من الطبيعي جداً أن يتوقع الشعب السوداني ذلك التغيير الكبير في برامج تلك الأحزاب السودانية التقليدية المعروفة .. ويتوقع تلك النسخ الجديدة من الأحزاب السودانية التي تتمايز ببرامجها وأجنداتها تلك المستقبلية .. وخاصةً وأن تلك الأحزاب التقليدية المعروفة قد نالت كفايتها من التجارب في السابق .. والمحصلة كانت تلك الأحزاب دون المستوى أداءً في كافة مراحل التجارب السابقة .. وما كانت إطلاقاً بمستوى طموحات الأمة السودانية في يوم من الأيام .. ولم تتقدم بالبلاد نحو الأمام منذ استقلال البلاد قيد أنملة .. وقد مارست نفس تلك الممارسات المهلكة الهالكة العقيمة في كل التجارب السابقة .. ورغم تلك الإخفاقات تلو الإخفاقات للأحزاب السودانية فإن الشعب السوداني يعرف جيداً أهمية وضرورة تلك الأحزاب عندما تكون بمستوى تلك المسئوليات التي تبني البلاد .. وفي معظم بلاد العالم فإن الأحزاب هي التي تبني البلاد .. أما الأحزاب السودانية فكانت دائماً وأبداً بتلك المستويات الهابطة التي تقود البلاد لحالات التراجع والتردي .. والمعروف للعالم أجمع أن كافة مكونات الشعب السوداني سوف تخوض تجربة الديمقراطية في البلاد مرة أخرى بعد انتهاء تلك الفترة المؤقتة الحالية .. ولكن الشعب السوداني لا يريد الدخول في تلك التجربة الجديدة القادمة بنفس برامج الأحزاب السودانية القديمة المعروفة .. بل يتمنى ويتوقع تحولاً جذرياً وعصرياً في برامج تلك الأحزاب السودانية التقليدية .. وذلك بالقدر الذي يواكب طموحات الأجيال السودانية الجديدة .. تلك الأجيال صاحبة الطموحات التي تنادي بتحقيق ( سودان الغد ) .. والشعب لا يريد إطلاقاً أن تنهار تلك الطموحات والأمنيات الكبيرة التي واكبت الانتفاضة الثالثة مرة أخرى بأيدي تلك الأحزاب السودانية .. وهي تلك الأحزاب السودانية التقليدية التي أهدرت طموحات الشعب السوداني في أعقاب الانتفاضة الأولى والانتفاضة الثانية .. وفي هذه المرة فإن الشعب يريد من تلك الأحزاب السودانية بكل طوائفها ومسمياتها أن تتبدل في صورتها .. وأن تزيل برامجها وأجنداتها تلك السابقة جملةً وتفصيلاً .. وهي تلك البرامج والأجندات التي كانت خائبة وفاشلة بكل القياسات .. وأن تأتي ببرامج وأجندات جديدة تواكب طموحات الأجيال السودانية الجديدة .. وبالتالي فإن الشعب السوداني يناشد هؤلاء قادة الأحزاب السودانية أن يتحولوا جذريا عن تلك البرامج القديمة المعهودة البالية العقيمة الكريهة الفاشلة .. وأن يواكبوا العصر بتلك البرامج البناءة الجديدة التي تتقدم بالبلاد .. تلك البرامج العصرية الجديدة التي تهتم بمصالح الدولة العليا قبل أن تهتم بمصالح تلك الأحزاب ورموز الأحزاب .. فالدولة يجب أن تكون هي الغاية الكبرى في برامج تلك الأحزاب السودانية .. ذلك الشعب السوداني قد كل ومل من تلك الممارسات العقيمة التي تمارسها الأحزاب كل مرة .. أحزاب سودانية تعودت أن تهدر تلك الأوقات الثمينة في تلك المنافسات الجانبية العقيمة التي لا تقدم ولا تؤخر .. وتلك الصورة للأحزاب قد أنفرت وأبعدت الجماهير السودانية من حولها بذلك القدر الكبير .
مرة أخرى سوف تدخل الأحزاب السودانية في تجربة جديدة مع الشعب السوداني بعد فترة قصيرة .. والشعب مجبر في خوض تلك التجربة الجديدة مع الأحزاب السودانية لأنه لا يملك غير ذلك الخيار .. وعليه من الطبيعي جداً أن يتخوف الشعب السوداني من فشل تلك التجربة مرة أخرى كالعادة المعهودة !! .. ولذلك لا يكفي فقط تواجد تلك الأحزاب عند اللزوم وعند الضرورة .. ولكن لابد أن تظهر تلك الأحزاب مقدراتها في بناء الوطن والتقدم بالبلاد نحو الأمام .. وكفى الشعب السوداني تلك المهازل التي تقع من الأحزاب السودانية كل مرة في تجارب الديمقراطية .. والشعب يرجو هذه المرة تلك النقلة النوعية الكبيرة في ممارسات الأحزاب السودانية كماً ونوعاً .. وهذه المرة فإن الشعب يتمنى أن يشاهد تلك الانجازات الكبيرة من تلك الأحزاب السودانية ,, وتلك الإنجازات سوف تمثل أول سابقة للأحزاب السودانية بعد استقلا البلاد .. والشعب يسأل الله القدير أن لا تدور الدائرة بنفس الوتيرة السابقة .. الخيبة والإخفاقات التي تلازم الأحزاب السودانية ثم تجلب تلك الحكومات العسكرية في البلاد .. وبذلك تدخل البلاد كالعادة في دوامة التنقل بين الحكومات العسكرية الديكتاتورية ثم تلك الانتفاضات وبين تلك الأحزاب السودانية الفاشلة بكافة القياسات .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة