الصياد الذي يعود خالي اليدين كل مــــرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

كتب الكاتب الفاتح جبرا المتوفرة بمعرض الدوحة
مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-12-2024, 03:22 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-23-2020, 07:12 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الصياد الذي يعود خالي اليدين كل مــــرة !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الصياد الذي يعود خالي اليدين كل مــــرة !!

    الشعب السوداني هو أفشل صياد عرفه التاريخ .. حيث صياد تعود أن يعود خالي اليدين كل مرة من رحلة الصيد !.. تعود أن يعود وهو يحمل في يده قفة فارغة وخالية من الغنائم .. وأخيراُ نجده قد قنع كلياُ وبلغ به اليأس أقصى المدى .. حيث نجده قد ألقي ( القفة ) على الأرض وجلس ليبكي بحرقة !!.. ولسان حاله يردد أوراد النحيب والعويل ويقول : لقد جربنا كل ألوان الحكم في البلاد ولم ننجح في تجربة من تلك التجارب !! .. وانتفضنا لمرات ومرات دون شعوب الأرض ولم نخرج بفائدة تفيد البلاد والعباد من تلك الانتفاضات والثورات .. وقدمنا مراراُ وتكراراُ تلك التضحيات الجسيمة في الأنفس والأرواح والدماء الطاهرة في المواجهات ضد الظلم والظالمين في البلاد .. فلم تشفع لنا تلك التضحيات في يوم من الأيام .. وبذلنا تلك العطايا من الأموال والجبايات والضرائب والعوائد والزكوات والرسوم والممتلكات والمقدرات ولم نحصل في المقابل فلساُ واحداُ من تلك الحكومات .. وقدمنا الشهداء تلو الشهداء في سبيل ذلك الوطن الغالي ثم لم نحصد من تلك التضحيات إلا الحسرة والندامة .. والمزيد من الشقاق والحراب والدمار .. كان الشعب السوداني يضحي ويعطي ويبذل طوال السنوات بعد الاستقلال .. وكان الجزاء للشعب السوداني هو ذلك النكد والدموع والجوع والغلاء والبلاء والصفوف .. لقد بكى الشعب السوداني في الماضي كثيراُ .. ومازال يبكي في الحاضر كثيراُ .. ولم يكن حظه من الدنيا إلا تلك الحسرات والويلات !.. كم وكم تحمل وصبر ذلك الشعب وانتظر ذلك الفرج القريب المستحيل !!.. حياة الشعب السوداني ومعيشته غلاء في غلاء في غلاء .. وبصورة المتوالية الهندسية منذ استقلال البلاد .. ولم تتراجع تلك الأسعار في البلاد في وقت من الأوقات لمدة ستين عاماُ .. بل كانت ترتفع وتزداد يوماُ بعد يوم وساعة بعد ساعة !.. وتلك الزيادات في الأسعار تعد من أهلك أنواع الزيادات التي يعرفها البشرية فوق وجه الأرض .. وبالملخص المفيد فإن الإنسان السوداني يواجه طوال الحياة أبشع ألوان المعيشة منذ لحظة المولد وحتى لحظة الإقبار !.. وقد دامت حالات المعاناة والشقاء والبلاء والغلاء والأزمات والصفوف في ظلال كافة الحكومات المتعاقبة التي مرت على البلاد لما يشارف القرن من الزمان !!

    العالم من حولنا يصفنا بأننا شعب غشيم مظلوم دائما يعطي ويضحي ولا ينال شيئاُ في المقابل .. شعب يجيد الانتفاضات والثورات ثم يضع جهد الرسالة في أيدي اللصوص كل مرة !.. لا يتعظ من تجارب الماضي ولا يقول : ( أنا قد اكتفيت !! ) من تلك التجارب !.. شعب تعود أن يهتف ويصفق لكل حكومة جديدة تخدع الناس بفرية الإصلاح والإنقاذ والآمال العريضة الزائفة .. شعب يضع الثقة في كل قادم جديد ثم يرقص معه في الحلبات .. وبعد ذلك يخرج خاسراُ في نهاية المطاف !.. وكل حكومة تحكم البلاد تتجلى حقيقتها فشلاُ وإخفاقاُ بذلك القدر الكبير في الانجازات .. ثم ذلك المصير الأسود الذي يقود البلاد للهاوية والتردي !.. حكومات عقيمة توالت على السودان لأكثر من ستين عاماُ .. وكلها كانت حكومات فاشلة تمارس نفس الخطوات التي تؤدي للتراجع في الخطوات !.. والسبب الأول والأخير في ذلك أن القبطان الذي يتواجد في قيادة السفينة كل مرة هو دائماُ ذلك القائد السوداني الفاشل بالفطرة .. فهو يحمل نفس الجينات والعيوب الموروثة لأبناء السودان منذ أقدم العصور !.. وهو ذلك الإرث الذي يوصف بقلة المهارات في تلك الابتكارات والتخطيط والدراسة والنظرة المستقبلية البعيدة السليمة !.. وأوصاف المهارات التي تحقق الانجازات الكبيرة في البلاد هي الأوصاف المطلوبة في كل قادة العالم .. هؤلاء القادة الأبطال الذين يقودون البلاد للأمام كما هو الحال في كل بلاد العالم .. والملاحظ المتفحص لأحوال القادة في السودان يكتشف أن مقدرات وإمكانيات هؤلاء المسئولين السودانين في الماضي أو في الحاضر تتناسخ وتتطابق بنفس القدر والقياس في مؤشرات الفشل والإخفاقات !.. مما يؤكد أن الجميع يحملون نفس تلك الجينات المأساوية !.. وبالملخص المفيد فإن الشعب السوداني يحكم اليوم ويقول : ( لا خير في عمرو في الماضي ولا خير في زيد في الحاضر !).. والكل يتساوون في درجات الخيبة وعدم الكفاءات ! .. البداية قد تمثلت في ذلك ( الأزهري ) الذي أفتتح الخطوة في المشوار .. والنهاية تتمثل الآن في ذلك ( الحمدوك ) الذي يقود السفينة بنفس منوال الفشل والإخفاقات !.. لا خير في الأولين ولا خير في الآخرين !.. فهؤلاء جميعاُ منذ لحظة الاستقلال يمثلون تلك الحبات الخائبة في عقد السواد .. ذلك العقد الخائب الذي يتدلى من رقبة السودان لما يشارف القرن من الزمان .. ولا توجد في ذلك العقد حبة واحدة تستحق الزغاريد والإشادة .. ورغم كل ذلك فإن الشعب السوداني لم يبخل على هؤلاء في يوم من الأيام .. بل دائماُ كان يوالي ويساند بالهتافات والتصفيق والزغاريد والرقصات !.. شعب غشيم وغافل يقدم التضحيات كل مرة ثم يعود خائباُ في نهاية المطاف .

    في مرحلة من مراحل التجارب الطويلة توقف الشعب السوداني عن مواكبة الأحوال بنفس الوتيرة والمنوال .. وقد أدرك بكثرة التجارب أن السودان يفتقد ذلك القبطان الماهر الذي يقود البلاد لبر الأمان .. فنظر في كل أرجاء السودان شرقاُ وغرباُ وجنوباُ وشمالاُ فلم يجد في تلك الأرجاء ذلك ( البديل ) القدير المطلوب .. ولذلك فإن الشعب السوداني لم يجتهد فوراُ لإسقاط ذلك النظام البائد رغم فظاعة المفاسد .. ولسان حاله كان يقول : ( لا يجرب المجرب إلا من هو عقله مخرب !! ) .. ولكن تلك الأجيال السودانية الجديدة كانت لا تؤمن ولا تقتنع بمقولة عدم تواجد ( البديل ) في ساحات البلاد .. وكانت ترى أن تلك المقولة لمجرد التهرب من المسئولية والخوف من المواجهات .. وبالتالي فإن تلك الأجيال الجديدة كانت تطالب وتلح بالانتفاضة وإسقاط النظام القائم فوراُ وعاجلاُ .. وفي نفس الوقت كانت الأجيال القديمة تماطل ولا تعجل فكرة الإسقاط رغم قسوة الأحوال في ظلال النظام القائم .. وذلك ليس حباُ في النظام القائم ولكن ليقينه بعدم توفر ذلك ( البديل ) .. وقد بلغت فترة تلك المماطلة لأكثر من ثلاثين عاماُ .. حتى تململ الأجيال الشابة بدرجة الجنون .. وعند ذلك كان لابد من الحراك والانتفاضة والثورة ,, فجرى ما جرى في البلاد .. ودخل الجميع في تجربة جديدة في مسار السودان .. والبوم بعد مرور سنة كاملة لتلك التجربة الجديدة يلاحظ الشعب السوداني أن الأجيال الجديدة بدأت تتململ وتشتكي من تردي الأحوال في ظلال الحكومة الجديدة .. وبدأت تنادي وتجاهر صريحاُ بعدم كفاءة وجدارة ذلك ( البديل ) الذي يحكم البلاد حالياُ !!.. ونجدها تنتقد بشدة خطوات الرئيس عبد الله حمدوك ووزرائه الذين لم يكونوا بمستوى طموحات الانتفاضة والثورة الشبابية الظافرة المجيدة .. وعند ذلك يحاورهم الكبار من الأجيال القديمة ويقولون لهؤلاء الشباب فلذات الأكباد : ( نحن قبيل شن قلنا ؟؟ .، ما قلنا الطير حياكلنا !! ) .. وتلك الصورة الحالية المزرية التي تعيشها البلاد كانت متوقعة في أذهان هؤلاء الكبار .. وذلك من واقع التجارب السابقة في البلاد عبر السنوات الطويلة .. فبالنسبة إليهم فإن تلك الإخفاقات والفشل عادية في رؤساء السودان .. ولا يفيد كثيراً ذلك النوع من الشكاوي والاحتجاجات مع تلك الحكومات السودانية .. ولكن في نهاية المطاف فإن هؤلاء أهل الخبرات في الماضي يقولون للشباب المحتج الثائر ( رب ضارة نافعة !! ) .. ويقال في الأمثال : ( التجارب قد تزيل الشكوك عن النفوس !) ,, وتلك التجربة الأخير قد تؤكد للأجيال الجديدة أهمية ذلك ( البديل ) قبل الإسقاط مهما تتطلب الظروف .. لأن المحصلات دائماُ تتجسد في هؤلاء الأبرياء الذين يفقدون الحياة والأرواح دون عائد ودون فائدة كل مرة .

    المعضلة ثم المعضلة ثم المعضلة تتجسد في عدم توفر ذلك ( البديل ) في ساحات الحكم بالسودان !.. ودولة السودان في حاجة شديدة للغاية لتيم ماهر من أبناء السودان الذين تجري في دمائهم نخوة الابتكارات والتخطيط السليم الذي يقود البلاد للأمام .. السودان في حاجة شديدة لتيم من أبناء السودان الذين يملكون تلك المهارات العقلية العالية التي تخطط وتدرس وترسم لمستقبل راسخ بعيد الآفاق .. تيم من أبناء السودان أفكارهم تكون أعلى من أفكار العامة من الناس ألف مرة .. تيم من الأبناء لديهم نزعة الوطنية الصادقة في الأعماق .. ولديهم تلك الجرأة في اتخاذ القرارات بمنتهى الشجاعة والإقدام .. ولديهم تلك النزعة الملحة التي تخطط من منطلق الدراسات العلمية المتقدمة والمتفوقة .. ولديهم تلك المهارات في استغلال ثروات البلاد بالقدر الذي يوجد أرضيات الإنتاج والتصنيع وتحريك عجلات البناء والتعمير .. ولا تفيد السودان إطلاقاُ تلك المظاهر القيادية الشكلية الفارغة .. حيث الأبهة وتلك السيارات الفاخرة التي تتقدمها المواتر وتتأخرها المواتر !!. ذهاب وإياب يومياُ في تلك المظاهر الزائفة التي لا تبني البلاد ولا تشبع الجوعى من أبناء الشعب السوداني .

    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 04-23-2020, 08:05 AM)
    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 04-23-2020, 08:26 AM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de