هنالك مثل شعبي سوداني يقول : ( الحكاية جبانة هايصة !! ) ،، وذلك المثل يصدق بحق وحقيقة في هذه الأيام ،، فالأوضاع السودانية برمتها جايطة في غياب مسئول واحد يمكن الاعتماد عليه وعلى أقواله !! ،، وكذلك في غياب مسئول واحد يملك كلمة الرجال ويعتمد عليه !! ،، وبالمختصر المفيد فإن دولة السودان في هذه الأيام العصيبة تخلوا كلياَ من هؤلاء القادة والرؤساء والمسئولين الذين يتصفون بالحنكة والمواقف القيادية الرشيدة الفاعلة !،، وكل شخص يقال أنه مسئول في دولة السودان في هذه الأيام فهو يتصف بالكذب والمراوغة والرياء ،، ومن سخرية الأقدار في هذه الأيام أن المسئولين والقادة والرؤساء يمارسون الأداء والقيادة بطريقة تضحك الجهلاء قبل العقلاء !! ،، وتضحك الأطفال قبل الكبار !! ،، حيث هؤلاء القادة والرؤساء يمارسون ذلك المثل الشعبي السوداني الذي يقول : ( ما فرقت كثيراَ إذا لبس الماحي طاقية الهادي !!! ) ،، فالكل في نهاية المطاف هم أبناء السودان في عرف هؤلاء المسئولين !! ، فالمختلس والسارق والتاجر الجشع لا يلام ولا يعاقب إطلاقاَ لأنه من أبنا السودان !! ،، والمهرب لثروات البلاد للخارج لا يعاقب ولا يحاسب لأنه من أبناء السودان !! ،، والقاتل الذي يقتل الأبرياء من أبناء الشعب السوداني بالرصاص الحي لا يعاقب لأنه أولاَ ( نظامي ) يعمل ضمن الأجهزة الأمنية ،، ولأنه ثانياَ من أبناء السودان !! ،، ففي دولة السودان يمكن ( للهادي ان يلبس طاقية الماحي ) متى ما يشاء ومتى ما أراد كما يقول المثل السوداني !! ،، ولا يلام إطلاقاَ ذلك المعتدي والظالم لأن السماحة والعفو متوفر في البلاد كزبد البحار من قبل المسئولين !! ،، والخلاصة أن المعتدي والظالم والقاتل لا يلام إطلاقاَ ,, ولا يتعرض للمسائلة والمعاقبة ،، ولا توجد للدولة هيبة وهيابة ،، بل منتهى العفو والسماحة والتنازل والسكوت عن تلك الجرائم الكبيرة البشعة !! ،، ومصير الإجرام والمجرمين هو ذلك التناسي والتقاضي متى ما كانت البلاد تعج بمن يتسامح ويتنازل عن تلك الجرائم البشعة بحجة أن الفاعل هو في الأساس سوداني !!!! .
قال ذلك ( البرهان ) دون خجل أو استحياء أن التحقيقات قد أثبتت أن عدداَ من ( النظاميين ) قد شاركوا فعلاَ في قتل الأبرياء من الشباب الثائرين المحتجين في الطرقات ،، فهو قد اعترف بجانب من تلك الجرائم ،، ولكنه لم يملك الشجاعة الكافية التي تليق بالقادة الرجال ويقدم هؤلاء النظاميين ( القتلة ) للعدالة والقصاص والمحاكمة الفورية !! ،، وتلك صورة من صور الضعف والهزال السائدة حالياَ في البلاد ،، وذلك ( البرهان ) يظن بغباء شديد ان مجرد الاعتراف والإقرار بتلك الحقائق المريرة الدامغة سوف يزيل غضب وسخط الشارع السوداني ,, وتلك مظنة ليست في محلها ،، وفي كل الأحوال فإن تلك الواقعة تثبت أن حالات الضعف والهزال والمهزلة تغطي على كافة قطاعات المجتمع السوداني !!،، ولا توجد في البلاد مؤسسات عدلية تلاحق المجرمين ،، وذلك ( البرهان ) قد أثبت تلك الحقيقة الموجعة بدرجة الغثيان !! ،، فإذا كان ذلك ( البرهان ) الذي يمثل ( قمة الهرم ) في تركيبة المجتمع السوداني بتلك الشاكلة فمن البديهي أن تجري الأحوال بمنتهى الميوعة في كافة مفاصل دولة السودان !!!!!!!!!!!
وتلك الحقائق في أرض الواقع قد أثبتت بأن ذلك ( البرهان ) لم يتصدى لمعالجة أزمة من تلك الأزمات التي يكابدها الشعب السوداني في يوم من الأيام !! ،، وكذلك لم يتصدى ويصدر قراراَ واحداَ شجاعاَ يعالج أزمة من تلك الأزمات المعيشية في البلاد ،، أو يعالج ضائقة من تلك الضوائق التي يعانيها الشعب السوداني في حياته اليومية !! ،، والخلاصة أن تواجد ذلك ( البرهان ) في قمة الهرم لا يقدم ولا يؤخر !! ،، بل أن عدمه أفضل من تواجده ألف مليون مرة !!!!!
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة