قـــادة المظاهر قد أهلكــــوا الســـــــــــودان طويلاُ !!
واجب الوطنية يقتضي أن لا ندفن الرؤوس في الرمال خوفاُ من الملامة .. ولقد سكتنا عن قول الحقيقة لأن تلك الألسن لهؤلاء حادة في الأكاذيب ولا تقبل الانتقاد .. حيث محاولات الرفرفة والأجنحة مبتورة !.. وتلك إشكالية فرضت علينا السكوت لسنوات طويلة .. ولكن جاء الوقت ليقف الشعب السوداني وقفة طويلة ومتأنية .. ولسان حاله يقول : هل يعقل منذ عام 1956 وحتى هذا اليوم أن يخلو السودان من ذلك القائد الملهم الذي يقود البلاد لبر السلام ؟؟ .. ذلك القائد الذي يضع خريطة السودان بطريقة ملهمة لا تقبل الانشطار والهوان والمنازعات .. وقد خلت الساحات السودانية من ذلك العبقري الفذ الحصيف صاحب العقل الراجح ؟؟ .. والذي يمثل الأب الروحي لأبناء السودان بالقدر الذي يقال عنه في يوم من الأيام : ( مؤسس دولة السودان الحديث ) .. لقد توالت السنوات تلو السنوات على السودان منذ الاستقلال ومازالت البلاد تتخبط في متاهات الضياع والشتات .. وقد مـر على قيادة البلاد العشرات من هؤلاء القادة والزعماء .. ولكن هؤلاء القادة والرؤساء كانوا مجرد أرقام تكمل الخانات .. ولم ينبري بينهم ذلك القائد الأسطوري الذي يشار إليه بالبنان .. والتجارب تلو التجارب أثبتت أن هؤلاء الذين حكموا السودان من قبل كانوا لا يملكون مثقال ذرة من تلك الكفاءات والمقدرات المطلوبة في القادة والرؤساء .. وهي تلك المقدرات التي تميز القادة عن الرعية .. حيث تلك الابتكارات الجديدة التي لا تخطر على بال العامة .. والمشاهير من رؤساء العالم يكتسبون صفة الشهرة حين يأتون بالأفكار الجديدة المفيدة للبلاد .. ويمثلون تلك الشعلة المضيئة في عالم القيادة .. حيث يذكر التاريخ دائماُ هؤلاء القادة والرؤساء حين يبدعون في تعمير وبناء بلادهم .. وحواء السودانية لم تلد إطلاقاُ ذلك القائد الملهم الذي ينفرد بالمواصفات العظيمة ,, تلك المواصفات التي ترسخ في الأذهان .. والذين تولوا قيادة السودان في تلك السنوات بعد الاستقلال كانوا مجرد أبواق تسلقوا السانحة في غياب الوعي الجماهيري .. وسنوات حكمهم كانت تلك المبكية والمهلكة في كل المراحل والتجارب .. وذلك دون استثناء يمجد مرحلة عن مرحلة .. ومن المضحك أن هؤلاء القادة والرؤساء كانوا ومازالوا يجدون من يهتف ويصفق لهم من منطلق التملق والهبالة .. وكان الأجدى أن ينالوا ذلك الهتاف والتصفيق والتملق من منطلق الانجازات الكبيرة التي تتقدم بالبلاد نحن الأمام .. تلك الإنجازات التي تقول أن السودان قد بلغ مصاف الدول العظيمة .. بل توالت السنوات بعد الاستقلال بنفس الوتيرة الكئيبة .. حيث يتبادل الرئاسة والقيادة نفر من هؤلاء البسطاء الذين لا يملكون تلك الكفاءات القيادية والمهارات .. هؤلاء الأشخاص الذين كانوا يمارسون القيادة من منطلق الحظوظ والفرص المتاحة .. ولذلك فإن مسار السودان طوال السنوات بعد الاستقلال لم يكن موفقاُ .. ولم يكن ثابتاُ بالقدر الذي لا يقبل الانشطار .. ومازالت الساحة السودانية تشتكي من غياب ذلك القائد الملهم .. والمتواجدون في الساحات السودانية حالياُ مجرد غوغاء يبحثون عن المصالح الذاتية قبل المصالح الوطنية .. ولا يوجد في السودان اليوم ذلك القائد المبتكر الملهم أو ذلك الرمز أو ذلك الشخص الذي يستحق الإشادة ويشار إليه بالبنان .. والجميع يمثلون مجرد ( حبة ) عادية في عقد المسبحة !.. تلك الحبة التي لا تجلب الانتباه .
وفي مجال الاقتصاد يحلو القول والإسهاب .. حيث لم ينبري في الساحة السودانية ذلك الرجل الاقتصادي العبقري الماهر الذي يخطط ويضع الحجر الأساسي لقاعدة اقتصادية سليمة وقوية في البلاد .. تلك القاعدة الاقتصادية السليمة القوية الثابتة التي لا تتزعزع بتقلبات الأحوال السياسية ،، ولا تتزعزع بمواسم الركود والتضخم .. والمعروف أن مشاكل السودان كانت أساسها تلك المعضلات الاقتصادية .. وهؤلاء الوزراء الذين تولوا
مناصب وزارة المالية والاقتصاد ووزارة التجارة منذ استقلال البلاد لم يكونوا بتلك العبقرية التي تضع الثوابت للاقتصاد السوداني .. ولم يوجدوا تلك المنابع الإنتاجية والمصادر والموارد والثروات والمصانع التي تغذي الاقتصاد دون الانقطاع بفعل الأوضاع والتقلبات .. ولم يرسموا الخطط لاقتصاد متقدم يملك النظرة البعيدة .. فهؤلاء الوزراء من أبناء السودان الذين شغلوا تلك الوزارات كانوا لا يرون أكثر من تحت أقدامهم .. ولم ينبري فيهم ذلك الحصيف الملهم الذي يجتهد في مرحلة من المراحل ليخلق ذلك المنهج الاقتصادي المتصف بالصلابة والصلاح والديمومة .. وبالتالي فإن اقتصاد السودان كان يشتكي دائماُ وأبداُ من هشاشة الهيكل .. وكان ينهار لأدنى هزة من الهزات .. ولم يكن ذلك الاقتصاد الثابت الراسخ الذي يقاوم الزلازل العنيفة . دولة السودان أهدرت وقتها كثيراُ وهي تجامل الأشخاص على حساب البناء والتقدم .. وقد جاء الوقت للشعب السوداني أن يخرج من عبادة الأشخاص والاعتماد على الله في بناء السودان الجديد .. ولا تفيد السودان كثيراُ تلك المظاهر التي تمجد الرموز والرؤساء لمجرد أنهم يحتلون المناصب الكبيرة .. ويجب أن يوزن ويوقر الأشخاص والرؤساء بمقدار الإنجازات التي يقدمونها للبلاد .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة