دارت الدوائر في البلاد لتنتهي بتلك الخاتمة المحزنة الكئيبة .. وحالياً تواجه البلاد ذلك الإرباك الشديد القاتل في كافة المسارات ،، ولا يدري أحد ماذا يدور وماذا يجري في الساحات السودانية .. وبنفس القدر لا يعرف أحد من يحكم البلاد بعد الانتفاضة الأخيرة ،، منتهى التضارب في المواقف والقرارات والتصريحات !! ،، ومنتهى التناقضات والتضارب لمواقف تلك الأطراف التي تدعي أنها تحكم البلاد !.. طرف من الأطراف يدلي بتلك التصريحات النارية من وقت لآخر ،، وطرف آخر يفند ويرفض تلك التصريحات الأولى ثم يدلي بدورها بتلك التصريحات النارية ,, وطرف ثالث له مواقف أخرى تناقض مواقف الآخرين جملة وتفصيلاً ،، منتهى المهزلة والمضحكة والبهدلة مع حكومة انتقالية لا تلتقي أطرافها حول مائدة الوحدة والاتفاق في لحظة من اللحظات ،، وكذلك منتهى المهزلة والبهدلة مع أطراف وجهات أخرى في الساحات السودانية خارج نطاق الحكومة ,, تلك الحكومة ( ثلاثية الأبعاد ) تشتكي من الخلل والفشل بكل القياسات في مقدراتها وممارساتها ،، وبنفس القدر فإن تلك الجهات والأطراف السياسية وغير السياسية المتنوعة التي تعج بها الساحات السودانية في هذه الأيام بدورها تشتكي من كثرة الممارسات والتصريحات الهزلية الفارغة التافهة ،، وبالمجمل فإن الأحوال بدولة السودان في هذه الأيام تمثل قمة المهزلة والمسخرة ،، ويجري على دولة السودان حالياً ذلك المثل الشعبي السوداني الذي يقول : ( مركب النساء تغرق في أتون الضجة والخلافات !! ) .
في خضم تلك الخلافات التي تكتسح الساحات السودانية في هذه الأيام وفي خضم تلك التصريحات العشوائية البلهاء من قبل هؤلاء وهؤلاء تتراجع البلاد وتتردى الأحوال ،، كما أن الشعب السوداني يكابد أشد ألوان الويلات والأوجاع والشقاء والمعاناة ،، ولا توجد في البلاد لحظات براح ورحمة تلحق الشعب السوداني بالانفراج والخروج من حالات الأوجاع والدموع والآلام ،، كما أنه لا توجد في البلاد لحظات عقل وتعقل من هؤلاء المسئولين في تلك الحكومة المؤقتة ،، بل هو ذلك الاحتقان الشديد التي تلفح الأجواء السودانية بكل القياسات والمعايير ،، الأحوال تتردى وتتراجع بطريقة خطيرة وقاتلة في كافة مجالات الحياة بالسودان في هذه الأيام ،، وتلك الأطراف المسئولة عن قيادة البلاد مشغولة في تلك القضايا والخلافات الجانبية الهامشية ،، ولا توجد نقطة واحدة تلتقي وتتوافق عندها تلك الأطراف التي تفتقد أدنى معاني المسئولية والوطنية ،، ومنذ تلك الانتفاضة الأخيرة فإن حالات الفوضى والانفلات والتردي في الأحوال المعيشية للناس بجانب الغلاء المتواصل وبجانب ذلك لانفلات الأمني الرهيب هي التي تسود البلاد في هذه الأيام .
حكومة انتقالية عاجزة وفاشلة بكل القياسات والمعايير ,, وهي تلك الحكومة التي عجزت أن توفر أدنى مقومات الحياة للإنسان السوداني ،، حكومة تشتكي العلل في مقدراتها الذاتية ،، وتعاني الخلل في أوصالها وأطرافها ،، وقد عجزت كلياً عن معالجة تلك الأزمات والقضايا التي جاءت من أجلها ،، وإذا كانت تلك الحكومة الانتقالية عاجزة كلياً في جمع شملها وأطرافها فكيف لا تعجز عن معالجة قضايا الأمة السودانية ؟؟ .. وهي تلك الحكومة التي مازالت عاجزة كلياً في اختيار وزراءها !!،، وقد توقفت أنشطة الحياة بدولة السودان بتلك الصورة الرهيبة القاتلة ،، في مجال التعليم والمدارس بدولة السودان ذلك الانهيار وذلك الفشل التام لسنة كاملة وشهور!! .. والأسباب في ذلك تلك الفلسفات الفارغة الواهية العقيمة التي أرادها البعض من أبناء السودان ،، ذلك البعض الذي لا يملك مثقال ذرة من تلك المقدرات الفكرية في مجابهة تلك الظروف الآنية التي تمر بها البلاد ،، ولا يملك تلك الأبعاد التخطيطية العميقة التي تجاري ظروف ومقدرات البلاد الاقتصادية والمالية ،، مجرد واهم قد تسلق الأكتاف في غفلة الأعين ليمرر في البلاد تلك الأجندات والأفكار الخبيثة ،، كما أن هؤلاء المسئولين عن إدارة التعليم بالبلاد قد أثبتوا للشعب السوداني بأنهم أضعف وأجهل الفئات البشرية التي تدير مهنة التعليم بالسودان منذ استقلال السودان ،، حيث لا تعليم ولا مدارس في البلاد لشهور طويلة بتلك الطريقة المخزية الفاضحة القاتلة لأول مرة في تاريخ السودان بعد الاستقلال ،، وكذلك لأول مرة في تاريخ السودان يتشرد ويتسكع هؤلاء الأبناء الصغار في الطرقات والأزقة لشهور وشهور في كنف هؤلاء المسئولين عن التعليم في البلاد الذين يفتقدون أدنى مؤهلات المهنة ،، مجرد أناس يدعون ويزعمون تلك المهارات المهنية وخيبتهم متمثلة جهاراً ونهاراً للعالم !! .. والعبرة ليست بتلك المظاهر والبدل والكرافتات والمزاعم الفارغة ،، إنما العبرة بتلك الإنجازات الماهرة في مجال التعليم والمدارس كما كان يحدث في الماضي بأيدي هؤلاء الرجال الأبطال الذين كانوا يديرون ذلك الصرح العظيم منذ استقلال البلاد .. وهنا البكاء والنحيب لأحوال المدارس والتعليم في البلاد مجرد مثال لتردي الأحوال في البلاد في ظلال تلك الحكومة الانتقالية المؤقتة ,, فهنالك المئات والمئات من تلك الأحوال التي تبكي الشعب السوداني في مجالات أخرى كثيرة ،، ومنها مجال التردي في أحوال الصحة بالبلاد ،، ومنها ذلك الانفلات في الأمن ،، ومنها ذلك التفشي الرهيب في مجال العطالة ،، ومنها ذلك الانفلات الرهيب في الأسعار بالبلاد ،، ومنها عدم توفر الرقابة في الأسواق والمحلات ،، ومنها تعطل الإنتاج بالبلاد ،، ومنها تفشي ظاهر الفساد والمفسدين في البلاد ،، ومنها تفشي ظاهرة التهريب لثروات ومقدرات البلاد ،، ومنها ذلك التراجع الرهيب في كافة مجالات الاقتصاد ،، ومنها ذلك التمرد الشديد للدولار ،، ومنها العشرات والعشرات من تلك الأزمات الحادة القاتلة التي يكابدها الإنسان السوداني في كافة مجالات الحياة .
الرسائل والمقالات و الآراء المنشورة في المنتدى بأسماء أصحابها أو بأسماء مستعارة لا تمثل بالضرورة الرأي الرسمي لصاحب الموقع أو سودانيز اون لاين بل تمثل وجهة نظر كاتبها
لا يمكنك نقل أو اقتباس اى مواد أعلامية من هذا الموقع الا بعد الحصول على اذن من الادارة
عمر عيسى محمد أحمد
فيس بوك
تويتر
انستقرام
يوتيوب
بنتيريست