المغتربون يمثلون البؤساء في ظلال الحكومات الظالمة المتعاقبة !!
أبناء الاغتراب منذ ستينات القرن الماضي قد قدموا الكثير والكثير لهذا الوطن العزيز ،، ولم يتأخروا في تلبية واجب من واجبات الوطن في يوم من الأيام ،، وقد أثروا الخزانة العامة في كل الأوقات والأزمان منذ ستينات القرن الماضي ،، وفي مرحلة من مراحل الاغتراب هم الذين قدموا تلك المقترحات المفيدة من تلقاء أنفسهم ،، حيث رفعوا شعارات ( المساهمة الوطنية ) ،، وكذلك رفعوا شعارات ( دولار من أجل بناء المطار ) ،، وقد شاركوا وساهموا بالكثير والكثير من الأموال والمساعدات العينية لموجهة تلك النكبات والكوارث التي وقعت في البلاد في ظلال كافة الحكومات ،، مثل كوارث الأوبئة والفيضانات والسيول والحروب ،، وبالمختصر المفيد كانت لهم تلك الأيدي السباقة العامرة العليا في مساندة الوطن ،، وفي مساندة الشعب السوداني ،، كما كانت لهم الأفضال الكثيرة في تعبئة الخزانة العامة بالعملات الصعبة والمحلية عند الشدائد والمحن ،، وقد وجدت الحكومات المتعاقبة ضالتها المنشودة في هؤلاء المغتربين الأبرار من أبناء السودان ،، ثم بدأت تستغلهم وتستنزف أموالهم ومدخراتهم بطريقة مشينة وقبيحة غير محسوبة ،، واتخذت من هؤلاء المغتربين ( بقرة حلوبة ) تحلب عند الشدة والضرورة ،، وأسست ذلك الجهاز المهيب تحت مسمى ( جهاز شئون المغتربين السودانيين ) ،، وبدأت تفرض الجبايات تلو الجبايات ،، وتفرض العديد والعديد من تلك الرسوم والمسميات لزوم الاستنزاف والاستغلال ،، وبقدرة قادر قد تحولت شعارات ( المساهمة الوطنية ) التي رفعها المغتربون من تلقاء أنفسهم والتي كانت تعني التبرع والمساهمة من قبيل ( الوطنية ) والوفاء إلى مفهوم ( الضريبة الإلزامية ) ,, ثم توالت بعد ذلك تلك الأعباء والرسوم المالية المجحفة الظالمة المهيبة على المغترب السوداني بأشكالها وألوانها ،، فكانت فروض ( المساهمة الإلزامية ) ،، ثم كانت فروض ( التحويلات الإلزامية ) ،، ثم كانت فروض ( الضرائب الإلزامية ) ،، ثم كانت فروض ( الزكاة ) الإلزامية الجبرية التي لا تطابق الشريعة السمحة ،، ثم كانت فروض ما يسمى ( برسوم الخدمات ) ،، وهي تلك الخدمات المجهولة !!،، وفروض ( رسوم القدوم ) ،، وفروض ( رسوم المغادرة ) ،، بجانب تلك الرسوم العديدة الباهظة في مقابل تلك الخدمات التي تقدمها الدولة للمغترب عند اللزوم والحاجة كرسوم تجديد الجوازات ،، وكرسوم تأشيرات الخروج والعودة ،، بجانب تلك المسميات العديدة والعديدة المبطنة تحت أغطية الزيف والرياء ،، كالدفع في مقابل ( دمغة الشهداء ) ،، وكالدفع في مقابل ( دمغة دعم الطلاب ) ،، وكالدفع في مقابل ( دعم المقاتل في ميادين الجهاد ) ،، وخلافها من تلك الدمغات والمسميات المفبركة والمصطنعة العديدة ،، وتلك الحكومات المتعاقبة كانت تنتزع تلك الجبايات والرسوم والضرائب والتحويلات الإلزامية الظالمة المجحفة انتزاعا بالسطوة والقوة بعد ربطها بتلك القيود الإجرائية الظالمة ،، حيث كانت تعرقل وتمنع الحراك والسفر والقدوم وتجديد الجوازات في حال عدم الالتزام بتلك الجبايات !!،، والمغترب السوداني ليس بذلك الغبي الذي لا يفقه شيئاَ ،، وهو كان ومازال يعرف جيداَ بأن تلك الضرائب والمساهمات الإلزامية لا تجوز إطلاقاً على مواطن لا يتواجد في أرض بلاده ،، وهي تلك الضرائب والمساهمات التي يدفعها المواطن المتواجد في بلاده في مقابل خدمات تقدمها الدولة لمواطنيها في الداخل ،، أما ذلك المواطن المغترب فليس مطلوباَ منه أن يدفع تلك الضرائب والمساهمات لدولته وهو يتواجد في أراضي الآخرين ،، فهو قد يلتزم بدفع تلك الضرائب للدولة التي يتواجد فيها ،، ورغم تلك الحقائق الدامغة فإن المغترب السوداني كان ومازال لا يتمسك كثيراً بتلك الحجج القانونية .
من المظاهر الغريبة الظالمة التي تمارسها حكومات السودان المتعاقبة ذلك المبلغ المبطن الذي يدفعه المغترب سنوياً تحت ( رسوم الخدمات ) ،، والمغتربون في الماضي وفي الحاضر يتساءلون كثيراً عن ذلك المبلغ المبطن المجهول الذي يدفعه المغتربون سنوياَ ،، والكل يعرف جيداً أن حكومات السودان لا تقدم خدمة واحدة دون تلك الرسوم الخاصة بها عند اللزوم ،، فأية خدمات تلك الخدمات التي تقابل ( رسوم الخدمات ؟؟؟؟ ) ،، فإذا علمنا أن دولة السودان تتلقى رسوم الخدمات أولاً بأول عند تقديم الخدمات فما هي تلك الخدمات التي تقدمها في مقابل ( رسوم الخدمات ؟؟؟ ) ،، فمثلاً إذا احتاج ذلك المغترب السوداني يوماَ وتعامل مع سفارة من تلك السفارات السودانية بالخارج ثم طلب توثيق شهادة الميلاد لطفله المولود الجديد فإن تلك السفارة سوف تطلب منه رسوم التوثيق ,, ولن تقول له : ( يا مغترب يا بطل يا مغوار : بما أنك تدفع الضرائب المفروضة عليك وتلتزم بتلك المساهمات المطلوبة منك سنوياَ وتدعم الخزانة العامة بالعملات الصعبة فإن حكومة السودان توثق تلك الشهادات للميلاد مجاناً في كافة سفاراتها حول العالم )،، ومثلاَ كذلك إذا تقدم أحد المغتربين لسفارة من تلك السفارات السودانية في العالم من أجل خدمة من الخدمات فإن تلك السفارات بالتأكيد سوف تطالبه بالرسوم في مقابل تلك الخدمات ،، ولن تقل لذلك المغترب : ( يا مغترب يا بطل يا من تدعم الخزانة العامة بالضرائب والمساهمات والتحويلات فإن حكومة السودان تقدم تلك الخدمات المتنوعة للمغتربين السودانيين مجاناَ في كافة سفاراتها حول العالم )،، فأية خدمات وأية بطيخ تلك التي تقابل ذلك المبلغ ( رسوم الخدمات ؟؟؟؟ ) ،، فبالله عليكم إذا كانت تلك الحكومات تبخل على أبناءها المغتربين في الخارج أو في الداخل برسوم توثيق شهادات الميلاد للأطفال المواليد ولا تقدم تلك الخدمات مجاناً في يوم من الأيام فما هي تلك الخدمات التي تقدمها الحكومة السودانية لأبنائها المغتربين في مقابل تلك الأموال والعملات الصعبة طوال السنوات والأعوام ؟؟؟؟؟
هنالك مجموعة من أبناء السودان الذين عادوا للبلاد نهائياَ بعد سنوات طويلة في بلاد الغربة ،، وهؤلاء فيهم من عاد لوطنه نهائيا بعد أربعين عاماَ في بلاد المهجر ،، وفيهم من عاد لوطنه نهائياَ بعد ثلاثين عاماَ في بلاد الغربة ،، وفيهم من عاد نهائياً بعد عشرين عاماً في بلاد الغربة ،، وفيهم من عاد نهائياً بعد عشرة سنوات في بلاد الغربة ،، وهؤلاء قد قدموا الكثير والكثير من تلك الأموال للوطن العزيز ،، ودفعوا تلك العملات الصعبة لخزانة الدولة لسنوات عديدة ،، كما ساهموا كثيراً بتلك الضرائب الإلزامية ،، بجانب بتلك التحولات الإلزامية ،، وبجانب تلك الرسوم في الداخل والخارج ،، ثم عادوا للبلاد في نهاية المطاف ،، ولديهم تلك الشهادات التي تثبت ( إخلاء الطرف ) لكافة تلك الفروض الإلزامية ،، وتلك الشهادات ( بإخلاء الطرف ) لو افترشت على الأرض لركضت فوقها الخيول لشهور وشهور ،، فماذا قدمت لهم دولة السودان في المقابل ؟؟ ،، لم تفعل لهم شيئاَ أطلاًقاَ ،، ولم تبالي بهم إطلاقاً ،، والبعض من هؤلاء قد بلغوا من الأعمار عتياً ,، والبعض منهم يتسول في الطرقات ،، وفي نفس الوقت يلعن تلك ( الوطنية ) التي أجبرتهم على التفاني والتضحيات دون ذلك الجزاء في المقابل ،، والمضحك في الأمر أن ذلك المواطن السوداني الذي لم يهاجر ولم يغترب وكان يدفع تلك الضرائب بالعملات المحلية المتواضعة يتمتع بمميزات المعاش بعد الخدمة حتى الممات وحتى بعد الممات ،، بينما أن ذلك المغترب الذي كان يدفع الضرائب والمساهمات الإلزامية بالعملات الصعبة طوال حياته وهو في بلاد الغربة يتسول اليوم في طرقات السودان ويسأل الناس الصدقات !! ,, فأية عدالة تلك العدالة فوق وجه الأرض ،، وهؤلاء يوصون المغتربين في هذه الأيام بأن لا ينخدعوا إطلاقاَ بتلك الوعود الإنشائية الفضفاضة ،، وأن لا يركبوا ( أفراس الوطنية ) الزائفة ،، فهي تلك الأفراس التي لا تفيد المغترب عند الجد والمحك .
لقد تم بناء وتحسين صالات في مطار الخرطوم الدولي على أكتاف ذلك المغترب السوداني ،, كما تم توظيف تلك الجيوش البشرية الجرارة التي تعمل في السفارات حول العالم تحت مزاعم خدمة المغتربين ،، ولا يحس المغترب السوداني بمثقال ذرة من تلك الفوائد المزعومة ،، وفي نفس الوقت فقد تم استغلال ( جهاز شئون المغتربين ) أبشع الاستغلال في توظيف تلك الجيوش الجرارة من البشر ،، والمغتربون يسخرون كثيراَ في هذه الأيام ويقولون أن تعداد العاملين في ( جهاز شئون المغتربين ) يفوق كثيراَ وكثيراَ تعداد الجيش السوداني !!! ،، ومع الأسف الشديد فإن تلك الجيوش البشرية الجرارة تعيش عالة على أكتاف ذلك المغترب السوداني المغلوب على أمره ،، وهي تلك الجيوش الجرارة التي تستنزف الأموال الطائلة وتكلف المغتربين والبلاد الكثير والكثير من تلك الأموال في مقابل الصرف على تلك العطالة المقنعة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست