لا أدري ما الذي ينتظره الزعيم تِرِك بعد شهر تقريباً من إغلاقه لشرق السودان؟ فالواقع يقول إن تِرِك وجماعته لم يحقق لهم البرهان الذي سمح لهم بذلك الإغلاق شيئاً فالخسارة تشمل الجميع بما فيهم الناظر نفسه وبالرغم من ذلك لا زال ترك يهدد ويتوعد يعلن ويوجه رسائله لرئيس الوزراء حمدوك الذي يضرب كفاً بكف متعجباً من هذا السلوك الغريب بعدم توجيه الرسائل للبرهان مباشرة؟ مع أن تِرِك في بداية مشواره طلب من الجنرال الإنقلاب على السلطة وتغيير الحكومة بعيداً عن الشعب وتطلعاته ولكن الجنرال لم يتجرأ حتى الآن على تنفيذ ذلك المطلب لأنه يعلم تماماً نتائج مثل هذا التهور بالرغم من أن الجميع يعلم أن البرهان ( ماسك وكت بترك ) ولم تحِن لحظة فتح بوابات الشرق حتى الآن لذلك نرى الناظر متخبطاً في مطالبه وغير مرتب في طرحه وتائهاً ولا يدري ماذا يفعل فقد طال الأمر الذي كان يظنه على ما يبدو قصيراً جداً وأن العسكر سينفذون الإنقلاب بمجرد تناديه به حتى يعلن متفاخراً بأنه أسقط حكومة حمدوك بإصبع ٍ واحد وهو لم يتحرك من مقعده ( وتبقى قصة ) ولكن جرى الأمر بما لا تشتهي السفن فقد بدأت بوارق الأحداث تخفت والأمر لا يراوح مكانه وظل تِرِك كما هو لم ولن يجني شيئاً يذكر من عمليته هذه سوى المزيد من التفقير والتجهيل للشرق وسكانه بعد أن خذلهم في إعلان الطلاق البائن عن الدولة السودانية الذي رفعه منذ البداية . لماذا لم يعلن ترك الإنفصال وتكوين حكومة إقليمية كما وعد وهدد واضعاً سقفاً زمنياً لذلك؟ لماذا لم يطرد الجيش والشرطة والأمن والدعم السريع من مناطق البجا ويستولي على الحاميات الشرقية في البحر الأحمر وكسلا والقضارف بقيادة الفريق شيبة ضرار معلناً عن قيام دولة البجا كما يردد دائماً؟ فكل الظروف تقريباً كانت ولا زالت مواتية ليصير ملكاً أو أميراً أو سلطاناً على منطقته ! لماذا فضّل تِرِك لعِب دور حارس مغارات ( علي بابا ) على أن يكون هو البابا نفسه؟ هل يبيع ترك الأوهام للشرق وسكانه بمكاسب شخصية لا تعود بالنفع كعادة زعماء الشرق إلا له ولمجموعة ٍ صغيرة حوله؟ ومن هو البرهان في نظر تِرِك ؟ وبماذا وعده حتى ينفذ كل أوامره ويزيد عليها في الطاعة ويردد قائلاً بأن البرهان إذا قال له ( أفتح يا سمسم ) فإنه سيلبي النداء دون مناقشة بل ويؤكد أن البرهان قد وجد الحل ! مالذي يجعل الناظر تِرِك يضمن بأن البرهان متى ما خلت له الساحة سيجعل من الشرق جنة عدن؟
عبدالماجد موسى/ لندن ٢٠٢١/١٠/١٣
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/13/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة