نفس الحالة منذ عام 1956 حيث الطريق محفوف بالمعيقات .. ولا توجد إطلاقاُ لحظات وفاق وصفاء تجمع الأمة نحو الإنطاق .. بعد الانتفاضة الأخيرة كان الشعب السوداني يؤمل ويرجو تجميد تلك الأفكار العبثية التي تفرق الشمل ولا تجمع .. كما كان يؤمل ويرجو تجميد تلك الحروب العشائرية في بعض المناطق .. فإذا بالأحوال في السودان تسير بنفس المنوال لأكثر من ستين عاماُ .. وإذا بأصحاب الكفاءات يفشلون كالعادة في كل المسارات !.. ويسبقون الجهلاء في دروب الجهالة !!. ويتسببون قبل غيرهم في إشعال الخلافات .. والبعض منهم يريدون أن يصطادوا في المياه العكرة لتحقيق تلك الغايات الذاتية الرخيصة .. ويجادلون ليلاُ ونهاراُ لتمرير تلك الأفكار المريضة الخربة التي يرفضها الناس جملة وتفصيلاُ منذ سنوات وسنوات !.. يتاجرون بتلك الأفكار المريبة الخربة في وقت ليس بالمناسب .. حيث السودان يواجه اليوم أشد ألوان المؤامرات والويلات من الخارج والداخل .. وهؤلاء البلهاء من أبناء السودان يجتهدون ليحصدوا ثمار الخبث لتلك الزراعة المستدامة منذ استقلال البلاد .. وهي تلك الزراعة الخبيثة التي لم تفد البلاد في يوم من الأيام .
السودان بعد الانتفاضة المباركة في حاجة شديدة للالتقاء جميعاُ حول القضايا الأساسية المصيرية الهامة .. والوقت ليس بالمناسب في إشعال تلك الحروب الجانبية الهامشية .. وفي نفس الوقت فإن الشعب السوداني يواجه اليوم أقصى مراحل الشقاء والمعاناة والانهيار والتردي في كافة المجالات والأحوال ،، وهؤلاء البلهاء من أبناء السودان يصولون ويجولون في نفس متاهات الغباء والبلادة .. ويسقطون عن الأنظار بالجملة كباراُ وصغاراُ .. لا إحساس بالمسئولية ،، ولا وطنية صادقة في الأنفس ،، ولا رجولة تؤكد أنهم أبناء الرجال عند الشدائد والمحن ،، ولا مواقف بطولية تشرف الشعب السوداني في يوم من الأيام !.. ولا تتجلى في ممارساتهم أبداُ تلك الكفاءات الماهرة العالية التي تعالج الأحوال والأوضاع المتردية في البلاد .. وهي تلك البلاد المتجه نحو الهاوية في غياب الأوفياء الأكفاء .. حيث لا فرق بين دكتور صاحب مؤهلات وكفاءات وشهادات وبين مؤهلات طفل صغير يلعب في أزقة الأحياء .
لماذا ولماذا ولماذا لا يلتقي أبناء السودان جميعاُ حول طاولات التعقل والتفهم بالقدر الذي يرسخ دعائم الدولة الأساسية قبل التوجه لتلك الأفكار الجانية الخربة .. وهي تلك الأفكار الخربة الغبية التي عطلت ومازالت تعطل مسار السودان منذ استقلال البلاد .. ألا يوجد في هذا السودان ذلك ( الرجل الرشيد ) الذي يزيل هؤلاء أصحاب الأفكار الخربة عن الساحات بالقدر الذي يصفي الأجواء ؟؟ ,, وذلك بالقدر الذي يمكن الوفاق والاتفاق بين الإخوة الأشقاء ؟؟ .. وهو ذلك الرجل الرشيد الذي يمثل ( البديل ) المفقود الذي يبحث عنه الشعب السوداني منذ استقلال البلاد .. إلى متى والأمة السودانية تواجه أشد ألوان الويلات تلو الويلات بفعل هؤلاء الأبناء الأغبياء ؟؟ .. تلك الدول من حولنا تتقدم سنة بعد سنة نحو الأمام والنماء والبناء والتعمير والتنمية ودولة السودان تتراجع سنة بعد سنة دون أن يتوفر فيها ذلك القائد الماهر .. والشعب السودان يكابد الظلمات والويلات لأكثر من ستين عاماُ !.. وكل سوداني يقال عنه ذلك المؤهل صاحب الكفاءات والشهادات يكتشف الشعب أن أضراره للبلاد أكثر من نفعه مليون مرة .
جاء الوقت للسيد رئيس الوزراء عبد الله حمدوك أن يزيل ويستبدل كافة الوزراء الذين لا يواكبون طموحات الثورة الجديدة .. وكذلك جاء الوقت للسيد عبد الله حمدوك إزالة هؤلاء الوزراء الذين يخلقون تلك المناوشات والمناكفات الجانبية الفارغة في هذه الأيام .. وهي تلك المناوشات والمناكفات الجانبية التي تعطل حركة الإصلاحات الملحة والضرورية في البلاد .. والسيد عبد الله حمدوك مهمته الأساسية هي إزالة آثار الماضي وتنظيف البيت السوداني من تلك المعيقات .. وإيجاد تلك الأرضيات الاقتصادية السليمة في البلاد بالقدر الذي يزيل المعاناة والشقاء عن كاهل وأكتاف الشعب السوداني .. وليس من واجبات حكومة السيد عبد الله حمدوك أن تفتح المجال لتلك المناوشات الفكرية الجانبية التي تعطل كلياُ أهداف الثورة والانتفاضة الكبرى في البلاد .. وهي تلك الانتفاضة العظيمة التي كلفت الشعب السوداني تلك الأرواح الطاهرة البريئة .. بالله عليكم يا السيد عبد الله حمدوك ( أعلم جيداُ ) بأن المرحلة التي تمر بها البلاد حساسة للغاية ولا تتحمل إطلاقاُ إهدار الأوقات في تلك الخزعبلات الجانبية الفارغة .
يا أبناء السودان : أتركوا كافة تلك المناوشات والأهداف الجانبية واجتهدوا في إيجاد دولة ( السودان الحديث ) ،، تلك الدولة الحديثة ( الموثقة بالهوية ) من كافة الأطراف والجوانب .. وقولوا لهؤلاء أصحاب تلك الأفكار والتوجهات الهامشية : ( الوقت ليس بالمناسب !!! ) لتناول تلك الأفكار المعطلة للمسار .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست