وعى ثورة ديسمبر وصندوق النقد الدولى بقلم عبدالمنعم عثمان

مرحبا Guest
اخر زيارك لك: 05-06-2024, 02:13 AM الصفحة الرئيسية

منتديات سودانيزاونلاين    مكتبة الفساد    ابحث    اخبار و بيانات    مواضيع توثيقية    منبر الشعبية    اراء حرة و مقالات    مدخل أرشيف اراء حرة و مقالات   
News and Press Releases    اتصل بنا    Articles and Views    English Forum    ناس الزقازيق   
اراء حرة و مقالات
نسخة قابلة للطباعة من الموضوع   ارسل الموضوع لصديق   اقرا المشاركات فى شكل سلسلة « | »
اقرا احدث مداخلة فى هذا الموضوع »
07-09-2020, 07:55 PM

عبد المنعم عثمان
<aعبد المنعم عثمان
تاريخ التسجيل: 02-25-2019
مجموع المشاركات: 173

للتواصل معنا

FaceBook
تويتر Twitter
YouTube

20 عاما من العطاء و الصمود
مكتبة سودانيزاونلاين
وعى ثورة ديسمبر وصندوق النقد الدولى بقلم عبدالمنعم عثمان

    07:55 PM July, 09 2020

    سودانيز اون لاين
    عبد المنعم عثمان-السودان
    مكتبتى
    رابط مختصر





    تمهيد :
    أجمل واد ق وصف لثورة ديسمبر انها ثورة وعى ، فهو الذى يمنحها صفة التفرد على ماقبلها وما حولها . ذلك ان كل ماسبقها ، وما حدث حولها ، توقف عند ازالة الأنظمة السابقة. ولكن ثورة ديسمبر ، برغم ماواجهها من مصاعب ومشاكل من داخل مكوناتها ومن خارجها فى الداخل والخارج ، الا انها لاتزال تدهش الكل بخروجها من تحت الرماد الذى يهال عليها ، وهى لاتزال تتمسك بشعاراتها بقوة اكبر . تتعدد الأسباب لهذا التفرد ، غير ان القاسم المشترك الأعظم هو الوعى الذى لازمها من اول لحظة ، فلماذا ؟
    الوعى عملية تراكمية لاتحدث بين يوم وليلة . لذلك فان مامر بالسودان منذ الأستقلال من تغيرات وتحولات سياسية قد اسهم بالطبع فى تكوين هذا الوعى . فالقول بان الثورة ثورة شباب فحسب لايصح ، الا اذا كنا نعنى بالثورة الأفعال التى تمت منذ اندلاع مظاهرة الدمازين ثم عطبرة وحتى سقوط راس النظام فى الحادى عشر من ابريل ، لأنه لو انتهى الأمر عند ذلك الحد ، لكان ابن عوف لايزال يتحكر فى الكرسى الأعلى للسلطة ! ثم لكانت التضحيات التى تمت فى انتفاضة 2013 لامكان لها فى الاعداد للثورة ، وهكذا رجوعا الى الخلف حتى المواقف الأولى من جماهير الشعب من اضراب الأطباء وماتبعه من مواقف ثورية لنقابات اخرى ، مرورا بتكوين التجمع الوطنى من داخل سجن كوبر ... واذا رجعنا بالزمان الى ابعد من ذلك ، فاننا سنجد مظاهرات رفض المعونة الأمريكية منتصف خمسينات القرن الماضى والأنقلاب الأول والثورة عليه فى اكتوبر ..ثم ..ثم.. سنجد ، باختصار ان كل هذه الأحداث قد ساهمت بدرجة أو أخرى فى انضاج وعى الجماهير . ولا أجد تعبيرا اكثر جمالا ووعيا بهذه الحقيقة لتراكم الوعى من قول شاعرنا محمد المكى ( كان أكتوبر فى أمتنا منذ الأزل .. كان خلف الصبر والالام يبدو صامتا منتظرا حتى اذا الصبح أطل ... كان اسياف العشر ومع الماظ البطل ...وجنب القرشى حين دعاه القرشى حتى انتصر )!
    مقدمة :
    كان لابد من ذلك التمهيد وهذه المقدمة قبل ان أدلف الى قلب الموضوع ، الذى هو امتداد للموضوع السابق حول التصورات للسياسة الاقتصادية لسودان الثورة فى المقارنة بين مايقوم به وزير المالية متابعا وقع الحافر على الحافر لصندوق النقد وماتدعو اليه اللجنةالأقتصادية لقحت ، اذ ان مايفرق بين التصورين هو الوعى بشعارات الثورة المتفردة ثم العمل على جعلها واقعا ملموسا ، او الوعى بالشعارات والعمل باسلوب آخر ـ ربما ظنا بنجاعته- على احسن الظنون . والأهم من ذلك انه لم تترك الجماهير سبيلا للشك فى وعيها الذى عبرت عنه بشكل مستمر بما تقوم به منظماتها الثورية فى كل مكان واتجاه وفى كل يوم، وبشكل دورى فى مواكب الثلاثين من يونيو الماضى وقبل الماضى . وبما ان خطاب الدكتور حمدوك بعد المواكب لم يدع هو الآخر مجال للشك فى وعيه بماتريد جماهير الثورة وتعبيره عن الصعوبات التى تواجهه فى جملة واحدة قالت كل شئ ، وذلك عن الصعوبة فى التوازن الضرورى بين مكونات السلطة . وقدفهمت الجماهير الواعية المعنى المقصود ! ولم يبق الا ثقة حمدوك فى ان الجماهير بفعلها ووعيها قد منحته " كارت بلانش " ليقوم بما يجب مؤكدة له ان التوازن أصبح فى صالح المكون الثورى .
    معركة الوعى فى استكمال مهام الثورة :
    يدور صراع واضح وخفى بين العديد من الأطراف فى داخل السودان وخارجه حول مصير ديسمبر . وبرغم المظاهر المختلفة لأشكال ذلك الصراع ،الا أن المحتوى الذى لايجب أن يخفى على المهتم ، هو ان ذلك الصراع يعبر عن مصالح الأطراف المتصارعة ، سواء كانت بلدان او جماعات اوحتى أفراد . ولعل محوره ، كما عبرت سابقا فى عديد المرات هو : هل تستكمل الثورة طريقها حتى تحقيق كامل شعاراتها التى رفعتها الجماهير المرة تلو الأخرى وأقرها الدكتور حمدوك فى خطابه المشار اليه ، ام تنتصر جماعات الهبوط الناعم بمكوناتها الداخليه التى تشمل الداعين الى الأنتخابات المبكرة بمختلف الدعاوى الى جانب بقايا النظام البائد بعد ان ذهبت احلام العودة الى غير رجعة ، وداعميهم فى الخارج خوفا من تمدد اليسار أو عدوى الثورة ضد الأنظمة الدكتاتورية . وبما أن مصالح جماعات الهبوط الناعم فى الداخل بينة ، فسنركز على ماتبقى من المقال على مصالح الداعمين للأتجاه فى الخارج . وهؤلاء نراهم فى الولايات المتحدة وصندوق النقد بصورة واضحة لكل ذى عينين ، وبصورة خفية من بقايا رموز الأستعمار الجديد فى اوروبا واليابان والصين . ولكيلا يصرف البعض هذا الحديث على انه " كلام شيوعيين " مواقفهم معروفة ضد الراسمالية ، فاننى ساحاول الرد على السؤال : لماذا الموقف ضد صندوق النقد وامريكا وقد قدموا ماقدموا من المساعدات فى اطار اصدقاء السودان ؟!


    أولا : صندوق النقد :
    أنشأ الصندوق بواسطة الحلفاء المنتصرين فى الحرب العالمية الثانية ، ضمن اجراءات بريتون وودز التى عبرت عن مصالح المنتصرين ، وكذلك عن اعادة الترتيب بينهم : بداية أفول نجمى الأستعمار القديم – بريطانيا وفرنسا – وصعود نجم امريكا ، وبالتالى هبوط الاسترلينى كعملة الأحتياط والتداول ألأولى عالميا وصعود الدولار . لهذا فقد استولت امريكا على نصيب الأسد فى نسبة المساهمة والتصويت فى قرارات الصندوق وكذلك على حق الفيتو ضد القرارات التى لاتعجبها ! وبهذا أصبحت امريكا هى المتحكمة فى مصير العالم الأقتصادى على الأقل بمافى ذلك اوروبا من خلال مشروع مارشال الشهير . والدليل على انها تستطيع ان تفعل ماتشاء فى هذا الشان ، نشير الى تحكم الدولار حتى بعد ان قررت امريكا فى العام 1971 ، ومن جانب واحد ، الغاء غطاء الذهب وبالتالى عدم امكانية تبادل الدولار بالذهب لمن يريد وفى اى وقت ، كما كان يحدث من قبل ! وبهذا اصبح لديها الحق فى طباعة ماتشاء من الورقة الخضراء وتوزيعها كيف تشاء . ومع مجئ السيد ترامب لم يعد الأمر خفيا فتصريحاته الموجهة للسعودية والعراق تدل على هذا التحكم . ودليل آخر على تحكم الولايات المتحدة فى الصندوق الدولى ، الذى بدوره يتحكم فى الادارة النقدية العالمية ، هو ماأشرت اليه فى مقالاتى عن الدولار ومصيره ، من ان الصندوق قد توصل بالفعل الى ضرورة اصدار عملة بديلة للدولار .. ولكن لايوقف تنفيذ الأمر غير التحكم الأمريكى ! ولتبيان دور الصندوق فى تدمير اقتصادات الدول النامية لمصلحة الدول الصناعية المتقدمة ، نقدم ادناه بعض آراء اقتصاديين ينتمون الى العالم الراسمالى المتقدم عن هذا الدور :
    يقول جون بيركنز : ( مؤلف كتاب " الاغتيال الأقتصادى للامم " ) :
    ( يتبنى الصندوق سياسات رأسمالية تساعد على السوق الحر وذلك من خلال :
    رفض اى قيود من الدولة المقترضة على النقد الأجنبي .
    يرفض رقابة الدولة على الصرف .
    ضد تدخل الدولة فى السياسات النقدية .
    يشجع القطاع الخاص والسوق الحر
    يقدم نفس السياسات لكل الدول الأعضاء دون اعتبار لأختلاف أوضاعها الأقتصادية .
    ويقول أيضا : ( على الدول التى تقترض من الصندوق قبول مفاهيم جديدة ، مثل : تحرير التجارة ، حقوق المستهلك ، الخصخصة الكاملة لمرافق الصحة والتعليم والكهرباء )
    الا يذكركم هذا بما حدث بالفعل على أيام الأنقاذ وقع الحافر على الحافر !
    يقول بيركنز عن الطريقة الأمريكية فى السيطرة على الدول : ( هناك طريقتان لأحتلال أى بلد أو السيطرة على بتروله :ذلك بالقوة الحربية أوبقتله اقتصاديا من خلال الخصخصة واغراقه بالديون وقروض البنك الدولى ..)
    أما جوزيف ستيغليتز( الحائز على نوبل والمستشار الأقتصادى للرئيس كلينتون ) ، فيصف القروض التى يقدمها الصندوق كالتالى :( القروض التى تقدم من الصندوق تكون ضارة فى حالات كثيرة، خصوصا تلك التى تقدم للبلدان النامية )
    ويقول تشوسودوفسكى : (قروض الصندوق قد تترك البلد فقيرا كما كان من قبل ، مع مديونية أكبر وصفوة حاكمة أكثر ثراء ) وكأنه يصف حال السودان أيام الأنقاذ !
    وتقول ايزابيل غرامبيرج ، المسئولة السابقة فى برنامج الأمم المتحدة للتنمية : (السياست التى يعرضها الصندوق على الدول الأعضاء ، لاسيما النامية ، تؤدى فى غالب الأحيان الى ارتفاع حدة البطالة وانخفاض القوة الشرائية والتبعية خاصة الغذائية يضاف اليها تفكك الأنظمة الأنتاجية . )
    ووصفت المسئولة هذه الأمور " بالجريمة " معتبرة ان الصندوق ليس مشاركا فقط ، بل انه المايسترو الذى يدير نظاما شاملا لسحب الاموال من الفقراء ليمول انفاق أقلية غنية من الناس . والنتيجة هى : انخفاض الدخل القومى فى البلدان النامية وزيادته فى البلدان الصناعية الى الحد الأقصى )!
    ويلخص الدكتور صلاح هاشم الأمر على النحو التالى :( على مدار سنوات وجود الصندوق الدولى ، ما من دولة حصلت على قروض الصندوق وحققت عائدا تنمويا ملموسا ) .
    ومع كل هذه الأقوال الكافية الشافية من اشخاص لايمكن وصفهم بأنهم اصحاب ايديولوجيا ضد الصندوق من حيث المبدأ ، الا اننى ، كصاحب ايديولوجيا ضد الراسمالية وكل مايمت اليها بصلة اقتصادية ، اقول ان للصندوق جوانب يمكن ان تفيد بعض البلدان ، بشرط ان تكون هذه البلدان قد قامت بواجباتها المحلية ، وان اقتصاداتها قد وصلت مرحلة من النضوج لاتؤثر معها العوامل الخارجية معروفة المقاصد . ولهذا نقول لواضعى سياساتنا الأقتصادية عليكم اولا بالنظر الى مواردنا الداخلية ، وما أكثرها ، بهدف تنميتها وبالمشاركة مع الخارج ولكن بشروطنا مع الوضع فى الأعتبار مصالح وفوائد الآخرين بدون " ضرر او ضرار ". كذلك نلفت نظرهم الى ان فى بعض التدخلات الخارجية ن حتى من بعض الأ صدقاء مايدل على بعض النوايا الخبيثة : مثل الدعوة الى ازالة الدعم عن بعض السلع الرئيسة وغيرها مما يدخل فى عمق سياسات الدولة . ولا أظن ان هذه الدول تسمح بتدخل السودان فى وضع سياساتها الداخلية .
    أما الولايات المتحدة فشانها آخر : فهى من الواضح جدا انها تكيل بعدة مكاييل هدفها مصلحة الولايات المتحدة فحسب ، كما صرح رئيسها اكثر من مرة : امريكا أولا ، واَضيف : وأخيرا . تمنع عنا أهم قرار قد يجعلنا فى غنى عما عداه ، الا وهو ازالة أسم السودان من القائمة اياها ، وتمنحنا بعض الدولارات الموجهة الى الدعم النقدي الذى يهدف الى اغراءالمستهدفين به بالأعتماد عليه بدلا من الأتجاه للأنتاج وكذلك الى زيادة التضخم بوحود أموال لايقابلها وجود سلع منتجة محليا أو مستوردة . ويجتمع وزير ماليتنا مع ممثليها الدبلوماسيين ليستمع الى نفس النصائح من نوع ازالة الدعم .
    الخلاصة :
    العجيب فى كل الأمر أن السياسات التى تدعو لها اللجنة الأقتصادية لقحت تتوافق مع ماذهبت اليه ، مدعوما بآراء اقتصاديين عالميين وذوى خبرة فى سياسات المؤسسات الدولية ومدعوما ايضا بالتجربة السودانية مع سياسات الصندوق التى أدت الى ثورة الوعى المتفردة على رأس اسباب اخرى . وان قحت هى الحاضنة السياسية المعترف بها من قبل الحكومة ، وان السياسات المالية والنقدية المطبقة حتى الآن قد اتضحت بعض نتائجها الكارثية مثل وصول التضخم الى أكثر من 100% وزيادة الأسعار بنسبة 700% ، حسب الصندوق ذاته ، الا ان هناك اصرار على تطبيق وصفات الصندوق الى درجة عقد اتفاقية – غير مالية – معه يلتزم السودان بتطبيقها حرفا حرفا دون تلقى مليما واحدا !!!!
    من الواضح ان السياسات المتبعه لامبرر لها الا اذا كان الهدف منها هو ايصال مظاهرات وتجمعات الثورة الى الهتاف ضد الحكومة وبالتالى الوصول الى الهدف الذى يقف وراءه الداعون الى الهبوط الناعم فى الداخل والخارج ، خصوصا بالنظر الى موقف الولايات المتحدة ، الذى يدفع بقوة فى هذا الأتجاه . وارجو ان تتذكروا هنا تصريحات ممثل الاتحاد الأوروبى ، الذى قال : لانستطيع ان نفعل اكثر مما فعلنا مع الولايات المتحدة فى سبيل ازالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب .























                  


[رد على الموضوع] صفحة 1 „‰ 1:   <<  1  >>




احدث عناوين سودانيز اون لاين الان
اراء حرة و مقالات
Latest Posts in English Forum
Articles and Views
اخر المواضيع فى المنبر العام
News and Press Releases
اخبار و بيانات



فيس بوك تويتر انستقرام يوتيوب بنتيريست
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
About Us
Contact Us
About Sudanese Online
اخبار و بيانات
اراء حرة و مقالات
صور سودانيزاونلاين
فيديوهات سودانيزاونلاين
ويكيبيديا سودانيز اون لاين
منتديات سودانيزاونلاين
News and Press Releases
Articles and Views
SudaneseOnline Images
Sudanese Online Videos
Sudanese Online Wikipedia
Sudanese Online Forums
If you're looking to submit News,Video,a Press Release or or Article please feel free to send it to [email protected]

© 2014 SudaneseOnline.com

Software Version 1.3.0 © 2N-com.de