موت يا حمار حتى يــــأتيك الربيع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-21-2024, 10:04 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
04-18-2020, 07:59 AM

عمر عيسى محمد أحمد
<aعمر عيسى محمد أحمد
تاريخ التسجيل: 01-07-2015
مجموع المشاركات: 1825

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
موت يا حمار حتى يــــأتيك الربيع !! بقلم الكاتب السوداني / عمر عيسى محمد أحمد

    بسم الله الرحمن الرحيم

    موت يا حمار حتى يــــأتيك الربيع !!

    يضرب ذلك المثل للرجل الذي يعلل بالأقوال وهو يعلم أو يجهل استحالة الحدوث :
    وأصل ذلك المثل الشعبي يقول : ( موت يا حمار حتى يجيك الربيع ) .. وقصة ذلك المثل : يحكى أن رجلاُ كان مسافراُ بحماره .. فمر في طريقه بصحراء قاحلة جدباء .. وكان الرجل يحمل زاد نفسه ,, ولا يحمل معه علفاُ للدابة .. ثم شاهد كوخاُ في الصحراء واتجه إليه .. فوجد رجلاُ مسناُ في الكوخ .. وبما أن الحمار قد شارف على الموت والهلاك بسبب الجوع طلب من ذلك العجوز قليلاُ من العلف .. فقال له العجوز : ( ما أسهل طلبك في هذا الوادي ،، وفقط المطلوب منك أن تصبر شهوراُ قليلة حتى يأتي الربيع وتنبت الأرض خضاراُ لا مثيل لها .. فقال له صاحب الحمار : ( أين نحن وأين فصل الربيع والحمار على وشك الهلاك ؟؟؟ ) .. فرد عليه العجوز قائلاٌ : ( يا هذا كلها شهور قليلة فلما لا تصبر ويصبر حمارك ؟؟ ) .. وعند ذلك قال الرجل وهو يخاطب حماره : هل سمعت يا حمار ما يقول ذلك العجوز .. كلها شهور قليلة !!!! ( موت يا حمار حتى يجيك الربيع !! ) .. فذهب قوله مثلاُ بين الناس .

    التجارب الطويلة عبر السنوات تمثل أرضية ثابتة ليتشكك المرء في كل ما يقال .. والمسئولين في السودان قالوا الكثير والكثير لأكثر من ستين عاماُ .. ولو تحققت تلك المقولات في أرض الواقع لأصبحت دولة السودان اليوم في مصاف الدول العظمى في العالم .. ولكن هؤلاء المسئولين طوال تلك السنوات كانوا يجيدون تلك الثرثرة والكلام دون تلك الأفعال التي تعني الإنجازات في أرض الواقع .. وهو ذلك ( الكلام ) الذي يعد من أسهل العطاء لدى الإنسان .. وفي مقدور الأطفال الصغار أن يجيدوا ذلك ( الكلام ) .. ولكن العبرة وكل العبرة فتتمثل في تلك ( الأفعال ) التي تقترن بالكلام .. وخبرة الشعب السوداني لمجريات الأحوال ليست خبرة سنة أو سنتين .. ولكنها خبرة مكتسبة لأكثر من ستين عاماُ .

    وبالأمس كان ذلك اللقاء والحوار والمناقشة الصريحة في قناة تلفزيون السودان بقيادة أخونا الفاضل ( لقمان أحمد ) .. مع نخبة يمثلون جانباُ من المسئولين في البلاد .. وفي ذلك اللقاء تناول المتحاورون الكثير والكثير من تلك القضايا الهامة التي تؤرق الساحات السودانية في هذه الأيام .. والملخص الذي خرج به المشاهدون أن هؤلاء المسئولين في ذلك اللقاء قد أقروا واعترفوا جميعاُ بأن الإخفاقات قد لازمت وخذلت تجربة الثورة والانتفاضة الثالثة بذلك القدر الذي لم يكن في الحسبان .. والجميع قد أكدوا بأنهم يرون ( الاعوجاج ) في رقبة الجمل دون أي إنكار لواقع ملموس !.. وذلك الإقرار والاعتراف وجد القبول من المشاهدين .. لأن الاعتراف بالواقع يعتبر في عرف الشعب السوداني شجاعة في حد ذاته .. ولكن كانت الحسرات تتمثل في جوانب أخرى كثيرة في حوار ذلك اللقاء .. ونركز هنا في تلك الأسباب التي قدموها لتبرير الفشل والإخفاقات .. فتلك الأسباب كانت بيروقراطية بدرجة كبيرة للغاية .. وغير مهضومة من قبل ذلك المواطن الذي يكتوي من الويلات .. وهي أسباب لا تليق بروح الثورة والانتفاضة التي لا تؤمن بالحواجز الطارئة .. ولا تؤمن بتلك المعيقات التي يفرضها الآخرون بفرية القوة .. ومع الأسف الشديد كانت كافة تلك الأسباب من قبيل تلك الحواجز الطارئة التي فرضت نفسها لتعيق المشوار !.. وفي عرف الشباب الثائر فإن الثورة التي تعجز عن إزالة تلك العقبات والحواجز من أمامها بنفس القوة والشدة والعزم لا تستحق أن تسمى ( ثورة ) !!.. فتلك ثورة مبتورة الأقدام ولا تفيد البلاد في الكثير .. وبالتالي كان الألم يعصر القلوب كمداُ حين يستمع المشاهدون لهؤلاء وهم يقرون ويعترفون بتلك الحواجز التي تنتظر إشارات الآخرين !.. وكل الدلائل كانت تؤكد أن الآخرين هم الذين يملكون القرارات في نهاية المطاف !!.. وفي أيديهم زمام الأمور .. وكانت هنالك نقاط أخرى جوهرية في ذلك اللقاء .. ولكنها نقاط في عرف الشعب السوداني تدخل في خانة ( تحصيل الحاصل ) .. وخاصة تلك الوعود والتعهدات والتباشير التي كان يبذلها هؤلاء المتحدثين في ذلك اللقاء .. وكل متحدث كان يعد بالحرف الواحد : ( نحن نؤكد للشعب السوداني بأننا قد شارفنا على تحقيق تلك الانجازات الكبيرة المرجوة في أيام قليلة قادمة !! ) .. وذلك النوع من التأكيدات لا يجد التصديق والقبول لدى الشعب السوداني إطلاقاُ بحكم التجارب السابقة لستين عاماُ .. وتلك الأيام التي يحسبونها قليلة سوف تدخل كالعادة في خانة التطويل لشهور وشهور ثم تدخل في خانة السنوات لسنوات !.. والشعب لا يقول ذلك جزافاُ ولكن تلك التجارب هي التي تقول .. حتى ولو أقسم هؤلاء المتحدثين واضعين الأكف على المصحف الشريف فإن ذلك القسم لا يطمئن الإنسان السوداني !.. وكان يعجب المشاهدين كثيراُ لو أن هؤلاء المسئولين في ذلك اللقاء قالوا بالحرف الواحد : ( نحن قد عجزنا كلياُ في تحقيق ذلك المطلوب !! ) .. أما ذلك النوع من التأكيدات لمجرد الإطراب فلا يطرب الشعب السوداني بكثرة الإدمان لذلك النوع من الكلام .. وهؤلاء المسئولين يجهلون أن المستمع والمشاهد السوداني قد سمع وشاهد ما يكفي طوال السنوات بعد الاستقلال .. وقد سمع الكثير والكثير من تلك التعهدات لمئات المرات في تاريخ السودان الحديث .. وتلك الأحوال في السودان لم تتحسن في يوم من الأيام بفضل تلك التعهدات والتباشير .. والشعب السوداني يعرف جيداُ بأن الأيام والسنوات سوف تمضي بنفس الوتيرة .. وأن هؤلاء سيذهبون كغيرهم دون تلك المسائلة التي تحاسبهم عن تلك الثرثرة المنمقة دون فائدة .. وهي تلك الثرثرة التي تدغدغ المشاعر والأفئدة دون جدوى في يوم من الأيام .. وتلك الوعود والتباشير سائدة في السودان منذ استقلال البلاد بدرجة أنها قد أصبحت لا تطرب الأفئدة .. ولو كانت تلك التباشير تصدق في يوم من الأيام لما تراجعت الأحوال في السودان بذلك القدر الذي يبكي القاصي والداني .. وهنالك المئات والمئات من تلك اللقاءات التي تكلم وتبجح فيها المسئولون .. ثم لم تتحقق مثقال ذرة من تلك الأقوال في أرض الواقع في يوم من الأيام .. والأمثلة كثيرة وكثيرة جداُ ولا يمكن حصرها .. ومن ألأمثلة فقط ( قبل عشرات وعشرات السنين تحدث المسئولون عن الطاقة الكهربائية بالسودان عبر القنوات الإعلامية وخاطبوا المواطنين قائلين : ( نحن نؤكد للشعب السوداني بأن الطاقة الكهربائية سوف لم ولن تتعطل وتقطع في دولة جمهورية السودان منذ هذه اللحظة وحتى قيام الساعة !! ) .. ثم مرت السنوات تلو السنوات ولم يمر يوم واحد في مسار السودان دون أن تقطع أو تتعطل تلك الطاقة للكهربائية في البلاد !! .. ومثل ذلك الأمر يجري كثيراُ في بلد العجائب ( السودان ) في كافة المجالات .. والأمثلة تجرى على كل مرافق الحياة والخدمات بالسودان لأكثر من ستين عاماُ ., وبالتالي فإن تلك النغمة : ( نحن نطمئن الشعب السوداني ) قد أصبحت نغمة ممجوجة ومملة بدرجة الغثيان .. لأنها نغمة لمجرد الاستهلاك الوقتي ولا يحاسب عليها ذلك القائل عند الجد والمحك .

    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 04-18-2020, 08:25 AM)
    (عدل بواسطة عمر عيسى محمد أحمد on 04-18-2020, 08:33 AM)
























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de