يحتلون الأراضي السودانية ويريدون الدعم السوداني !!
دولة مصر تحتل أجزاء من الأراضي السودانية ،، وكذلك دولة أثيوبيا تحتل أجزاء من الأراضي السودانية .. ولم يحدث يوماُ من الأيام أن دولة من الدول المجارة للسودان قد اشتكت من احتلال السودان لأجزاء من أراضيها .. هنالك مناطق ( حلايب وشلاتين ) السودانية محتلة من قبل دولة مصر .. وهنالك مناطق ( بني شنقول ) السودانية محتلة من قبل دولة أثيوبيا .. وكذلك هنالك صراع قائم بين السودان وأثيوبيا حول ترسيم الحدود وتحديث هوية منطقة ( الفشقا ) .. ورغم تلك الحقائق الموجعة والمؤلمة فإن الحكومات السودانية المتعاقبة لم تتحرك بجدية في يوم من الأيام لاسترداد تلك الأراضي المحتلة .. ولم يمر في حياة الشعب السوداني ذلك الرئيس أو القائد للبلاد الذي يجعل من تلك القضايا والحقوق أمراُ أساسياُ عند اللقاء والحوار مع تلك الدول المجاورة المحتلة .. ولكن كالعادة يلاحظ الشعب السوداني دائماُ ذلك ( الجبن ) وذلك التخاذل وذلك الطناش من رؤساء السودان !!.. وهي تلك الصفات التي تؤكد ضعف دولة السودان أمام جبروت تلك الدول المحتلة لأراضيها .. والأكثر خيبة وخيابة ومذلة أن هؤلاء الرؤساء السودانيين يركضون كل مرة هرولة لتلك الدول حين يشير إليهم رؤساء تلك الدول بالبنان !.. وتلك الإشارة دائماُ تكون حين يتعلق الأمر بمصالح تلك الدول الذاتية .. دولة مصر كعادتها تريد من دولة السودان أن تدور في محورها .. وأن لا تتحرك قيد أنملة إلا تحت إمرتها وإشاراتها !!.. وحين يتعلق الأمر بمياه النيل فهي ترى أن السودان مجرد دولة يجب أن تكون طوع بنانها ولا تخرج عن قراراتها في ذلك الشأن .. بل يجب عليها أن تتبع خطواتها وسياساتها دون ذلك التمرد الصريح .. واستقلالية موقف السودان في شأن ( سد النهضة ) لا تعجب دولة مصر إطلاقاُ .. وهي دولة مصر التي تعودت أن تأمر وتنهي دولة السودان منذ سنوات طويلة .. وفي نفس الوقت هي تستغل وتعرف جيداُ أن حصة السودان الزائدة من مياه النيل دائما ترد إليها في غفلة أهل السودان الأغبياء .. ولو حصل في سنة من السنوات أن دولة السودان قد استهلكت متراُ واحداُ مربعاُ من حصة مصر من المياه لأقامت مصر الدنيا ولا تقعدها !!.. ولأشعلت حرباُ ضروسة ضد السودان !!. والشعب السوداني يعرف تلك الحقيقة جيداُ .. وطوال المئات من السنين فإن الزائد من حصة السودان من مياه النيل ترحل لدولة مصر في غياب أهلها الأغبياء !.. ورغم ذلك فإن دولة مصر لا تعرف تلك الأفضال لدولة السودان .. ولا تقابل الإحسان بالإحسان !! .. بل بدلاُ من ذلك فهي تحتل أجزاء من أراضي السودان بغير وجه حق !! .. والأمر كذلك حين يجري الحديث عن دولة أثيوبيا .. تلك الدولة التي تحتل أجزاء من أراضي ومناطق السودان بغير وجه حق .. وفي هذه الأيام هي تريد أيضاُ مساندة السودان لها في شأن ( سد النهضة ) .
ولكن حين يتعلق الأمر بتلك الأراضي والمناطق السودانية المحتلة فإن تلك الدول تقلب ظهر المجن للسودان .. وتبدي امتعاضها وغضبها الشديد .. ولا تريد مجرد الحوار في ذلك الشأن .. وتجعل من تلك المطالب السودانية بمثابة الخطوط الحمراء التي لا يجوز الخوض فيها .. كما أنها ترفض كلياُ أية مبادرات تجتهد لإيجاد الحلول اللازمة لتلك القضايا المتعلقة لسنوات طويلة .. وكل ذلك لأن تلك الدول ترى نفسها أقوى من دولة السودان ألف مرة .. وفي منظورها فإن دولة السودان دولة ضعيفة في مقدراتها وإمكانياتها العسكرية .. وهي لا تستطيع أن تواجه تلك الدول في حال الحروب الصريحة .. ولكن الشرعية الدولية لا تقر إطلاقاٌ بمنطق القوة حين يتعلق الأمر بالحقوق .. وهي تلك الشرعية التي لا تعطي الأحقية في حال احتلال أراضي الغير بالقوة .. وفي عرف العالم المتقدم فإن الضعف لا يعني ضياع الحقوق .. وتلك الحقوق لابد أن تعود لأهلها في يوم من الأيام .. وتلك القوة ليست بالمستديمة حتى قيام الساعة !.. حيث أن القوي في عالم اليوم قد يصبح ذلك الضعيف في عالم الغد .. وحيث أن الضعيف في عالم اليوم قد يصبح ذلك القوى في عالم الغد .
السيد حمدوك إذا أراد أن يخدم السودان فهذا هو الوقت المناسب .. حيث أن دولة مصر وأثيوبيا تريدان أن تحققا مكاسب ذاتية كبيرة وهامة للغاية .. دولة ( مصر ) تريد أن تستميت بشدة من أجل مياه النيل .. وتلك المياه تمثل الحياة أو الموت للشعب المصري .. ودولة ( أثيوبيا ) تريد أن تحقق حلمها الكبير بإقامة ( سدة النهضة ) .. وكلتا الدولتين تريدان المساندة القوية من دولة السودان .. وبنفس القدر يجب أن تكون لدولة السودان الرغبة الشديدة لتحقيق مصالحها .. واسترداد حقوقها وأراضيها تلك المحتلة .. وعليها أن تركض بشدة لإثارة تلك القضايا المجمدة في هذه الأيام .. حيث يجب عليها أن تفرض الشروط على تلك الدول المحتلة بالمقابل .. وذلك بالقدر الذي يحق المساندة بالمساندة ،، والوقفة بالوقفة .. والتأييد بالتأييد .. والقيمة بالقيمة ،، وتلك القيمة المطلوبة هنا ليست بالهبة والمنة والمنحة من أحد .. بل هي استرجاع واسترداد للحقوق المسلوبة والمنهوبة ظلماُ وجوراُ .. والسيد حمدوك إذا تمكن من استرجاع تلك المناطق السودانية المحتلة فسوف يدخل التاريخ من أوسع الأبواب .. وسوف يمثل الأب الروحي لأجيال السودان القادمة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست