توقفت المكائد والمؤامرات .. وتداخلت حسابات الماكرين والخبثاء .. وانهارت اقتصاديات العالم شرقاُ وغرباً وجنوباً وشمالاً .. وتعطلت تلك الجيوش الفتاكة عن المناورات .. وتجمدت أنشطة البشرية في كافة المجالات .. وتراجعت وتخاذلت تلك اللقاءات حول طاولات الحوار والمفاوضات في كل أرجاء العالم .. لا مطالبات سلام ولا مطالبات حروب !.. وتوقفت المناوشات الكيدية المضللة في الكثير والكثير من البلاد .. وجلست الأمم والشعوب في البيوت تواجه الموت ليلاً ونهاراً ،، وهي عاجزة لا تستطيع إيجاد ذلك اللقاح والترياق .. والأحوال في كافة أرجاء العالم تحير العقول ،، لا ساحات متاحة لأهل الملاهي والأغاني والمسارح والمجون .. ولا ساحات متاحة لأهل الرياضة في كافة المجالات .. ولا ساحات متاحة لأهل العلوم والتلقي في المدارس والمدرجات .. ولا ساحات متاحة لأهل العبادات في المساجد والكنائس وخلافها .. وقد عجزت البشرية كلياً عن مواجهة ( فيروس ) صغير لا يرى بالعين المجردة .. وتلك معجزة تؤكد مقدرة الإله الخالق الذي يملك هذا الكون .. والفقهاء أهل العلوم والعقول من الناس يقولون : إذا أظهر رب العرش العظيم تلك المقدرة الفائقة العجيبة في ( كائن صغير ) لا يرى ولا يشاهد بالعين المجردة فكيف إذا أظهر مقدراته تلك العظيمة في كائنات ومخلوقات كونية تفوق الخيال ؟؟ .. وحينها يجب على ذلك المخلوق الهزيل الذي يكنى ( بالإنسان ) بأن لا يتطاول على الله رب العرش العظيم .. ويجب أن يعرف في نفسه بأنه ضعيف وقزم لا يقدر على مواجهة الله .. ورغم تلك الحقيقة المؤكدة نجد بيننا هؤلاء السفهاء الذين يجتهدون لمحاربة العقيدة السمحة ويطالبون بالعلمانية !.. وهؤلاء هم أجهل الناس فوق وجه الأرض .. حيث أنهم يجهلون أو يتجاهلون بأن ذلك الفيروس الصغير الذي لا يرى بالعين المجردة كان أشد فتكاً وانتشاراً في بلاد العلمانية والكفر والإلحاد .. وذلك التحدي من الله لهؤلاء العلمانيين الذي كانوا يتبجحون بالتقدم وبالتكنولوجيا الحديثة .. وهؤلاء في أرجاء العالم لم يستطيعوا أن ينقذوا أرواح الملايين من البشر بفرية العلمانية الزائفة .. ومازالوا يكابدون ويواجهون ذلك الوباء الخطير .. وحين يريد الله أمراً فإن تلك التكنولوجيا لا تفيد كثيراً .. وقد يكون العقاب من الله بأسباب ذلك الإلحاد وبأسباب تلك العلمانية القذرة المقيتة .. وحيث البلاء يعم الصالحين والطالحين بأسباب هؤلاء السفهاء .. والأمم تعذب في الأرض بأفعال وأقوال السفهاء من الناس .. حيث حينها لا تفاضل بين الصالحين والطالحين حين يقع الغضب من الله على الخلائق .. وهؤلاء العلمانيون الذين كانوا يتحدون السماء بأنهم أهل تكنولوجيا وعلوم متقدمة حديثة قد وقفوا عاجزين أمام فيروس صغير لا يرى بالعين المجردة .. وحتى يتعظ هؤلاء الأغبياء ويعرفوا مقدار إمكانياتهم وعقولهم تلك الضحلة وأفكارهم تلك الغبية فإن الله سبحانه وتعالى قد سخر عليهم فيروساُ صغيراً لا يرى بالعين المجردة .. ذلك الفيروس الذي استطاع أن يهزم تلك المقدرات البشرية الهائلة كما يدعون ويزعمون !.. واستطاع أن يكذب تلك الشطحات والإدعاءات بفرية التقدم وبلوغ الكمال في مجال العلوم ,. وتلك التجربة الأخيرة المؤلمة مع الفيروس الخطير قد أكدت بأن الإنسان مخلوق ضعيف في مقدراته وإمكانياته ،، وفي نفس الوقت هو مخلوق سفيه يتطاول على الله بغير مقدرة .
أما في دولة السودان فالأمر كان أشد عجباً وأشد فتكاً .. شعب يواجه الويلات بأسباب الانهيار الاقتصادي .. ثم لا يطلب الرحمة والفرج من الله بل يزاول عادة المناوشات والخصومات كالعادة .. وتقع تلك الخيانات في البلاد بالجملة والقطاعي .. فيعاقب الشعب بتلك النكبات تلو النكبات .. ودائماً نجد بأن ذلك الشعب يتلقى العذاب والويلات بأيدي الحكومات .. وبأيدي هؤلاء المسئولين العاجزين بالفطرة عن أداء الواجبات .. تراجع وتردي في كل المجالات .. ثم كانت تلك النكبة الفاجعة بأسباب فيروس ( الكورونا ) .. ظلمات وظلمات في حياة وعيشة الأمة .. حيث الآلاف والآلاف من الإصابات بالفيروس .. وحيث المئات والمئات من الوفيات !.. بجانب ذلك الفشل الكبير من قبل الحكومات في كل المجالات .. بجانب ذلك الفشل الكبير من هؤلاء المسئولين والوزراء .. وقد تفاوتت ردود الأفعال بين أفراد الأمة السودانية .. حيث منهم هؤلاء الصالحون الذين يرفعون الأكف نحو السماء طلباً من الله الرحمة والمغفرة وأن يرفع الوباء عن البلاد .. وحيث منهم هؤلاء المسخوطون الذين ينادون بالعلمانية ويريدون للبلاد تلك السقطة النكرة التافهة المقيتة .. وعند الجد والجد هم أبعد الناس عن تحقيق تلك الأحلام التي تراقص خيالهم ذلك المريض .. ومجرد تواجد هؤلاء في الساحات يجلب النحس والبلاء والأوبئة في البلاد .. ولعنة الله على أمثال هؤلاء .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة