لدينا مفاهيم خاطئة فيما يتعلق بعلاقة المؤسسة العسكرية بالسياسة... خاصة وان كثير من الدراسات طرحت فكرة علاقة الديمقراطية مثلا بجهاز المخابرات والأمن القومي... واوضح الفيلسوف السياسي صوميل هنتنجتون وظيفة الجيش تتمثل فقط في إدارة العنف بالمجتمع الأمر الذي يتطلب منه أن يكون علي استعداد لحماية أمن البلاد ويظل بعيدا عن السياسة... وهذا الحديث يتطابق تماما مع ما قاله هارولد ترينكوس (المؤسسة العسكرية يجب أن تظل منفصلة ايدولوجيا وماديا عن المؤسسات السياسية) يشكل الجيش حماية للديمقراطية لا يتربص بها من أجل الانقلاب عليها... من قراءة الواقع السياسي لكثير من الدول نجد المؤسسة العسكرية تغتال الديمقراطية .... يحاول الجيش الهيمنة علي السلطة عبر القبضة الحديدية والإجراءات القمعية.... وأثبت التجارب رفض الشعوب للحكومات العسكرية لانها تكرس لحكم الفرد وتدخل البلاد فى دائرة حكم الطغاة المستبد ين وتضيع كافة الحقوق عبر تلك النزعة الأحادية التي تفرض سيطرتها علي مفاصل الدولة وتهدر موارد البلاد في شراء الولاء وفرض الهيمنة تحت غطاء سياسي.. وتغيب الحرية والعدالة وتعتمد سلطة القضاء علي القرارات الفوقية.. لذلك جاءت معظم النظريات السياسية رافضة لتدخل المؤسسة العسكرية في الشأن السياسية.... السودان مر بحكومات عسكرية باطشة وتفاوت البطش و القمع والتنكيل بالمعارضين.... نجحت الثورات في اقتلاع تلك الأنظمة.. تسقط الديكتاتوريات ليصعد الساسة الذين يتبعون ذات السياسات في إدارة البلاد مع التهاون في كثير من القضايا التي تجعل البعض يري الحرية لا تختلف عن الفوضي.. تندلع المعارك سياسية و الحروب الأيدولوجية التي تفتك بالمدنية .... تغيب المؤسسية و يختل ميزان العدالة و يكثر الجدل و الخلاف والصراع... سقط البشير و نال رئيس الوزراء عبد الله حمدوك تفويض شبة كامل ولكنه فشل في إدارة الأزمات.... ٢١ أكتوبر ليس لتقول نعم حمدوك بل لتقول لا لكافة السياسات التي اتبعتها ولها مطالب محددة... علي رئيس الوزراء اصلاح المعوج قبل فوات الأوان.... وحل الحكومة من وزير الخارجية مرورا بالإعلام والعمل و الرياضة والزراعةو الصناعة.... الخ تلك حكومة اثبتت فشلها والفشل يتطلب المواجهة لا غض الطرف او المجاملة...
andعندما يستعرض الجيش قواته أكثر من 6 أشهر، ولا يقوم بمهاجمة العدو، نعرف أنه يشكل خطرا على شعبه
أدولف هتلر
حسبي الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم [email protected]
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة