في البداية هتافات وفي النهاية لعنات !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 02:04 PM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
08-19-2020, 06:33 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
في البداية هتافات وفي النهاية لعنات !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    في البداية هتافات وفي النهاية لعنات !!

    لقد حكمت الأقدار على الشعب السوداني بأن يفني جل سنواته وهو يزرع الآمال ويحصد السراب !.. شعب قد أدمن هتافات التباشير في البدايات .. كما أدمن هتافات اللعنات في النهايات .. وتلك الصورة المتناقضة قد لازمت أحوال الأمة السودانية منذ لحظة الانطلاق .. حيث هو ذلك الشعب الذي تعود أن يستقبل تلك الحكومات الجديدة بالهتافات والزغاريد ،، ثم هو ذلك الشعب الذي تعود أن يلاحق تلك الحكومات باللعنات والإسقاط في نهاية المطاف .. آمال وأحلام في البدايات ثم بكاء ونحيب في النهايات !! .. وتلك الصورة الهزلية قد تكررت في مسار الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .. والمحصلة تؤكد أن الشعب السوداني هو شعب التجارب الخائبة بمعنى الكلمة .. حيث كالعادة يبحث عن تلك الضالة المنشودة دون ذلك التوفيق في وقت من الأوقات .. وتلك الحالة تمثل إسقاطاً لمفاهيم غير ثابتة في مسار هذه الأمة المنكوبة .. فهو شعب دائماً وأبداً يستجير من الرمضاء بالنار .. ينخدع دائماً بملامح السراب التي تلوح في الآفاق ثم يحصد تلك الحسرات والندامة في نهايات المطاف .. شعب طيب تتجلى دائماً مشاعره في تلك الهتافات البريئة .. وهي تلك الهتافات التي ترد في الخواطر عفوياً دون تلك النوايا المسبقة !.. يهتف ويقرع الطبول عند بدايات المراحل السياسية ،، ثم يغضب ويسخط ويثور في نهايات تلك التجارب السياسية .

    تعالوا لنواكب قليلاً أحوال الأمة السودانية في ظلال تلك التجارب السياسية العديدة بعد استقلال البلاد .. في خمسينات القرن الماضي وقع في البلاد انقلاب الفريق إبراهيم عبود بتدبير من حزب الأمة السوداني .. وحينها فرح الشعب السوداني واستقبل تلك النقلة النوعية الجديدة في حكم البلاد لأول مرة ،، وذلك بتلك الهتافات الداوية وبرحابة الصدور .. ولكن بعد سنوات قليلة من حكم العسكر لم تجري الأحوال في البلاد كما يشتهي الشعب السوداني .. حيث ذلك الكبت للحريات .. وحيث تلك السيطرة المطلقة ( لعصابة العسكر ) كما كان يطلق عليهم في ذلك الوقت .. وتلك الأحوال في البلاد برمتها لم تعجب الشعب السوداني .. وحينها حكم الشعب السوداني بضرورة إسقاط حكومة الفريق عبود .. وفعلاً قد تم ذلك الإسقاط بالانتفاضة الأولى لشعب السودان ،، وتلك الانتفاضة الأولى قد مثلت ظاهرة جديدة كانت تجهلها الشعوب العربية من قبل !.. وفي أعقاب تلك الانتفاضة المجيدة دخلت البلاد في تجربة جديدة أخرى مع الأحزاب السودانية التقليدية .. حيث تجربة ( المدنية ) مرة أخرى بعد تجربة ( العسكرية ) .. ولكن مع الأسف الشديد فإن تلك التجربة المدنية الجديدة مع الأحزاب السودانية كانت من أفشل وأوجع وأفظع التجارب السياسية التي تشهدها البلاد .. حيث تلك المناكفات والسجالات العقيمة بين الأحزاب السودانية .. وحيث ذلك التراجع والتردي في كافة المجالات بالقدر الذي يعادل الزلازل !.. وبالمختصر المفيد فإن الشعب السوداني قد تضايق كثيراً من تلك الظروف والأحوال بعد إسقاط نظام الفريق عبود .. وفي ذات يوم تواجد الفريق ( إبراهيم عبود ) في أحد أسواق أم درمان ،، وعندما شاهده أفراد من الشعب السوداني هتفوا ورددوا عبارة : ( ضيعناك وضعنا معاك يا عبود !! ) .. وتلك العبارة قد أصبحت مشهورة في المجتمع السوداني فيما بعد .. حيث أصبحت مثلاً من ضمن أمثال الشعب السوداني .. وتلك التجربة الجديدة القاسية مع الأحزاب السودانية أجبرت الشعب السوداني لكي يردد تلك العبارات المناهضة للأحزاب .. مثل عبارة : ( العذاب ولا الأحزاب ) .. ثم دخلت البلاد بعد ذلك في تجربة جديدة مع حكومة عسكرية في البلاد .. حيث جرى انقلاب جعفر النميري بتدبير من الحزب الشيوعي السوداني .. وحينها كالعادة هتف الشعب السوداني لحكومة النميري واستقبل تلك التجربة العسكرية الجديدة بكل رحابة صدر .. وفي نفس الوقت فرح الشعب السوداني كثيراً لأنه تخلص من كوابيس تلك الأحزاب السودانية بطريقة أو بأخرى .. ولكن كما يقال في الأمثال : دوام الحال من المحال .. فإن تلك الأحوال بمعية حكومة النميري لم تلبي طموحات الشعب السوداني .. وتجربة النميري في حكم البلاد قد شهدت تقلبات كثيرة في مساراتها .. وهي تجربة لم توفق في خطوة من خطواتها رغم أنها كانت تتخبط بشجاعة فائقة .. وذلك النميري قد جرب معظم النظريات السياسية المعروفة في العالم .. حيث جرب ذلك التوجه اليساري المتطرف في بداية الأمر ولم ينجح إطلاقاً في تلك التجربة ،، بل فشل فشلاً كبيراً في ذلك الاتجاه .. ثم جرب ذلك التوجه اليميني المتطرف ،، وكذلك لم ينجح في ذلك الاتجاه .. ثم جرب تلك الوسطية التي تعني نوعاً من التهجين بين تلك النظريات المتنوعة .. وكذلك لم ينجح في ذلك الاتجاه .. وفي السنوات الأخيرة لحكم النميري تراجعت الأحوال في البلاد وبدأت تزعج الشعب السوداني .. وحينها حكم الشعب السوداني بضرورة إسقاط حكومة النميري .. وفعلاً قد تم ذلك الإسقاط .. وكانت تلك هي الانتفاضة الثانية للشعب السوداني .. وبعد تلك الانتفاضة الثانية دخلت البلاد في تجربة جديدة مع الأحزاب السودانية .. ويا ليتها لم تخض تلك التجربة مرة أخرى !!.. حيث كالعادة عاشت البلاد تلك الأوجاع والويلات والدموع بمعية الأحزاب السودانية .. وحيث ذلك التراجع والتردي في كافة مجالات الحياة .. وحينها ردد البعض من أفراد الشعب السوداني نفس تلك العبارة المشهورة : ( ضيعناك وضعنا معاك يا النميري !! ) .. كما ردد الشعب السوداني مرة أخرى هتافات ( العذاب ولا الأحزاب !! ) .. وبعد ذلك دخلت البلاد في تجربة أخرى مع المؤامرات والعساكر .. حيث جرى انقلاب عمر حسن البشير بتدبير من جماعات الإخوان المسلمين .. وقد جاء ذلك النظام الجديد وهو يزعم ويدعي بأنه جاء ( لإنقاذ ) البلاد وإنقاذ الشعب السوداني من حالات الويلات والتردي والبؤس والشقاء .. وكالعادة استقبل الشعب السوداني تلك التجربة الجديدة بكل ألوان الترحاب .. ورقص مع ذلك النظام الجديد في الحلبات .. وقد استطاع ذلك النظام أن يسيطر على المقاليد وأن يحكم البلاد لثلاثين عاماً .. ولكن مع الأسف الشديد فإن ذلك النظام قد خدع الشعب السوداني بفرية ( الإنقاذ ) .. وكان يحمل اسم ( الإنقاذ ) لمجرد التغطية عن تلك النوايا الذاتية الخبيثة .. حيث لم يلتمس الشعب السوداني أي لون من ألوان ( الإنقاذ ) المزعوم طوال فترة حكومة البشير !.. بل بالعكس فإن ذلك النظام كان وبالاً ونكالاً على البلاد وعلى الشعب السوداني .. وهو ذلك النظام الذي اكتسب كافة تلك السلبيات التي تعرفها البشرية !!. وقد تعذب الشعب السوداني كثيراً في ظلال حكومة البشير رغم أنه تفانى وضحى كثيراً من أجل تلك الحكومة .. حيث عاشت البلاد حالات الفساد والإفساد بأشكالها وألوانها .. وكان ذلك النهب والسلب والقلع والجبايات والرسوم والضرائب والعوائد والزكاة الغير شرعية .. بجانب تفشي تلك الصفات السلبية في تعاملات الناس البينية .. بجانب ذلك التردي في كافة مجالات الحياة بالبلاد .. وحيث تلك الاختلاسات والسرقات لأموال وممتلكات وأراضي وأصول الدولة براً وبحراً وجواً .. وحيث ذلك التلاعب بمنشآت ومؤسسات الدولة الحيوية .. وحيث ذلك التصرف الأرعن في تصفية وبيع تلك المشاريع الإنتاجية بالبلاد .. فكانت نهاية المشوار لمشروع الجزيرة الزراعية .. وكانت نهاية المشوار للخطوط الجوية السودانية .. وكانت نهاية المشوار للخطوط البحرية السودانية ,, وكانت نهاية المشوار لسكك حديد السودان .. وكانت نهاية المشوار لمصانع النسيج الحكومية .. وكانت نهاية المشوار لمصانع السكر بالبلاد .. وكانت نهاية المشوار لخدمات البريد بالبلاد .. وكانت نهاية المشوار للكثير والكثير من تلك المنشآت العامة التي كانت قائمة بالبلاد .. وهو ذلك النظام الأرعن الذي قام بتصفية تلك المعالم الوطنية والتاريخية التي كانت متواجدة من قبل استقلال البلاد .. مثل حدائق الحيوان ،، ومثل الفنادق الحكومية ،، ومثل تلك المباني الحكومية التي تخص الدولة كإشلاقات العساكر في أرجاء البلاد .. وبالمختصر المفيد فإن ذلك النظام كان يجيد إزالة الموجود ولا يجيد إضافة المعدوم .. فهو ذلك النظام الجائر الفاسد الذي أنهى كافة ممتلكات الدولة بطريقة غير مسبوقة في تاريخ الأمم والشعوب .. وبالنسبة للشعب السوداني فإن ذلك النظام قد خدع الشعب بفرية ( الإنقاذ ) دون إنقاذ .. وقد حرم الشعب السوداني من تلك الحقوق الأساسية ،، بينما حول كافة أنشطة وممتلكات الدولة لتكون حكراً لتلك الفئة النخبوية التي تؤازر النظام .. وبتلك الخطوات الظالمة فإن ذلك النظام قد خان الشعب السوداني الذي كان يرقص معه جائعا وحافياً في الحلبات .. وكان جزاء الشعب السوداني هو جزاء الغدر الذي يماثل ( جزاء سنمار !! ) .. حيث ذلك الغلاء والبلاء والندرة في الخبز وفي كل ضروريات الحياة .. والمحصلة الأخيرة فإن ذلك النظام قد تراجع بالبلاد وأوردها موارد التهلكة .. وقد أصبح ذلك النظام محاصراً ومحارباً من كافة دول العالم .. واستحال على ذلك النظام أن يتقدم شبراً واحداً نحو الأمام .. ومن سخرية الأحوال فإن ذلك النظام الذي كان يدعي بأنه جاء ( للإنقاذ ) بدأ يستنجد ويطلب ( الإنقاذ ) من جور الآخرين .. حيث بدأ يطلب النجدة ( والإنقاذ ) من ذلك الحصار القاتل المهيب .. وفي نهاية المطاف ضاقت الأحوال بالشعب السوداني .. حيث ذلك الغلاء وندرة الخبز في البلاد .. وحينها حكم الشعب السوداني بضرورة إسقاط ذلك النظام .. وفعلاً قد تم ذلك الإسقاط .. وكانت تلك هي الانتفاضة الثالثة لشعب السودان .. ولكن مع الأسف الشديد فإن البلاد بعد الانتفاضة الثالثة قد دخلت في تجربة من أسوأ التجارب التي يعرفها الشعب السوداني .. حيث منتهى الفوضى والانفلات في كافة المسارات .. وهي تجربة أشد قسوة عن تجارب الماضي .. وتلك الأحوال التي يمر بها الشعب السوداني في هذه الأيام هي من أوجع وأفظع الأحوال التي تشهدها البلاد .. ذلك الغلاء وذلك البلاء وذلك الارتفاع الجنوني في الأسعار والدولار .. وتلك الأزمات في كافة مجالات الحياة بالبلاد .. والمحصلة بعد تلك الانتفاضة تؤكد بأن الشعب لم يتخلص إطلاقاً من مراحل البكاء والنحيب .. ومن سخرية الأحوال أن البعض من أبناء السودان بدأ يردد في هذه الأيام تلك العبارة المشهورة دون حياء أو استحياء حيث عبارة : ( ضيعناك وضعنا معاك يا البشير !! ) .

    والخلاصة تؤكد أن الشعب السوداني ضائع كالعادة ولم يخرج من عنق الزجاج منذ استقلال البلاد .. فهو ذلك الشعب الذي يستقبل تلك المراحل الجديدة بالأفراح والهتافات ،، ثم يودع تلك المراحل باللعنات تلو اللعنات في نهاية المطاف .. ولا جديد تحت السماء .. ويجري على الشعب السوداني ذلك المثل الذي يقول : ( لا يعجبه العجب ولا يعجبه الصيام في رجب !! ) .. وتلك الأحوال التي يكابدها الشعب السوداني في هذه الأيام هي من أبشع وأوجع الأوضاع التي تمر بالبلاد .. وهي أحوال أفظع وأبشع من تلك الأحوال التي كانت في أيام نظام البشير الهالك المهلك !! .. وخاصة في أمر الغلاء وارتفاع الأسعار بالبلاد ،، وفي أمر انفلات ( الدولار ) .. وفي أمر التهريب ،، وفي أمر أزمات المواصلات والخبز والوقود .. وخلافها من تلك الأزمات .

    المتفحص لأحوال الشعب السوداني منذ استقلال البلاد يكتشف أن ذلك الشعب مكتوب على جبينه بأن لا يذوق طعم السعادة في وقت من الأوقات .. وهو قدر ذلك الشعب الذي تعود أن يساند كافة تلك الحكومات المدنية والعسكرية بالهتافات في البدايات ،، وفي نفس الوقت هو ذلك الشعب الذي تعود أن يهاجم كافة تلك الحكومات بالهتافات المعادية في نهايات المطاف .. وتلك الأحداث الحالية التي تدور في البلاد تؤكد أن الشعب السوداني مازال يعاني من ويلات الأحزاب السودانية .. وهي تلك الأحزاب التي تماثل أشواك الحوت في الحلوق ،، حيث تلك الأشواك التي لا تنبلع ولا تفوت .. وبنفس القدر فإن الشعب السوداني مازال يعاني من ويلات تلك الحكومات العسكرية .. وتجري على الشعب السوداني تلك المقولة : ( من ورائكم تلك الأحزاب السودانية الفاشلة المتربصة ومن أمامكم تلك الديكتاتوريات العسكرية المتربصة القاتلة فأين المفر ؟؟؟ ) .

    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 08-19-2020, 06:50 AM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de