نحن نري اليوم المشهد السوداني ملبد بالغيوم فان النظافة لابد ان تثير الغبار اذا كان هناك غبارا يتطلب ازالته.ان القضية السودانية واضحة وضوح الشمس لا تحتاج للاجتهاد. وبل حتي غير السودانين يعلمونها جيدا . وقد كان الامل ان تلك الثورة بداية انطلاقة جديدة للسودان ولكن المؤسف من تربعوا علي السلطة انكروا النضالات التي استمرت عقدين في مواجهه عجرفة النظام واعتبروا ان الجوع كان السبب في ازالة النظام . مع ان محطة الجوع وصلت بتضحيات عظيمة تمت انكارها جملة وتفصيلا واعتبروا شوراع بري كانت السبب في قهر النظام لا معركة سدر ولا قهر السلطة في اكبر قاعدة عسكريه في الفاشر ولا جرجير في وضح النهار .ولا شهداء ميادين الشرف بين شهداء الامة ان انكار هذه الجهود بداية انحراف مسار الثورة. والت قيادتها من كانوا شركاء السلطة في الصفوف الخلفية. وجدوها رخيصة وتعاملوا معها بالرخصة. وكانت نتائجها باهتة ورخيصة . فالاخوة العسكرين هم وحدهم يعلمون من اسقط النظام السابق واسباب السقوط وعبر عنها البرهان بكل صدق في اول مخاطبته للجماهير في امبدة قال لا للاستعلاء العرقي بعد اليوم ،وهذا الوعد يتطلب اجراءات ينبغي القيام بها . فان نقاط التحول في مسيرة الشعوب يتطلب بروز رجالا يقودون مبادرات جرئية ويعملون علي تنفيذها مثلما حدثت في تحرير العبيد في دول الغرب بالرغم من الاعتراض وتعرضهم للهجوم والانتقاد الا انهم قادوا المشروع الي النهاية ولذلك انقذوا البشرية وحققت العدالة وانطلقت دولهم . وبعدها ادرك الشعوب بانهم كانوا من العظماء . ولذلك ان انهاء الاستعلاء العرقي والذي يعني العنصرية الممنهجة عبر جهاز الدولة . فان اول المعترضين هم السفراء عصارة العمل العنصري في الدولة فانهم لم يحتجوا ولم يسجلوا موقفا في ابادة الشعب وفصل البلاد .ويقولون لا لمساهمة القوميات في ادارة شأن بلادهم . نعم اعتراض كل المؤسسات التي كانت السبب في الاستعلاء العرقي وهذا شيئا متوقعا بالضرورة ،لان عندما يقول قادة العسكر الذين يرون ويعلمون جيدا كيف وجدوا انفسهم في المواقع تلك كانت شهادة العنصرية ، هيا الي توسيع قاعدة المشاركة في السلطة لازالة الغبائن ودفن الضغائن هو جهد غير معتاد فعلا و عملا شاذا . لان العسكر دائما يضيقون دائرة السلطة ويحتكرونها لانفسهم او من يعينهم في حدود ضيقة . فان رفض مبدأ المشاركة وتوسيع القاعدة بحجة انهم كيزان هو العجب نفسه بينما هم يضيقون المواعين حتي من بين تنظيمات الصفوة التي بلغت عددها نحو مائتين الي اربعة منهم ناصرين وجمهوريين وبعثين وامة مريم واحد علي عشرة من حزب الامة . وهم في القيمة اقل بكثير من تلاميذ خلوة همشكوريب . وقد قادوا البلاد بعد عامه الثاني الي محطة ما قبل الحرب بمسافة شبرا واحدا .مالذي يجعل العسكر يتحملون نتائج انانيتهم وعنصريتهم ويقودون الحروب الاهليه من جديد لارضاء سنهوري ووجدي ومريم اليتيمة ؟ وفي تقديرنا نحن ان المشروع الوطني يتطلب عودة الي منصة التاسيس ذلك السبيل الوحيد لانهاء الاستعلاء العرقي بانهاء احتكار المؤسسات والتصرف بالعقلية العنصرية. ولذلك ان دعم هذا الجهد عملا وطنيا وبل السبيل الوحيد حماية البلاد من التفتيت وشرور الحروب ويسجل التاريخ لهم جهدا في سجل الخلد .وهذا ما كنا ندعوا له منذ ثلاث عقود ودعمنا لهم بالكامل وبلا حدود اذا كانوا بالفعل جادين لانقاذ البلاد من شرور الطائفية والاحزاب العقائدية والعرقية وصولا الي محطة دولة المواطنة يتساوي فيها الجميع وتجرم العنصرية عبر نظام ديموقراطي ينتخب الشعب قادته بالانتخاب في ظل دستور احترامه ملزم للجميع ونفاذه علي القوي والوضيع وذلك من المحال تحقيقه عبر من يعتبر الناصر المهزوم قدوة له او بطل مجزرة الحلبجة مثله الاعلي او او من تربي عظما ولحما بعرق الناس او من يحترف العمالة.
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 11/01/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة