والعالم من حولنا تغشاه غاشيات التغيير ورياح التبديل في المواقف والاحلاف..والاحداث في اوكرانيا تضغط بكلكلها علي عنق العالم.. وبوادر أزمات متتاليه ومتشعبه تطل برأسها من بين ركام هذه الحرب اللعينه المصطنعه..أزمات في الطاقه..بترولا وغازا..وازمات غير مسبوقة في المنتجات الاوليه للمواد الغذائيه الاساسيه..وغير ذلك كثير من التداعيات والآثار..والعالم يفور ويمور بالحراك..لتدارك الآثار السالبة لهذه الحرب التي لم يتحسب مشعلوها لكل هذه الآثار المدمره..فتسارعت الهروله..ونشط المسعي..للاستنجاد ببناء الأحلاف وأحياء الاتفاقيات لتقليل آثار هذه الكارثه المحاقه التي تحيط بالعالم..فكان مؤتمر جده الذي كان هدفه الرئيس تعويض الفاقد من الإنتاج العالمي للنفط..جراء العقوبات التي فرضت علي روسيا..التي بدورها ذهب رئيسها بوتين ايضا الي طهران وعقدت قمه هناك.. في ذات توقيت زياره بايدن للمنطقه..لتقويه الحلف الذي يضمها والصين وإيران المناوئ للحلف الاوربي الامريكي ..وكان لافتا حضورعضو النيتو تركيا اردوغان في هذه القمه دليلا علي أن أجندة السياسه عند البعض براجماتيه متحركه تدور حيث مادارت المصالح والمكتسبات..ويظل السباق محموما بين الفرقاء الذين يتسابقون علي كسب النقاط ضد بعضهم البعض لتقويه النفوذ واحكام السيطره ..كان ذلك هناك خارجيا..فماذا علينا نحن هنا في الداخل؟ قطعا نتأثر بما يحدث من حولنا وموقعنا الحيوي الواقع علي مناطق الصراع وبسط النفوذ في القرن الافريقي والبحر الأحمر..يعطينا اهميه قصوي وقدما راسخا لاي ترتيبات تحدث لهندسه واعداد التحالفات وبنائها علي الاقل في المنطقه ٱن لم نتطرف ونقول علي مستوي العالم..العالم الذي أصبح ينظر لنا ويتلمظ فيما بين أيدينا من موارد وامكانيات يمكن أن تنقذه علي الاقل من جائحه ازمه الغذاء التي كادت أن تصبح شغل العالم الشاغل الان..وبنظره سريعه لاخبار العالم ومعدلات التضخم التي بدأت تتصاعد فيه.. وارتفاع أسعار السلع الغذائيه حتي في الدول ذات الاقتصاديات الضخمه في الاتحاد الاوربي وامريكا..ومناداة المسئولين لهذه البلدان لشعوبهم بضروره ضبط سلوكهم الاستهلاكي وترشيده والعمل علي التقشف قدر الإمكان في مايختص بكل شئون الحياه حتي وان كان هذا الترشيد يطال سلعا هامه وحيويه كالمياه مثلا..هكذا هو العالم الان وهذه هي أحواله..فماذا عن آل البربون في الداخل؟ الذين لايقرأون ولايسمعون ولايتعلمون؟ هنا سادتي مازالنا في مرحله اللت والعجن..هل الدجاجه من البيضه ام البيضه من الدجاجه؟..هنا سادتي مازالت الطغمه السياسيه تعبث بالبلاد ومقدراتها وبالعباد وآمالهم ..هنا سادتي مازالت بعض الاحزاب رغما عن عراقتها تمارس هوايتها في ارباك الساحه السياسيه بسلوكها النزق الانتهازي..فتبني التحالفات تارة لتنفض يدها منها بعد حين..لتبني تحالفا اخر..وتكثر من اللافتات والواجهات لتبعثر الجهود وتشتت القدرات والطاقات.. وتغوي الشباب وتبتزهم بأنها هي وحدها حامل مشاعل الديمقراطيه والحريه.. وهي فقط حامي حمي قيم الوطنيه وموئل و مستودع النزاهه والشرف..وقس علي هذا السلوك و المنوال كل الطيف السياسي الفاعل يساريا كان ام يمينيا..وكذلك مايسمي بألاحزاب الكبيره التي اوردتنا وسلمتنا لمهالك البؤس والتردي .. لم تستقر يوما علي موقف أو فكرة هاديه لها..تسوقها رياح الحراك السياسي اينما شاءت..وقتما شاءت وكيفما رأت..لم تستفد من فرص الحكم التي واتتها منذ الاستقلال في تفجير طاقات قواعدها.. علي الاقل. ذات الولاء المطلق وتجييرها للمصلحه العامه....والمصلحه الخاصه كذلك.. بإعتبار أن المصلحه المنجزه..هي كتابا للحزب يمكن أن يقدمه بين يدي اي تنافس انتخابي قادم....هذا الذي يليها لم تفعله هذه الأحزاب الكسيحه المترهله .دعك من تفجير طاقات اغلببه أبناء الشعب السوداني.. بل انها جعلت اتباعها رصيدا جامدا ومدجنا..عند الحوجه..صراعا مع السلطه كان..أو رصيدا للانتخابات.. وكذلك استشري هذا المرض في القادم الجديد لساحه العمل العام..الحركات المسلحه..التي رفعت العداله شعارا لمشروعيه حملها للسلاح..ولكن المرض العضال المتفشي في ساحه فعلنا السياسي حول هذه الحركات لمايشبه الطوائف..والا قل لي بربك ما الغرض من تعدد هذه الحركات؟؟ اذا كان هدفها واحد وشعارها واحد وهو رفع المظالم التاريخيه عن مناطقهم..أو في الاصطلاح الجدلي الملتبس..مناطق الهامش..ما الهدف من هذا التشظي والانقسامات الاميبيه التي طالتها اذا كانوا فعلا يرمون للهدف المعلن..ام أن وراء الأكمه ماوراها.. التي برز منها المصالح الذاتيه والمنافع الخاصه للاقراب والمحاسيب..ولهذا ليس غريبا أن تستعر الحرب في مناطقهم ويشتعل لهيبها ويتمدد بأكثر مما كان عليه ايام نضالهم المزعوم..فلقد امتدت آثار الحرب لمناطق لم تطالها من قبل..مثل ابوجبيهه والعباسيه في جنوب كردفان..فتنه الرصيرص ومقينيص في النيل الازرق علي سبيل المثال لا الحصر...اذن هذا هو بعض من حالنا الان..مقرؤا مع التفاعلات الدوليه التي تسير بخطي متسارعه نحو فك واعاده تركيب النظام العالمي المألوف..وإن لم نتدارك أمرنا سنجد أنفسنا خارج هذا الحراك الراهن..ومن ثم يفرض علينا رغما عن انوفنا ماتم التوافق عليه بين الفرقاء الدوليين والا اصبحنا في عزله عن العالم واصبحنا نسيا منسيا..مجرد جغرافيا يمكن أن يتم تجريفها من السكان ..بتوفير عوامل الهجره الطوعيه..وزراعه الياس والإحباط وال################ من الإصلاح في نفوس اهلها وساكنيها..فإن فلح هذا المسعي فبها ونعمت..والا فالتهجيرالقسري عن طريق الغزو المباشر واباده الشعب عن آخره.. هو العلاج الناجع الاخير..فلا داعي لوجود شعب يمتلك من الثروات مايمتلك ولايستطيع أن يدبر أمر حياته ومعاشه..فلتكن هذه الارض المعطاءه لمصلحه سكان جدد يعرفون قيمتها ويدركون أهميتها..موقعا ومواردا..هذا ليس خيالا جامحا واسعا اسرده من واقع احباط ذاتي الم بي..ولكن قراءة لحركه تاريخ طبقت قوانينها علي امم غابره وامم حاضره الي عصر قريب لم تكترث لانعم الله ولم تأبه بها فأجري الله سنته عليها واثابها بما تستحق ..وصدق وهو القائل في محكمه(وكم قصمنا من قرية كانت ظالمه وانشأنا بعدها قوما آخرين)..الانبياء ايه١١..دونكم تاريخ السكان الأصليين في أمريكا وكندا وامريكا الجنوبيه يأتيكم نبأ ماحدث لهم..ولهذا فإن جرس الانذار قد طرق علي اسماعنا ودق. بعنف ..عندما تجاهل وزير خارجيه روسيا سيرجي لافروف السودان عند جولته الاخيره في المنطقه التي شملت مصر واثيوبيا(جارتينا الشماليه والشرقيه) وجمهوريه الكنغو..وكذلك تجاهلتنا المبعوثه الامريكيه للقرن الافريقي عند زيارتها لمصر واثيوبيا وقبلهما للامارات..ربما يكون لاهل الدبلوماسيه مبررات لهذا التجاهل لا نتجادل معهم فيها..ولكن استراتيجيا هذه نذر تحذير..أن مرحله الا دوله التي نعيشها في راهننا السياسي أصبحت مهدد جدي وخطر وجودي يتهددنا بالزوال..وعلي الفرقاء في الساحه أن يتحلوا بقدر من المسئوليه تجاه هذا الراهن المحتقن..حتي لايطوف عليهم طائف ويجدوا الذي يصطرعون عليه قد تبخرو تلاشي واندثر..ومازال في الوقت برهه لتلافي الاخطاء والإخفاقات.. ومازال هناك متسع لاهل الحكمه والعقل من الشيوخ والشباب والنساء لتفعيل ادوراهم لرتق.. ماانفتق..وتجميع ماتفرق.وتقريب مابعد وتضميد الجراح وتخفيف الآلام..وعلي القوات المسلحه وقادتها أن يدركوا عظم ماهم فيه الآن .. أنهم مسؤولون عن أخطر مرحله تمر بها البلاد والجيش كما يتداول الناس هو(عظم الظهر) لهذه البلاد..فالله الله في دماء شعبكم..والله الله في مسئوليتكم..والله الله في وظيفتكم وقسمكم الذي اقسمتموه..في الحفاظ علي الأرض والعرض..فأنتم الآن في المحك..محك المهنيه والمسئوليه الاخلاقيه...فلا ينفرط عقدكم فتجعلوا شعبكم كما من الهوامل تتخطفها ضباع البشريه واسودها الضاريه..فيصبكم العار والشنار...كما حدث لأمم من الاباعد والاقربين(ولقد وصلنا لهم القول لعلهم يتذكرون)..القصص ايه ٥١
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق July, 27 2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
احمد مجذوب البشير
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست