الكتابة السياسية السودانية- الأقطاب الفكرية وإشكالية العقل الكلاسيكي #

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 10-26-2025, 11:09 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
10-02-2025, 09:20 PM

زهير ابو الزهراء
<aزهير ابو الزهراء
تاريخ التسجيل: 08-23-2021
مجموع المشاركات: 12477

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
الكتابة السياسية السودانية- الأقطاب الفكرية وإشكالية العقل الكلاسيكي #

    09:20 PM October, 02 2025

    سودانيز اون لاين
    زهير ابو الزهراء-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر



    الكتابة السياسية السودانية: الأقطاب الفكرية وإشكالية العقل الكلاسيكي

    ليست الكتابة السياسية في السودان مجرد تعبير عن مواقف آنية، بل هي امتداد لصراع فكري عميق يجسده أقطاب فكريون كبار، يحمل كل منهم رؤيةً لمستقبل البلاد. لكن وراء هذا الثراء الظاهري
    تكمن أزمةٌ هيكلية في العقل السوداني الكلاسيكي الذي ظلّ حبيسَ النمط الأحادي والاختزالي.
    أولاً أقطاب متعددة.. ورؤى متضادة
    يمكن رصد أربعة أقطاب فكرية بارزة تشكّل خارطة الخطاب السياسي السوداني-
    عبد الله علي إبراهيم، ممثل التحديث والعلمانية في مرحلة ما بعد الإسلاموية، يحفر في جذور الصراع بين مشروعي الدولة الحديثة والدولة الثيوقراطية.
    خضر الشفيع، المنطلق من رؤية اشتراكية، يرفع شعار العدالة الاجتماعية والهمّ الطبقي والجغرافي للمناطق المهمشة.
    وليد مادبو، الذي يجسّد النزعة الليبرالية الاقتصادية والتكنوقراطية، ويركز على الحلول العملية والإدارة الرشيدة.
    النور حمد، ناقد المركزية الغربية والمنظور ما بعد الكولونيالي، الذي يشكّك في المسلمات الفكرية للنخب السودانية جميعاً.
    هذا التعدّد يبدو ثراءً في الظاهر، لكنه في العمق يعكس قطبيةً فكريةً تتصارع أكثر مما تتحاور.
    ثانياً: الإشكالية الثلاثية: لغة طبقية، وحلول جاهزة، وعجز تطبيقي

    تعاني الكتابة السياسية السودانية من ثلاث إشكاليات كبرى:
    فجوة اللغة: فبينما يغرق عبد الله علي إبراهيم والنور حمد في تعقيدات أكاديمية تجعل خطابهما حكراً على النخبة، يقدّم خضر الشفيع ووليد مادبو خطاباً مباشراً يخاطب اللحظة لكنه يفتقر أحياناً للعمق. والنتيجة غياب لغة وسيطة تصل بين عمق الفكرة ووضوح التعبير.
    الحلول الأحادية: يقدّم كل مفكر الحل من زاويته الضيقة: العلمانية عند عبد الله، العدالة الطبقية عند الشفيع، الإصلاح الإداري عند مادبو، والنقد الجذري للعقل عند النور حمد. وكأن الأزمة السودانية المعقدة قابلة للاختزال في بعد واحد.
    العجز عن التطبيق: تظل هذه الكتابات حبيسة التنظير، عاجزة عن تحويل الأفكار إلى برامج عملية قابلة للتنفيذ على الأرض.
    ثالثاً: نقد العقل الكلاسيكي: الجذور العميقة للأزمة
    وراء إشكاليات الطرح واللغة، تكمن أزمة العقل السوداني الكلاسيكي الذي يتميز بـ:
    النظرة الثنائية: اختزال التعقيد السوداني في ثنائيات متصارعة: دين/علمانية، مركز/هامش، يسار/يمين.
    اللغة المتعالية أو الشعبوية: انفصال بين لغة النخبة الأكاديمية المعقدة ولغة الخطاب اليومي المبسّط إلى حد التبسيط.
    اليقين الأيديولوجي: تحوّل الفكر إلى معسكرات مغلقة تفتقر إلى المراجعة النقدية الذاتية.
    الانزياح عن الواقع: وفرة في التشخيص النظري، مع فقر في الرؤى التطبيقية القابلة للترجمة إلى سياسات فعلية.
    هذا العقل الكلاسيكي هو الذي جعل الكتابة السياسية السودانية، رغم ثرائها التحليلي، غير فاعلة في إحداث التحوّل المنشود.
    رابعاً: من نقاط القوة إلى مواطن الضعف: تقييم نقدي
    يكشف النظر المتأني عن إيجابيات وسلبيات كل تيار:
    عبد الله علي إبراهيم يقدّم عمقاً تاريخياً وجرأة فكرية، لكن بلغة نخبوية وتركيز مفرط على البعد الديني-السياسي.
    خضر الشفيع يسلط الضوء على قضية مصيرية (الهامش)، لكنه يقع في فخ الحتمية الطبقية والجغرافية.
    وليد مادبو يقدّم حلولاً عملية وبلغة واضحة، لكن نموذجه الاقتصادي يبدو هشاً وأحياناً منفصلاً عن السياق التاريخي.
    النور حمد يقدّم نقداً جذرياً يهزّ المسلّمات، لكنه يغرق في التعقيد النظري ولا يقدّم بدائل عملية.
    خامساً: نحو فكر توليفي: ملامح العقل الجديد
    الخروج من هذه المعضلة يتطلب تجاوز العقل الكلاسيكي نحو عقل جديد يتسم بـ:
    لغة وسيطة تجمع بين عمق المضمون ووضوح الشكل.
    منهج تركيبي يعترف بتشابك الأبعاد الدينية والاقتصادية والطبقية والهوياتية.
    نقد ذاتي يجعل المثقف قادراً على مساءلة مسلّماته قبل مساءلة الآخرين.
    رؤى تطبيقية تحوّل الفكر من ترف نظري إلى أدوات تغيير فعلي.
    من التشرذم الخلاق إلى التركيب المبدع
    الكتابة السياسية السودانية اليوم تقف عند منعطف حاسم: إما أن تظلّ أسيرة العقل الكلاسيكي بكل إشكالياته، أو تشقّ طريقها نحو عقل جديد قادر على التركيب والإبداع. الأقطاب الفكرية الأربعة يقدّمون تشخيصات جزئية عميقة
    لكن الحل لا يكمن في اختيار أحدها واستبعاد الباقي، بل في توليفية فكرية ذكية تستفيد من العمق التاريخي لعبد الله، والعدالة الاجتماعية للشفيع، والعملية لمادبو، والنقد الجذري للنور حمد.
    فالخروج من المأزق السوداني يبدأ من الخروج من أسر العقل الكلاسيكي، نحو فكر أكثر تركيباً، وأكثر تواضعاً، وأكثر التصاقاً بتعقيدات الواقع السوداني الذي يأبى أن يُختزل في بعد واحد.























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de