قد يختلف البعض في الكثير من أفعال نظام الانقاذ وممارساته عندما كان على رأس السلطة، ولكن لا ينكر جرائمه وفساده الا مكابر أو منتفع .. واذا تغاضى هذا الشعب الطيب المسامح عن كل جرائم الرئيس المخلوع، فلا أحد يملك حق اصدار عفو في جريمتة التي قادت لتأسيس ودعم مليشيات الجنجويد، ولا أحد يغفر له صناعة حميدتي وجريمة خراب السودان من بعده حتى تقوم الساعة، ولو أن قاضيا اسلاميا شديد الانتماء للتنظيم، نظر في مستقبل هذه الجريمة وحكم ببعض العدل، لكان الحكم بالإعدام الفوري للرئيس السابق في يوم عزله، كافيا ونافيا لكل المحاكمات الصورية والتهم اللاحقة.. حميدتي اليوم واقع مرير يعيشه كل مواطن في أمنه ومعيشته، وهو كابوس يخيم على صدر كل سوداني داخل حدود الوطن أو خارجه .. والأدهى من ذلك فهو البعبع والغول الذي يبتلع مستقبل الشباب ويحيل حياة الشعب إلى جحيم . حميدتى الان ليس مجرد جاهل استعصم بالسلاح ليتولي أمر هذا الشعب، ولكنه الشعلة التي ترتفع السنتها لتلامس واقع تفوح منه رائحة البنزين، وهو القنبلة الموقوتة التي يمسك أعداء الوطن فتيلها ليفجروها حسب توقيتهم الدموي. ان مليشيات حميدتي التي أعدها البشير ودعمها، وتلقفتها قوى الدمار من حولنا وحولتها لقوة ضاربة لتتحكم في موارد البلد ومستقبله، لهي الخطر الأكبر الذي يقابل الشعب السوداني قاطبة، ولهي الصخرة التي ستتحطم عليها كل احلام السودانيين مالم يتم تفتيتها وهدمها بحكمة ومعرفة لا تتوفر في كثير من حكام وزعماء هذا العصر .. وان كانت ظروف ضعفنا قد جعلت من مليشيات الجنجويد حليفا للبعض على الآخر قبل أن ينقلب عليه، وكانت الحليف الأخطر في حكومة البشير والشريك الاقوى في الحكومة الانتقالية الأولى، وكانت الحاكم الفعلي لحكومة مابعد الانقلاب ، وكانت القوة الضاربة لكل امال واحلام الشباب ، وكانت الرصاصة التي اغتالت أرواح الثوار، وأن كان هواننا هو ثمرة علو هذا الفرعون فوق سيادتنا وتحكمه في أمننا واقتصادنا وصعوده فوق تلة القانون ، الا ان صمتنا سيكون هو الثمرة المرة والنتيجة الحتمية لمستقبل هذا البلد بعد تحوله هذه المليشيات إلى بؤر مشتعلة وقرى محترقة وأسرى حرب داخل وطن ممزق، سيحدث كل هذا في ظل تملك هذا الطاغية الجاهل للقوة العسكرية والسلاح الفتاك والجيش البربري والمال والمعادن وسيادة قانون الغاب وتحالف القوى الخارجية التي لايهمها شئ غير تمزق السودان وتشتت خيراته عليها .. وفي ظل سيطرة هذا الجنجويدي على كل السلطة والجيش والأمن والشرطة والسلاح والأراضي والنفوس الحاقدة، فان امام الشعب الأبي فرصة واحدة واخيرة للخروج من هذه الكارثة والافاقة من هذا السبات، وهذا ما سنفصله في مقالنا القادم الذي نشرح فيه -بإذن الله- الحلول ونكتب روشة العلاج التي مابعدها الا المشرط والبتر ..
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/12/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة