شاملاً شمل حتى حلفاء الثورة نفسهم وكل من أختلف مع التحالف، الذي كان حاكماً، وزاد صعود هذا الخطاب بعد فقدان للحرية والتغيير للسلطة في 25 أكتوبر 2021 ودعني-عزيزي القارئ- أزعم بأن خطاب الكراهية الذي سممت به عناصر الحرية والتغيير الإعلامية المجال العام كان سبباً رئيسياً ودافعاً قوياً للإرادات التي تلاقت في أكتوبر ذاك وأشتركت جميعها وساهمت في إسقاط سلطة الحرية والتغيير ذلك لأن خطاب الكراهية هو في الأصل خطاب عدائي ومستفز يدفع كثير من المؤثرين في المشهد السياسي لمعادات الحرية والتغيير والعمل ضد سلطتها ولو من باب "مكرها أخاك لا بطل"
• قبل عاصفة 25 أكتوبر بأيام تسابقت قيادات الحرية والتغيير أيهما أكثر قدرة على إنتاج المزيد من لغة الكراهية حتى وصلنا لمحطة "ديل ما بشبهونا" والتي حسم بها القيادي القحتاوي وجدي صالح هذا السباق لصالحه.
• تلك الأيام استشعر رئيس الوزراء عبدالله حمدوك خطورة النتائج المترتبة على لغة العداء الطفولي هذه فكرّس فقرة كاملة في خطابه الأخير قبل يوم 25 أكتوبر للتحذير من لغة الكراهية والتصعيد التي وسمت خطاب التحالف الحاكم. يومئذٍ، دعا دكتور حمدوك، فيما يشبه التوسل، لوقف التصعيد الاعلامي بين الأطراف المتصارعة. وكانت تلك نقطة جوهرية في خطاب حمدوك وكتبت وغيري ونادينا بأن تنسحب على التايم لاين الوطني الذي كان ملتهبا ولا يزال. وقلتُ يومها ليس هناك أخطر على دولة من الانقسام المجتمعي الذي يغذيه خطاب الكراهية.
• ربما كان خطاب الكراهية حالة إدمان لا فكاك منها لأن أبطاله لا يزالون، رغم الهزائم السياسية القاسية التي تلقوها فيما بعد، لا يزالون يرون فيه نهجاً لإقصاء وإلغاء الآخرين وما حدث أن "الآخرين" ألتقطوا وزمام المبادرة السياسية وتمكنوا من رد الصاع.
• في ورشة تقييم تجربة الحرية والتغيير هذه الأيام، تجاهلت المتحدثون والمقيمون نقد واحدة من الأخطاء الفادحة التي أرتكبتها الحرية والتغيير بعد 11 أبريل 2019 وهو تمكين خطابها العدائي في المجال العام بصورة وسمته بها بإمتياز، ورغم كونه مثَّل الخطأ الفادح الذي كلفها سلطتها ولم يفتح الله على أحد من عناصرها بنقد الخطاب أو حتى مجرد وعد بتغييره.
• أن هزيمة خطاب الكراهية .. وبالتالي هزيمة "تجار الكراهية" بتعبير الكاتب القدير محمد محمد خير هو واجب الساعة لأنه في حضور هذا الخطاب المسموم يستحيل أن ينفتح المسرح السياسي على خطابات هادئة ومرنة ومتسامحة تخلق مناخ صحي لتفتح زهور الوحدة الوطنية والنهضة والتقدم و .. المحبة.
#نداء_النجوم
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 27 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة