|
Re: يوم حظرت دولة النوير إذاعة أغنية اب ذوق عش (Re: عبدالله علي إبراهيم)
|
شفت انت تائه في اوهامك كيف يا غوبلز؟ اولا الناس ضحكوا مع المهندس جاكوث لان الشمال نفسه ليس عربيا اسلاميا خالصا, ولا افندي الطائفية الازهري عربي عرقا في الاساس ولا انت ايضا؟ فهذا سبب الضحك ومدعاة للسخرية حتى الان, وليس لاي شئ اخر؟ وفي الواقع اعلان السودان دولة عربية اسلامية احاديا فوقيا من قبل حفنة الافندية صغار موظفي الاستعمار المحليين, والبيوتات الطائفية وكلاء الاستعمار المحليين, او ما اسميهم بنخب اقلية جلابا السلطة فوق انه فقدان للفكر السياسي العقلاني, ودليل صارخ للتوهان السياسي الثقافي الكامل, ايضا برر لاختطاف مؤسسة الدولة السودانية الوليدة من شعبها لينفرد بها اقلية نخب جلابا السلطة لوحدهم وخلق صراعا طائفيا فيما بينهم قبل النزاع مع الاخرين, واعماهم عن رؤية واقع تكوين السودان تاريخيا ومعاصرا, وغييبهم عن مواكبة العصر. كما ضييق واسعا ما بين منظومة الحكم في الخرطوم, وواقع السودان في اقاليمه القارة المترامية. (The State not Fit the Society). وبالتالي اضروا بالشمال السوداني المتنوع اكثر من معظم باقي اقاليم السودان الاخرى. بحيث قسم السودان عميقا واصبح الشمال السوداني في كنف اقلية جلابا السلطة حالهم اشبه كأنهم ركاب الطائرة المختطفة بواسطة عصابات اقلية نخب جلابا السلطة الذين ظلوا على استمرار يتمسحون بالشمال السوداني في الانتماء, وجعلوا الشمال الحديقة الخلفية لتغطية وتبرير ممارساتهم الفاشية, وابقوهم في حالة من الرعب والدجل والارهاب والتخويف والنفور من الاخرين, وافقادهم الشعور الوطني المشترك ولا حتى الانساني بالاخربن حتى وهم تحت القمع الوحشي والقهر وحروب التطهير الاثني الثقافي والجهاد والابادة الجماعية؟ بالعكس ظلوا تحت تاثير البروبنقدا الجلابي السلطوي الكثيف, ان الاخرين يتربصون بهم ويحقدون عليهم؟ بل امعانا في تكريس الانقسام الوطني السياسي العميق وفقا لفرق تسد, فقد اوهومهم ان الاخرين ليسوا مثلهم؟ وهكذا اصبح الشمالي يشعر بالتمييز لمجرد انه شمالي؟ كما في ذات الوقت جعل الشمال اكثر تهميشا بل وعرضة لاسوأ انواع البطش العشائري السلطوي بان الفرد الشمالي اذا اختلف مع رجال السلطة فمصيره اللعنة الابدية والنفي من كل الشمال اي اسقاطه من الطائرة المختطفة؟ واكثر من تعرض ابناءهم لاعدامات السلطة في قلب الخرطوم؟ كما ان اكثر اقليم تعرض للعدوان الخارجي وتوزيع اراضي السكان الاصليين, هبات الى اخرين من وراء الحدود في سبيل استجداء تمتين الاخوة العربية الزائفة؟ انكار التنوع السوداني الثر في الشمال وقمعه, مما قلل من كثافة الابداع الشمالي وغزارته في اطار التنوع؟ تحميل الشماليون اوزار الفشل التاريخي في البناء الوطني, وتشويه صورتهم لدى الاخرين واصبح الشمالي كائن ينظر اليه الاخرين من ضحايا سلطة جلابا السلطة, بالريبة والشك في انه هو صاحب الامتيازات في السودان, بينما في الواقع الشمالي من العامة مسكين غلبان محمولا في الطائرة المختطفة بواسطة النخب من اقلية جلابا السلطة في المركز المتحالفون مع جانجويد بقايا الاستعمار في الخرطوم, وجميعا يزعمون الانتساب الى الشمال السوداني ليزيدون الطين بلة تشويها وتحميل عجزهم في الفشل السياسي والحروب, وان الشماليون عنصريون لا يقبلون الاخر المختلف او من غير الشمالي. بينما هذا ايضا منتوج الثقافة السياسية السائدة لايديولوجيا الاسلاموعروبية الاقصائي العنصري الرافضي الفاشي التي جلبها النخب اقلية جلابا السلطة فوقيا من وراء الحدود, ولا علاقة لها بواقع الشمال السوداني الا بقدر المتعلمين الخرطوميين الذين يعتنقون هذه الايديولوجيا من خلال التبعية التنظيمية لاحزاب جلابا السلطة في المركز الجلابي السلطوي او ربما بالعاطفة العشائرية والدينية والجهوية التي ظل يستغلهم جلابا السلطة بتجييش العواطف ليقف شعب الشمال خلفهم وسندا لهم, او حتى اسكاتهم وتحييدهم, لان لا يمكن للسلطة ان تكون في حالة حرب مع كل مكوناتها في وقت واحد, بينما هم في السلطة يمارسون البشائع والعدوان الوحشي ضد الاخرين في داخل اقاليمهم في حروب السلطة ضد شعبها لنصف قرن حتى الان؟ بل عمدوا الى حرمان الشماليون حتى من التطور الاجتماعي الطبيعي في علاقاتهم بالاخرين, كما ظل يسعى النخب من اقلية جلابا السلطة توزيع دماء ضحايا حروبهم العدوانية في اقاليم السودان الاخرى بين القبائل في الشمال؟ غياب التنمية الاقتصادية المتوازنة ايضا, والحرمان من الحقوق السياسية والمدنية ووقف مسيرة الوعي السياسي بالذات في الشمال ايضا؟ قتل ابناء الشمال في الانقلابات العسكرية والانقلابات المضادة بين اقلية جلابا السلطة المتصارعون على السلطة في الخرطوم تاريخيا حتى انقلب الرجل منهم ودبابينهم على صهره واتباعه الاقنان؟ وكذلك الانقلابات المضادة في قلب الخرطوم المدينة الوادعة التي ظلت اكبر ثكنة عسكرية بين مدن السودان في الانقلابات العسكرية كوسيلة اساسية لتبادل السلطة حتى فيما بين اقلية جلابا السلطة فيما بينهم؟ وارتكاب المجازر والاعدامات خارج القانون القضائي المستقل. فالعاصمة المثلثة ظلت اكبر مدينة مورست فيها المجازر البشرية الوحشية البشعة بما لا يقارن مع اية مدينة اخرى في السودان؟ والسجون الوحشية في بيوت الاشباح وما ادراك؟ وخير مثال حادث رفيقنا المناضل الشرس عمار نجم الدين الذي اعتقل وتعرض للضرب المبرح في المعتقل في انه كيف سمح لنفسه كشمالي ان ينضم الى الحركة الشعبية ويعمل مع العبيد ديل؟ كذلك قتل ابناء الشمال في الحروب العدوانية في داخل الاقاليم الاخرى رغم ان معظم جيوش حروب اقلية جلابا السلطة العدوانيون القتلة من الاقاليم الاخرى من الفاقد التربوي الذين يخوضون حروب الوكالة من اجل الحياة, اي مرتزقة اكثر من كونهم جيش محترف لدولة حديثة؟ وللشمال ايضا نصيب خاصة في الحرب الجهادي الاخير لنظام الكيزان الفاشي في خلال الاربعون عاما الماضية ؟ ولهذا جاء في منفستو التاسيس للحركة الشعبية لتحرير السودان منذ العام 1983 ان الشمال السوداني ضمن الاقاليم الطرفية المهمشة من السلطة المركزية في الخرطوم؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يوم حظرت دولة النوير إذاعة أغنية اب ذوق عش (Re: Arabi yakub)
|
وواصل عبد الله غوبلز غرقا في الاوهام والتلفيق حيث قال: ( فالأصل في تشكيل القومية هو صفوة الجماعة التي نهضت بأمرها مثل مؤتمر الخريجين. فهي التي لا ترى الوطن المنتظر إلا في صورتها. وهذا علم نشأة القومية لمن ألقى السمع وهو شهيد.) موتمر خريجين بتاع الساعة كم التي شكلت الامة؟ بل العكس هؤلاء قد ورثوا ما اسسه الاستعمار فوقيا وكبوا الزوغة وليس لهم اية شوكة ولا هم يحزنون؟! ولقد ادى تصورهم الشائه لانفسهم في العجز عن تعريف هوية الدولة بشكل دقيق وعدم التفكير في طرح السؤال الجوهري في بناء الدولة الحديثة: من نحن؟ ونجم عن هذا الافتقار الى تقديم اجابة واضحة حول ما هي الامة التي ينتمون اليها او من هي امتهم في واقع السودان القارة المتنوع تاريخيا ومعاصرا؟ واصبحوا تلقائيا ينتمون الى امة اخرى خارج الحدود (الاشقاء العرب) وما السودان في نظرهم القاصر, الا كبري او جسر لتصدير الثقافة العربية الامبريالية الى مجاهل افريقيا؟ فالامة السودانية موجودة منذ الازل كما ان الدولة موجودة منذ سبعة الف عام, ووضع الانجليز اساس الدولة الحديثة القائمة بقاياها حتى الان, بل ان الاعتراف بالسودان قد اقرها الانجليز في الامم المتحدة, بعد ان منح السودان حق ممارسة حق تقرير المصير للشعوب قد سرقها اقلية جلابا السلطة من اوباش موتمر الخريجين الذين كانوا في امس الحوجة للنهضة بذاتهم؟ ولقد قاموا بتزوير ممارسة هذا الحق بواسطة الافندية في البرلمان حصرا؟ وهو تزوير صريح لمبدا حق تقرير المصير ضمن ميثاق الامم المتحدة؟ فشنو موتمر خريجين نهضت قال معقولة؟ موتمر الخريجين كان اكبر انتكاسة لشعب السودان وسبب الدمار السائد حتى الان؟ ديل كانوا بمثلوا شنو غير انهم كانوا كتبة بتاع الاستعمار وافنديته ثم عادوا واصبحوا افندية للبيوتات الطائفية في شنو تاني؟ طرحوا شنو ذاته لبناء الامة او اقامة الدولة او الشروع في تطوير ما تركه الاستعمار؟ ولا حاجة غير انهم تحولوا من احضان الاستعمار الانجليزي الغربي الى احضان الامبريالية العربية الشرقية الرجعية! واصبحوا مجرد عملاء ووكلاء محليين للاستعمار العربي وادارة السودان بعقلية وكيل العرب مدعي النسب الشريف الصالح عند الله, المستعمر الداخلي؟ وفي الواقع ان اعتناق فكرة اعلان السودان دولة عربية اسلامية هو كانمأ اطلق هؤلاء النخب الافندية النار على انفسهم! لانه شعار يتناقض تلقائيا مع قيم العصر ومفاهيم الحداثة والتنوير في اقامة الدولة الحديثة الديمقراطية وافقدهم قيم اخلاقية هامة كتقديم التنازلات السياسية والاجتماعية دون مقابل, ويتفقدون الى مبادئ عظيمة, كالتسامح, وحق الاختلاف السياسي والعقائدي حتى فيما بينهم؟ بل يميلون الى العنف السياسي المفرط كخيار اول لحسم الخلاف السياسي, والنزوع الى الفاشية, وممارسة الانقلابات العسكرية فيما بينهم! فجميعهم انقلابيون مدنيين قبل العسكر, وهذا دليل اخر على الافلاس السياسي والمحدودية وغياب الرشد؟ بل لم يدركوا كيفية اقامة الدولة الحديثة حتى الان, وابعد ما يكونوا عن مفاهيم حقوق الانسان؟! وفكرة الدولة العربية الاسلامية لم يتبناها اليوم اي مجموعة سياسية في الاقليم العربي الا المتطرفين الاسلاميون من القاعدة وداعش والجماعة الاسلامية اي مجموعات الارهاب الديني المتفشي في الاقليم العربي الان؟ بينما هم واصلوا يعمهون في ما اسموه ملهاة الدستور الاسلامي البدعة الدينية والسياسية الذي لا مكان له في الاعراب غير محاولة تتدعييش الدولة والمجتمع على السواء؟ وكانت النتيجة البديهية وصول مليشيا الكيزان الارهلبي الى السلطة منفردة, ومنها الى مليشيا الجنجويد القبلي في سدة السلطة العليا في قلب الخرطوم الان ولا عزاء؟ وموتمر الخريجين هو السبب في كل هذا الفشل وتبنى هذا المفهوم الرجعي العشائري الفاشي, وعدم انتاج اي فكر سياسي عقلاني واضح المعالم لبناء الدولة الحديثة - الامة من واقع تنوع السودان التاريخي من الازل والمعاصر حتى الان. وهذا فشل ذريع لا تحتاج لمنظار؟ كما لم يؤمنوا بالديمقراطية كنظام للحكم حتى فيما بينهم, وهذا ايضا القى بظلاله على الشمال السوداني بحرمانهم من حقوقهم في المشاركة السياسية الفاعلة حتى لو على غرار نظام الاقلية البيضاء في جنوب افريقيا العنصرية سابقا التي خدمت مصالح الاقلية البيضاء واشراكهم بفاعلية في الحكم؟ والسؤال الكبير التحدى هو: ماذا قدمت مشروع الدولة العربية الاسلامية للشمال السوداني العربي الاسلامي المزعوم؟ بل المفارقة انهم بالاجماع قد رفضوا الوحدة الفيدرالية كمشروع سياسي عقلاني معاصر واضح المعالم, وديمقراطي ايضا, ولم يطرحوا البديل الافضل؟ وهذا يوضح مدى الهوة السحيقة التي كانوا هم فيها وحوجتهم الذاتي للنهوض بانفسهم او انقاذهم من شرور انفسهم, وليس شعب السودان؟ وانهم من البداية كانوا يعيشون خارج العصر تماما؟ (فهذه الصفوة الناهضة بالقومية تتخيل الأمة وهي في رحم الغيب عربية مسلمة ما نسبوا أنفسهم هم عرباً مسلمين. ولهدا يقال إن القومية الصغرى مثل الشمالية تتخيل وطنا مصنوعاً من ثقافتها الضيقة ليغطي ثقافات القوميات الأخرى في الوطن التي ستنتظر الدخول في بوتقة الجماعة ذات الشوكة لتخرج منها على صورتها كما تشتهي.) وهكذا يواصل عبد الله غوبلز اقلية جلابا السلطة في الاوهام والتبرير الرخيص لجلاباه واصفا اياهم بالصفوة الناهضة؟ وقال الناهضة, ياراجل؟ بالعكس الصفوة الرجعية عديم الاصل فاقد الهوية ناهبا هوية الاخر من وراء الحدود لفرضه على السودان العريق المتنوع, واستجداء القبول من السيد العربي والدعم المالي والعسكري لقمع السوداني الاسود في دواخلهم بابادة الاخرين في داخل اقاليمهم ببشاعة ووحشية؟ والمفارقة ان غوبلز كالعادة هو ايضا يتصور الشمال على صورته المتخيلة لنفسه كحفيد العباس الزنجي؟ وهذا ليس سخرية وانما حقيقة وانا شخصيا عندما شاهدت هذا العبد الله في لقاء تلفزيوني في احدى القنوات العربية حيث استضافه سيدة عربية بيضاء, بينما ظهر عبد الله حفيد العباس محتفظا بلون الدوكو الافريقي النظيف اللامع كما صورك الكاميرا التي لا تكذب؟ عندها فعلا شعرت بالسخرية واعتراني موجة من الضحك حتى دون نية للضحك! وقلت في نفسي ان عنترة كان اشطر؟ فعبد الله غوبلز هو ايضا ينظر للشمال كتلة واحدة صماء بانه عربي عرقا ومسلم وهذا وهم كبير يناقض حتى ما ذهب اليه اندرسون الذي يطابق الحالة اذا النوبيون في الشمال كشعب ذات ثقافة اصيلة حاولوا فرض ثقافتهم الاصلية وليس ثقافة منتحلة لاخرين من وراء الحدود؟ او كما ذكر غوبلز, اذا فعل ذلك النوير مثلا؟ اما اصحاب الثقافة الايديولوجية المزورة فلا مكان لهم في الاعراب ليس مع اندرسون ولا مع البيروتان في فرنسا في القرون الوسطى قبل ثورة الانوار؟ ويقال, ان المودر بفتح خشم البقرة؟ فغوبلز لم يجد اي مثال ما يبرر به بحثه المستميت عن نموزج ممارسة جلاباه السلطويون في اي مكان يتكئ عليه للمقارنة لا في الجوار العربي حيث الاصل المزعوم, ولا في افريقيا كلها ولا في اسيا, ولا في العصر الحديث حتى, الا بالعودة والنكوص كالعادة الى الحالة الفرنسية في دهاليز التاريخ (1532), ما قبل ثورة الانوار, حيث شعار الحرية والمساوة والاخوة, دا كانت ضد ثقافة البريتاني في القرون الوسطى قبل ثورة الانوار في (1789), بما يفوق مئتان وستون عاما اي قبل الشروع في مفهوم الدولة الحديثة ايضا؟ كما ان فرنسا كلها بحجم اقليم جنوب السودان سابقا فكيف يكون المقارنة يا غوبلز لولا الخرف تحت تاثير جنون الجلابي السلطوي في التزييف والتضليل والتزوير والمغالطات والعيش في حالة الانكار الدائم؟ كما هذه المقارنة من غوبلز يوضح ان نخب اقلية جلابا السلطة لم يتجاوز نظرتهم حتى جغرافيا, فلم يتصوروا يوما ان لهم وطن قارة عظيمة بما لا يقارن الا بدول كبرى ولكن لا حياة لمن تنادي؟ لكن انت لم تدرك حتى بعد غياب الشمس؟
| |
|
|
|
|
|
|
Re: يوم حظرت دولة النوير إذاعة أغنية اب ذوق عش (Re: Arabi yakub)
|
وللمقارنة في الرؤية الى السودان ما بين مسؤولي الاستعمار الانجليزي الذين خلقوا لنا نخب اقلية جلابا السلطة من البيوتات الطائفية والافندية الذين اورثوهم ادارة السودان ما بعدهم عن الاحلال والابدال اي التمكين الاول في السودنة, ورؤيتهم الجاهلي لسودان اسلاموعروبوي وهمي رجعي فوقي احادي اقصائي فاشي, ورؤية احد مسؤولي الاستعمار الانجليزي في كلمات مبسطة في خطاب مترجم الى العربية منسوب الى روبرت جورج هاو وهو يودع منصبه كحاكم عام السودان, قد اوضح انه ملم بتفاصيل تكوين السودان افضل بكثير من تصور حجافل الافندية الجاجويد وكلاء الامبريالية العربية الجدد, وانه رجل دولة بحق:
آخر كلمات ألقاها حاكم عام السودان السير روبرت جورج هاو ( ٨ / أبويل / ١٩٤٧م الي ٢٩ / مارس / ١٩٥٤م )، و قارنوها بوضع السودان و شعبه اليوم .
*هذا حفل شعبي، أحسبه إشارة لطيفة وكرم عظيم منكم، حيث منحتموني هذه الفرصة لأودع الناس هنا. تمثل الخرطوم وأمدرمان والخرطوم بحري قلب السودان النابض، وعند توديعي للحضور في هذا الحفل، فإنني أضع في مخيلتي وذهني أنني أودع بالفعل كل السودانيين في كافة أرجاء البلاد. إنكم أيها السودانيين شعوب مختلفة في شمال البلاد وجنوبها، وفي غرب البلاد وشرقها. شعوب ذات أصول مختلفة وعادات متباينة. هذه الاختلافات قد تمثل نقطة قوة، وقد تمثل في ذات الوقت نقطة ضعف. قد تمثل نقطة قوة إذ أن التنوع يولد حيوية عظيمة، وقد تمثل نقطة ضعف، إذ أنها قد تفضي إلى نزاعات مدمرة. أود أن الفت نظركم في كلمتي القصيرة هذه إلى اختلافات شعوب السودان. لقد كان من حسن حظي أن تشرفت بقيادة الحكم في هذا البلاد لأعوام ثمانية كانت هي أخصب سنوات البلاد، وأكثرها غنى بالأحداث التاريخية الهامة. أتيحت لي في سنواتي هنا زيارة كل مناطق السودان عدا منطقة الناصر والبيبور، وإدراك مدي اتساع الاختلافات والفروقات بين شعوب السودان في مناطقه المختلفة إدراكا تاما. أستطيع القول هنا إن هذه الاختلافات والفروقات هي مصدر تحدي كبير للبلاد وحيويتها، وستظل كذلك في ما يقبل من سنوات. تتطلب مواجهة هذه التحديات التزاما صارما ينبذ الأنانية من أجل تحقيق هدف مشترك هو التنمية الشاملة للأمة السودانية بكل مكوناتها (واكرر هنا وأؤكد على "كل مكوناتها"). لابد من توفر أكبر قدر من المهنية والتجرد وسلامة المقصد عند الجهات الحكومية والإدارية عند مواجهة هذه الاختلافات بين شعوب السودان. يتطلب حل المشاكل المترتبة على هذه الاختلافات قدرا كبيرا من الحنكة والفهم والتسامح. أنني شديد الثقة في أن بمقدوركم حل هذه المشاكل. فلتجعلوا من حلها هدفكم الأول من أجل المحافظة على كل ما تم بناءه من أجلكم في هذه البلاد في السنوات الماضية، ومن أجل ما قمنا بعمله معا، ومن أجل أطفالكم، والذين وضع مستقبلهم في أيديكم. كتب رجل روماني عظيم قبل عقود طويلة مدونة لقواعد القانون لخصها في الجملة التالية: "فلتجعل الخير في الناس هو قانونك الأساس". هلا وضعتم ذلك كشعار لنا في سنواتكم المقبلة. إنه شعار يؤكد أن الحرية تترتب عليها التزامات، وإن الحرية دون قانون هي فوضى. قد تودون التفكر في مثل قديم لطالما أثار إعجابي يقول:" ولكن ما هو الفهم الصحيح للحرية؟ الحرية هي رخصة لك لعمل الخير". لا يغدو المرء حرا دون أن يكون عضوا فاعلا في المجتمع، يلتزم بالقانون. لن تهنأ البلاد وتنعم بمستقبل سعيد ومسالم وفخور بنفسه إلا عند تقرر القبول بتسويات ديمقراطية لكل المشاكل التي تواجهها. والآن لم يبق لي إلا أن أودعكم. أشكر لكم بالنيابة عن الليدي هاو وشخصي هذه الهدية من مشغولات فضة أم درمان. سنحتفظ في إعزاز بهذه الهدية القيمة التي ستظل تذكرنا في غروب حياتنا بالأعوام الثمانية التي قضيناها في هذه البلاد وسط أناس ما عرفنا عنهم وما لمسنا منهم إلا اللطف والمجاملة والكرم، حتى في أصعب الأوقات وأقساها. أناس نشعر نحوهم بعاطفة وود عميقين، ونصلي دوما من أجل مستقبل زاهر لهم. فليحفظكم الله ويرعاكم وداعا.
اذا كان لاقلية جلابا السلطة ذرة من العقل وقراءوا بعقل هذا الخطاب التشخيصي لهذا الخواجة لما احتاج منهم اطلاق طلقة واحدة لادارة السودان, ولكن يقال ان المحرش - ايديولوجيا بالذات- بدق ابوه كو كو كو كدا؟
| |
|
|
|
|
|
|
|