تلك الأشواك الحادة في هذه الدولة المنكوبة أكثر من تلك الورود الناعمة التي تغري النفوس والمألوفة في دول العالم ؟؟ .. وتلك المحن والبلايا في هذا السودان المجروح تبكي كل من يتواجد فيه من أبناء البشر ،، وهي بلايا ومحن كزبد البحار في كثرتها وقلة الهناء في أجوائها ،، ولا توجد ملامح السعادة في دولة تنوء بالمفاسد والهموم والغموم والأحزان ،، ومهما يبذل الشعب السوداني تلك التضحيات الجسيمة من أجل ذلك الوطن الغالي فلا يحصد ذلك الثمار طيب المذاق في يوم من الأيام ،، فدائماً وأبداً هو ذلك العلقم والحنظل !،، ولا تلوح في الآفاق تلك الملامح التي توحي بأن دولة السودان سوف تتبدل وتتحول إلى الأفضل والأحسن في يوم من الأيام ،، بل هي تلك الدوامة من النكد ثم النكد ثم النكد ،، ولا جديد تحت السماء ،، وتلك الصورة قد أصبحت معهودة ومعاشة منذ استقلال البلاد ،، ولا توجد فوق وجه الأرض مضغة مسمومة ترفض كافة ألوان الترياق والشفاء كحال دولة السودان !،، فهي دولة لا تسعد شعبها كتلك الدول الأخرى في أرجاء العالم ،، تلك الدول البعيدة عنا أو تلك الدول بالجوار ،، دولة منحوسة بكل القياسات ،، وقد غلبت الحيلة هؤلاء الأولين والآخرين !.. والفاجعة الكبرى تتمثل في ذلك الإنسان السوداني ،، وهو ذلك الإنسان الذي يفتقد كافة مؤهلات القيادة والمهارات الفكرية الذاتية والابتكارات ،، بجانب أن الإنسان السوداني لا يتصف إطلاقاً بالوطنية الصادقة المخلصة عند المحك والضرورة ،، ولا يتصف إطلاقاً بتلك الأمانة التي تفضل الوطن عن القضايا الهامشية الأخرى ،، لدرجة أن الأنبياء والأولياء والصالحين يشكك في أمرهم متى ما يقال أنهم من أبناء السودان !،، وفي هذه الأيام العصيبة القاسية يقول ذلك الشخص السوداني الذي يملك النخوة والضمير : ( أعطوني متاعي لأهجر هذه الدولة التي لا تتبدل ولا تتحول إلى الأحسن والأفضل مهما تكون جسامة التضحيات ! )،، دولة لا تفيدها تلك الحكومات ( المدنية ) في يوم من الأيام ،، ولا تفيدها تلك الحكومات ( العسكرية ) في يوم من الأيام ،، ولا تفيدها تلك الانتفاضات ( الشعبية ) تلو الانتفاضات في يوم من الأيام !،، تتبادل الأيام والشهور والسنوات في هذه البلاد المنكوبة المنحوسة وعجلاتها دائماً وأبداً تدور للخلف والوراء ،، وتلك الدول من حولنا تتقدم بوتيرة عاقلة وحثيثة يقودها أبناءها الأوفياء ,, أما نحن في دولة السودان فنمارس تلك الدوامة العقيمة من المناكفات والسجال طوال السنوات تلو السنوات ،، وأعقل الناس في هذه البلاد عند المحك والضرورة عقله لا يوازي عقول أطفال الرياض !،، حيث لا يوجد في السودان ذلك القائد الماهر الذي يقود البلاد لبر الأمان بأفكار هؤلاء القادة الزعماء الكبار ،، وأي شخص يقال عنه ذلك ( المسئول الكبير ) في دولة السودان حين يوضع في كفة الميزان يتضح أنه جاهل من هؤلاء الجهلاء بكل القياسات ،، ولا يملك مثقال ذرة من تلك المؤهلات المزعومة التي تقال عنه زوراً وبهتاناً .
يقال تمهل يا ذلك المهاجر من أرض السودان سخطاً وغضباً من رداءة الأحوال !،، فأنت لن تفيد البلاد بأسلحة التأفف والسخط والغضب والهياج ثم تلك الهجرة ،، فدولة السودان منحوسة بالفطرة وبقدر الأقدار ،، وهي دولة تعج بأصناف بشر لا تعقل الحيثيات ،، ولا تحمل مثقال ذرة من تلك الوطنية المخلصة في النفوس ،، والتعامل مع أمثال هؤلاء الحمقى من البشر يعد من أشد التعاملات صعوبة فوق وجه الأرض ،، وإصلاح الأعطال في عيوب الجمادات أسهل مليون مرة من إصلاح الأعطال في عقول هؤلاء الحمقى من بني البشر ،، والمؤشرات الأخيرة تؤكد لأبناء الوطن ( الحادبين العقلاء ) الذين يفحصون تلك الأحوال تحت المجاهر بدقة ودراية أن الضرورة تقتضي ( إسقاط ) هؤلاء المعطلين لمسار البلاد من فتحات الغرابيل ،، وذلك بالقدر الذي يسقط وينقي دولة ( السودان الحديث ) من تلك الشوائب التي تعيق تقدم البلاد نحو الأمام ،، ولسان حال هؤلاء العقلاء من أبناء السودان يقول : ( سعة بمساحة ضيقة وموفقة أفضل ألف مرة من سعات واسعة مشوبة بذلك الإزعاج الفارغ لسنوات وسنوات ! )،، فالحياة مسألة أيام يعيشها المرء فوق هذه البسيطة بالكيفية السهلة الميسرة التي تغطي سنوات العمر دون تلك المشاكل مع جماعات لا تستحق مثقال ذرة من التضحيات والمعاناة في الفارغة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة