سيروا فالشوارع ملككم و انتصاركم قريب!!! يا شعبا تسامى يا هذا الهمام تشق الدنيا يا ما و تطلع من زحامها زي بدر التمام تدي النخلة طولها و الغابات فصولها و البذرة الغمام لم يعد الأمر محتاجا إلى تأكيد، أن الشوارع أصبحت مفتوحة على بوابة الثورة الشاملة و التغيير الجذري، و أن الجماهير يقينها بأن نصرها قريب. و من كان في شك من ذلك، لينظر إلى هذه الشوارع اليوم في الثالث عشر من ديسمبر ٢٠٢١م، ليعلم مدى تحول الثورة لسلوك يومي قادر على السيادة على شوارعه، و ليشهد مستوى التنظيم العالي و امتداد الحراك إلى كل بقعة في البلاد. فاليوم ابتدرت الحراك فاشر السلطان، و جاوبتها العاصمة القومية خير جواب. فمخزون الجماهير اللامحدود تفجر، و عبر من بحري إلى ام درمان، مكرسا لبادرة تبادل المشاركة بين المدن التي ابتدرتها ام درمان في المليونية السابقة. و منظر ثوار الحاج يوسف و اهازيجهم الجميلة المستجدة و المبتكرة، يمجد تنوع الشعار مع وحدة الهدف. و ثوار الخرطوم من باشدار يتجهون صوب القصر في موكب مهيب. و الرسالة التي ترسلها هذه المواكب واضحة وجلية، تؤكد أن شعبنا العظيم لن يتراجع و لن يتنازل عن أهدافه، و أنه قادم لتحويل ثورته إلى دولة مدنية، يصنعها تنظيم لجان مقاومته و قوى الشارع الحية. و على هذه القوى و خصوصا لجان المقاومة التي تمثل عصب قوى الثورة الذي يسعى لاستكمال تنظيمه الجبهوي، التنبه إلى عدم الوقوع في مصيدة تبنى اشكال تنظيمية لا تناسب قاعدية التنظيم و مرونة الحركة اللازمة لقيادة التغيير. و عليها أن تدرك بأن المطلوب هو تكوين جبهة واسعة تقوم على البناء القاعدي المؤسس على تماس مباشر مع الجماهير، يرتقي إلى شكل التنسيقيات التي اوصلتها إلى ما هي عليه الآن، و يستكمل بمركز تنسيقي يمثل كل اللجان في البلاد، دون أن يتحول الى مركز حاكم. فالتحول إلى مركز حاكم فارضا لإرادته، يسهل مهمة الانقضاض عليه على اعداء الثورة ، و يعيق ديمقراطية الحراك، و يفقد القاعدة سلطتها الديمقراطية المؤمنة للحفاظ على جذوة الثورة و جذريتها. كذلك يجب الإنتباه لدعاوى تحويل لجان المقاومة إلى حزب، توهما أن الفترة الانتقالية فترة ديمقراطية و لا ديمقراطية بدون أحزاب تصل إلى السلطة. فالفترة الإنتقالية فترة غير ديمقراطية و لكنها مدنية، تدير عملية التحول الديموقراطي من الدولة الشمولية إلى الدولة المدنية الديمقراطية، و لا شئ يمنع من أن تصعد إلى سلطتها جبهة واسعة تمثل البني القاعدية لجماهير الحراك، تدعمها الأحزاب في تحالفاتها الفوقية، و تكتفي تلك الأحزاب بتواجد عضويتها بشكل فردي ضمن اللجان و تنظيمات تجمع المهنيين و تنظيمات المجتمع المدني الأخرى. فالتحول إلى حزب - و هي دعوة يطلقها البعض بحسن نية- يؤدي إلى افقاد اللجان شمولية تمثيلها لمواطني أحيائها، و يجبر عضوية الأحزاب على تركها، و يفقدها مرونة اتصالها الأفقي و يخضعها لمركز حاكم، و يفقدها طابعها القاعدي، و يحرم الكثيرين ممن لا يرغبون في الانتماء الحزبي من الانتماء اليها، و يسهل مهمة اختراقها و السيطرة عليها، و يجعلها في سباق مع الأحزاب السياسية و يكسبها عداء الأخيرة، و يحد من فاعليتها بل يفت من عضدها و يخرجها من دائرة الفعل السياسي في المحصلة النهائية، و يفقد شعبنا فرصة نادرة توفرت لأول مرة، لتسمح له أن يحكم نفسه بنفسه، و أن يحقق قانون الثورة السودانية، و يدفع بالقوة المنجزة للثورة إلى سدة الحكم لتصبح دولة. و بقدر ما على لجان المقاومة أن تتجنب مثل هذه الدعوات، عليها أن تسعى لاستكمال بناء جبهتها مع تجمع المهنيين غير المختطف، و لجان تسيير النقابات و منظمات المجتمع المدني، مثلما أن عليها ألا تنجر لدعاوى الانتخابات المبكرة التي يسعى الانقلاب إلى استخدامها كمخرج من عزلته و أزمته، و كوسيلة لتكريس سيطرة راس المال الطفيلي، بمباركة دولية سوف تتسع دائرتها بصورة مضطردة، و ستتم محاولة إيهام قوى الثورة الحية بأنها إن تحولت إلى حزب و رضيت بالانتخابات المبكرة سوف تكتسحها. و بالطبع هذا لن يحدث. فإنتخابات تتم دون إزالة دولة التمكين و تفكيكها، و عودة النازحين و المهجرين إلى اراضيهم و تعداد سكاني صحيح و عدالة انتقالية شاملة و مؤتمر دستوري مؤسس لدستور ديمقراطي و قانون انتخابات ديمقراطي ، بعيدا عن إشراف سلطة الانقلاب العسكري على الانتخابات، هي انتخابات ستكرس حتما سلطة الرأسمال الطفيلي و الفلول، و تشرعن الانقلاب و من التحقوا به و من هم راغبين في الالتحاق به، و تقود لتصفية الثورة حتما. وعي قوى الثورة الحية و قدرتها المدهشة على استيعاب و هضم المعادلة السياسية، و رؤيتها الثاقبة التي جعلت من الثورة منهج حياة و جعلتها قادرة على الاستمرار بمخزون جماهيرها المستعدة للتضحية، يؤكد انها قادرة على هزيمة المؤامرات و تجاوز قصر النظر عند توفر حسن النية و تصحيح أخطائها أيضاً، كما يؤكد أن نصرها المؤزر قادم لا ريب فيه. و قوموا إلى ثورتكم يرحمكم الله!!! ١٣/١٢/٢٠٢١
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 12/13/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة