تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير – الجسم السياسي المكوّن من احزابنا السياسية التقليدية، تبنى المنجز الثوري لديسمبر المجيدة وشكل حاضن سياسي لحكومتها الانتقالية في مرحلتها الاولى، المنتهية بانقلاب المكوّن العسكري الذي وجد ضالته في الهشاشة الملازمة لمكونات هذا التحالف القحتاوي، فالاعتذار المقدم من رموز قحت المفرج عنهم بالندوة التي اقاموها بشمبات قبل فضها لا يكفي، والتقصير الذي شاب ممارستهم السياسية خلال الفترة القصيرة التي وضع ختامها بيان الجيش، عبارة عن ذنب لا تغفره الكلمات المعتذرة المفعمة بالعاطفة وسيل الدموع، و القبول بتحمل امانة حكومة الثوار الانتقالية ليس نزهة مترفة بالتجوال والسفريات الماكوكية الداخلية والخارجية، فالمنجز الثوري الذي استأمنهم عليه الشباب اريقت في طريقه الدماء، وقدمت المهج والارواح قرابين للخلاص من بقايا المنظومة البائدة، فقبل تقديم الاستسماح لجماهير الشعب الثائر كان الأولى أن يطرحوا كشف به جرد لحساب سنتي الانتقال اللتين تم تكليفهما بهما، ماهي اسباب اخفاقهم ولماذا صمتوا دهراً ونطقوا كفراً بعد أن اخرجهم الشريك؟ أولى المهام التي اوكلت لقحت هي مهمة ازالة تمكين الحزب البائد، كيف ختمت اللجنة المختصة صاحبة الصلاحيات الواسعة عملها قبل الانقلاب؟، ولماذا سمح الانقلابيون لرمزي اللجنة بمغادرة البلاد؟ هل ثمة صفقة ما عقدت بين الرجلين وبين الانقلابيين؟ اين المال النقدي والسائل الذي نما الى علمنا حجمه ورقمه عبر اثير المؤتمرات الصحفية المنعقدة منتصف الليالي؟، الأمانة التي اوكلت لرجالات هذا الجهاز الذي كان متنفساً لجماهير الشعب المتلهف لسماع الاخبار الحاسمة عن تفكيك دويلة الطغيان، لهي أمانة عظيمة تشفق الجبال من حملها، هل حملها الرجال التفكيكيون عن جهالة ام عن ظلم؟، كل هذه الاسئلة وتلك الاستفهامات مطروحة على طاولة القحتاويين عسى أن نسمع منهم اخباراً تثلج الصدور، فلا يظنن احد منهم أن القطار سيقلهم مرة اخرى بدون المراجعة والتدقيق والتحقيق والمساءلة، وليست بطريقتهم هذه تورد ابل الحكم الانتقالي المنوط به تنظيف دوواين الدولة من دنس الذين سبقوا، فعند انتهاء الدورة السنوية لأي رابطة طلابية تنعقد الجلسة الختامية الماسحة للعام الذي مضى والواضعة لميزانية العام القادم. ملف السلام من الملفات التي يجب أن يتحدث عنها رموز قحت المنقلب عليهم والمفرج عنهم بعد اعتقال، ما الدور الذي لعبوه كشركاء اصيلين للعسكر في اخراج هذا الاتفاق الفطير الذي لم يوقف الحرب في الاقاليم المحتربة؟، الاتفاق الذي اوجد استقطاباً جهوياً وقبلياً حاداً ادى لتصاعد وتيرة الحرب ولم يحقق السلام، على القحتاويين أن يسبروا غور هذا الملف الاكثر اهمية من بين الملفات الاخرى، خاصة وأن لكبير ابطال الاتفاق تصريح شهير يعترف فيه بأن هنالك اتفاق آخر قد تم تحت الطاولة، فالشراكة السياسية والسلطوية بين قحت والمكون العسكري والتي وصفها رئيس الوزراء مرات عدة بأنها متناغمة، تفرض على هؤلاء الشركاء المبعدين من دهاليز السلطة أن يبيّنوا للناس كل ما دار في فترة شهور العسل تلك، الشفافية الثورية تلزمهم بأن يفسّروا ويشرحوا للناس هذه الامور الملتبسة، وعليهم تبرأة ذممهم من الجرائم التي صاحبت هذه المدة التي سلفت، لقد مضى عهد المسح على الرأس والطبطبة والتربيت على الكتف في عالم السياسة وشئون الحكم. الملف الأخير الواجب على القحتاويين أن يتحلوا حياله بالشجاعة، هو ملف جريمة فض اعتصام المعتصمين امام بوابة القيادة العامة، ما الذي تم بشأنه في المدى الزمني الذي كانوا فيه مسؤولين وزاريين وحكوميين صميمين؟ وكيف اختير المحامي نبيل أديب لهذه المهمة؟ ولِمَ لَمْ يقع الاختيار على واحد من القانونيين والمحامين والقضاة السابقين؟، المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة وعدم الولوغ في اناء النظام البائد، ايضاً هنالك رواية سارت بها ركبان القرى والحضر وتم تداولها بين سكان المدينة، تشي بأن القحتاويين صمتوا عن تصعيد قضية فض الاعتصام تماشياً مع المثل الدارفوري: (دابي في خشموا جراداي ما بعضي)، على أي حال!!، يجب على قادة تحالف قوى اعلان الحرية والتغيير أن يفصحوا عما دار بينهم وبين الشريك الغادر، بخصوص هذه الملفات التي تهم الثوار وتشغل بال عموم افراد الشعب الواقف بالمرصاد في وجه كل من تسول له نفسه التلاعب بمنجزه الثوري، هذه الاستيضاحات المشروعة موجهة لقحت دون العسكر بحكم الثقة الكبرى التي اولاها الثائرون لها.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة