محمد علي ـ لندن بمناسبة الحفل الخيري الذي أقامته مجموعة دعم الأحفاد في لندن والذي استقطب عدداً مهولاً من السودانيات والسودانيين فإننا نقدم تعريفاً عن هذه المؤسسة التعليمية الوطنية الرائده لتعميم المعرفة. كانت بداية الأحفاد في العام 1903م عندما نشأت مدارس الأحفاد في مدينة رفاعة حيث خصص الشيخ بابكر بدري جزءاً من منزله وجمع فيه سبعة عشر تلميذة لتبدأ أول مدرسة وطنية للبنات في السودان. واستمرت في التطور حتى افتتحت جامعة خاصة بالبنات العام 1995م. ولقد واجهت تجربة الإحفاد في بداياتها معارضة الحكام الإنجليز وإحجام بعض المواطنين، كما ورد في مذكرات الشيخ بابكر بدري - الجزء الثاني، حيث قال "وأصبح لي مثبطان هما: معتقد المدينة وعالمها من جهة، وشيخ القبيلة من جهة أخرى". وقال: "اني طلبت من المدير الإنجليزي أن يأذن لي بفتح مدرسة بنات عام 1904م فضربني في كتفي وقال لي (أنت مجنون). وظل الشيخ بابكر بدري يثابر على طلبه حتى تم إفتتاح أول مدرسة رسمية لتعليم البنات في رفاعة في العام 1907م وفي العام 1932 انتقلت التجربة إلى مدينة أم درمان باقتراح من بعض مواطنيها المهتمين بنشر التعليم وتطوره، وأصبحت المدرسة في منزل تبرع به صاحبه لهذا الغرض السامي، وأصبح لها مجلساً للأمناء نجح في الحصول لها على قطعة أرض في مكان بارز في قلب المدينة، كما نجح في جمع التبرعات الفردية والاكتتابات الخاصة التــــي بلغت ثلاثة ألف جنيه سوداني ساهمت فيها الجاليات الأجنبية خاصة كونتوميخلوس والسيد عبدالرحمن المهدي من السودانيين وغيره، فافتتحت المباني في عام 1936 وتضاعف عدد طلاب المدرسة الأولية وكذلك القسم المتوسط الذي نشأ في عام 1933 وأصبح فـي عام 1941 مكونا من ثلاثة أنهر وفي العام 1943 أنشأ أول قسم ثانوي أهلي (بعد مغالبة ومغالطة مع مديري المعــارف الإنجليز ومكابرتهم المثبطة للهمم). ويؤهل هذا القسم طلابه لإمتحان الشهادة الثانوية والذي كانت تعده جامعة كمبردج آنذاك. أصبحت مدارس الأحفاد تضم: روضة للأطفال و مدرسة أولية و مدرسة متوسطة و مدرسة ثانوية وداخلية. في عام 1948 منحت حكومة السودان الأحفاد أرضاً لتقيم عليها المدرسة الثانوية التي أكتمل بناؤها عام 1951م بحملة تبرعات قومية شملت كل السودان وجميع قطاعات الشعب وكانت حصيلة ذلك الجهد القومي 15 ألف جنيه وأضافت إليها وزارة التربية عشرين ألف أخرى، وكانت مدارس الأحفاد تضم آنذاك 38 طفلاً بالروضة و 209 تلميذاً بالمرحلة الأولىة و 460 تلميذاً بالمدرسة الوسطى و160 تلميذاً بالمدرسة الثانوية. وفي عام 1955 قامت المدرسة الثانوية للبنات ثم كلية الأحفاد الجامعية عام 1966 والتي يبلغ الآن عدد طالباتها أكثر من ثمانية ألآف طالبة، والمعهد الألكتروني للبنين في عام 1974 والمدرسة المهنية الحرفية للبنات عام 1979م. وكلية الأحفاد الجامعية للبنات العام 1966م، ثم تحولت إلى جامعة الأحفاد للبنات في عام 1995م. ولم يقم الشيخ بابكر بدري (الشيخ بابكر بدري - 1856 - 4 يوليو 1954م) بتسجيل الأحفاد باسمه بل باسم الأحفاد لتكون ملكاً لكل أبناء وبنات السودان جيلاً بعد جيل. والأحفاد هي أول مؤسسة تعليمية وطنية متخصصة في تعليم البنات في أفريقيا والشرق الأوسط. والأحفاد هي رائدة الأسواق الخيرية في السودان حيث أقامت أول سوق خيري العام 1954م. ويدير جامعة الأحفاد ومدارسها الآن البروفيسور قاسم يوسف بدري وكان والده المرحوم العميد يوسف بابكربدري يتولى المنصب قبله.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاينSudaneseOnline اليوم الموافق 05/12/2022
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة