في الوسط السوداني جاري تجريم اصحاب الجوازات من الدول الاخري وبل يتم تصوريهم كما لو انهم يحملون شهادات التجسس والعمالة وليست شهادات عملية من ارقي الجامعات والخبرات في المجالات المختلفة، بدلا من التنسيق للاستفادة من هذه الخبرات من الدولة التي حصلوا منها الجوازات .وهم لا يعلمون ان الجواسيس في العادة لا يحملون شهادات الفخر لهذه المهنة . وبل اكثر الجواسيس ان لم يكن كلهم في داخل البلاد طول حياتهم ولربما لم يخرجوا من السودان بطول عمرهم لانهم لم يحتاجوا الي السفر والبحث عن الجوازات لان العملاء تأتيهم الجوازات اينما كانوا . او لربما قد يحتاجون الي رحلات قصيرة للتدريب والتأهيل والتنسيق ولكن بالقطع لا يحتاجون الي شهادات الجنسية وبل صلاح العميل افضله من لا يحمل جنسية البلد الذي يريد ان يوفر له خدمة التجسس ،لابعاد الشبهه. وفوق ذلك صاحب الجنسية عطاؤه سيكون قليل حتي لو احترف هذه المهنة،لان الشبهات تحوم حوله . ثانيا ان اغلب السودانين الذين يحملون شهادات الجنسية من الدول الغربية لم يخرجوا من السودان للبحث عن جنسية ووظيفة العمالة من بلد اخر كما يتصوره البعض فالانقاذين كانوا يسمونهم معارضة الفنادق الي معارضي كيبورد، بعد ان انهزموا يريدون الانتقام من هذه الفئة بدعوي قلة الوطنية واصحاب الولاء المزدوج،وكثير من الناشطين الان يريدون هذه الفئة ان تخلي الساحة .وصنعوا منها قالبا جاهزا للخائن الذي يشلع من السودان ليبني بلده الجديد . فالدول الغربية لا تمنح الجنسيات مقابل التجسس لبلدانهم اذا كان كذلك كم جاسوس او عميل تحتاجه امريكا مثلا للسودان ؟ مع الصفوف الطويلة لللتري وطالبي الفيزا امام السفارة الامريكية فضلا عن المهاجرين الذين بلغ عددهم عشرات ان لم تكن مئات الاف ؟ هل يعقل كل هولاء يتنافسون لوظيفة العمالة ؟ اعتقد هذه الرؤية ساذجة للغاية وبل ورائها غرض ومن بعده مكر . والامر ليس كما يتصوره البعض .ان الجنسية عندهم حق لكل شخص يتوفر عنده شروط الجنسية . مثل شهادات الاقامة في البلدان العربية.واغلبهم كانوا لاجئين ولا مازالوا ،فالشخص اللاجئ الذي ترك البلد لمنازلة او مقاومة الدكتاتورية في السودان وعاش في ظروف صعبة ما كانوا يعلمون اين ينتهي بهم ضروب الكفاح التي اختاروها. منها فترة في ميادين الحروب وعاشوا مطاردين في البلدان الافريقية والعربية. في اصعب الظروف ومنهم من رفض كل العروض التي تقدمه النظام بالاستمرار، لان الحرية والسلام والعدالة هو الهدف الذي عملوا له كل حياتهم وخرجوا من اجلها .وهم صناع الحقيقين للثورة . قبل ان يولد الكثير الذين ما برحوا يرمون بسهامهم لكل شخص عاش في الخارج وخاصة في الدول الغربية. بدلا من تكريمهم و الاستفادة من التجارب الناجحة التي كسبوها من الامم والشعوب وهي التجارب التي قامت عليها نهضة كثير من البلدان . والشئ الوحيد غير المتوقع المغتربين ايا كانوا حصلوا علي الجنسية او الاقامة ان يتهموا بانهم لا يعتمد عليهم في الولاء للدولة بينما كانوا ومازالوا عونا لأهلهم عندما تخلت عنهم النظام فريسة البؤس .اليوم فقط باتوا خونة وعملاء لا احد منهم يصلح للوزارة او ظيفة كبيرة ولكنه يصلح ان يكون معطي. وقد سمعنا ان المصريين قالوا لديهم عميل بين كل مائة شخص في السودان من بينهم احزاب بحالها ناصريين والبعثيين والاتحادين وقبائل.لم يكن من بينهم من يحمل الجنسية المصرية .ولذلك عليهم البحث عن العملاء والجواسيس من بين الحضر والبوادي السودانية وان لا ينساقوا وراء الحرب الذي يشنه النظام المنهار ضد معارضيه الحقيقين.ومن لا يعرف ضروب العمالة عليه ان يسأل طه عثمان متي حصل علي الجنسية بعد العمالة او قبلها .
عناوين الاخبار بسودانيزاونلاين SudaneseOnline اليوم الموافق 10/12/2021
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة