الهجرة ظاهرة بشرية قديمة لكن هذه الأيام تكاثرت الأسباب التي تدفع الناس للهجرة من أوطانهم والبحث عن بلد امن مستقر وقد إزدادت موجات الهجرة هذه الأيام بسبب انتشار الحروب والقهر والظلم. كانت استراليا أكثر الدول استقبالاً للمهاجرين من شتى أصقاع العالم وهيأت للمهاجرين إليها سبل العيش الكريم الامن ووفرت لهم كل مستلزمات الحياة الحرة الكريمة تحت مظلتها الامنة االمتعددة الثقافات وإلإثنيات. للأسف طفحت على سطح المجتمع الأسترالي جماعات عنصرية رافضة للمهاجرين لكنها بحمد الله ظلت محدودة الأثر ومرفوضة من غالب سكان أستراليا وقد وصفها تقرير صادر من المشروع العالمي لمكافحة الكراهية في أكتوبر 2022م بأنها نازية جديدة. لسنا من أنصار تأجيج الفتن المجتمعية ونؤمن باهمية تعزيز ثقافة استراليا التعددية القائمة على التعايش الإيجابي بين كل مكوناتها خاصة سكان أستراليا الأصليين الذين احتضنوا المهاجرين بصدر رحب ومازالوا يتعايشون معهم في سلام ومحبة. نعلم أن هناك عصابات إجرامية وسط المهاجرين لكنهم أيضاً جماعات محدودة مرفوضة حتى من الاثنيات التي خرجوا منها، وهذه العصابات يجب مكافحتها بالقانون ومحاكمة كل من يثبت تورطه في أعمال إجرامية لكن المرفوض تعميم الأحكام على كل المجموعة الإثنية التي خرجوا منها. ينطبق هذا أيضاً على الجماعات الإرهابية الموجودة في جميع أنحاء العالم لكنهم لايمثلون إثنية معينة ولاعقيدة دينية بعينها ولا يمكن تعميم الأحكام على إثنية معينة أو عقيدة ما بها، كما يمكن معالجة حالاتهم بالحوار والحجة والمنطق. مع إيماننا بأهمية تعزيز ثقافة السلام والتعايش الإيجابي بين كل مكونات النسيج المجتمعي الاسترالي نأمل ألا تتأثر السلطات الأسترالية بهذه الظواهر السلبية المحدودة وتتخذ إجراءات مشدد ة تجاه طالبي اللجوء من عقيدة او إثنية معينة ونذكرهم بأن ارض الله واسعة ورحمته أوسع فيسروا ولا تعسروا.
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة