العاصمة السودانية في هذه الأيام تعيش حالات عصيبة سوداء كالحة بسبب قطوعات الكهرباء اليومية .. وهي ظاهرة لم تشهدها البلاد من قبل منذ استقلال البلاد .. وتلك أزمة أخرى قاتلة بجانب أزمة الخبز والمواصلات والبنزين والأدوية والغلاء والتردي في الأمن والأحوال .. إخفاقات مترادفة تدق المزيد والمزيد من نواقيس الخطر .. والشعب يقول لرئيس الوزراء السيد ( حمدوك ) : ( الأزمات تتزايد بمعدلات التوالي الهندسية في هذه الأيام وأنت ووزراءك في غياب تام عن مواجهة الأزمات والمجريات !! ) .. قطوعات الكهرباء في الماضي القريب كانت تتم بطريقة عشوائية تختار مناطق دون مناطق .. وبطريقة كان فيها الكثير والكثير من الظلم والإجحاف .. حيث كانت القطوعات الكهربائية تتعمد مناطق الفقراء والغلابة دون مناطق الأغنياء أهل الشأن !!.. ورغم ذلك فإن القطوعات الكهربائية في الماضي كانت تنصف في بعض الأحيان عن طريق التبادل في تلك البرامج الأسبوعية !.. وتلك المناطق في أرجاء العاصمة كانت تعرف أيام قطوعات الكهرباء فيها ,, ولذلك كانت تحتاط .. أما في هذه الأيام فإن قطوعات الكهرباء تتم بطريقة عشوائية غبية للغاية .. ومجهولة التوقع في معظم الأوقات .. ولأول مرة في تاريخ السودان أن تستمر حالة ( القطوعات لأكثر من 24 ساعة في اليوم .. ولا يعقل إطلاقاُ تلك الصورة والشعب السوداني يدفع قيمة الكهرباء مقدماُ ومسبقاُ !!.. ومن المظاهر الغريبة في هذه الأيام فإن تلك القطوعات لا تفرق ولا تفصل بين المواقع العامة وبين مواقع الطوارئ والضروريات كالمستشفيات وعنابر العمليات الجراحية ومراكز العناية المركزة .. ومراكز غسيل الكلوي .. وجهات أخرى كثيرة لا بد من تواجد طاقة الكهرباء فيها .. وبالطبع فإن معظم المرافق الحكومية والخاصة التي تعتمد على معاونة الحواسيب قد توقفت عن النشاط اليومي المعهود في هذه الأيام .. وكذلك توقف معظم الأفران الآلية بالعاصمة في هذه الأيام عن تصنيع الخبز .. وذلك لعدم توفر طاقة الكهرباء الضرورية التي تحرك آلات اللت والعجن .. وكذلك لعدم توفر الإضاءة اللازمة لتشغيل تلك الأفران بالليل .. وتلك الحالة زادت أزمة الخبز فوق أزمتها المعهودة السابقة !.
وبالمختصر المفيد فإن دولة السودان في هذه الأيام قد عادت لحالات ( العصور الحجرية ) .. حيث الليالي المظلمة .. وحيث الأيام الكالحة .. وهو ذلك الشعب السوداني الذي يقضي تلك الليالي في الظلام الدامس .. بجانب السخونة الشديدة .. بجانب البعوض .. بجانب صرخات الأطفال في المهاد بسبب الجوع والسخونة.. بجانب اللعنات التي تلاحق الحكام والحكومات في السابق والحاضر .. وكذلك فإن ( النهار ) في هذه الأيام ليس بالأفضل من الليالي !!.. والإنسان السوداني يكابد فيه أشد ألوان المعاناة .. حيث الوقوف في تلك الصفوف الطويلة لساعات وساعات ثم العودة للديار خالي الوفاض دون فائدة .. وحيث أزمة المواصلات والوقوف في الهجير .. بجانب تلك الأجواء الساخنة التي تلفح البلاد في هذه الأيام .. وطبعاُ فإن آلات التبريد لا تعمل في غياب طاقة الكهرباء .. كالمراوح والمكيفات .. وكل يسبب ذلك التأفف كما يسبب تلك الأنات والآهات !!.. بجانب ندرة المياه الباردة لزوم الشراب .. حيث توقفت الثلاجات في البيوت والمحلات .. ولسان حال الشعب السوداني يقول في هذه الأيام متحسراُ : ( ماذا جنينا في هذه الدنيا حتى يعاملنا السيد عبد الله حمدوك ووزرائه بتلك الصورة البشعة الظالمة القاتمة المجحفة ؟؟؟ ) ،، وهو ذلك الشعب الذي عانى كثيراُ لأكثر من ثلاثين عاما من قبل بمعية نظام البشير البائد .. وهل حكمت الأقدار أن يعيش الشعب السوداني تلك الحياة التي تماثل حياة الجحيم والنكد من المهد للحد ؟؟؟ .
يقول الشعب السوداني للسيد عبد الله حمدوك ووزرائه اتقوا الله فينا يا هؤلاء !! ) .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست