عبر التاريخ ذاك الوفاق قائم بين الشعوب والجيوش .. ونادراً ما يحدث العداء بين الشعوب والجيوش .. الجند والعساكر في الأساس هم أبناء الشعوب .. وهم أعزاء في القلوب متى ما حاربوا من أجل عيون ذلك الوطن العزيز .. أما غير ذلك فإن تلك المسميات للجيوش تدخل في خانة المرتزقة والمهازل التي تبكي !.. وهذا العصر العجيب هو عصر المهازل في مسميات الجيوش .. فهنالك هؤلاء المارقين المرتزقة الذين يحاربون من أجل الأموال ومن أجل عيون الآخرين في بلاد الآخرين .. والبون شاسع جداً بين ذلك الجندي العزيز المخلص الذي يحارب ويتفانى ويستميت من أجل وطنه الغالي النفيس وبين ذلك الجندي الممقوت الذي يحارب لصالح الآخرين من أجل الأموال والمصالح الذاتية .. وكذلك البون شاسع جداً بين ذلك الجندي الباسل البطل الذي يقاتل لأجل استرداد تلك الأراضي المحتلة من قبل تلك الدول الغاصبة وبين ذلك الجندي الذي يدافع ويقاتل لمصلحة تلك الدول الغاصبة المغتصبة التي تحتل أراضي البلاد !!.. وكذلك البون شاسع جداً بين ذلك الجندي البطل الباسل الذي يسهر الليالي ليحافظ على أمن المواطن والبلاد وبين ذلك الجندي المتمرد الذي يدمر البلاد طولاً وعرضاً في حروب أهلية كريهة ويقتل الأبرياء من الناس ،، ويخلق القلاقل في البلاد كما يخلق قلة الأمن والسلام في البلاد .. وعليه فإن الضرورة تتطلب أن نضع تلك الخطوط العريضة الحمراء التي تحدد مسميات الجيوش عندما يجري الحديث عن تلك الجيوش في هذا العصر العجيب .. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن نضع كافة تصرفات وممارسات تلك الجيوش في سلة المحاسن .. فهنالك إيجابيات لتلك الجيوش وفي نفس الوقت هنالك سلبيات كثيرة وقاتلة مهلكة لتلك الجيوش .
وفي هذه الأيام تتحدث الألسن عن خلافات طارئة تجري بين الجيش السوداني وبين أفراد في الشعب السوداني الذين ينتقدون تصرف الجيش في بعض الحالات .. كما أن البعض من أفراد الشعب السوداني يرى الإعوجاح في مواقف الجيش السوداني في معالجة الكثير من القضايا .. والحادبون من أبناء البلاد يتمنون أن تتلاشي تلك الخلافات كسحابة الصيف .. ولا يريدون أن تتفاقم تلك الخلافات بين الجيش والشعب .. حيث أن العلاقة بين الجيش السوداني وبين الشعب السوداني هي علاقة ودية وحميمة لسنوات طويلة .. ولكن لابد من وقفة تقضيها الضرورة .. وهي تلك الوقفة الضرورية التي تضع الخطوط العريضة بين حرية الأقلام وبين حرية الجيوش في التصرفات .. فذلك الجيش السوداني يملك أسراره الخاصة ويملك مكانته المقدسة في نفوس الشعب السوداني ،، ويملك تحركاته الحرة في كافة أرجاء الوطن .. كما يملك كل مقوما السمع والطاعة عند الضرورة واللزوم .. ولكن ذلك الجيش لا يملك كافة مقاليد الحياة في هذه البلاد .. فتلك المقاليد هي للشعب السوداني .. وعليه فإن الجيش لا يملك حق إخراس تلك الألسن والأقلام التي تنتقد الجيش في حال السلبيات والإخفاقات .. وجيوش العالم كلها تتلقى وتتقبل مثل تلك الانتقادات من شعوبها برحابة الصدر .. وعليه لا يمكن تكميم الأفواه ولا يمكن إخراس تلك الأقلام التي تنتقد سلبيات الجيش السوداني في حال الحدوث .. إنما هي تلك الألسن وتلك الأقلام الصادقة المخلصة التي تحارب بدورها من أجل مصلحة الوطن العليا بنفس أهمية الجيش !.. ومن حق الشعب السوداني وكذلك من حق تلك الأقلام أن تستفسر وتسأل الجيش السوداني لماذا لم تتحرر تلك المناطق المحتلة لسنوات طويلة من قبل تلك الدول المجاورة .. وكذلك من حق الشعب السوداني أن يستفسر ويسأل الجيش السوداني لماذا يذهب أبناء السودان ليحاربوا في دولة اليمن الشقيقة من أجل الآخرين ؟؟ .. وكذلك من حق الشعب السوداني أن يستفسر ويسأل الجيش السوداني لماذا يذهب أبناء السودان ليحاربوا في دولة ليبيا الشقيقة من أجل الآخرين .. ولسان حال الشعب السوداني يقول : ( الأجدى بالجيش السوداني والأجدى بهؤلاء الأبناء الذين يحاربون في دول العالم أن يحاربوا من أجل استرداد تلك الأراضي المحتلة من أجزاء السودان !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست